غزة/القاهرة/نيويورك - رويترز
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، حتى مع مواصلة الضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين خلال هجوم شرس ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس) في أنحاء القطاع.

وتصاعد القتال وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين اليوم السبت مع قيام إسرائيل بقصف القطاع من الشمال إلى الجنوب في مرحلة موسعة من الحرب المستمرة منذ شهرين ضد حركة حماس.

وفي استنكار "لكابوس إنساني متصاعد"، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين، وذلك قبل ساعات من استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن تدعمه الغالبية العظمى من أعضائه يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة.

وترك التصويت واشنطن معزولة دبلوماسيا في المجلس المؤلف من 15 عضوا. وصوت 13 عضوا لصالح مشروع القرار الذي قدمته الإمارات، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.

وقال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس "نحن لا نؤيد دعوة هذا القرار إلى وقف غير مستدام لإطلاق النار لن يؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب المقبلة".

وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار، قائلتين إنه لن يفيد سوى حماس التي تعهدت إسرائيل بإبادتها ردا على الهجوم الدامي الذي شنه مسلحو الحركة على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وبدلا من ذلك، تدعم واشنطن "فترات الهدنة" مثل وقف القتال لمدة سبعة أيام والذي أدى إلى إطلاق حماس سراح بعض الرهائن وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية. وانهارت الصفقة في أول ديسمبر كانون الأول.

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور للمجلس إن التصويت يعني أن "حياة ملايين الفلسطينيين على المحك".

وندد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس باستخدام الولايات المتحدة حق النقض ووصفه بأنه "لا إنساني".

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في بيان "لن يكون وقف إطلاق النار ممكنا إلا بعودة جميع الرهائن وتدمير حماس".

وفي إيران، وهي من الداعمين الرئيسيين لحركة حماس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني "مرة أخرى تثبت الحكومة الأمريكية أنها الفاعل الرئيسي في قتل المدنيين الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة".

وقال البيت الأبيض أمس الجمعة إن إسرائيل يمكن أن تفعل المزيد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وإن الولايات المتحدة تشارك المجتمع الدولي القلق بشأن الوضع الإنساني في غزة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين "ندرك جميعا بالتأكيد أنه يمكن فعل المزيد لمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

ويوم الخميس، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لهجة واشنطن، قائلا إنه من الضروري أن تتخذ إسرائيل خطوات لحماية السكان المدنيين في غزة. وقال في مؤتمر صحفي "لا تزال هناك فجوة بين... نية حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض".

ووصف جوتيريش الوضع بأنه "عند نقطة الانهيار"، وقال إن انهيار النظام الإنساني في غزة قد يؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام. وقد أصبح معظم سكان غزة الآن مشردين، والمستشفيات مكتظة، والغذاء ينفد.

وتحدث السكان والجيش الإسرائيلي عن تصاعد القتال في المنطقتين الشماليتين، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إن قواتها أنهت مهامها إلى حد كبير الشهر الماضي، وفي الجنوب حيث شنت هجوما جديدا هذا الأسبوع.

* عدد القتلى

قالت وزارة الصحة في غزة أمس الجمعة إن عدد القتلى جراء الحملة الإسرائيلية على غزة ارتفع إلى 17487. وقالت في وقت مبكر من اليوم السبت إن 71 قتيلا و160 مصابا وصلوا إلى مستشفى الأقصى خلال آخر 24 ساعة.

ووردت أنباء عن مزيد من الضربات أمس الجمعة في خان يونس جنوبا، ومخيم النصيرات في الوسط، ومدينة غزة شمالا. وفي مساء الجمعة، أفاد سكان عن تكثيف نيران الدبابات الإسرائيلية في شمال غزة، في حين قال مسؤولو الصحة إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في ضربة جوية استهدفت منزلا في خان يونس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 94 جنديا إسرائيليا قتلوا في الحرب في غزة منذ بدء الاجتياح البري للقطاع المكتظ بالسكان في منتصف أكتوبر تشرين الأول ردا على هجوم حماس في جنوب إسرائيل الذي قتل فيه مسلحون 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 240 رهينة.

وقال البريجادير جنرال دان جولدفوس من الجيش الإسرائيلي في تسجيل مصور في خان يونس إن قواته تقاتل من منزل إلى منزل ومن "فتحة إلى فتحة"، في إشارة إلى فتحات الأنفاق. وأثناء حديثه دوى إطلاق نار في الخلفية.

ومنذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ويقول السكان إنه أصبح من المستحيل تقريبا العثور على مأوى.

وتقول إسرائيل إنها تقدم تفاصيل بشأن المناطق الآمنة وإن حماس هي المسؤولة عن الإضرار بالمدنيين لأنها تعمل في تلك المناطق وهو اتهام تنفيه الحركة.

وأعلنت حماس أن أعنف الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية وقعت في شمال حي الشجاعية، وكذلك في الجنوب في خان يونس، حيث وصلت القوات الإسرائيلية إلى قلب ثاني أكبر مدينة في القطاع يوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل اعتقلت أكثر من 200 مشتبه به من غزة خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، وتم نقل العشرات إلى إسرائيل لاستجوابهم.

وشاهد صحفيون من رويترز في جنوب غزة قتلى وجرحى يتكدسون في مستشفى ناصر الرئيسي في خان يونس ممددين على البلاط الملطخ بالدماء، فيما لم يكن هناك مكان على الأرض أمس الجمعة لوصول مرضى جدد.

وقال يامن الذي لجأ مع عائلته إلى مدرسة في وسط غزة إنه مع استمرار القتال الآن في كل الاتجاهات، لم يعد هناك مكان للفرار.

وأضاف "داخل المدرسة كما خارجها، نفس الشعور بالخوف من الموت القريب ونفس معاناة المجاعة".

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس: إسرائيل "تتحمل مسؤولية" مصير رهائنها في غزة

شدد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، الأحد، على أن إسرائيل "تتحمل مسؤولية" مصير الرهائن المحتجزين في غزة، بعد قرارها تعليق دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وقال قاسم في بيان، إن "الاحتلال يتحمل مسؤولية عواقب قراره على أهالي القطاع ومصير أسراه".

ورأت الحركة أن مقترح مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق "ينسجم مع رغبة الاحتلال".

وكانت إسرائيل أعلنت أنها أوقفت دخول جميع السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، في وقت سابق من الأحد.

وحذر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من "عواقب إضافية"، إذا لم تقبل حماس ما تقول إسرائيل إنه مقترح أميركي لتمديد وقف إطلاق النار.

وانتهت السبت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، التي شملت زيادة المساعدات الإنسانية.

ولم يتفاوض الجانبان بعد على المرحلة الثانية، التي كان من المقرر أن تطلق حماس بموجبها سراح عشرات الرهائن الباقين، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ووقف إطلاق نار دائم.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أنها وافقت على مقترح أميركي لتمديد وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، مقابل إطلاق سراح رهائن.

في المقابل، تصر حماس على بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يعني إنهاء الحرب، وترفض تمديد المرحلة الأولى.

ولم يصدر تعليق فوري من الولايات المتحدة أو مصر أو قطر، التي تتوسط بين إسرائيل وحماس، منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: طرح مقترحات للنقاش لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • «حماس»: استمرار غلق معابر القطاع أمام المساعدات عقاب جماعي بحق المدنيين الأبرياء
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • استشهاد فلسطينييْن وإصابة 3 بنيران مسيّرات إسرائيلية في غزة
  • ألمانيا تدعو إسرائيل إلى إدخال المساعدات لغزة - منعها ليس وسيلة ضغط
  • مصر: لا مبرر لإغلاق إسرائيل المعابر واستخدام تجويع المدنيين الأبرياء خاصة خلال شهر رمضان
  • إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام
  • بيان شديد اللهجة من مصر بعد وقف إسرائيل إدخال المساعدات لغزة
  • حماس: إسرائيل "تتحمل مسؤولية" مصير رهائنها في غزة
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب