الفضفضة تعني طاقة زائدة داخل الإنسان من الأخطار والأسرار والقضايا والمشاعر المكبوتة وهي أقرب ما تكون إلى طاقة البخار المكتوم التي يجب أن تخرج حتى يستقر الوعاء، وقد لا نجد من يفهمنا عن التعبير عن هذه الأمور، أو لا نستطيع توصيل ما بداخلنا بالشكل المطلوب لصعوبة صياغة الجمل شفويًا لتوصيل المغزى المقصود، فنفضل الفضفصة على الورق بالكتابة.
الكتابة أسلوب راقي جدًا للتعبير والتنفيس عما يجول بخاطرنا من مشاعر وأفكار وهموم مكبوتة، وأسرار، وأحاسيس إنسانية مختلفة.
نكتب لنخرج الأحاسيس التي بداخلنا، التي تتصارع في ذواتنا ولا نعرف كيف نعبّر عنها بالكلام الشفوي، فالكتاب ما في قلوبهم على أقلامهم وليس على ألسنتهم إلا ما ندر منهم، فلا عوض لنا عن الكتابة، فالكلمات في كثير من الأحيان تنساب بطريقة يتعجب منها حتى الكاتب نفسه.
نكتب خواطرنا كي لا نختنق بالصمت.. .
لكن أحيانا نكثر الكتابة ونختنق من الكلمات..
برغم كل شيء نقوله ونكتبه
يبقى في القلب أشياء أكبر مما تقال..
ففي قلب كل منا غرفة مغلقة..
نخاف طرق بابها حتى لا نبكي..
فليس كل هادئ خالي البال..
وليس كل صامت لا يبالي.. .
ففي الصمت والهدوء الف كلام وحكاية..
لنا حياة داخلنا تختلف تمااااما عن الحياة التي يرانا فيها الآخرون..
الكتابة هي الصوت الجريء، لكل إنسان خجول انطوائي لا يجيد الألفاظ المناسبة، هى أصوات ننطقها عبر أيادينا من أعماق قلوبنا.
الكتابة إحيانًا صرخة، وأحياناً همسة، وأحياناً آهات، ولكن الأجمل أنها إحساس صادق قوى يصل الي القلوب، الكتابة هى الصوت الخفي، الصوت الذي فقدناه، الكتابة هى النبض في الجسد الميت، هى الحياة، الكتابة فيها تعيش في عالم تتمناه بدون أيمعوقات، الإحساس يفوق الوصف، إحساسك باللحظات الحلوة بيكون بطريقة تختلف عن الجميع، إحساسك بالجمال مرهف.
الكتابة فضفضه مع الورق لما يعترينا من أمور مختلفة لكل ما نعيشه، ما أعذب الحروف عندما تعبر عن إحساسك بمهارة، أو توصل المعلومة ببراعة، أو تعبر عما بداخلك بجدارة، بالكتابة تعيش إحساس يفوق الوصف، تشعر بجمال اللحظة فتطفو بخفة وتحلق مع النسائم الرقيقة لتحتضن الغيم و تقبل الأشجار وتهمس للأزهار بكلمات رقيقة فتنتشر و تفوح عبيراً.. فالحب يكمن في كل أمر في الوجود!! القلوب لا تكذب، والكتابة الصادقة صديق وفى.
أعظم درس تعلمته من الحياة، «اتقِ شر من فضفضت إليه».
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلادها.. ما سر ارتباط صوت فيروز بالشتاء؟
هل يرتبط صوت المطربة اللبنانية فيروز بالشتاء؟، سؤال قد يراود البعض رغم غرابته، إلا أنه من الجانب الموسيقي هناك سببا واضحا لهذا الترابط، أوضحته الناقدة الموسيقية علا صلاح، في تصريحات صحفية سابقة، فماذا قالت؟
سر ارتباط صوت فيروز بالأجواء الشتويةتحتفل صاحبة الصوت العذب الأقرب إلى القلوب، المطربة اللبنانية فيروز بعيد ميلادها الـ90، إذ ارتبط صوتها بشكل كبير بالأغاني الكلاسيكية التي تلائم كثيرًا الأجواء الشتوية الباردة، وذلك راجع إلى أن طبقة صوتها تمكنها من الوصول إلى «القرار» وهي الطبقة المنخفضة في الصوت بطريقة متزنة وصحيحة تبهر كل من يسمعها وفقًا للناقدة الموسيقية علا صلاح.
وأشارت «علا» إلى أنه على الرغم من صعوبة طبقة القرار، إلا أنها في الوقت ذاته قادرة على الوصول إلى طبقة الجواب، والتي تحتاج إلى صوت عالٍ جدًا، فقدرة فيروز على الانتقال بسلاسة وسرعة بين هذه الطبقات بشكل صحيح، يجعلها صوتا يلائم الأغاني ذات الموسيقى الكلاسيكية التي تناسب الأجواء الشتوية الباردة، إذ تتمكن فيروز من الانتقال بين درجات الطبقة المنخفضة إلى أعلى درجات الصوت في جملة واحدة بشكل سريع وسلس، وهذه النقلة هي سر تميزها في الأغنيات ذات الموسيقى الكلاسيكية.
الطابع الكلاسيكي كان غالبًا على العديد من أغاني فيروز، وهذا هو السر وراء ارتباط صوتها بالشتاء، إذ يحرص الأشخاص عادةً إلى الاستمتاع لأغانيها وصوتها المميز في الشتاء، ومن هذه الأغاني: «حبيتك بالصيف حبيتك بالشتاء»، «تحت الشتا حبو بعض»، «رجعت الشتوية»، «شتي يا دنيا»، «أسامينا»، والكثير من الأغنيات الأخرى التي ربطت بين الشتاء والمشاعر الدافئة.