وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2024-07-08@11:53:39 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

سرايا - هناك ما نشاهده ومالا نشاهده.

فما نشاهده هي تلك الصور المؤلمة للمصابين والقتلى والدمار، وقد يكون الزمان كفيل بتجاوزها ونسيانها، ومالا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز أو قريب أو منزل يستظل بظله ليجد نفسه في العراء فالسلاح الأشد فتكاً في هذه الحروب هو التدمير النفسي الذي يدمر التوازن النفسي للمدنيين وعلى وجه الخصوص الأطفال.



ولعلنا في العالم العربي لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال أثناء الحرب في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به.

ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة.

و تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).

ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:

ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة

ـ المرض

ـ التشرد

ـ اليتم والفواجع

ـ المشاهد العنيفة

ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف

ـ الاضطراب في التربية والتعليم

وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.... وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد....

إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، التقيؤ، التبول اللاإرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب،وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.

وغالباً ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية.

حيث يجدون في العاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر،وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبريرات لاقبال الاطفال على اقتناء لعب العنف حيث ترى الاستاذة د. ناهد عبد الكريم رئيس قسم الاجتماع في كلية الاداب/ جامعة بغداد ان ظاهرة اقبال الاطفال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الاطفال وان لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم فالطفل لا يستطيع ان يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة.

وهذه الظاهرة تعتمد على ما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه او عن طريق وسائل الاعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الارتال العسكرية الاسرائيلية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الايحاء والعدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب والتي تحول الطفل من الجانب التربوي الى واحدة من حالتين الاولى (تخيفه وترهبه والثانية تشجعه على التخويف والارهاب وفي كلا الحالتين تؤدي بالطفل الى مرض نفسي خطير فاذا لم تمرضه نفسيا فانها تجعله متقلب المزاج وعندما يكبر سيتساءل ايهما اهم السلاح ام الحاجات الاخرى التي يحتاجها المجتمع.. فاذا تبين له ان السلاح اهم تشجع على خوض الحروب او يشجع عليها اما اذا احس ان العكس هو المطلوب لتوفير الحاجات الاساسية للناس وهذا ما يؤدي به الى كره اهله على الخطأ الذي أرتكبوه وهو تشجيعهم له في الطفولة على اقتناء الاسلحة على شكل العاب.

دور الأهل وهو الدور الهام جدا

تخلص توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.

وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لاتتراكم الصدمة.

ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها،ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في نفوسهم، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: هذه الحالات فی حال

إقرأ أيضاً:

«استشارى» يحذر من مضاعفات اللوزتين عند الأطفال

التهاب اللوزتين من أكثر المتاعب الشائعة بين الأطفال، ويكون هذا الالتهاب مؤلماً خاصة إذا ما صاحبه ارتفاع فى درجة حرارة الطفل.

ويتعرض كثير من الأطفال لالتهاب اللوزتين وعند ظهور الأعراض ربما تظن الأم أن طفلها يعانى التهاباً فى الحلق أو نزلة برد وتتجاهل الذهاب للطبيب الأمر الذى يجعل الطفل أكثر عرضة لمضاعفات كثيرة.

والتهاب اللوزتين يظهر على الطفل فى عدد من الأعراض مثل صعوبة وألم شديد فى البلع وارتفاع فى درجة الحرارة ورائحة كريهة للفم خاصة فترة الالتهاب وآلام فى البطن والمعدة بسبب بلع الصديد الناتج عن الالتهاب فضلاً عن أنه يؤثر بالسلب على الصحة العامة للطفل، فيؤدى إلى آلام فى المفاصل وفقدان الشهية والخمول.

ويوضح الدكتور محمود عبدالخالق استشارى طب الأطفال سبب التهاب اللوزتين فى غالب الأحيان يكون لوجود بكتيريا أو فيروس يصيب اللوزتين الموجودتين فى نهاية الحلق وبالتحديد فى مؤخرة تجويف الفم وتقع كل منهما على جانب.

د.محمود عبدالخالق

والتهاب اللوزتين الفيروسى هو الأكثر شيوعاً حيث يصيب نحو 70% من الحالات ويصاحبه تورم فى بطانة تجويف الأنف والحنجرة. أما التهاب اللوزتين البكتيرى فيحدث بسبب المكورات العقدية والمكورات العنقودية وأحياناً بسبب عدوى فطرية أو بكتيرية أخرى.

والتهاب اللوزتين يسبب آلاماً حادة فى الحلق وانتفاخاً فى العقد الليمفاوية ويؤدى إلى أيضاً إلى صعوبة فى البلع وانتفاخ اللوزتين وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية وصعوبة فى التنفس أو حدوث شخير أو التنفس عن طريق الفم وأحيانا ظهور رائحة كريهة للفم فى بعض الحالات.

وينصح الدكتور محمود عبدالخالق الأم بالحرص على إعطاء سوائل دافئة لتخفيف آلام الحلق وفحص منطقة الأذن وخلفها برقة، وأن تحاول أن تعرف فيما إذا كانت أذن الطفل تؤلمه أم لا وذلك بتمرير الأصابع برقة على طول الرقبة تحت الذقن ولمعرفة ما إذا كان هناك انتفاخ فى الغدد الليمفاوية من عدمه، ويستدل أيضاً على وجود ألم فى أذن الطفل من عدمه عندما يقوم الطفل بفرك أذنه أو شدها.

كما يجب على الأم أن تقلل من إعطاء طفلها المصاب بالتهاب اللوزتين الحساء «الشورية» الساخنة بل يجب أن تكون دافئة فقط إذا كان ذلك يسبب آلاماً للطفل عند البلع. وعدم إجبار الطفل على تناول الطعام، وأن تحرص الأم على إعطاء طفلها الأطعمة سهلة البلع التى تنزل بسهولة إلى المعدة دون مشقة فى البلع، وأن توفر للطفل الراحة التامة.

وفى حالة التهاب اللوزتين لابد من استئصالهما مع مراعاة الشروط المناسبة التى يراها الطبيب، ومنها عامل السن، فلا يجوز إجراء جراحة استئصال اللوزتين للطفل الذى لم يتجاوز الرابعة من عمره إلا فى حالات الضرورة القصوى التى يراها الطبيب، وأيضاً عامل الحالة بالنسبة للوزتين فلا يمكن إجراء الاستئصال فى حالة تورم أو التهاب اللوزتين أو فى حالة وجود آلام حادة للأذن ويستحسن الانتظار إلى أن تزول تلك الأعراض نهائياً.

ويضيف الدكتور محمود عبدالخالق يمكن الوقاية من تكرار التهاب وتضخم اللوزتين عند الأطفال بالحرص على عدم تعرض الطفل لتيارات الهواء الباردة والحرص على عدم اختلاط الطفل بأشخاص مصابين بالتهاب اللوزتين والاهتمام بالتغذية الجيدة للطفل التى تساعده على مقاومة العدوى إلى حد ما.

وعند إصابة الطفل يجب أن يلزم الفراش ولا يذهب إلى المدرسة حتى لا تزداد الإصابة أو نقل العدوى إلى زملائه.

وينصح الأم بضرورة الاهتمام بالمنظومة المتكاملة التى يعيش فيها الطفل من غذاء لصحة عامة للتربية لأن مرض الطفل يعود لإهمال الأم لأن المشكلة ليست لدى الأطفال وإنما عند الأمهات والتى تزيد من اهتمامها بالطفل وهذا فى بعض الأحيان يزيد من مرض الطفل مثل ارتداء الطفل لأكثر من قطعة من الملابس وهذا يزيد من عرق الطفل وهذا يعطى الطفل أكثر من فرصة للمرض.

مقالات مشابهة

  • «استشارى» يحذر من مضاعفات اللوزتين عند الأطفال
  • كيفية الاستعلام عن نتيجة تنسيق رياض الأطفال 2024
  • معدلات مقلقة.. الصحة تبحث إطلاق حملة جديدة لـروماتيزم قلب الأطفال
  • محافظ جدة يزور الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي ومركز التدريب
  • لابيد: الحروب الطويلة لا تصلح لنا
  • لابيد: الحروب الطويلة لا تصلح لنا ويجب إبرام صفقة لإعادة الأسرى
  • 9 طرائق لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع المال
  • إرشادات: وسائل مجربة للتعامل مع الاطفال الكارهين للدراسة..
  • سفير مصر الأسبق في إسرائيل: تصريحات نتنياهو كثيرة ومتناقضة لبعضها
  • تعرف على أعراض إصابة الأطفال بالتهاب المفاصل أو الروماتيزم