اتفاق تاريخي لتنظيم الذكاء الاصطناعي.. كواليس خطة 2025
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
توصل مسئولو الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مؤقت يتعلق بأول قوانين شاملة في العالم لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي. بعد محادثات استمرت لمدة 36 ساعة، وكان مفاد الاتفاق حول قواعد تنظيم استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة مثل ChatGPT والتعرف على الوجه.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، من المتوقع أن يصوت البرلمان الأوروبي على مقترحات قانون الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر من العام المقبل، ولكن أي تشريع لن يدخل حيز التنفيذ قبل عام 2025 على الأقل.
على الرغم من التأخير في التنفيذ، إلا أن هذا الاتفاق يمثل تقدمًا هامًا في تنظيم استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي. في الوقت الحالي، تسارعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين في وضع إرشاداتها الخاصة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.
فيما يتعلق بمحتوى المقترحات، تشمل الضمانات حماية استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تحديد القيود المفروضة على استخدامه من قبل وكالات إنفاذ القانون. ستكون للمستهلكين الحق في تقديم الشكاوى ويمكن فرض غرامات على المخالفات.
وصف مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون الخطوة بأنها "تاريخية"، مشيرًا إلى أنها تضع "قواعد واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي".
وأضاف أنه "أكثر بكثير من مجرد كتاب قواعد - إنه منصة انطلاق للشركات الناشئة والباحثين في الاتحاد الأوروبي لقيادة السباق العالمي للذكاء الاصطناعي".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن قانون الذكاء الاصطناعي سيساعد في تطوير التكنولوجيا التي لا تهدد سلامة الناس وحقوقهم.
وقالت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه إطار قانوني فريد لتطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكنك الوثوق به.
ويعرّف البرلمان الأوروبي الذكاء الاصطناعي بأنه برنامج يمكنه لمجموعة معينة من الأهداف التي يحددها الإنسان، توليد مخرجات مثل المحتوى أو التنبؤات أو التوصيات أو القرارات التي تؤثر على البيئات التي يتفاعلون معها.
ChatGPT وDALL-E هما مثالان لما يسمى الذكاء الاصطناعي "التوليدي". تتعلم هذه البرامج من كميات هائلة من البيانات، مثل النصوص والصور الموجودة على الإنترنت، لإنشاء محتوى جديد يبدو وكأنه من صنع الإنسان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي استخدام الذكاء الاصطناعى اتفاق تاريخي التقنيات الذكاء الاصطناعي استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
يتحول العالم بشكل سريع ومكثف إلى عصر الذكاء الاصطناعي، لكن الدراسات والأبحاث تكشف بصمته الكربونية العالية وتأثيراته البيئية الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك الطاقة الكبير، واستخراج الموارد، وإنتاج النفايات الإلكترونية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كشفت دراسة رائدة عن التأثير البيئي الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث قدر الباحثون فيها أنها تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالمياlist 2 of 2كيف نعلم أننا مسؤولون عن تغير المناخ؟end of listوتضمنت الدراسة التي أجرتها جامعتا "تشجيانغ" و"نانكاي" تحليل التأثير البيئي لـ79 نظاما رئيسيا للذكاء الاصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024، وكشفت عن اتجاهات مثيرة للقلق في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.
وأظهر التحليل أن المتطلبات التشغيلية تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب، حيث تمثل بعض الأنظمة مثل "جيميني ألترا" (Gemini Ultra) من غوغل أكثر من ثلث الانبعاثات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي نمت بشكل كبير لدرجة أنها تنافس الانبعاثات السنوية لدول بأكملها، كما أن المطالب التشغيلية في الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب.
يتطلب تدريب النماذج الكبيرة، مثل "جي بي تي" (GPT) أو نماذج التعلم العميق، كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج تدريب نموذج كبير انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات عشرات السيارات طوال عمرها الافتراضي.
إعلانكما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء للتبريد وتشغيل الخوادم، وإذا لم تكن هذه المراكز تعتمد على مصادر طاقة متجددة، فإنها تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تزيد تلك النسبة مع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال، يتطلب تدريب نموذج "جي بي تي-3" طاقة تقدر بحوالي 1287 ميغاواتا في الساعة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة لـ120 منزلا في الولايات المتحدة لمدة عام.
كما تشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التاثيرات البيئية ستكون هائلة.
التصنيع والاستهلاك
يعتمد تصنيع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسومات "جي بي يو" وشرائح الذكاء الاصطناعي، على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت.
ويؤدي استخراج تلك المعادن المهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البيئة، بما في ذلك إزالة الغابات لاستخراجها وتلويث التربة والمياه، كما أن عمليات التعدين واستخراج تلك الموارد تتطلب بدورها طاقة كبيرة، مما يزيد من البصمة الكربونية.
وتستخدم مراكز البيانات أيضا كميات كبيرة من الماء لأغراض التبريد، حيث يتم تبريد الخوادم لمنع ارتفاع درجة حرارتها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مراكز البيانات الكبيرة يمكن أن تستهلك ملايين اللترات من الماء سنويا.
ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتقادم الأجهزة بسرعة أو يتم التخلي عنها، مما يزيد من كمية النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها، وتحتوي تلك الأجهزة الإلكترونية على مواد سامة يصعب إعادة تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث البيئة عند التخلص منها، وتزيد من نسبة الانبعاثات التي يؤدي تراكمها إلى التغير المناخي.
إعلانومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة والترفيه، يزداد الطلب على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري إذا لم يتم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
تأثيرات غير مباشرةتؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.
كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.
من جهة أخرى، يؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.
وبشكل عام، قد تؤدي زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى نمط حياة أكثر استهلاكا للطاقة، ما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.
لذلك يجب أن يكون التطوير المستقبلي للذكاء الاصطناعي مصحوبا بسياسات بيئية صارمة لضمان ألا تأتي فوائده على حساب البيئة