لبنان ٢٤:
2024-11-23@08:49:27 GMT
معركة سياسية هادئة.. والهدف منع حزب الله من التصعيد!
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تتزايد بشكل كبير امكانية تدحرج المعركة في جنوب لبنان وتوسع نطاقها في ظل بدء الجيش الاسرائيلي عمليات جس نبض بالنار لمعرفة حدود رغبة "حزب الله" بالتصعيد، فتتكرر عمليات استهداف مجموعات تابعة له في سوريا في تجاوز واضح لقواعد الاشتباك التي فرضتها الاحداث الاخيرة، كما ان تعامل جيش العدو مع القرى الحدودية بدأ يأخذ منحى جديد من العنف والتدمير واصابة المدنيين.
التطورات جنوباً تسير بالتوازي مع استمرار المعركة الكبرى في غزة، وهذا ما قد يفتح الباب، إما لإنكسار جدي للجيش الاسرائيلي لن يكون قادراً ابدا على تجاوزه او التعايش معه، او انكسار واستنزاف عميق لحماس.وفي الحالتين سيكون اشتعال المنطقة امراً واردا ودخول قوى جديدة الى الحرب امرا لا مفر منه، ان كان حلفاء حماس او الولايات المتحدة الاميركية لمساندة اسرائيل ومنع اي هزيمة مدوية لها.
في هذا الاطار تؤكد مصادر مطلعة ان كل الوساطات التي لا تتوقف والتي تسعى الى طرح مبادرات او شروط او اقتراحات مرتبطة بحضور وتموضع "حزب الله" في الجنوب هي عمليا مجرد ضغوط حقيقية من اجل فتح باب للتسوية مع الحزب تجعله يخفف حجم انخراطه في المعركة، او أقله يعطي ضمانات بعدم الذهاب أبعد مما ذهب اليه، وعليه فإن التوجه العام الدولي ليس لأخذ تنازلات من الحزب بل للحد من مشاركته الفعالة في القتال.
وتقول المصادر ان التسوية في لبنان قد تكون ثمناً لما قد يقدمه "حزب الله" للاميركيين لناحية عدم الدفع بإتجاه إشعال المنطقة خصوصا وأن طهران تؤكد لمن يتواصل معها انها لن تستطيع منع الحزب من التصرف وفق مصالحه وفي حال قرر توسيع رقعة المواجهة فلا تستطيع منعه، وهذا الأمر يعزز امكانية الوصول الى حلول مرضية لجميع الاطراف خصوصا إذا توقف قرار إخراج عزة من المعادلة الاستراتيجية، وهزيمة حماس بالكامل.
وتشير المصادر إلى أنه في الوقت نفسه لا يستطيع الحزب مقايضة مبادرته الاستراتيجية بمكتسبات داخلية او برئاسة الجمهورية خصوصا وأن مقاربته تقول بأن فوز حليفه بالرئاسة ليس مستحيلا وممكن الحصول في حال تمكن من الانتصار بالمعركة الحالية الدائرة في المنطقة، فلماذا يسلم جزءا من اوراق قوته من اجل مكسب سياسي هو قادر على الحصول عليه عبر الاستثمار بمزيد من الوقت.
في الوقت الذي تغيب فيه السياسة عن مختلف الدول المتأثرة بالمعركة الحاصلة في قطاع غزة، تزداد الحراكات السياسية في لبنان من اجل ايجاد حلول داخلية ولمنع "حزب الله" من الانخراط الكامل في المعركة، لكن حتى اللحظة لا يظهر الحزب أي تجاوب او اهتمام بكل هذه الاتصالات ولا يزال غير راغب منذ الايام الاولى في اعطاء اي ضمانة لأي وسيط مهما كانت جنسيته، بأنه لن يذهب الى حرب شاملة اذا تخطت تل ابيب الخطوط الحمراء.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت تقارير إسرائيليّة عن نعيم قاسم؟ رسائل عديدة
حلّل الباحث والخبير الإسرائيليّ أميتسيا برعام الخطاب الأخير الذي ألقاه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أول من أمس، مشيراً إلى أنَّ الأخير أورد الكثير من الرسائل في كلامه. وذكر برعام في تحليلٍ نشرتهُ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وترجمهُ "لبنان24" إنّ "حزب الله لديه مصلحة في إظهار القوة في حين أنه يواجه ضغوطاً داخلية بسبب النزوح الذي يشهده لبنان بفعل الحرب". وأشار برعام إلى أن الحزب يواجه ضغطاً لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن "قاسم حاول التأكيد على التزامه بسيادة لبنان من أجل الحفاظ على الدّعم"، وأضاف: "حزب الله يخشى بنداً أساسياً يمنحُ إسرائيل الشّرعية للعمل في لبنان إذا فشلت قوّات اليونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701 الصادر عام 2006". وذكر برعام أنَّ "اغتيال إسرائيل لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف قد يُعطي حزب الله سبباً لردّ فعل حاد، وقد يحاول ضرب تل أبيب مجدداً لإرسال رسالة واضحة"، وأردف: "السؤال، هو أنه كم هو عدد الصواريخ بعيدة المدى والرؤوس الحربية الموجودة لدى حزب الله؟". كذلك، قال برعام إنّ رسالة قاسم كانت واضحة وهي أن "حزب الله" وقف إلى جانب غزة بل ودفع "ديناً كبيراً" مقابلها، وأضاف: "الآن، يُشير الحزب إلى أنه يُركز على لبنان وغير مُلتزم بمواصلة التورط المُباشر بالصراعات خارج حدوده. أما على المستوى السياسي، فتشير الأمور إلى اختلافات كبيرة بين موقف قاسم وموقف الأمين العام السّابق لحزب الله حسن نصرالله. فبينما كان الأخير يتحدَّث لصالح تعاون إقليميّ أوسع، أكد قاسم على سيادة لبنان كأولوية قصوى". وتابع: "الرسالة الموجهة إلى الجمهور اللبناني والعالم الإسلامي هي أنَّ حزب الله قام بالفعل بدوره من أجل غزة، وهو الآن يركز جهوده على حماية المصالح اللبنانية". واعتبر برعام أيضاً أن موقف "حزب الله" المعلن شهد تحولاً من خلال الإشارة إلى أن الحزب لن يتردد في توجيه هجمات على أهداف مدنيّة أيضاً وعلى رأسها تل أبيب، مشيراً إلى أن الحزب في أوقاتٍ سابقة قال إنه يُهاجم أهدافاً عسكرية فقط، وأردف: "على الرغم من أن الهجمات المدنية التي شنها حزب الله قد تم تنفيذها في الماضي، إلا أن رسالة قاسم تشير إلى تغيير في الموقف الرسمي للمنظمة، الذي يعترف الآن علناً بإمكانية إلحاق أضرار متعمدة بأهداف مدنية في إسرائيل". إلى ذلك، قالت "معاريف" في تقريرٍ آخر إنّ "الجيش الإسرائيليّ يعمل حالياً لزيادة الضغط على حزب الله سواء في لبنان أو سوريا"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تحاول إلحاق أضرار بالحزب مع توسيع منطقة الهجوم عليه خارج الأراضي اللبنانية أيضاً لاسيما في سوريا وذلك لمنع نقل الأسلحة إليه عبر الأخيرة من إيران". بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "قاسم قال إن حزب الله سيستهدف تل أبيب ردا على اغتيال إسرائيل للمتحدث باسم الحزب محمد عفيف"، وأضاف: "لقد كان حزب الله استهدف تل أبيب بالفعل في أعقاب مقتل عفيف في 17 تشرين الثاني. ومع ذلك، تشير تعليقات قاسم إلى أن الحزب لا تزال تدرس الرد على الهجوم الإسرائيلي في بيروت الذي أدى إلى القضاء على كبير دعاة حزب الله". ووفقاً للصحيفة، تشير تصريحات قاسم حول حاجة إسرائيل إلى انتظار "رد" على الهجوم، إلى أن الأمين العام للحزب لا يزال يسعى إلى إدارة الحرب مع إسرائيل، وأضاف: "يحاول حزب الله إظهار أنهُ مُستعدّ لحرب طويلة مع إسرائيل وأنه على الرغم من الخسائر فإنه ليس في وضع حرج". وأوضحت الصحيفة أنّ "قاسم يقول إن لدى حزب الله قدرة على مواصلة الحرب كما أنه يسعى لإظهار أن الحزب ليس في وضعٍ حرج كما أنه قادر على اختيار كيفية وتوقيت الرد وهو لا يواجه أزمة مُلحّة".كذلك، تذكر "جيروزاليم بوست" إنَّ الحزب يُنسق بشكلٍ وثيقٍ مع إيران التي تعتقد أن الحرب الطويلة البطيئة ضد إسرائيل أفضل من الصراع القصير"، وأضافت: "تريد طهران من الحوثيين وحزب الله والمجموعات العراقية وحماس في غزة والجماعات في الضفة الغربية أن يقاتلوا إسرائيل ببطء حتى تستنفد إسرائيل قوتها". المصدر: خاص "لبنان 24"