20 عاما على اليوم العالمي لمكافحة الفساد.. ما هي ثماره؟
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
الفساد ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تؤثر على جميع البلدان، فالفساد يقوض المؤسسات الديمقراطية ويبطئ التنمية الاقتصادية ويساهم في عدم الاستقرار الحكومي، وكذلك يقوض المؤسسات الديمقراطية بتشويه العمليات الانتخابية وبتحريف سيادة القانون وبتكوين مستنقعات بيروقراطية منشأها الأساسي طلب الرشاوى، وتتعطل التنمية الاقتصادية بسبب غياب تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، فضلا أن الشركات الصغيرة داخل الدولة تعاني العجز عن تحمل الكلفة المطلوبة ”لبدء التشغيل“ بسبب الفساد.
وفي 31 أكتوبر 2003، اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وطلبت من الأمين العام أن يترأس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بوصفه أمانة مؤتمر الدول المترامية الأطراف في الاتفاقية (القرار 58/4 ). ومنذاك، التزم 190 طرفا في الاتفاقية بأحكامها، مما يظهر اعترافا عالميا بأهمية الحكم الرشيد والمساءلة والالتزام السياسي.
وعينت الجمعية أيضا يوم 9 ديسمبر يوما دوليا لمكافحة الفساد، لإذكاء الوعي بالفساد ودور الاتفاقية في مكافحته ومنعه، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر 2005، ومع حلول الذكرى العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في أكتوبر 2023، تكون هذه الاتفاقية والقيم التي تروج لها أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يتطلب من الجميع توحيد الجهود للتصدي لهذه الجريمة.
ويتصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وأمانة مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية، قائمة الكيانات التي تبذل جهود مضنية لضمان عالم خال من الفساد.
ويُراد من احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد لعام 2023 تسليط الضوء على الصلة الوثيقة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية، فجوهر تلك الصلة هو فكرة أن التصدي لهذه الجريمة حق للجميع ومسؤوليتهم، وأن التعاون ومشاركة هما ما يمكنا الأشخاص والمؤسسات من التغلب على الأثر السلبي لهذه الجريمة، فهناك دور للدول وللمسؤولين الحكوميين وللموظفين المدنيين ولموظفي إنفاذ القانون وممثلي وسائل الإعلام والقطاع الخاص وللمجتمع المدني وللأوساط الأكاديمية وللجمهور العام وللشباب بصورة خاصة في توحيد العالم ضد الفساد.
ويُحتفل خلال اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2023 بالذكرى السنوية العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وننتهز الفرصة للبحث في التغييرات الإيجابية التي أحدثتها الجهود الجماعية التي تقودها الاتفاقية، كما يتعين علينا استقصاء الفجوات المتبقية التي تتطلب كل الاهتمام من أجل ضمان استمرار تعزيز هذه الآلية في السنوات المقبلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الاستثمار الأجنبي الامم المتحده الأمين العام التنمية الاقتصادية الديمقراطية القطاع الخاص المخدرات والجريمة تنمية الاقتصاد سيادة القانون مكافحة الفساد لمکافحة الفساد الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الشارقة تحتفي بـ"اليوم العالمي للشعر"
احتفل بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة باليوم العالمي للشعر خلال أمسية شعرية نظمها يوم الثلاثاء بمشاركة الشعراء د. عائشة الشامسي من الإمارات، د. محمد سعيد العتيق من سوريا، ويوسف عبدالعزيز من الأردن، وقدمها الأستاذ رغيد جطل.
حضر الأمسية مدير بيت الشعر الشاعر محمد عبدالله البريكي، وحشد من جماهير الشعر، ومن النقاد والأكاديميين والشعراء، الذين أصبح بيت الشعر مقصدهم الدائم، الذي ينهلون من نبعه جمال الحروف وبلاغتها.
وتحدث رغيد جطل عن أهمية اللغة العربية والشعر العربي، ودعم عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، للشعر والشعراء، وأثنى على جهود دائرة الثقافة، في متابعة الأنشطة الثقافية، وقدم الشكر لبيت الشعر على ديمومة الفعل الثقافي على مدار العام.
وأهدى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق، أبيات إلى حاكم الشارقة التي أصبحت وجهة للشعراء عبر بيتها الشعري "بيت الشعر في الشارقة" ومما قال:
في البّدءِ صلّى، وارتدى شمس القرى
( سلطانُ) يا ابنَ القبلتينِ وعاشقُ
وسماحةٌ منزاحةٌ للنورِ في
لألائها، ويُشعِّ منهُ الأزرقُ
وسلالَةٌ من طينِ نخلٍ سابحٍ
هو لمحةٌ ودلالةٌ تتورَّقُ
و أنا العتيقُ على البُراقِ قصيدتي
( للقاسميّ ) سحابةٌ و أحلّقُ
ثم قرأ مقطوعات شعرية عالية السبك، تحمل رسائل إنسانية إلى الجد والجدة "الساكنان الغمام" والأب والأم "الساكنان دمي" وغيرها من المقطوعات، التي نالت الاستحسان، ومن "الساكنان الغمام":
يحكى بأنَّ الغيمَ مرَّ بجدنا
وبظهرهِ شدَّ الحقائبَ و انحنى
رقَّتْ لهُ الأمطارُ أخبرتِ المدى
أنَّ الطريقَ إلى الحبيبةِ منْ هنا
وهناكَ ومضُ الريحِ أشعلَ خطوَهُ
بدمِ الرحيلِ فشعّ حزنًا مدمنا
مطرٌ و طينٌ ... ثَمَّ حبٌّ صامتٌ
بينَ الصدودِ وبينَ أُخدودِ العنى
ثم قرأت الشاعرة الدكتورة عائشة الشامسي نصوصاً سمت بالروح إلى الأعلى، وتجلت في روحانيات تشكلت من نسيج الإيمان، وإيمان القلب، ونورانية الوحي، فقرأت "بردة المعنى" ومنها:
وحيٌ على بُردة المعنى بدا فبدا
يُلقي على الرّوح من آياته جسدا
وصورةٌ في انعكاس الحُسن كاملةٌ
رحيقها فاح في كلّ الربوع ندى
وصوتُ نايٍ جرى في ظلّهِ وَلَهٌ
من النبّوةِ حتى لاحَ منه صدى
ليسبق الخطو حتى ضمّه سفرٌ
إليهِ يبدو فمدّ الحُبُّ منه يدا
وقرأ الشاعر يوسف عبدالعزيز، نصوصا تميزت بالرمزية العالية، والمعاني العميقة التي تحتاج إلى تأمل في فضاءاتها المحلقة، وتنوعت في شكلها بين العمودي وشعر التفعيلة، وقرأ في البداية مقطوعات عمودية اختزلت الأفكار في الأشعار، ومن قصيدة "اليرغول":
كأفعى يعضُّ الرّاقصينَ بصوتِهِ
ويترُكُهم صرعى على دِكَّةِ الليلِ
مريضٌ، يداوي الأرضَ بالصّيحةِ التي
تدبُّ كأظلافِ الرّعودِ على التَّلِّ
ولكنّهُ من فَرْطِ رقَّتِهِ بكى
وأغمضَ أجفاناً وغمغمَ كالطِّفلِ.