انقرة ـ الاناضول: أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، إنّ تركيا لن تتمكن من المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قبل تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك على أقرب تقدير، لأنّ “البرلمان لن ينعقد قبل ذلك”. وأوضح إردوغان سبب تأخير المصادقة قائلاً: “لدينا عطلة برلمانية مدتها شهران”، مضيفاً أنّه “ثمّة الكثير من المقترحات التشريعية الأخرى لمناقشتها” بمجرد عودة النواب في تشرين الأول/أكتوبر المقبل من العطلة البرلمانية.

وأشار إلى أنّه “ثمّة العديد من الاتفاقات الدولية والعديد من المقترحات التشريعية التي تحتاج إلى مناقشة، سننظر فيها وفق أهميتها، لكنّ هدفنا هو إنهاء هذه العملية في أقرب وقت ممكن”. وتابع: “عندما يستأنف البرلمان جلساته، أظنّ أنّ رئيسه سيوافق على إعطاء الأولوية لهذه المسألة”. ومن جهة اخرى أعلن أردوغان، استعداد بلاده للقيام بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال عرض ذلك على أنقرة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، بختام أعمال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي جرت على مدى يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وقال أردوغان بهذا الخصوص: “إذا عرض الطرفان الروسي والأوكراني علينا دور الوسيط فسنقوم بهذه الوساطة بكل سرور”. وجدد الرئيس التركي تأكيده على أنه “لا رابح في الحرب ولا خاسر في السلام، وأن أنقرة تريد إنعاش السلام مجدداً في المنطقة”. وتطرق إلى اتفاقية شحن الحبوب قائلا: “(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يدعم تمديد اتفاقية الحبوب، و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين كان لديه بعض المقترحات بخصوصها، ونبذل جهودا بغية التوصل إلى حل آخذين بعين الاعتبار تلك المقترحات”. وتابع قائلا: “مع استمرار الصراع، يستمر الدمار والدماء والدموع في الازدياد، ولا تدفع الأطراف فقط ثمن الحرب، بل العديد من البلدان في مناطق جغرافية مختلفة من أوروبا إلى إفريقيا وآسيا إلى البلقان”. وأردف: “نقص الغذاء الذي يؤثر على إخواننا الأفارقة، ومعدلات التضخم التي وصلت إلى ذروتها في الستين عاماُ الماضية في جميع أنحاء العالم، والزيادات الباهظة في أسعار الطاقة ليست سوى أمثلة قليلة على النتائج السلبية للصراع”. وأكد أردوغان أن تركيا تبذل الكثير من الجهود لإنهاء الحرب الدائرة بين كييف وموسكو، مبينا أن أنقرة تطبق اتفاقية مونترو الخاصة بعبور السفن الحربية عبر مضائقها منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. واستطرد: “نتيجة لجهودنا، تم تمديد اتفاقية الحبوب مرتين، وبفضل هذه الاتفاقية تم تسليم أكثر من 33 مليون طن من منتجات الحبوب إلى الأسواق العالمية حتى الآن”. وأضاف: “لكن مدة هذه الاتفاقية تنتهي في 17 يوليو الجاري، وتتواصل المفاوضات من أجل تمديدها، فهي تمنح الأمل لمئات الملايين من الناس”. ولفت أردوغان إلى أنه “واحد من الزعماء القلة” الذين يستطيعون الحوار مع الجانبين الروسي والأوكراني في آن واحد. كما صرّح عاكف كاجاتاي كيليتش، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس التركي، بأنّ تعهد تركيا بالمصادقة على انضمام السويد إلى حلف “الناتو” قد لا يكون عمليةً سريعةً بسبب الجدول الزمني للبرلمان. ولفت المستشار التركي إلى أنّ الرئيس إردوغان، وبعد عودته من قمة حلف “الناتو” في ليتوانيا، سيجلس مع شريكه في التحالف، ثمّ “سيرسل وثائق التصديق السويدية إلى البرلمان”، وأضاف كيليتش على هامش القمّة أنّ “الإدارة ستؤدي دورها لإرسال التصديق إلى البرلمان في أقرب وقتٍ ممكن”. ولكن، مع دخول البرلمان التركي في عطلةٍ الأسبوع المقبل، وعدم انعقاده مرةً أخرى حتى الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، سيبدأ سباقاً مع الزمن لجعل السويد العضو الثاني والثلاثين في التحالف قبل العطلة الصيفية. وقال كيليتش: “ليس الأمر وكأنك تضغط على زرٍ وفي اليوم التالي كل شيء يحدث، هناك عملية برلمانية، لذلك لا أرى أنها ستحدث هذا الأسبوع”. يُذكر أنّ عملية التصديق على انضمام السويد تتطلب من الرئيس التركي إرسال بروتوكول الانضمام إلى البرلمان التركي، حيث تتم مناقشته أولاً في لجنة الشؤون الخارجية، ثمّ بعد تصويت اللجنة يتم طرحه للتصويت في الجمعية العمومية، وينشر القرار في الجريدة الرسمية فور التصديق عليه. كما يمكن للبرلمان تمديد الجلسة، من الناحية الفنية، لكنّ هذا يعود إلى حزب “العدالة والتنمية” الذي ينتمي إليه الرئيس التركي. وأعلن بعض القادة الغربيين أملهم في أن تتمكن تركيا من إنجاز عملية المصادقة في الأسابيع المقبلة. ووافق الرئيس التركي، الإثنين، على السماح للسويد بالانضمام إلى التحالف العسكري الأطلسي، وذلك بعد عرقلة ترشحها لأكثر من عام.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الرئیس الترکی

إقرأ أيضاً:

أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية


أكد  الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان إن تركيا مصدر للاستقرار في منطقتها وستذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بجعلها أحد المراكز الرئيسية لـدبلوماسية السلام.

وقال أردوغان في كلمة له : تركيا لا تكتفي برفع راية الخير فحسب بل تنشر أيضا أجواء السلام والأمان والطمأنينة في جميع أنحاء العالم وخاصة في المناطق المتعرضة للظلم.

كما  حذر الرئيس التركي من أن الساعين منذ سنوات طويلة لزرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية يحاولون حاليا تفعيل سيناريوهات مختلفة.

وشدد أردوغان علي ان هناك من ينصب كمينا خبيثا وقذرا للغاية لاستهداف روابط الأخوة بين أبناء الشعب باستخدام ذرائع تتعلق بأعمال إرهابية يمارسها فلول النظام السوري السابق . 

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الأمريكي الأسبق: ⁧‫السعودية‬⁩ مصدر ثقة في قيادتها للوساطة بين ⁧‬روسيا‬⁩ و⁧‫أوكرانيا‬⁩
  • أردوغان يكرم الطيار السوري المحرّر من “صيدنايا” بعد اعتقال 43 عامًا
  • على أنغام “طلع البدر علينا”.. عبور وفد من شيوخ الموحدين الدروز من قرى جبل الشيخ إلى إسرائيل
  • أوكرانيا ترفض طلب ترامب التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف “الناتو”
  • ترامب يلمح إلى تنازلات إقليمية لأوكرانيا.. ويؤكد: لا عضوية لها في الناتو
  • بلومبيرج: أردوغان يستغل قوة تركيا في الناتو مع التراجع الأمريكي
  • أردوغان عن الاتحاد الأوروبي: لن يتمكن من عكس تراجع نفوذه دون عضوية تركيا
  • ترامب يعترف بأن حلف “الناتو” يخوض حربا ضد روسيا في أوكرانيا
  • أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية
  • بعد خروجه من السجن.. “الموسيقيين” تسقط عضوية سعد الصغير!