الإطار يبرئ الفصائل العراقية من حادثة استهداف السفارة الأمريكية: طرف ثالث يقف وراءها
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
قال القيادي في الاطار التنسيقي علي الفتلاوي، اليوم السبت (9 كانون الأول 2023)، أن هناك "طرفاً ثالثًا" يقف وراء استهداف السفارة الامريكية في بغداد، فيما لفت الى ان الفصائل العراقية لا تتردد بإعلان استهداف السفارة فيما لو استهدفتها بالفعل.
وأوضح الفتلاوي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" هناك حقيقة يجب الانتباه لها وهي ان كل من يعتدي على الحشد الشعبي والمستضعفين في العالم الاسلامي سيكون لفصائل المقاومة ردة فعل تجاه هذا الإعتداء، ونعتبره مشروعًا خاصة واننا نتعامل مع "غباء امريكي" في تعامله مع قضايا الشرق الاوسط من خلال دعم واشنطن لكيان مغتصب وقاتل ويمارس ابادة بحق الشعب الفلسطيني لذا فان اي تمادي سيقود حتما الى تنامي عمليات المقاومة ويزيد اصرارها في الاستمرار لاننا امام نزيف يومي للدماء".
واضاف، ان" فصائل المقاومة العراقية لاتخفي شيئًا واي عمليات استهداف تعلن عنها، ولايمكن ان تكون مثل النعامة تخفي رأسها عن الحقائق، مؤكدا بان من استهداف السفارة الامريكية في بغداد جرى من طرف ثالث يريد خلط الاوراق، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني جاد في كشف من يقف وراء هذا الاستهداف".
حريق في الشرق الأوسط
واشار الى، ان" فيتو الادارة الأمريكية في ايقاف مجزرة غزة يمجلس الامن سيخلق حريقًا كبيرًا في الشرق الاوسط ويدفع المقاومة في بلدان عربية عدة منها العراق الى زيادة وتيرة استهداف القواعد الأمريكية، مشيرا الى عدم وجود مستشارين أمريكان في العراق بل قوات قتالية وهي من تقف وراء استهداف مقرات الحشد الشعبي وسقوط شهداء وجرحى في الاسبوع الماضي".
وتعرّض مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، فجر الجمعة (8 كانون الأول 2023)، إلى قصف بصاروخين وقذائف هاون، أعقبه هجوم مماثل طال قاعدة عين الأسد التي تستضيف جنوداً أمريكان في محافظة الأنبار الغربية، وفيما اتهمت واشنطن جماعات موالية لإيران بالضلوع في الحادث، أكدت احتفاظها بحقّ الردّ لحماية أفراد بعثتها الدبلوماسية وشركائها في التحالف الدولي وسط تنّديد حكومي بالهجوم، واعتباره عملاً إرهابياً يسيء لسيادة واستقرار العراق.
وأكدت السفارة، تعرضها لهجوم بصاروخين، مشيرة إلى الاحتفاظ بحق الرد في أي مكان بالعالم لحماية أفراد البعثات الدبلوماسية والشركاء في التحالف الدولي.
وقال مكتب المتحدث الرسمي باسمها، في بيان إنه في حوالي الساعة 4:15 من صباح يوم الجمعة لا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة.
"نحتفظ بحق الرد"
وأضاف: لم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، بينما تدل المؤشرات إلى أن الهجمات نفذتها جماعات موالية لإيران، والتي تنشط بحرية في العراق.
وجددت السفارة، الدعوة للحكومة العراقية، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أفراد ومرافق البعثات الدبلوماسية والشركاء في التحالف الدولي» مؤكدة أنها «تحتفظ بحق الدفاع عن النفس وحماية موظفيها في أي مكان في العالم.
وقال مسؤول عسكري أمريكي لرويترز إن حوالي سبع قذائف مورتر سقطت في مجمع السفارة، فيما تحدث آخر عن إطلاق صفارات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات ارتطام في محيط المجمع، وقاعدة يونيون 3 المجاورة، التي تضم قوات من التحالف الدولي.
وأظهرت صور انتشرت على منصّات التواصل، والمواقع الإخبارية المحلية، تُظهر منصة الإطلاق (محلية الصنع) وهي موضوعة في صندوق خشبي، فضلاً عن عدد من قذائف بي أر جي 7.
وحسب المعلومات فإن إطلاق الصواريخ كان من الضفّة الأخرى لنهر دجلة المقابلة لمبنى السفارة.
وحذرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون سابرينا سينغ، الفصائل العراقية من مواصلة الهجمات التي تستهدف قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات بلادها في العراق.
وقالت في مؤتمر صحافي، إن بقاء القوات الأمريكية في العراق هو بطلب من الحكومة الاتحادية» معتبرة إن «مهام قواتنا تتمثل بمواجهة تنظيم داعش.
وأكدت أن الحكومة العراقية متعاونة في حماية قواتنا في المنطقة» مبينة إن «الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة على قواعدنا في العراق باءت بالفشل فيما لفتت إلى أن هجماتنا ضد تلك الفصائل كانت عنيفة ومؤثرة.
سنواصل الرد
كما ذكرت أن قوات بلادها استهدفت مخازن للأسلحة والذخيرة ومراكز لقيادة تلك الفصائل في العراق مستدركة بالقول: سنواصل دائما الرد على هجماتها (الفصائل) وسيكون ذلك في الوقت والمكان المناسبين.
وعلى الفور، وجّه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية كافة، وفي قواطع المسؤولية، بملاحقة مرتكبي اعتداء إطلاق المقذوفات في اتجاه السفارة، وتقديمهم للعدالة.
اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، ذكر في بيان صحافي أن السوداني شدد على أن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف ومهما كانت الادّعاءات والأوهام التي تقف وراء هذه الأفعال المشينة.
كما أكد القائد العام أن مرتكبي هذه الاعتداءات يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه» مشيراً إلى أن «هذه المجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي، ولا تعكس القرار العراقي الوطني الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة.
ورأى أن التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية مؤكداً إنّ «قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية، كلُّ حسب اختصاصه وواجبه، ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية، وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها. ولن تجد العناصر المسيئة إلا الملاحقة والتصدّي دفاعاً عن سيادة العراق واستقراره، الذي تحقق عبر مسيرة طويلة من التضحيات الجِسام.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: البعثات الدبلوماسیة استهداف السفارة التحالف الدولی فی العراق
إقرأ أيضاً:
خلف الكواليس.. الفصائل تتفاوض مع الحكومة حول مستقبلها: حقيقة أم تكتيك؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
تشهد الساحة العراقية حراكاً سياسياً وأمنياً متسارعاً في ظل مباحثات غير معلنة بين الفصائل المسلحة وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث يجري التفاوض حول مستقبل هذه الفصائل ودورها في المرحلة المقبلة.
هذه المباحثات تأتي في وقت حساس، مع تغيرات إقليمية مرتبطة بالحرب في غزة والتوترات في لبنان، ما يضع العراق أمام تحديات تتطلب توافقات داخلية لضبط إيقاع المشهد الأمني والسياسي.
مفاوضات مستمرة دون نتائج حاسمة
بحسب ما كشفه النائب مختار الموسوي لـ"بغداد اليوم"، فإن هذه المباحثات لم تصل بعد إلى نتائج شاملة، لكنها مستمرة وسط توقعات بإمكانية تحقيق تفاهمات نهائية قريباً.
الموسوي أوضح أن النقاشات تتناول عدة ملفات مهمة تتعلق بمستقبل الفصائل المسلحة، وطبيعة دورها في المشهد العراقي، خصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية انتقال بعض الفصائل إلى العمل السياسي.
الفصائل والعمل السياسي: حقيقة أم تكتيك؟
رغم أن بعض الأطراف تطرح فكرة تحول الفصائل إلى العمل السياسي، فإن الموسوي يشير إلى أن هذه الفصائل لديها بالفعل تمثيل سياسي، خاصة من خلال مشاركتها في اجتماعات الإطار التنسيقي، وهو التحالف الذي يضم غالبية القوى السياسية الشيعية القريبة من طهران، ما يعني أن الفصائل ليست بعيدة عن المشهد السياسي، وإنما تسعى لإعادة ترتيب أوراقها ضمن التوازنات الداخلية والخارجية.
لكن السؤال الأبرز: هل هناك نية حقيقية لهذه الفصائل في التخلي عن نشاطها العسكري لصالح الانخراط الكامل في العملية السياسية؟ أم أن الحديث عن هذا الانتقال مجرد خطوة تكتيكية لإعادة التموضع في ظل الضغوط الداخلية والخارجية؟
العوامل الإقليمية وتأثيرها على العراق
يرى مراقبون أن التطورات الإقليمية تلعب دوراً محورياً في هذه المباحثات، إذ تزامنت مع بدء تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، واستقرار الأوضاع نسبياً في لبنان بعد التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
هذه المتغيرات تدفع باتجاه تهدئة التوترات العسكرية في المنطقة، وهو ما قد ينعكس على نشاط الفصائل العراقية المسلحة التي سبق وأن نفذت عمليات استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية.
الموسوي أكد أن هناك ضغوطاً دولية وإقليمية باتجاه تهدئة الأوضاع، مشيراً إلى أن الحوثيين في اليمن أيضاً سيتوقفون عن استهداف العمق الإسرائيلي، في إشارة إلى أن هناك رغبة دولية لإنهاء التصعيد في الشرق الأوسط، ما قد تدفع الفصائل العراقية نحو تجميد عملياتها العسكرية مؤقتاً، أو ربما إعادة تقييم استراتيجياتها بناءً على الموقف السياسي المستجد.
هل يسعى العراق للنأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية؟
من أبرز محاور النقاشات بين الحكومة والفصائل، بحسب مصادر سياسية، هو البحث عن آلية لمنع العراق من أن يكون ساحة لصراعات إقليمية، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران.
العراق أصبح في السنوات الأخيرة ساحة لحرب غير معلنة بين الطرفين، حيث استُخدمت أراضيه لضربات متبادلة، سواء عبر الطائرات المسيرة أو الهجمات الصاروخية التي استهدفت المصالح الأمريكية.
الحكومة العراقية تبدو معنية بضبط هذا الوضع، لكن التحدي يكمن في قدرتها على إقناع الفصائل بالالتزام بالقرارات السياسية للدولة، دون الانجرار وراء الأجندات الإقليمية.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
في ظل استمرار المباحثات، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية لما قد يحدث خلال المرحلة المقبلة:
1. التوصل إلى تفاهمات جزئية: قد يتم الاتفاق على تهدئة النشاط العسكري للفصائل مؤقتاً، دون تفكيكها أو دمجها بالكامل في الدولة، في هذه الحالة، قد يتم توجيه بعض الفصائل نحو أدوار سياسية أكبر، لكن دون إنهاء وجودها العسكري بشكل كامل.
2. استمرار التوتر دون تصعيد كبير: قد تشهد الفترة القادمة حالة من الترقب، حيث تبقى الأمور على وضعها الحالي، مع عمليات عسكرية متقطعة دون أن تصل إلى مرحلة المواجهة الشاملة.
3. اتفاق شامل على إعادة هيكلة الفصائل: هذا السيناريو هو الأكثر تفاؤلاً لكنه مستبعد في الوقت الحالي، حيث يتطلب قرارات استراتيجية من الفصائل نفسها ومن الجهات الداعمة لها إقليمياً.
المباحثات الجارية بين الفصائل المسلحة وحكومة السوداني تعكس محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في العراق، لكنها لا تزال في مرحلة المفاوضات دون نتائج حاسمة، لأن العوامل الإقليمية تلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار هذه التفاهمات، في ظل رغبة دولية بتهدئة التصعيد في الشرق الأوسط.
فهل تستطيع الحكومة فرض سيادة الدولة على الفصائل المسلحة، أم أن هذه الفصائل ستظل لاعباً مؤثراً في المشهد العراقي، سواء عسكرياً أو سياسياً؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى نجاح هذه المباحثات في رسم ملامح المرحلة القادمة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات