أعلنت أوكرانيا اليوم الأربعاء عزمها التصعيد في الجبهة الجنوبية وحددت النطاق الجغرافي لاستخدام القنابل العنقودية التي حصلت عليها من واشنطن، في حين علق الكرملين على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استعداده للتوسط بين طرفي الحرب.

وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده بحاجة للأسلحة العنقودية الأميركية الصنع للدفاع عن النفس، مؤكدا حصر استخدامها "داخل أراضيها المحتلة من روسيا".

ويأتي هذا التصريح بعد جدل أثاره تقديمُ واشنطن ذخائر عنقودية لكييف. ويعني أنه لن يسمح للقوات الأوكرانية بإسقاط هذه القنابل داخل الأراضي الروسية.

لكن الكرملين قال إن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية يغير الوضع ويجبر روسيا على اتخاذ إجراءات مضادة.

صواريخ وطائرات

في الأثناء، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الرئيس بايدن سيناقش مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى مع الرئيس الأوكراني وسيواصل دراسة الأمر.

وكان وزير الدفاع الأوكراني قد كشف أنه على اتصال بالمسؤولين الأميركيين بشأن تزويد بلاده بصواريخ أتاكمز ATACMS التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر.

من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تجري نقاشا داخليا بشأن الموافقة على إرسال عدد محدود من صواريخ أرض-أرض إلى أوكرانيا.


تدريب وتصعيد

وفي مجال تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 الأميركية الصنع، قال سوليفان إن التدريب سيستغرق بعض الوقت وبعد ذلك ستنقل المقاتلات على الأرجح إلى أوكرانيا من الدول الأوروبية، حسب تصريحه.

ميدانيا، قال الجيش الأوكراني إنه سيصعّد أعماله العسكرية ضد القوات الروسية على الجبهة الجنوبية، لتخفيف الضغط عن قواته في عدد من الجبهات في المنطقة الشرقية.

وقد رصد مراسل الجزيرة تحركات للجيش الأوكراني في جبهة "أفدييفكا" جنوبي مقاطعة دونيتسك.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني "قواتنا منعت تقدم القوات الروسية في اتجاهات كوبيانسك وليمان وأفديفكا ومارينسك اليوم".

وأضافت أن القوات الأوكرانية حققت تقدما في اتجاه الجهة الجنوبية حول باخموت "وواصلت العملية الهجومية في اتجاهات مليتوبول وبيرديانسك".

عرض ورد

سياسيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده للقيام بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال عُرض ذلك على أنقرة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أردوغان الأربعاء في ختام أعمال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي جرت على مدى يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

وقال أردوغان "إذا عرض الطرفان الروسي والأوكراني علينا دور الوسيط فسنقوم بهذه الوساطة بكل سرور".

وجدد الرئيس التركي تأكيده أنه "لا رابح في الحرب ولا خاسر في السلام، وأن أنقرة تريد إنعاش السلام مجدداً في المنطقة".

ولفت أردوغان إلى أنه واحد من الزعماء القلة الذين يستطيعون الحوار مع الجانبين الروسي والأوكراني في آن واحد.

وفي شأن متصل، قال أردوغان إن روسيا غيرت موقفها حول إطلاق سراح القادة السابقين للحامية الأوكرانية في ماريوبول بعد رد فعل غاضب في بداية الأمر.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في فيلنيوس "أولا، كانت هناك بعض التصريحات من روسيا ولكن بعد ذلك عندما علموا ببعض الظروف، تحول الوضع إلى منحى إيجابي".

في المقابل، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الأربعاء نقلا عن المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه أي خطط في الوقت الحالي للتحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء ذلك بعد حديث الرئيس التركي عن استعداده للتوسط بين كييف وموسكو وقدرته على الحديث مع الطرفين.


الوضع الإنساني

وفي الجانب الإنساني، حث فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان روسيا على احترام القانون الإنساني.

وقد تحدث المفوض بإيجاز عن الأدلة التي نُشرت في تقرير قبل أسبوعين على الاعتقال التعسفي والتعذيب والعنف الجنسي ضد المدنيين في أوكرانيا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا إنها وثقت الاعتقال التعسفي لأكثر من 900 مدني بين بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط 2022 و23 مايو/أيار من العام الحالي، وعمليات إعدام 77 منهم دون محاكمة.

ولم يصدر تعليق فوري من البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، لكن روسيا تنفي ارتكاب فظائع واستهداف المدنيين عمدا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

باستعادتها كورسك هل حرمت روسيا أوكرانيا من أهم ورقة مساومة؟

موسكو- أجمع مراقبون روس على أن الكرملين حقق أهم إنجاز عسكري خلال العام الحالي في الحرب مع أوكرانيا، بعد استعادة مقاطعة كورسك التي كانت القوات الأوكرانية سيطرت عليها في 6 أغسطس/آب الماضي بعملية مباغتة تسببت بصدمة لدى الرأي العام وانتقادات لأداء القوات الروسية بالمنطقة.

وبذلك، تكون موسكو -حسب هؤلاء المراقبين- قد حرمت كييف من استخدام كورسك ورقة مساومة في محادثات السلام المستقبلية، لا سيما أن الأنباء عن استعادة المقاطعة الروسية الإستراتيجية جاءت في وقت كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يبحث فيه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.

تعزيز الموقف التفاوضي

يعد تحرير كورسك حدثا سياسيا وعسكريًا كبيرا بامتياز، حيث يرى مراقبون روس أن الكرملين حصل بفضله على ورقة مهمة لا تقبل الجدل في المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا بشأن الحل السلمي للصراع.

ويدور الحديث عن استعادة روسيا لأكثر من ألف كيلومتر مربع من أراضيها، كانت القوات الأوكرانية سيطرت عليها، وشكلت في حينه أكبر إنجاز عسكري لكييف على حساب المناطق الروسية.

ويرى الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين أن تحرير كورسك يعد حدثا يتجاوز في حجمه الصراع بين موسكو وكييف، ويعزز الموقف الروسي في مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن هذه الحرب.

إعلان

ويقول -في حديثه للجزيرة نت- إنه بالإضافة إلى أن تحرير كورسك قد رفع بشكل كبير معنويات الجيش الروسي فإنه في الوقت ذاته يشكل خسارة "كارثية" لكييف قللت من خياراتها الإستراتيجية كورقة مساومة لتبادل الأراضي مع روسيا على المستوى الدبلوماسي.

الجيش الروسي قد ينشئ منطقة أمنية عازلة لحماية المناطق الحدودية من الاستهداف (الجزيرة) "هزيمة زيلينسكي"

بموازاة ذلك، أشار ليتوفكين إلى أن استعادة كورسك شكلت فشلًا ذريعًا للقوات الأوكرانية، وهزيمة شخصية لزيلينسكي، مضيفًا أن جميع المسلحين الأوكرانيين الذين شاركوا في غزو المنطقة الروسية إما قُتِلوا أو أُجبروا على الانسحاب إلى الأراضي الأوكرانية.

ووفقًا له، يمكن الآن القول بكل تأكيد إن جميع تصريحات زيلينسكي ووعوده كانت باطلة، وإن تلك الخطب التي طالب فيها بمواصلة القتال باءت بالفشل.

وحسب رأيه، كان مصير خطة القيادة الأوكرانية لغزو مقاطعة كورسك الفشل في البداية، لأن شن عملية هجومية دون القدرة على الدفاع هو تكتيك فاشل بامتياز.

وعلاوة على ذلك، يؤكد الخبير ليتوفكين أن أوكرانيا باتت عبئا على الولايات المتحدة، وبالتحديد على إدارة ترامب الذي تتمثل أولوياته في احتواء الصين ودعم إسرائيل.

ويتابع بأنه على النقيض من الولايات المتحدة، يرى الاتحاد الأوروبي أن الصراع الأوكراني حاسم بالنسبة لمستقبل الغرب، فإذا خرجت روسيا منتصرة فسوف يتسبب ذلك في أضرار جسيمة لصورته، وستتعرض سياسة النخبة الغربية بأكملها للتهديد، على حد وصفه.

وختم بأنه بعد استعادة كورسك، سيتعين على الجيش الروسي إنشاء منطقة أمنية تكون بمثابة طوق عازل يحمي المناطق الحدودية من القصف والتخريب ومجموعات الاستطلاع المعادية.

بصمات بيونغ يانغ

وفي خضم الحديث عن "النصر الروسي" في كورسك، كان لافتًا إعلان وزارة الدفاع الروسية عن مشاركة جنود من كوريا الشمالية في عملية تحرير المناطق الحدودية بمقاطعة كورسك، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها وبشكل رسمي عن هذا الدور.

وجاء ذلك على لسان رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف، في تقريره إلى الرئيس فلاديمير بوتين، والذي قال إن الجنود الكوريين الشماليين "أظهروا حرفية عالية وصمودًا وشجاعة وبطولة في المعارك".

إعلان

وكانت كوريا الجنوبية وصفت في وقت سابق إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا بأنه "يتعارض مع المعايير الدولية ويستهزأ بالقانون الدولي".

لكن الخبير بالشؤون الدولية دميتري كيم أوضح أن ادعاءات سول لا أساس لها من الصحة، لأن القوات الكورية الشمالية وجدت في مناطق روسية وليست في مناطق متنازع عليها، مثل دونيتسك ولوغانسك، التي يمكن أن تخضع لمعايير احترام سيادة الدول الأخرى وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي.

وأعرب المتحدث عن دهشته من إدانة دول أخرى لموسكو بسبب إشراك جنود أجانب في هذه العملية العسكرية، متساءلًا "كيف يمكن إدانة روسيا لإشراكها جنودًا من كوريا الشمالية، وفي الوقت نفسه يتم إرسال آلاف المرتزقة والمستشارين من دول حلف شمال الأطلسي إلى أراضي أوكرانيا أو روسيا؟".

وأشار كيم إلى أن "الآلاف من المرتزقة" يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية، ليس فقط من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن أيضًا من دول أخرى من القوقاز إلى أميركا اللاتينية.

وأوضح أن روسيا وكوريا الشمالية صادقتا العام الماضي على معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تنص إحدى بنودها على تقديم المساعدة العسكرية في حالة العدوان على أحد الطرفين.

وتابع الخبير أنه بعد ذلك بمدة وجيزة بدأت الوحدات الكورية الوصول تدريجيا إلى روسيا، بعد أن خضعت للتدريبات المناسبة واكتسبت مهارات التحكم في الطائرات بدون طيار، وأصبحت على دراية بالحقائق الميدانية. وأضاف أنه بعد ذلك تم نقلها إلى مقاطعة كورسك، وحتى لا يتم كشفهم تمركزوا في الخطوط الخلفية ومن ثم في التحصينات، وأخيراً بالمشاركة في الهجمات.

وقال إن الجنود الكوريين تميزوا بتماسكهم وانضباطهم وعدم اكتراثهم بالموت وقدرتهم المذهلة على التحمل، وخاصة وحدات قوات العمليات الخاصة، وقدموا مساهمة كبيرة في تحرير منطقة كورينفسكي وفي المعارك بالقرب من ستارايا ونوفايا سوروتشيني، وكانت لديهم قاعدة صارمة بعدم الوقوع في الأسر أحياء أو الاستسلام طواعية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • روسيا تنشئ شريطا أمنيا في أوكرانيا
  • اعتقال صحفي سويدي في إسطنبول بتهمة إهانة الرئيس أردوغان
  • ترامب يوافق على لوم روسيا ببدء الحرب في أوكرانيا في أتفاق المعادن
  • الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 170 مسيرة خلال الليل
  • الجيش الأوكراني يتهم روسيا بإطلاق 5 صواريخ باليستية و170 مسيرة خلال الليل
  • وزير الخارجية الأوكراني: نطالب روسيا بالموافقة دون شرط على وقف إطلاق نار حقيقي
  • أوكرانيا تحدد شرطاً لمحادثات السلام مع روسيا
  • وزير الخارجية الأوكراني: نطالب روسيا بوقف إطلاق النار
  • الرئيس اللبناني: الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب
  • باستعادتها كورسك هل حرمت روسيا أوكرانيا من أهم ورقة مساومة؟