الفساد ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تؤثر على جميع البلدان، فالفساد يقوض المؤسسات الديمقراطية ويبطئ التنمية الاقتصادية ويساهم في عدم الاستقرار الحكومي، وكذلك يقوض المؤسسات الديمقراطية بتشويه العمليات الانتخابية وبتحريف سيادة القانون وبتكوين مستنقعات بيروقراطية منشأها الأساسي طلب الرشاوى، وتتعطل التنمية الاقتصادية بسبب غياب تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، فضلا أن الشركات الصغيرة داخل الدولة تعاني العجز عن تحمل الكلفة المطلوبة ”لبدء التشغيل“ بسبب الفساد.

وفي 31 أكتوبر 2003، اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وطلبت من الأمين العام أن يترأس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بوصفه أمانة مؤتمر الدول المترامية الأطراف في الاتفاقية (القرار 58/4 ). ومنذاك، التزم 190 طرفا في الاتفاقية بأحكامها، مما يظهر اعترافا عالميا بأهمية الحكم الرشيد والمساءلة والالتزام السياسي.

وعينت الجمعية أيضا يوم 9 ديسمبر يوما دوليا لمكافحة الفساد، لإذكاء الوعي بالفساد ودور الاتفاقية في مكافحته ومنعه، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر 2005، ومع حلول الذكرى العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في أكتوبر 2023، تكون هذه الاتفاقية والقيم التي تروج لها أكثر أهمية من أي وقت مضى، مما يتطلب من الجميع توحيد الجهود للتصدي لهذه الجريمة.

ويتصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وأمانة مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية، قائمة الكيانات التي تبذل جهود مضنية لضمان عالم خال من الفساد.

ويُراد من احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد لعام 2023 تسليط الضوء على الصلة الوثيقة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية، فجوهر تلك الصلة هو فكرة أن التصدي لهذه الجريمة حق للجميع ومسؤوليتهم، وأن التعاون ومشاركة هما ما يمكنا الأشخاص والمؤسسات من التغلب على الأثر السلبي لهذه الجريمة، فهناك دور للدول وللمسؤولين الحكوميين وللموظفين المدنيين ولموظفي إنفاذ القانون وممثلي وسائل الإعلام والقطاع الخاص وللمجتمع المدني وللأوساط الأكاديمية وللجمهور العام وللشباب بصورة خاصة في توحيد العالم ضد الفساد.

ويُحتفل خلال اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2023 بالذكرى السنوية العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وننتهز الفرصة للبحث في التغييرات الإيجابية التي أحدثتها الجهود الجماعية التي تقودها الاتفاقية، كما يتعين علينا استقصاء الفجوات المتبقية التي تتطلب كل الاهتمام من أجل ضمان استمرار تعزيز هذه الآلية في السنوات المقبلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الاستثمار الأجنبي الامم المتحده الأمين العام التنمية الاقتصادية الديمقراطية القطاع الخاص المخدرات والجريمة تنمية الاقتصاد سيادة القانون مكافحة الفساد لمکافحة الفساد الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

جامعة النيل تستضيف الاجتماع الخاص بالتحضير للمنتدى العمراني العالمي (WUF 12)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضافت جامعة النيل، برئاسة الدكتور وائل عقل، الاجتماع الثاني لحملة التحضر في مصر والخاصة بالتحضير للمنتدى العمراني العالمي الثاني عشر (WUF 12)، والذي تستضيفه القاهرة في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024، حيث سيجتمع المفكرون الحضريون من دول العالم في مصر.

تضمن الاجتماع الذي نظمه واعد له برنامج الهندسة المعمارية والتصميم العمراني، بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية جامعة النيل، بتنسيق من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية – الحملة الحضرية العالمية عدد من المحاور الرئيسية التي دار حولها النقاش منها آليات التحضير للمنتدى الحضري العالمي (WUF 12) كذلك الانتشار الواسع لحملة مصر الحضرية، والركائز الست التي توجه حملة مصر الحضرية، والمنظمات الشريكة في الحملة، وكيفية توسيع نطاق التعاون الدولي

شارك في الاجتماع بالحديث والنقاش وطرح الرؤى والأفكار أمام جموع الحاضرين والمشاركين الدكتورة دينا كمال شهيب، مدير برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، جامعة النيل، ممثل الجامعة في الحملة الحضرية العالمية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، رانيا هداية، الممثل بالإنابة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المكتب الإقليمي للدول العربية، كريستين أوكلير، المنسقة العالمية الحملة الحضرية العالمية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

من جانبها، قالت كريستين أوكلير، المنسقة العالمية للحملة الحضرية العالمية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أن المنتدى الحضري العالمي (WUF 12)  سيعود إلى إفريقيا لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، ما يُعد لحظة محورية للمنطقة، وأن موضوع المنتدى: "كل شيء يبدأ من المنزل: الأعمال المحلية للمدن والمجتمعات المستدامة"، يسلط الضوء على الإجراءات والمبادرات المحلية المطلوبة لمواجهة التحديات العالمية الحالية التي تؤثر على الحياة اليومية للناس، بما في ذلك السكن غير الميسور، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتغير المناخ، ونقص الخدمات الأساسية، واستمرار النزاعات، مؤكدة أنه في إطار التحضير للمنتدى الحضري العالمي (WUF 12)  شاركت حملة مصر الحضرية مجموعة واسعة من المنظمات في الحوار حول قضايا التحضر تمهيدًا للمنتدى، مشيرة إلى أن الانتشار الواسع لحملة حملة مصر الحضرية نتاج جهد تعاوني شمل شركاء برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والمنظمات المحلية، والمواطنين المصريين في معالجة القضايا الحضرية الحرجة،وأن حملة مصر الحضرية تركز على التنمية المستدامة وتسعى إلى تسهيل النقاشات وتعبئة إجراءات ملموسة نحو إنشاء مدن أفضل لمستقبل مصر.

وفي سياق متصل، أكدت رانيا هداية، الممثل بالإنابة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المكتب الإقليمي للدول العربية، أن المنظمات الشريكة في الحملة تتكون من 30 منظمة محلية ودولية مكرسة للتنمية الحضرية، والحفاظ على التراث الثقافي، والاستدامة والإسكان في مصر، مشيرة إلى التزام حملة مصر الحضرية بمواصلة التعاون مع الشركاء الدوليين، مع التركيز بشكل خاص على القضية الحاسمة المتعلقة بمسائل الإسكان، وتهدف الحملة إلى جلب المزيد من الأصوات إلى المناقشة وتوسيع جهودها على المستوى العالمي، وأنه منذ يناير 2024، نظم شركاء حملة مصر الحضرية أكثر من 60 حدثًا حول موضوعات حضرية مهمة، بهدف إشراك العديد من المنظمات وتعزيز الحوار الشامل والمتعدد التخصصات حول الحلول الحضرية.

وعلى جانب آخر، عرضت الدكتورة دينا شهيب، مدير برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، جامعة النيل، ممثل الجامعة في الحملة الحضرية العالمية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، مشاركة جامعة النيل في الركائز الست التي توجه حملة مصر الحضرية وجميعها ركائز تمس جميع جوانب الحياة الحضرية. وهي الناس من خلال معالجة تحديات التحضر والنمو السكاني وخلق فرص للمواطنين في المدن، وكذلك التراث: عن طريق الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي والطبيعي وتعزيز التجديد الحضري، ومن الركائز المرونة: بواسطة تعزيز قدرات المدن على إدارة التحديات مثل أنظمة المياه والنظم الغذائية والصدمات البيئية، وأيضاً الإدماج: بواسطة ضمان أن تكون المدن ميسورة المنال، ميسورة التكلفة وشاملة للجميع مع التركيز على الشباب والمساواة بين الجنسين وكذلك الرفاهية: من خلال تعزيز البيئات الحضرية الصحية والصالحة للعيش التي تدعم الرفاهية البدنية والعقلية ويعد الإسكان من الركائز عن طريق معالجة تحديات الإسكان في مصر، وتنفيذ حلول مرنة مناخيًا وضمان الإسكان الميسور المستدام للجميع.

واستعرضت الدكتورة دينا شهيب، دور جامعة النيل في الحملة والتحضير للمنتدى من خلال استضافة جامعة النيل، وهي الشريك الرئيسي في الحملة، فعاليات مهمة كجزء من حملة مصر الحضرية منها:  لقاء حول " نحو تحول حضري محوره الإنسان متعدد التخصصات ومتعدد النطاقات" وقد استعرض الحدث رؤية ورسالة برنامج الهندسة المعمارية والتصميم الحضري بالجامعة في التعليم من خلال مناهج تكاملية ومتعددة التخصصات محورها الإنسان، ومشبعة بمبادئ الاستدامة والتقنيات الحديثة. ويكمل الذراع البحثي والاستشاري لبرنامج ARUD مركز ARU-DREC الذي تم إنشاؤه حديثًا، للجمع بين التعلم والبحث والممارسة؛ حيث يمكن لـ ARUD + ARU-DREC معًا المشاركة في نقل المعرفة من وإلى المنفذين في مجال التنمية الحضرية.

واستكمالا لدور جامعة النيل، أكدت أن الجامعة استضافت أيضًا ندوة حول إضفاء الطابع الإنساني على المدن الذكية، شارك فيها خبراء وطلاب من مجالات مختلفة، وركزت على استكشاف حلول مستدامة تحقق التوازن بين الاحتياجات الإنسانية والجوانب المختلفة المؤثرة في تطوير المدن، وندوة أخرى حول عرض سيناريوهات إعادة الاستخدام الوظيفي لــ "بيت الرزاز"، وهو أثر من الآثار الإسلامية في القاهرة التاريخية، والتي تروج إلى إحياء المناطق التاريخية والمجتمعات الحرفية من خلال تدخلات للحفاظ على التراث الثقافي وتشمل التصميمات ومقترحات التسويق والتمويل لتنفيذه على أرض الواقع، كما أظهرت تعاونًا مثمراً بين برنامج العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية، مع كلية إدارة الأعمال بجامعة النيل حيث قام طلاب كلية إدارة الأعمال بدمج الجوانب التجارية لأربعة سيناريوهات لإعادة الاستخدام الوظيفي تم اختيارهم ضمن مشروعات بحثية معمارية.

وجدير بالذكر أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) هو برنامج تابع للأمم المتحدة، مكلف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالترويج لمدن وبلدات مستدامة اجتماعيًا وبيئيًا، و يعتبر البرنامج النقطة المحورية لجميع القضايا المتعلقة بالتحضر والمستوطنات البشرية داخل نظام الأمم المتحدة.

ويعمل البرنامج مع شركائه لبناء مدن ومجتمعات محلية آمنة، ومرنة ومستدامة وشاملة للجمع ، ويعزز البرنامج التوسع الحضري كقوة تحويلية إيجابية للناس والمجتمعات، ويساهم في الحد من عدم المساواة والتمييز والفقر. ويقع المقر الرئيسي للبرنامج في نيروبي، كينيا، بينما المكتب الإقليمي للدول العربية يوجد في القاهرة، مصر. كما ان برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لديه برنامج قطري في مصر.

IMG-20241003-WA0224 IMG-20241003-WA0223 IMG-20241003-WA0226 IMG-20241003-WA0225 IMG-20241003-WA0228

مقالات مشابهة

  • جامعة النيل تستضيف الاجتماع الخاص بالتحضير للمنتدى العمراني العالمي
  • جامعة النيل تستضيف الاجتماع الخاص بالتحضير للمنتدى العمراني العالمي (WUF 12)
  • اليوم العالمي للمعلم| الإحصاء: معلم لكل 27 تلميذًا للعام الدراسي 2023/2024
  • محافظ القاهرة يُناقش تحضيرات استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي في دورته الـ 12
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • نائبة وزيرة التضامن تستعرض أهمية اللجنة العليا فى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد
  • نائبة وزيرة التضامن تتابع تنفيذ «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة ‏الفساد» ‏
  • نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تجتمع باللجنة العليا لإدارة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد
  • نائبة وزيرة التضامن تترأس الاجتماع الأول للجنة الإدارة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد
  • قصة تمثال اللا عنف في يومه العالمي.. كيف يشير المسدس إلى السلام؟