يرى كاتب العمود في مجلة "فورين بوليسي" هوارد دبليو فرينش أن عرقلة الجمهوريين بمجلس النواب الأمريكي طلب الإدارة الأمريكية تمرير تمويل إضافي إلى أوكرانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي فرصة جيدة للبدء في "مناقشات نقدية" في طريقة تدفق المساعدات الأمريكية، لا سيما العسكرية، على الحلفاء، وعلاقة ذلك بسلوكياتهم.

ويضيف الكاتب، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن أهمية هذه المناقشة تتزايد في ضوء تصاعد الغضب داخل الرأي العام الأمريكي والعالمي بسبب ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي الحالية والمستمرة منذ أكثر من شهرين في قطاع غزة، والتي وصلت إلى مرحلة جرائم الحرب، بعد الدمار الواسع للأعيان المدنية في القطاع وما يقرب من 20 ألف ضحية فلسطيني حتى الآن.

اقرأ أيضاً

بيان قوي.. رسالة من مجلس الشيوخ لبايدن لوضع حد لحرب غزة وتقييد الأسلحة لإسرائيل

ماذا فعلت أموال الدعم؟

ويقول إنه بعد جمع بايدن وإدارته ما يقرب من 76.95 مليار دولار بالفعل لدعم أوكرانيا بمواجهة الغزو الروسي، أصبح لدى عامة الناس في الولايات المتحدة أسباب وجيهة للتساؤل عن أين تذهب هذه الأموال على المدى المتوسط إلى الطويل، وما الذي ستساعد في تحقيقه، وبأي تكاليف في نهاية المطاف.

ورغم أنه في خضم الحرب من الصعب تحقيق الصراحة العملياتية والاستراتيجية الكاملة، لأن الكشف عن النتيجة النهائية مفيد للخصم في نهاية المطاف، إلا أن دعم بايدن لأوكرانيا حتى الآن لم يأت إلا بقدر ضئيل للغاية من المناقشة على الإطلاق حول المعايير والأهداف الواقعية.

ويرى الكاتب أن الوقت المناسب لمثل هذه الأمور يقترب بسرعة.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تعلن وصول شحنة الأسلحة رقم 200 من الولايات المتحدة

الدعم ومزيد من الدعم

ويؤكد فرينش أن المشاكل المتعلقة بطلب تمويل بايدن لإسرائيل أعمق بكثير ولم تتم معالجتها بالكامل تقريبًا.

كانت إسرائيل أكبر متلق للمساعدات من الولايات المتحدة لعقود من الزمن؛ ومن عام 1948 إلى مارس/آذار 2023، منحت الولايات المتحدة لدولة الاحتلال ما مجموعه 158 مليار دولار، ذهبت الغالبية العظمى منها إلى المساعدات العسكرية لتعزيز أمن تل أبيب.

وبكل المقاييس، تمتلك إسرائيل واحدة من أكثر القوات المسلحة قدرة ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم كله.

ولهذا السبب كان ينبغي أن يثير المزيد من الدهشة في الولايات المتحدة عندما سارع بايدن إلى عرض مساعدة عسكرية إضافية في غضون أيام من هجوم "حماس".

ولم يتم بذل أي جهد تقريباً في التوضيح العلني، لماذا تحتاج إسرائيل ذات العضلات والمخيفة عسكرياً إلى المزيد من الأموال حتى تتمكن مؤسستها الدفاعية من محاربة منظمة مسلحة، مثل "حماس".

وقد نشرت واشنطن أصولاً قتالية رئيسية خاصة بها، بما في ذلك مجموعات حاملات الطائرات، في المنطقة المجاورة لردع المزيد من التدخل التقليدي المباشر ضد إسرائيل من قبل إيران أو أي جهة فاعلة أخرى وسط الأزمة المستمرة.

ويتساءل الكاتب: "إذن، ما الذي ستشتريه كل هذه المساعدات الأمريكية الإضافية بالضبط؟".

اقرأ أيضاً

و. بوست: ترامب قد يلغي تسليم الأسلحة لأوكرانيا إذا فاز برئاسة أمريكا مجددا

تسوية غزة بالأرض

ويمضي بالقول: "إن تعزيز قدرة إسرائيل الحالية على تسوية قطاع غزة بالأرض، كما أشارت التصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين كبار حاليين وسابقين، لا يمكن أن يكون هو الحل".

وييضيف: إن الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالفعل بغزة باستخدام القوة العسكرية المصممة لمحاربة وهزيمة الجيوش الدائمة المتنافسة قد تجاوز بالفعل مستويات غير مقبولة، وفقًا لوكالات الإغاثة الإنسانية الدولية ومستويات متزايدة من الرفض في استطلاعات الرأي العام الأمريكية.

وكما حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نفسه مؤخراً، فإن إسرائيل، من خلال الاستمرار في المسار الحالي، تخاطر بتلقي "هزيمة استراتيجية" من خلال تحقيق انتصار اسمي.

ومن خلال قتل الفلسطينيين، وأغلبهم من النساء والأطفال، بأعداد غير عادية، تضع إسرائيل نفسها في موقع يسمح لها بالنظر إلى أنقاض غزة التي لا نهاية لها وإعلان النصر دون اقتلاع "حماس" فعلياً، بينما تضمن في الوقت نفسه الكراهية ومحاولات الانتقام من جانب الأجيال الجديدة من الفلسطينيين، كما يقول الكاتب.

اقرأ أيضاً

قمة بريكس.. ولي العهد السعودي يدعو لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل

أصوات للمراجعة

ويرى فرينش أن هناك أصوات بدأت في الظهور لضبط هذا الاختلال، صحيح أنها جاءت متأخرة ومبدئية لكنها مهمة، حيث طالب مشرعون من الحزب الديمقراطي الأمريكي بإجراء تغيير كبير في المسار، وهو ما تجسد في الرسالة التي أرسلها نواب ديمقراطيون بمجلس الشيوخ لبايدن حول ضرورة ضبط مسألة إرسال الأسلحة لإسرائيل، وربطها بالتزام تل أبيب بعدم انتهاك حقوق الإنسان.

لكن استمرار بايدن بالتصرف وكأنه متماه تماما مع إسرائيل، واعتبار ذلك التماهي وسيلة فعالة لتوجيه تل أبيب إلى نهج أكثر ذكاءً وأكثر إنسانية في مواجهة التحدي الذي تمثله "حماس"، يجعل الأمور تذهب إلى مزيد من الانحدار.

ويعتبر الكاتب أن أزمة غزة تقدم أكثر من مجرد فرصة للولايات المتحدة للتفكير بعناية في طبيعة دعمها العسكري لإسرائيل والشعور بالذنب الذي قد يترتب عليه نتيجة لاستمرار الموت على نطاق واسع في غزة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار التكتيكات الإسرائيلية التي ترقى إلى مرحلة جرائم الحرب، كما يقول.

اقرأ أيضاً

بعد ارتفاع الضحايا المدنيين.. قلق ديمقراطي أمريكي بسبب سرية نقل الأسلحة لإسرائيل

الأسلحة والعقوبات

وينتقد الكاتب اقتصار أدوات الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمات على عنصري الأسلحة والعقوبات، حيث تمنح الأسلحة المتطورة لمن تعتبرهم حلفاء، بينما تعاقب من تعتبرهم مارقين بأشياء مثل تقييد الوصول إلى النظام المالي الدولي وحظر السفر.

وقد أدت هذه الردود إلى ضمور كل أشكال الاستجابة الأخرى للأزمات تقريبًا، وأهمها الدبلوماسية التقليدية، كما يرى فرينش.

ويضيف: تحتاج الولايات المتحدة إلى العودة إلى عملية صنع السلام بين الأعداء، وليس هناك مكان أفضل للبدء منه من إسرائيل والفلسطينيين.

ويعتقد الكاتب أن مضي واشنطن نحو إقرار حل الدولتين باستخدام الدبلوماسية المؤثرة هو أمر مهم، بعد أن تظاهر بايدن وغيره من رؤساء الولايات المتحدة بأن تسليح إسرائيل إلى أقصى حد وتزويدها بالضمانات الأمنية من شأنه أن يمنح واشنطن بطريقة أو بأخرى النفوذ أو النفوذ للمساعدة في دفع إسرائيل إلى العمل بتصميم نحو تسوية دائمة مع الفلسطينيين.

ويختم بالقول: إن أي نقاش حول المزيد من الأموال المخصصة للأسلحة لإسرائيل فوق تمويلها الروتيني يمثل فرصة ليس فقط للحد من الفظائع المستمرة، ولكن أيضًا لتغيير هذه الديناميكية المعيبة.

المصدر | هوارد دبليو فرينش / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية المساعدات الأمريكية الأسلحة الأمريكية غزة الأسلحة لإسرائیل الولایات المتحدة اقرأ أیضا المزید من

إقرأ أيضاً:

الخارجية: نستغرب من انجرار أمين عام الأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني

الثورة نت/..

عبرت وزارة الخارجية والمغتربين عن استغرابها لانجرار الأمين العام للأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني كأحد أدوات الضغط على الحكومة اليمنية.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن الأكثر غرابة يتمثل بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بإصدار بيان في العاشر من فبراير الماضي، أعلن فيه تعليق عمليات وبرامج المساعدات الإنسانية في محافظة صعدة.

وقالت “مع ما يمثله هذا الإعلان من تقصّد لعقاب منطقة بعينها تعد من أكثر المحافظات اليمنية تضررًا واستهدافًا من قبل عدوان التحالف سابقًا بقيادة السعودية الذي أعلن محافظة صعدة منطقة عسكرية، مستهدفا كل أبناء المحافظة في عملية تجويع مميت، والأكثر تضررًا جراء العدوان الأمريكي في الفترة الحالية والذي ما يزال قائما وبوتيرة متصاعدة”.

وفيما ندد البيان بالقرار غير الإنساني المنتهك لكافة القوانين الإنسانية، اعتبر ذلك موقفًا عدائيًا غير مقبول، وبالذات حين يكون صادرًا من أعلى مسؤول في الأمم المتحدة وهو ما لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، نظرًا للتبعات الخطيرة التي طالت الجميع بالإضافة إلى المواطنين المشمولين بالمعونات الغذائية، وتأثيره على الجوانب الصحية المتمثلة بالخدمات الصحية في مختلف مستشفيات المحافظة، ما قد يعرض آلاف المرضى للموت ومنهم المستهدفون من المهاجرين غير الشرعيين بنيران حرس الحدود السعودي.

وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية حاولت ثني الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام عن استمرار سريان القرار الذي يُضاعف من الحصار منذ صدوره وكان تتويجًا لعمليات تقليص لكافة المساعدات وإلغاء كثير منها والاقتصار على ماله علاقة بالمساعدات المنقذة للحياة، منذ اتخذت القيادة اليمنية قرار مساندة مظلومية غزة ورفض حرب الإبادة التي طالت أبناءها وفق معادلة وقف التوتر في البحر الأحمر مقابل وقف حصار وحرب إبادة المدنيين في غزة.

وجددّت وزارة الخارجية إدانتها لاستخدام المساعدات الإنسانية بغرض فرض ضغوط سياسية، مؤكدة ضرورة التراجع عن كل القرارات المتخذة بهذا الخصوص أو الكف عن استمرار استجلاب أموال الداعمين بدعوى إنقاذ الأعمال الإنسانية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • الخارجية: نستغرب من انجرار أمين عام الأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني
  • بن غفير يصل الولايات المتحدة بعد مقاطعة إدارة بايدن له
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • مدير الشؤون السياسية بإدلب يلتقي وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • الأمم المتحدة: (إسرائيل) تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوماً
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • خاطرة وتأمل: هل نحتاج لإعادة النظر في السياسات التعليمية في السودان؟
  • إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية مع الولايات المتحدة
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يستقبل في قصر الشعب وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية