إردوغان: تركيا لن تصادق على عضوية السويد في “الناتو” قبل تشرين الأول لان البرلمان ومستعدون للوساطة بين روسيا وأوكرانيا إذا عُرضت علينا
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
انقرة ـ الاناضول: أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، إنّ تركيا لن تتمكن من المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قبل تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك على أقرب تقدير، لأنّ “البرلمان لن ينعقد قبل ذلك”. وأوضح إردوغان سبب تأخير المصادقة قائلاً: “لدينا عطلة برلمانية مدتها شهران”، مضيفاً أنّه “ثمّة الكثير من المقترحات التشريعية الأخرى لمناقشتها” بمجرد عودة النواب في تشرين الأول/أكتوبر المقبل من العطلة البرلمانية.
وأشار إلى أنّه “ثمّة العديد من الاتفاقات الدولية والعديد من المقترحات التشريعية التي تحتاج إلى مناقشة، سننظر فيها وفق أهميتها، لكنّ هدفنا هو إنهاء هذه العملية في أقرب وقت ممكن”. وتابع: “عندما يستأنف البرلمان جلساته، أظنّ أنّ رئيسه سيوافق على إعطاء الأولوية لهذه المسألة”. ومن جهة اخرى أعلن أردوغان، استعداد بلاده للقيام بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال عرض ذلك على أنقرة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، بختام أعمال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي جرت على مدى يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس. وقال أردوغان بهذا الخصوص: “إذا عرض الطرفان الروسي والأوكراني علينا دور الوسيط فسنقوم بهذه الوساطة بكل سرور”. وجدد الرئيس التركي تأكيده على أنه “لا رابح في الحرب ولا خاسر في السلام، وأن أنقرة تريد إنعاش السلام مجدداً في المنطقة”. وتطرق إلى اتفاقية شحن الحبوب قائلا: “(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يدعم تمديد اتفاقية الحبوب، و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين كان لديه بعض المقترحات بخصوصها، ونبذل جهودا بغية التوصل إلى حل آخذين بعين الاعتبار تلك المقترحات”. وتابع قائلا: “مع استمرار الصراع، يستمر الدمار والدماء والدموع في الازدياد، ولا تدفع الأطراف فقط ثمن الحرب، بل العديد من البلدان في مناطق جغرافية مختلفة من أوروبا إلى إفريقيا وآسيا إلى البلقان”. وأردف: “نقص الغذاء الذي يؤثر على إخواننا الأفارقة، ومعدلات التضخم التي وصلت إلى ذروتها في الستين عاماُ الماضية في جميع أنحاء العالم، والزيادات الباهظة في أسعار الطاقة ليست سوى أمثلة قليلة على النتائج السلبية للصراع”. وأكد أردوغان أن تركيا تبذل الكثير من الجهود لإنهاء الحرب الدائرة بين كييف وموسكو، مبينا أن أنقرة تطبق اتفاقية مونترو الخاصة بعبور السفن الحربية عبر مضائقها منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. واستطرد: “نتيجة لجهودنا، تم تمديد اتفاقية الحبوب مرتين، وبفضل هذه الاتفاقية تم تسليم أكثر من 33 مليون طن من منتجات الحبوب إلى الأسواق العالمية حتى الآن”. وأضاف: “لكن مدة هذه الاتفاقية تنتهي في 17 يوليو الجاري، وتتواصل المفاوضات من أجل تمديدها، فهي تمنح الأمل لمئات الملايين من الناس”. ولفت أردوغان إلى أنه “واحد من الزعماء القلة” الذين يستطيعون الحوار مع الجانبين الروسي والأوكراني في آن واحد. كما صرّح عاكف كاجاتاي كيليتش، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس التركي، بأنّ تعهد تركيا بالمصادقة على انضمام السويد إلى حلف “الناتو” قد لا يكون عمليةً سريعةً بسبب الجدول الزمني للبرلمان. ولفت المستشار التركي إلى أنّ الرئيس إردوغان، وبعد عودته من قمة حلف “الناتو” في ليتوانيا، سيجلس مع شريكه في التحالف، ثمّ “سيرسل وثائق التصديق السويدية إلى البرلمان”، وأضاف كيليتش على هامش القمّة أنّ “الإدارة ستؤدي دورها لإرسال التصديق إلى البرلمان في أقرب وقتٍ ممكن”. ولكن، مع دخول البرلمان التركي في عطلةٍ الأسبوع المقبل، وعدم انعقاده مرةً أخرى حتى الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، سيبدأ سباقاً مع الزمن لجعل السويد العضو الثاني والثلاثين في التحالف قبل العطلة الصيفية. وقال كيليتش: “ليس الأمر وكأنك تضغط على زرٍ وفي اليوم التالي كل شيء يحدث، هناك عملية برلمانية، لذلك لا أرى أنها ستحدث هذا الأسبوع”. يُذكر أنّ عملية التصديق على انضمام السويد تتطلب من الرئيس التركي إرسال بروتوكول الانضمام إلى البرلمان التركي، حيث تتم مناقشته أولاً في لجنة الشؤون الخارجية، ثمّ بعد تصويت اللجنة يتم طرحه للتصويت في الجمعية العمومية، وينشر القرار في الجريدة الرسمية فور التصديق عليه. كما يمكن للبرلمان تمديد الجلسة، من الناحية الفنية، لكنّ هذا يعود إلى حزب “العدالة والتنمية” الذي ينتمي إليه الرئيس التركي. وأعلن بعض القادة الغربيين أملهم في أن تتمكن تركيا من إنجاز عملية المصادقة في الأسابيع المقبلة. ووافق الرئيس التركي، الإثنين، على السماح للسويد بالانضمام إلى التحالف العسكري الأطلسي، وذلك بعد عرقلة ترشحها لأكثر من عام.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الرئیس الترکی
إقرأ أيضاً:
ألمانيا: أول عملية زرع “رقعة قلب” لدى إنسان
طوّر باحثون “رقعة قلب” باستخدام خلايا جذعية معيّنة، ويبدو أنّها قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من قصور حاد في القلب. ونُشر إثبات جدوى هذه الطريقة في مجلة “نيتشر” العلمية، اليوم الأربعاء، مع اختبار هذا النهج على البشر للمرّة الأولى تحت إشراف المستشفى الجامعي في مدينة غوتينغن وسط ألمانيا.
ووفقاً للباحثين، يمكن لنحو 200 ألف شخص في ألمانيا أن يستفيدوا من هذه الطريقة العلاجية المبتكرة، علماً أنّ ضعف عضلة القلب المعروف وفقاً للمصطلحات الفنية باسم “قصور القلب” يؤثّر في نحو مليونَي شخص في البلاد.
وفي حالة قصور القلب، تنخفض قدرة هذا العضو على ضخّ الدم تدريجياً، وفي الغالب بسبب أمراض أخرى مثل مرض الشريان التاجي أو التهاب عضلة القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
وتشمل الأعراض الرئيسية انخفاض الأداء البدني وضيق في التنفّس. وحتى يومنا، يعتمد العلاج على الأدوية، فيما ينصح الأطباء الأشخاص المعنيين بعدم الخمول وأداء حركة بانتظام بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائي صحي.
وقد طوّر ريق طبي بقيادة فولفرام هوبرتوس تسيمرمان من معهد علم الأدوية والسموم في مستشفى غوتينغن الجامعي بتطوير علاج جديد لمرضى القصور القلبي الحاد واختباره، بمشاركة المستشفى الجامعي بولاية شلزفيغ-هولشتاين الواقع في مدينة لوبيك شمالي ألمانيا.
ويعتمد هذا العلاج على خلايا الجسم التي يمكن تحويلها إلى خلايا جذعية محفّزة متعدّدة القدرات (آي بي إس) في المختبر، علماً أنّ في إمكانها إعادة التطوّر إلى أنواع مختلفة من خلايا الجسم.
ومن أجل إعداد “رقعة قلب”، يُزرَع في المختبر نسيج عضلة القلب من خلايا “آي بي إس”، على أن يحتوي هذا النسيج على خلايا عضلية للقلب وخلايا نسيج ضام.
ووفقاً لما أوضحه تسيمرمان، فإنّ إنتاج هذه الرقعة نحو ثلاثة أشهر. وتُزرَع الرقعة، التي تتألّف من أجزاء عدّة والتي يبلغ حجمها بحسب الباحثين نحو 100 سنتيمتر مكعّب، على عضلة القلب الضعيفة، وتهدف هذه الخطوة إلى رفع أداء ضخّ الدم بصورة دائمة.
وفي البداية، اختُبرَت “رقعة قلب” على فئران وقرود المكاك الريسوسي. وقد أكّدت التجارب، التي استمرّت ما بين ثلاثة أشهر وستة، أن الرُّقَع التي تحتوي على ما بين 40 مليون خلية قلبية و200 مليون، حسّنت وظيفة القلب. ونقل بيان للمستشفى الجامعي في غوتينغن عن تسيمرمان قوله: “تمكنّا في النماذج الحيوانية من إثبات أنّ زرع رقعة قلب أمر مناسب لإعادة بناء عضلة القلب بصورة دائمة في حالات قصوره”.
وبناءً على هذه النتائج، وافق معهد “باول إيرليش” على أوّل اختبار على مستوى العالم لهذا العلاج على البشر.
وفي مجلة “نيتشر”، وصف الفريق البحثي تفاصيل حالة امرأة تبلغ من العمر 46 عاماً كانت تعاني من قصور متفاقم في القلب، مع أمراض مصاحبة من قبيل السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم. ففي عام 2016، أُصيبت هذه المرأة بأزمة قلبية أدّت إلى تفاقم قصور القلب، وفي صيف 2021 خضعت لعملية زرع رقعة مؤلّفة من 400 مليون خلية قلبية.
وعندما خضعت المرأة لعملية زرع قلب في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، تمكّن الفريق من إجراء فحص دقيق للقلب المُستأصَل الذي يحتوي على الرقعة. وتبيّن من الفحص أنّ في خلال ثلاثة أشهر فقط، ارتفعت قدرة ضخّ البطين الأيسر، التي تُقدَّر بنحو 60% لدى الأشخاص الأصحاء وفقاً لتسيمرمان، بنسبة راوحت ما بين 35% و39%.
(أسوشييتد برس)