نشر "مركز البحوث التركي" مقالا يتناول الآثار المترتبة على الغارات الحوثية الأخيرة على السفن في البحر الأحمر، قائلا إن هذه الغارات هي واحدة من نتائج حرب غزة التي زادت التوتر في المنطقة مما يسهم في تغيير موازين القوى العالمية.

وأوضح المقال الذي كتبه رياض دومازيتي أن الغارات الحوثية تؤثر على طرق التجارة والطاقة العالمية إذ يلعب مضيق باب المندب وقناة السويس في البحر الأحمر دورا حيويا في سوق الطاقة العالمية وقطاع النقل، ذلك أن 3 من أهم 7 نقاط عبور للنفط في العالم مرتبطة بهذا البحر.

تكاليف النقل ومدة العبور

وذكر أن عدم استقرار الأمن في البحر الأحمر سيؤدي إلى زيادة تكاليف النقل ومدة العبور في التجارة العالمية بنسبة تقارب 43%.

وقال أيضا إنه من الممكن أن تؤدي أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر إلى سيناريو أوسع يتمثل في زيادة التسليح والعسكرة في المنطقة من قبل دول مثل الصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان، وهي دول لها وجود عسكري فعلي في البحر الأحمر، وبالتالي مزيد من تصعيد المنافسة العالمية.

الممر الهندي-الشرق أوسطي

ومن الآثار المترتبة على الغارات الحوثية في البحر الأحمر، يقول المقال، هو تعزيز الدعم الشعبي والرسمي لمشروع الممر الاقتصادي الهندي-الشرق أوسطي الذي يشمل السعودية وإسرائيل ويتجاوز البحر الأحمر.

وفيما يتعلق بالأمن في اليمن، يتوقع المقال أن تؤجج الغارات الحوثية الحرب هناك مجددا وتعيدها إلى نقطة البداية لأن القوى الدولية ستحاول مواجهة استهداف الحوثيين للتجارة العالمية، إذ ستقوم الولايات المتحدة بزيادة دعمها اللوجستي والاستخباراتي والعسكري للتحالف المناهض للحوثيين.

وفي نفس الوقت، لم يستبعد الكاتب أن تدعم واشنطن الحوثيين "كلاعب شرعي" وفتح طريق للتفاوض المباشر أو غير المباشر معهم لخفض التوتر للحفاظ على توازن القوى الذي يشمل الصين أيضا.

وخلال الأسابيع الماضية أعلنت جماعة الحوثي في اليمن السيطرة على أكثر من سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وذلك بعد تحذيرات للجماعة بأنها ستستهدف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية، أو التي ترفع العلم الإسرائيلي، ردا على ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي منذ أكثر من شهرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأميركي إلى اليمن: روسيا تجري مباحثات مع الحوثيين بشأن نقل أسلحة

اتهمت الولايات المتحدة روسيا بأنها تجري مباحثات مع الحوثيين في اليمن لتزويدهم بالأسلحة، بينما يواصل المتمردون المدعومون من إيران شن هجمات تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وأخذ الممر المائي الحيوي رهينة.

 

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال المبعوث الاميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إن موسكو “تبرم صفقاتها الخاصة” مع الحوثيين للسماح لسفنها بالمرور دون أن تتعرض لأذى.

 

أضاف ليندركينغ الأربعاء “لدينا تأكيد بأن الروس والحوثيين يبحثون سبل التعاون”، ومن بين ذلك نقل الأسلحة.

 

وتابع “لا نعلم إن كان نقل الأسلحة يتم بينما نحن نتحدث، لكن الأمر بلغ حدا يستدعي أن ندق جميعا ناقوس الخطر لضمان عدم حدوث ذلك”.

 

وأشار ليندركينغ إلى أنه لو قيّض لعمليات نقل الأسلحة أن تتم، “فمن المحتمل أن يغير ذلك النزاع بشكل كبير”، محذرا من “تصعيد” من شأنه حرف الجهود المتوقفة حاليا لإنهاء النزاع المستمر منذ عقد في اليمن، عن مسارها.

 

وحذّر من أن “فكرة قيام الروس بتزويد الحوثيين بأسلحة فتاكة يثير بشدة قلق دول المنطقة”.

 

وتعمل روسيا على تعزيز علاقاتها العسكرية مع إيران وكوريا الشمالية، وكلتاهما تخضعان لعقوبات مشدّدة، وذلك في إطار سعيها لتعزيز ترسانتها الحربية ضد أوكرانيا.

 

وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بشكل حاد منذ غزو أوكرانيا، حيث تقود واشنطن الدول الغربية لفرض عقوبات على موسكو وتسليح كييف.

 

لكن لروسيا علاقات ودية مع السعودية التي سبق أن شنت حملة عسكرية ضد الحوثيين، وأي خطوة لدعم المتمردين تثير قلقها.

 

منذ تشرين الثاني/نوفمبر يطلق الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، وهم يقولون إنهم يستهدفون فقط السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا تضامنا مع الفلسطينيين الذين يرزحون تحت وطأة حرب تدور رحاها بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

 

وأسفرت هجمات الحوثيين عن مقتل أربعة بحارة على الأقل وإغراق سفينتين وخطف سفينة واحدة هي “غالاكسي ليدر” التي ما زالت محتجزة منذ تشرين الثاني/نوفمبر مع طاقمها المكون من 25 شخصا.

 

في المقابل تشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد أهداف حوثية في اليمن منذ كانون الثاني/يناير.

 

لكن جهودهما في إبطاء الهجمات التي عطلت الملاحة البحرية في ممر مائي يشكل 12% من حركة التجارة العالمية، باءت بالفشل.

 

وأشار المبعوث الأميركي إلى جهود دبلوماسية مكثفة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للحد من الهجمات في البحر الأحمر.

 

وقال ليندركينغ إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقش أزمة اليمن مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في نيويورك الأربعاء.

 

وأشار إلى أنه عقد مع فريقه “اجتماعات مع السعوديين والإماراتيين والعمانيين والحكومة اليمنية هذا الأسبوع”.

 

وتابع “أعتقد أننا جميعا نبحث عن المجموعة الصحيحة من الضغوط والحوافز لتشجيع الحوثيين على الانكفاء عن البحر الأحمر”.

 

وشدّد على أن الحل الدبلوماسي هو الأمثل.

 

وعندما سُئل عن دور إيران في المباحثات بين روسيا والحوثيين، أجاب المبعوث الأميركي “إيران تبحث دائما عن طرق لحماية مصالح الحوثيين وتعزيزها”.


مقالات مشابهة

  • بايدن: سنرد على استهداف الحوثيين السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يعلنون استهداف مدمرات حربية أميركية بالبحر الأحمر
  • ارتفاع ضخم في حجم الدين العالمي.. خبراء يكشفون العواقب المحتملة
  • المبعوث الأميركي إلى اليمن: روسيا تجري مباحثات مع الحوثيين بشأن نقل أسلحة
  • البحر الأحمر خالي من السفن المتجهة صوب الكيان
  • تغير موازين القوى: صنعاء تنجح في استنزاف القوات الأمريكية وتحفيز ردود أفعال دولية
  • واشنطن تتهم روسيا بتسليح الحوثيين
  • تأكيد أمريكي جديد على الصلة بين هجمات الحوثيين والحرب في غزة
  • البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي وتقلب المعادلة الأمنية في البحر الأحمر
  • معادلات جديدة.. البحرية اليمنية تنهي الغرور الأمريكي