برامج نظرية وتطبيقات عملية في الحلقة الثانية لتأهيل الكوادر الفنية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تنطلق غدا الحلقة الثانية من منظومة العمل المتكاملة في تحديث واستحـداث منـاهج التدريب لمراكـز إعــداد الرياضييـن لعام 2023 والتي تنفذها دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بمشاركة واسعة من مدربي مراكز إعداد الرياضيين والمشرفين والفنيين في المراكز الرياضية، وذلك بفندق نوفوتيل وعلى مدى 3 أيام.
ففي اليوم الأول من الحلقة سيتم تقديم محاضرة حول "الرياضة لدى الأطفال، مفهوم الإعداد"، وكذلك محاضرة أخرى حول "خصوصيات الطفل أثناء ممارسة التمرين الرياضي"، تعقبها محاضرة "استكشاف وتدريب القدرات الهوائية للطفل"، كما سيحفل اليوم الأول بإقامة تطبيقات عملية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر حول "تطبيق المفاهيم النظرية لدى الأطفال".
أما يوم غد الاثنين وهو اليوم الثاني من الحلقة، فسيبدأ بإقامة محاضرة "تحديد ومتابعة الحمل التدريبي لدى الأطفال"، تعقبها محاضرة "استجابات القلب والجهاز التنفسي للأطفال أثناء التمرين المستمر والمتقطع"، على أن يقام البرنامج العملي في الفترة المسائية حول "أهمية العمر البيولوجي في برمجة التدريبات الرياضية لدى الأطفال".
وتختتم محاضرات الحلقة الثانية بعد غد الثلاثاء والتي ستبدأ بمحاضرة "التخطيط التدريبي لتنمية القدرات الحركية والبدنية أثناء النمو"، تعقبها محاضرة "الإحماء والوقاية من الإصابات عن الأطفال". ومن المتوقع أن تحفل المحاضرات بمناقشات مستفيضة من قبل المشاركين. وتعد مناهج التدريب بوصلة المدرب الوطني للوصول بالرياضي للإنجاز، لما تحويه من جوانب وإرشادات وظيفية تعزز جودة التدريب، فمنظومة مراكز إعداد الرياضيين خلال عقد من الزمان تضمنت مناهج تدريبية شملت العديد من الجوانب المهارية والخططية والبدنية والمعرفية وساهمت في الرفع من العمر التدريبي للرياضي، ونظرا لما تشهده علوم الرياضة من تطورات كان ولابد من مواكبة ذلك من خلال تحديث مناهج التدريب واستحداث بعض المناهج للرياضات المستجدة في منظومة مراكز إعداد الرياضيين.
تنمية القدرات البدنية
وكانت دائرة شؤون المنتخبات الوطنية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، قد أقامت الحلقة الأولى من منظومة عمل تحديث واستحـداث منـاهج التدريب لمراكـز إعــداد الرياضييـن خلال الأيام الماضية، والتي تطرق فيها الدكتور نبيل قمادة عن المقاربات الحديثة للإعداد البدني لدى الطفل والمراهق والتي دعمها بعرض وتحليل لنتائج من البحوث العلمية والدولية، تناول فيها أنواع الجهد البدني وفلسفة الإعداد البدني وتنمية القدرات البدنية قديما وحديثا، كذلك تحليل زمن المنافسة وحصر المتطلبات البدنية بالإضافة إلى التدريب اللاهوائي اللكتيكي عند الأطفال وكذلك التدريب مع الجهد العالي.
في حين تناول الدكتور شهاب الدين الريامي برنامج التخطيط طويل المدى للرياضي ومراحل تطوير الرياضيين على المدى الطويل، حيث يعد البرنامج أحد البرامج النموذجية الرائدة في رسم إطار وخطط تطوير للرياضيين طويلة الأمد وتحديد مسار واضح لتحسين وتنمية وصقل القدرات البدنية والمهارات الحركية عن طريق برامج تدريبية صممت لدعم وتعزيز وتطوير الرياضيين والرياضة بشكل أعم وأفضل.
أما الدكتور علي اليعربي، فقد قدم محاضرة عن الإعداد النفسي في مناهج التدريب والأهداف المرتبطة به كالمهارات النفسية والذهنية وطرق تعلم المهارات الحركية وكذلك التغذية الراجعة، ويعرف علم النفس الرياضي بأنه العلم الذي يهتم بدراسة علوم الإنسان في الرياضة والأنشطة البدنية والتطبيقات العملية للمعرفة الناتجة عن هذه الدراسات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحلقة الثانیة لدى الأطفال
إقرأ أيضاً:
السودان: ما المقصود «بالحلقة الشريرة»؟
د. الشفيع خضر سعيد
عطفا على مقالي السابق «استمرار دوران الحلقة الشريرة في السودانوصلتني عبر البريد الإلكتروني رسالة قصيرة بتوقيع «شباب القراءة من أجل التغيير».
تقول الرسالة: «ذكرت في مقالك أن السودان، ومنذ فجر استقلاله، يصطلي بحمم الحلقة الشريرة الحارقة والمدمرة، وأن الحرب الراهنة هي أسوأ هذه الحمم وأشدها تدميرا. وما لم يتم تفكيك وكسر هذه الحلقة، فإن أزمات ونزاعات السودان لن تتوقف، وحتى إن توقفت الحرب الدائرة اليوم، فلن تكون الأخيرة وستتجدد مرة أخرى. فماذا تعني بالحلقة الشريرة، وكيف يتم فكفكتها وكسرها؟». سأخصص مقال اليوم والمقال القادم، للإجابة على هذا السؤال، وباختصار، فقد ناقشته بتوسع في عدة كتابات سابقة يمكن الاطلاع عليها في الشبكة العنكبوتية.
«الحلقة الشريرةتعبير راسخ في الأدب السياسي السوداني، يصف حالة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد منذ فجر استقلالها، ويشير إلى متوالية حكم مدني ديمقراطي ضعيف يطيح به انقلاب عسكري يقيم نظاما ديكتاتوريا تطيح به انتفاضة شعبية تقيم حكما مدنيا ديمقراطيا هشا يطيح به انقلاب عسكري آخر….، وهكذا تدور الحلقة، مخلفة غياب التنمية وتدني الخدمات ونسف استقرار البلاد وإستدامة تأزمها وإحتجازها في براثن التخلف والعجز عن بناء دولتها الوطنية الحديثة. والحلقة الشريرة تتجلى أيضا في عدة وجوه أخرى، كالنزاعات القبلية وحروب المركز والهامش، وفشل فترات الانتقال حيث شهد السودان منذ نيله الاستقلال حوالي خمس فترات انتقال، الأولى عقب خروج المستعمر، والأخريات أتت عقب الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية وبعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل، وكلها اتسمت بالفشل الذريع في استكمال مهامها، سوى تلك المتعلقة بمعالجة التدهور ونتائج السياسات الخاطئة الموروثة من الحقبة السابقة للفترة الانتقالية، أو المتعلقة بتنفيذ المهام التأسيسية لدولة السودان الوطنية والتي ظلت مؤجلة منذ حقبة الاستقلال، أو المتعلقة بالحفاظ على وحدة البلاد. فقد فشلت كل القوى الاجتماعية والسياسية التي شكلت الأنظمة المدنية والعسكرية التي تعاقبت على حكم السودان منذ فجر استقلاله، في غرة يناير 1956، في التصدي إلى المهام التأسيسية للدولة السودانية المستقلة، فظلت مؤجلة ومتراكمة، بل تفاقم الوضع وتعقد بالمعالجات القاصرة والخاطئة لتلك المهام علي أيدي ذات القوى، والتي لم تركز إلا على مسألة السلطة وكيفية بقائها في الحكم. عميت بصيرة هذه القوى عن واقع التعدد والتنوع الغني، الذي يميز ويذخر به السودان، من حيث الأعراق والقوميات، والأديان وكريم المعتقدات، والثقافات واللغات والحضارات، ومستويات التطور الإقتصادي والاجتماعي…، هذا الواقع الثر الذي كان له القدح المعلى في تشكيل وصياغة تلك المهام التأسيسية، والتي يمكن تلخيصها في الأسئلة الرئيسية التالية:
تدور الحلقة، مخلفة غياب التنمية وتدني الخدمات ونسف استقرار البلاد وإستدامة تأزمها وإحتجازها في براثن التخلف والعجز عن بناء دولتها الوطنية الحديثة
ماهية طبيعة وشكل نظام الحكم والنظام السياسي الملائم لهذا الواقع المميز والغني بتعدده وتنوعه، والذي يمكن أن يحقق المشاركة العادلة في السلطة بين مختلف الأعراق والإثنيات والمجموعات القومية المكونة للكيان السوداني، ويحقق ممارسة سياسية معافاة تستند على ممارسة ديمقراطية متلائمة مع واقع السودان وسماته الخاصة دون التخلي عن جوهر الديمقراطية وقيمها الثابتة والمطلقة؟
2 ـ ما هو المشروع التنموي الذي يمكن أن يحقق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للموارد والثروة، أي يعيد النظر في خطط التنمية وتوزيع الموارد والثروة بما يزيل معاناة المعيشة عن كاهل المواطن، ويرفع الإجحاف والإهمال عن المناطق المهمشة في الأطراف، مع إعطاء الأسبقية لمناطق التوتر العرقي والقومي والاجتماعي، وذلك في إطار المشروع الاقتصادي العلمي الذي يراعي عدم تدهور مواقع إنتاج الفائض الاقتصادي، وعدم استنزاف مراكز ومصادر الخبرة العلمية؟
3 ـ كيف نعالج العلاقة بين الدين والدولة والسياسة في بلادنا؟
4 ـ كيف نعالج مسألة هوية السودان: عربية أم أفريقية، أم هي هوية سودانوية، وعلاقة ذلك بالنزاعات الاجتماعية والصراعات حول اللغة والثقافة والتعليم والإعلام…الخ؟.
ومن الواضح أن النزاعات والحروب في السودان ليست مجرد صراعات حول السلطة بين المعارضة والحكومة، وليست مجرد معارك بين الحكومة المركزية والمتمردين عليها، سواء في دارفور أو جنوب كردفان أو جنوب النيل الأزرق أو شرق البلاد، كما هي ليست مجرد مؤامرات من قوى خارجية، وأصلا، لم نكن نتوهم أن تُحل وتختفي بمجرد وقف القتال بين المتحاربين، أو بمجرد توقيع القوى المتصارعة على ميثاق أو معاهدة سلام. هي ليست نتاج نزاعات عابرة أو مؤقتة، وإنما نتاج أزمة مزمنة، تمتد جذورها إلى فجر الاستقلال، ونتاج فشلنا في التصدي إلى تلك المهام التأسيسية وإنجازها في إطار مشروع وطني مجمع عليه من كل المكونات السياسية والقومية في البلد يتعهد بقضايا التنمية وبناء دولة ما بعد الاستقلال، وفي إطار دستور دائم، مجمع عليه أيضا، يحكم هذه الدولة. وللأسف، فإن هذه المهام التأسيسية، لا زالت تنتظر التنفيذ، بل ويزداد الأمر صعوبة يوما بعد يوم في ظل التدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد، وأن عدم التصدي لها وتنفيذها يدفعنا إلى القول بأن السودان لا يزال يعيش في فترة انتقالية ممتدة منذ فجر استقلاله وحتى اليوم، وأن ما أفرزه حكم الإنقاذ لثلاثة عقود، وما ظل يفرزه الواقع المأساوي بسبب الحرب المدمرة الدائرة اليوم، من تدهور وتأزم جديد، مستمر ومتراكم، يدفع بنا إلى القول بأن السودان اليوم يتجه بعجلة تسارعية نحو حالة «دولة اللادولة». ولا شك أن المسؤولية في كل ذلك، تقع بالدرجة الأولى على عاتق النخب السياسية والعسكرية السودانية، التي فشلت في كسر الحلقة الشريرة، عندما أهملت تلك المهام التأسيسية، مهام بناء الدولة، ولم تركز إلا على مسألة بقائها في السلطة.
هذا هو جوهر الحلقة الشريرة الساكنة في أرض الوطن، والتي بدورها تشكل جوهر الأزمة الوطنية العامة الممسكة بتلابيب البلد وجوهر ما يحتدم فيها من حروب ونزاعات دامية. أما كيف نكسر هذه الحلقة الشريرة ونفكفكها، فهذا ما سنتناوله في مقالنا القادم.
نقلا عن القدس العربي