ألمانيا.. تصاعد الجدل حول حرية الصحافة بعد المطالبة بحظر قناة الجزيرة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
برلين- أثارت تدوينة لنائبة برلمانية في الحزب الديمقراطي الحر، حول ضرورة حظر قناة الجزيرة، جدلا في مواقع التواصل بألمانيا. وطالبت النائبة، التي تنتمي إلى حزب ينادي بـ"الحرية والليبرالية"، بأن تلقى الجزيرة المصير ذاته الذي لقيته قناة روسيا اليوم في الاتحاد الأوروبي.
يتعلق الأمر بالنائبة كاتيا أدلر، حيث كتبت "الجزيرة لا تزال متاحة تماما في ألمانيا، وهي بذلك تنشر الكراهية ضد اليهود وضد الغرب، وهي المصدر الوحيد للمعلومة بالنسبة إلى كثير من المسلمين والمهاجرين في ألمانيا.
وحظرت ألمانيا بث قناة "روسيا اليوم"، في نسختها الناطقة بالألمانية، بحجة أنها لم تحصل على الترخيص اللازم، وذلك قبل اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، وفي وقت لاحق حظر الاتحاد الأوروبي جميع قنوات "روسيا اليوم" ووكالة سبوتنيك، بمسوغ أنها تنشر التضليل.
كريستيان ليندنر من أكبر الداعمين لإسرائيل في ألمانيا (الفرنسية) انتقادات كبيرةوتفاعل عدد من مستخدمي مواقع التواصل مع تدوينة النائبة التي تنشط في لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني، وكتب العضو في حزب اليسار الألماني يوليس الخطيب، ساخرا "فهم الليبراليين لحرية الصحافة رائع للغاية، كل من يغطي من غزة يجب أن يحظر".
ومن الردود الأخرى التي حظيت بتفاعل كبير، ما كتبه غيرت إيون أونكار -صحفي في"روسيا اليوم" مقيم بألمانيا- "الأكيد أنكم تحتاجون إلى المزيد من الرقابة في ألمانيا، فلا يوجد ما يكفي منها"، متابعا "عندما يكون للجميع الرأي نفسه فقط، حينها سيتم تحقيق الديمقراطية وحرية التعبير بشكل تام".
وكتب الناشط الحقوقي الألماني كيرم شامبيرغه "ليس ضررويا على المرء أن يكون معجبا بتغطية الجزيرة، ولكن الدعوة لحظر القناة من طرف عضو في البرلمان، تنتمي إلى أحد الأحزاب الحاكمة، هو أمر خطير للغاية وتهديد لحرية الصحافة".
وعلّقت سيدة ألمانية باسم ريجينيا أن "الجزيرة لا تنشر الكراهية، وأن تغطيتها محايدة إلى حد ما، وليست مثل وسائل الإعلام الألمانية التي تركز على الجانب الإسرائيلي".
ولم تحظ دعوة النائبة بدعم واضح بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لكن عددا من المستخدمين الداعمين لإسرائيل شاركوا تغريدتها، بينما كانت أكثر التفاعلات المكتوبة ضد دعوتها بمنع القناة، بينما امتنع جُل نواب الحزب عن الإعجاب بالتغريدة أو مشاركتها.
وتواصلت الجزيرة نت مع الحزب الديمقراطي الحر عبر البريد المخصص لتلقي الاستفسارات الصحفية، وهو البريد الذي يشرف عليه الفريق الإعلامي، للتعليق على موقف الحزب حول الموضوع، لكنها لم تتلق أي رد بعد مرور يوم عمل كامل.
ويدعم الحزب الديمقراطي الحر -بزعامة وزير المالية في الحكومة الفدرالية كريستيان ليندنر- إسرائيل بقوة، شأنه بذلك شأن معظم الأحزاب الألمانية الكبرى.
وانتقدت قيادته امتناع ألمانيا عن التصويت في أول جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد حرب غزة، عندما صوتت 120 دولة لصالح قرار هدنة إنسانية فورية، وقال الحزب، إنه كان حريا ببرلين أن تصوّت ضد القرار، وليس الامتناع فقط.
"Israel is supported in Germany because it’s a shortcut for not really coming to terms with our past."@hahauenstein @hebh_jamal & Wieland Hoban (@jvplive) spoke on the censorship and demonisation of Palestinians since the outset of the war in Gaza.
Watch our full report ⤵️… pic.twitter.com/ZC82V3MHQI
— The Listening Post (@AJListeningPost) December 4, 2023
تأكيد على الانحيازويقول الصحفي الألماني هانو هاونشتاين، إن "هذه الدعوة هي شهادة على الجهل واسع النطاق، بينما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث غالبا ما تعد التغطية الصحفية التي تنتقد سياسات الحرب الإسرائيلية وسياسات الاحتلال غير مقبولة، أو غير مسموح بها في ألمانيا".
ويتساءل الصحفي الألماني، الذي عمل سابقا محررا رئيسا في صحيفة "بيرلينه تسايتونغ"، في تصريحات للجزيرة نت، عن أي نوع من التغطية الصحفية من غزة تلك التي يجب السماح بها في ألمانيا؟ حيث "يتعرض الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين لا يمثلون حماس للقصف الإسرائيلي".
ويتابع هاونشتاين، أن "قناة الجزيرة تعمل بتوجهات تحريرية أكثر انتقادا لإسرائيل من أي وسيلة غربية". ويضيف "لكن هذا ليس مفاجئا، ولا أعتقد أن حرية الصحافة تتطلب موافقة الجميع على كل ما يبث في وسائل الإعلام، بما في ذلك الجزيرة. ومع ذلك، لم أر تقارير للجزيرة تتجاوز حدود النقد المشروع إلى معاداة السامية".
ويوضح حساسية موضوع إسرائيل في الإعلام الألماني "سياق هذه النقاشات، هو التاريخ الوحشي المعادي للسامية في ألمانيا الذي يؤدي إلى شعور بالمسؤولية تجاه اليهود وتجاه إسرائيل، وهو أمر جيد في نظري "، لكنه يستدرك "غير أن هذا الشعور غالبا ما يترجم إلى نوع من الدعم المطلق لإسرائيل الذي لا يتلاءم مع مبادئ حقوق الإنسان، ويصطدم بمهاجمة الصحفيين، بسبب عملهم داخل غزة".
وكان هاونشتاين، المتخصص في التغطية الألمانية للشأن الفلسطيني، ضيفا رئيسا في تقرير مطول بثته الجزيرة الإنجليزية مؤخرا ضمن برنامج "ذا ليستنين بوست"، حول قمع الأصوات الفلسطينية في ألمانيا والانحياز الإعلامي الكبير لإسرائيل، وهو تقرير تمت مشاركته على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: روسیا الیوم فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة اليوم .. ما أبرز القرارات التي وعد بها؟
سرايا - يشهد اليوم الاثنين الـ20 من كانون الثاني تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
و,صل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى واشنطن مساء السبت للاحتفال بعودته إلى البيت الأبيض الذي غادره منذ 4 سنوات، ووعد بأنه سيوقع عددًا "قياسيًا" من المراسيم الرئاسية فور أدائه اليمين الدستورية غدًا الاثنين، بينما تظاهر آلاف الأميركيين احتجاجًا على تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الذي ستجري مراسمه اليوم.
وأشارت وسائل إعلام إلى أن ترامب - الذي سيصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة - سيحتفل مع عائلته وأنصاره وحلفائه السياسيين قبل تنصيبه لولاية ثانية، في عودة مظفرة للجمهوريين إلى البيت الأبيض.
وتستعد واشنطن لاحتفالات تنصيب ترامب التي جمع لتمويلها أكثر من 170 مليون دولار، ومن المقرر أن يبدأ تغيير السلطة بحفل يشمل عروضًا للألعاب النارية بحضور ضيوف من بينهم عمالقة صناعة التكنولوجيا وأصدقاء من عالم الأعمال ونجوم الإعلام المحافظين، مع تدفق الآلاف من أنصاره من جميع أنحاء البلاد.
كما أعلن ترامب أنه قرر عدم إقامة مراسم تنصيبه خارج مبنى الكابيتول حسبما تقتضي التقاليد، وذلك بسبب البرد القطبي الذي سيجتاح عاصمة البلاد غدًا الاثنين. وستُقام مراسم أداء اليمين الدستورية داخل مبنى الكابيتول، للمرة الأولى منذ 40 عامًا.
وبرر ترامب ذلك قائلًا: "أعتقد أننا اتخذنا القرار الصحيح. الطقس المتوقع يبدو سيئًا جدًا وباردًا، وأعتقد أن ذلك كان سيشكل خطرًا على كثير من الناس".
,قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية أمس السبت، إنه سيوقع عددًا قياسيًا من الأوامر التنفيذية، خلال اليوم الأول من رئاسته. وأكد ترامب، ردًا على سؤال عن عدد الأوامر التي سيوقعها، أنه لا يملك رقمًا دقيقًا في ذهنه، لكنه يتوقع أن يوقع عددًا "قياسيًا" من الأوامر التنفيذية ابتداء من ظهر غد الاثنين أي بعد تنصيبه. وعندما سألته الصحفية التي حاورته "أكثر من 100؟"، أجاب الرئيس الجمهوري "في هذه الحدود على الأقل".
ترحيل المهاجرين
خلال المقابلة التي أجرتها معه شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، قال ترامب إن عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين ستبدأ "سريعًا جدًا" بعد توليه منصبه. كما قال في أحد تجمعاته الانتخابية إنه "بمجرد أن أقسم اليمين سأطلق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أميركا". وقال مسؤولون ومدافعون عن حقوق الإنسان إن إدارة ترامب ستشن حملات ترحيل للمهاجرين غير النظاميين - الذين يبلغ عددهم نحو 11 مليون شخص - في عدة مدن أميركية بمجرد توليه منصبه غدًا الاثنين، ورجحوا أن حملة الترحيل ستبدأ في شيكاغو.
بينما أكدت رئيسة تحالف إلينوي لحقوق المهاجرين واللاجئين دولسي أورتيز، لرويترز، أن من المتوقع أن يبدأ ما يصل إلى 200 من عملاء إدارة الهجرة والجمارك مداهمات في منطقة شيكاغو في الخامسة صباح غد الاثنين، بهدف القبض على الأشخاص المتجهين إلى العمل أو الذين يبدؤون يومهم.
وفي سياق متصل، أكد ترامب لشبكة "إن بي سي نيوز" أنه سيغلق الحدود في وجوه المهاجرين، وكان توعد من قبل خلال حملته الانتخابية بإغلاق الحدود بشكل صارم أمام المهاجرين، وإعادة المساجين الأجانب إلى بلدانهم.
عفو رئاسي
أكد ترامب خلال المقابلة مع "إن بي سي نيوز" السبت، أنه سيصدر عفوًا رئاسيًا عن الأميركيين المعتقلين على خلفية أعمال الشغب التي شهدها الكونغرس الأميركي في 6 يناير/كانون الثاني 2021. وقال ردًا على سؤال الصحفية عما إذا كان سيصدر العفو خلال الـ100 يوم الأولى من رئاسته، إنه سيصدر العفو في اليوم الأول من رئاسته مشيرًا إلى أن الأشخاص المعنيين بالعفو الرئاسي مضت على بعضهم 3 أو 4 سنوات في السجن.
فرض رسوم جمركية
يتوقع خبراء اقتصاديون أن إدارة ترامب ستفرض رسومًا جمركية جديدة، لكن ذلك سيتطلب انتظار تأكيد أعضاء حكومته الأساسيين، مع الأخذ في الاعتبار تأثير هذه الإجراءات على الأسواق والتضخم. ويشير تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ إلى أن فريق ترامب الاقتصادي يدرس خطة لزيادة الرسوم الجمركية تدريجيًا بمعدل 2% إلى 5% شهريًا. وكان ترامب هدد في وقت سابق بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات من أوروبا إلى ما بين 10 و20% وعلى الواردات من الصين إلى 60%. وقد أثارت تلك التصريحات قلقًا وردود فعل كثيرة في أوروبا والصين وكندا.
الطاقة والمناخ
يرجح المحللون السياسيون أن يصدر ترامب أوامر بإلغاء العديد من سياسات سلفه جو بايدن، المتعلقة بالطاقة والمناخ، بما في ذلك المعايير الجديدة لكفاءة وقود السيارات، التي وضعت في عهد بايدن، ووصفها ترامب بأنها تفويض فعلي باستخدام السيارات الكهربائية.
كما يتوقع أن يلغي التعليق الذي فرضه بايدن على تراخيص تصدير الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى توسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي والمياه الفدرالية، بما يتماشى مع خططه لتحقيق الاكتفاء في مجال الطاقة. ويرى مراقبون أن ترامب سينسحب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، وهي معاهدة دولية تم تبنيها في عام 2015 للحد من انبعاثات الغازات الضارة التي تؤدي للاحتباس الحراري.
وكان ترامب انسحب من المعاهدة خلال ولايته الأولى، وعاد بايدن إليها في اليوم الأول من رئاسته.
ما الأوامر التنفيذية؟
تُعد الأوامر التنفيذية أداة تشريعية قوية في يد رؤساء الولايات المتحدة، حيث يضع الدستور الأميركي سلطة سن القوانين في يد الكونغرس، الذي يمثل الفرع التشريعي بالسلطة، بينما يكلف الفرع التنفيذي بتنفيذ وتطبيق تلك القوانين. لكن الرئيس يستطيع في بعض الأحيان أن يعمل كمشرّع وفق حقه في إصدار أوامر تنفيذية رئاسية لها قوة القانون، بناءً على الصلاحيات التي يخولها له الدستور، الغرض منها هو مساعدة الفرع التنفيذي على القيام بمهامه. وشأنها شأن القوانين التي تصدر بالصورة الاعتيادية، أي التشريعات التي يسنها الكونغرس ويوقع عليها الرئيس في وقت لاحق، من الممكن أن تراجع المحاكم الأوامر التنفيذية، كما يمكنها إبطالها، ويمكن إلغاؤها بفعل تشريعات جديدة أو أوامر تنفيذية لاحقة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #النفط#الصين#ترامب#الطقس#الكونغرس#اليوم#الناس#العمل#بايدن#غزة#الاحتلال#الثاني#الرئيس#باريس
طباعة المشاهدات: 1147
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-01-2025 08:18 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...