وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-04-02@04:53:04 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

سرايا - هناك ما نشاهده ومالا نشاهده.

فما نشاهده هي تلك الصور المؤلمة للمصابين والقتلى والدمار، وقد يكون الزمان كفيل بتجاوزها ونسيانها، ومالا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز أو قريب أو منزل يستظل بظله ليجد نفسه في العراء فالسلاح الأشد فتكاً في هذه الحروب هو التدمير النفسي الذي يدمر التوازن النفسي للمدنيين وعلى وجه الخصوص الأطفال.



ولعلنا في العالم العربي لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال أثناء الحرب في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به.

ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة.

و تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).

ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:

ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة

ـ المرض

ـ التشرد

ـ اليتم والفواجع

ـ المشاهد العنيفة

ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف

ـ الاضطراب في التربية والتعليم

وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.... وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد....

إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، التقيؤ، التبول اللاإرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب،وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.

وغالباً ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية.

حيث يجدون في العاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر،وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبريرات لاقبال الاطفال على اقتناء لعب العنف حيث ترى الاستاذة د. ناهد عبد الكريم رئيس قسم الاجتماع في كلية الاداب/ جامعة بغداد ان ظاهرة اقبال الاطفال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الاطفال وان لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم فالطفل لا يستطيع ان يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة.

وهذه الظاهرة تعتمد على ما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه او عن طريق وسائل الاعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الارتال العسكرية الاسرائيلية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الايحاء والعدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب والتي تحول الطفل من الجانب التربوي الى واحدة من حالتين الاولى (تخيفه وترهبه والثانية تشجعه على التخويف والارهاب وفي كلا الحالتين تؤدي بالطفل الى مرض نفسي خطير فاذا لم تمرضه نفسيا فانها تجعله متقلب المزاج وعندما يكبر سيتساءل ايهما اهم السلاح ام الحاجات الاخرى التي يحتاجها المجتمع.. فاذا تبين له ان السلاح اهم تشجع على خوض الحروب او يشجع عليها اما اذا احس ان العكس هو المطلوب لتوفير الحاجات الاساسية للناس وهذا ما يؤدي به الى كره اهله على الخطأ الذي أرتكبوه وهو تشجيعهم له في الطفولة على اقتناء الاسلحة على شكل العاب.

دور الأهل وهو الدور الهام جدا

تخلص توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.

وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لاتتراكم الصدمة.

ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها،ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في نفوسهم، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: هذه الحالات فی حال

إقرأ أيضاً:

المخرج محمد ناير يكشف عن فكرة مسلسل أثينا ودور الذكاء الاصطناعي في الدراما

كشف المخرج محمد ناير عن بداية فكرة مسلسل "أثينا"، حيث أشار إلى أنها بدأت من تساؤل حول تطور الذكاء الاصطناعي وكيف يمكنه محاكاة البشر والتواصل معهم. 

ناير: فكرة "أثينا" بدأت بسؤال حول تطور الذكاء الاصطناعي ومحاكاة البشر

وأضاف أنه كان يجري بحثًا عن هذا الموضوع، ثم بدأ يفكر في كيفية إدخال هذه الفكرة في الإطار الدرامي واستخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير.

إلهام فكرة المسلسل من تجربة شخص محاكاة عقل والدته بعد وفاتها

وأوضح ناير خلال تصريحاته في برنامج "العيد فرحة" مع الإعلامية جاسمين طه، أن فكرة المسلسل استُلهمت من قصة شاب قام بعمل محاكاة لعقل والدته ووعيها بعد وفاتها، وكان يتحدث معها، مما دفعه للتساؤل عن إمكانية تعايش شخص مع والدته المتوفاة، وعن مدى تقبل المجتمع العربي لهذه الفكرة.

التعاون مع يحيى إسماعيل وريهام حجاج: تحمس كبير للفكرة

وأكد محمد ناير أنه عرض الفكرة على يحيى إسماعيل وريهام حجاج، وأنه لم يكن يتخيل أن تنال اهتمامهما، حيث كانت هناك لحظة صمت في البداية، لكنه فوجئ بتحمسهما للفكرة وقبولهما خوض التجربة. 

وأضاف أنه كان واثقًا من تقديم أفضل ما لديهم في هذا المشروع.

لا تخوفات من تقبل الجمهور للعمل: وجود ممثلين كبار وشباب طموحين يساهم في النجاح

وأشار ناير إلى أنه لم يكن لديه تخوفات من تقبل الجمهور لمسلسل "أثينا"، حيث كان يركز على تقديم أفضل أداء للممثلين الكبار والشباب الطموحين الذين لديهم اطلاع واسع، مما جعلهم أكثر فهمًا للموضوع وكان لديهم شغف وحماسة تجاه العمل.

اسم المسلسل "أثينا": رمز للعدل والتوازن بين الحكمة والإنصاف

أما عن اختيار اسم المسلسل، أوضح ناير أنه لديه شغف بمصطلحات اليونانية، حيث اختار "أثينا" لأنه يرمز للعدل والتوازن بين الحكمة والإنصاف. 

وقال إن فكرة المسلسل تدور حول التساؤل: "هل تستطيع التكنولوجيا تحقيق العدالة؟"، وهو ما دفعه لاختيار هذا الاسم للمسلسل.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 322 طفلا منذ استئناف الحرب على غزة واليونيسيف تدق ناقوس الخطر
  • المخرج محمد ناير يكشف عن فكرة مسلسل أثينا ودور الذكاء الاصطناعي في الدراما
  • علي ناصر محمد: المستفيد من استمرار الحرب في اليمن "تجار الحروب"
  • في أول أيام العيد. إصابة 63 طفلًا بسبب اللعب بمسدسات الخرز
  • "الطفولة والأمومة" يشكر صناع مسلسل "لام شمسية" على الرسالة التي حملها طوال مدة عرضه
  • الحرب الأهلية تعريفها وأنواعها
  • فحص 7.8 ملايين طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع
  • الصحة: فحص 7 ملايين و881 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة
  • صواريخ الاحتلال تقتل فرحة العيد بغزة في يومه الأول
  • كبسولة فى القانون.. اعرف عقوبة جريمة تعريض حياة الأطفال للخطر