وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-12-09@07:29:58 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

سرايا - هناك ما نشاهده ومالا نشاهده.

فما نشاهده هي تلك الصور المؤلمة للمصابين والقتلى والدمار، وقد يكون الزمان كفيل بتجاوزها ونسيانها، ومالا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز أو قريب أو منزل يستظل بظله ليجد نفسه في العراء فالسلاح الأشد فتكاً في هذه الحروب هو التدمير النفسي الذي يدمر التوازن النفسي للمدنيين وعلى وجه الخصوص الأطفال.



ولعلنا في العالم العربي لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال أثناء الحرب في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به.

ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة.

و تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).

ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:

ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة

ـ المرض

ـ التشرد

ـ اليتم والفواجع

ـ المشاهد العنيفة

ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف

ـ الاضطراب في التربية والتعليم

وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.... وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد....

إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، التقيؤ، التبول اللاإرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب،وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.

وغالباً ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية.

حيث يجدون في العاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر،وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبريرات لاقبال الاطفال على اقتناء لعب العنف حيث ترى الاستاذة د. ناهد عبد الكريم رئيس قسم الاجتماع في كلية الاداب/ جامعة بغداد ان ظاهرة اقبال الاطفال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الاطفال وان لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم فالطفل لا يستطيع ان يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة.

وهذه الظاهرة تعتمد على ما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه او عن طريق وسائل الاعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الارتال العسكرية الاسرائيلية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الايحاء والعدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب والتي تحول الطفل من الجانب التربوي الى واحدة من حالتين الاولى (تخيفه وترهبه والثانية تشجعه على التخويف والارهاب وفي كلا الحالتين تؤدي بالطفل الى مرض نفسي خطير فاذا لم تمرضه نفسيا فانها تجعله متقلب المزاج وعندما يكبر سيتساءل ايهما اهم السلاح ام الحاجات الاخرى التي يحتاجها المجتمع.. فاذا تبين له ان السلاح اهم تشجع على خوض الحروب او يشجع عليها اما اذا احس ان العكس هو المطلوب لتوفير الحاجات الاساسية للناس وهذا ما يؤدي به الى كره اهله على الخطأ الذي أرتكبوه وهو تشجيعهم له في الطفولة على اقتناء الاسلحة على شكل العاب.

دور الأهل وهو الدور الهام جدا

تخلص توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.

وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لاتتراكم الصدمة.

ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها،ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في نفوسهم، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: هذه الحالات فی حال

إقرأ أيضاً:

الخشت يحدد استراتيجية مواجهة الحروب الفكرية

قدم الدكتور محمد عثمان الخشت المفكر والأكاديمي ورئيس جامعة القاهرة السابق وعضو المجلس الأعلى العلمي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، رؤية جذرية لإصلاح الفكر الديني، وفق محاور متعددة شملت أزمة التعليم، ومنهجية التفكير، وتحديات العالم العربي والإسلامي.

الخشت في لقاء خاص مع أمين رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة

جاء ذلك خلال لقائه في حلقة حوارية على منصة أربعون، مع الإعلامي د. موسى الزبيدي، وأكد الدكتور الخشت أن الجمود الفكري ليس جزءًا أصيلًا من التاريخ الإسلامي الأول، وإنما هو نتاج السبعة قرون الأخيرة، مستشهدًا بجرأة العلماء الأوائل في ممارسة النقد والاجتهاد. وأشار إلى أهمية إعادة بناء التكوين العلمي لرجال الدين ليشمل دراسة الفلسفة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بما يمكنهم من فهم الواقع المعاصر والتفاعل مع تحدياته، داعيًا إلى تجاوز النظرة الخاطئة التي تعتبر هذه العلوم غير ذات علاقة بالعلوم الشرعية.

وتطرق الدكتور الخشت كذلك إلى طبيعة الحروب الفكرية التي تستهدف المجتمعات، مؤكداً أن المواجهة الفعالة لا تكون بالمنع أو العزلة، بل عبر تحصين الشباب بمهارات النقد والتحليل، وتطوير منظومة شاملة تشمل التعليم والثقافة والفنون والإعلام.

وأشار الخشت إلى تحسن ملحوظ في انحسار الجماعات المتطرفة مقارنة بالعقود الماضية، واستعرض تجارب بعض الـدول الناجحة، مؤكداً أهمية التكامل بين التعليم والإعلام والفنون ومنابر المساجد لتعزيز العقلانية والوسطية والدولة الوطنية.

كما شدد الدكتور الخشت على أن الأزمة الحقيقية في العالم العربي والإسلامي تكمن في "منهجية التفكير" وليس فقط في نقص المعلومات، مشيرًا إلى أن التعليم يجب أن يركز على تدريب الطلاب على طريقة التفكير العلمي والمنهجي، بدلاً من مجرد تلقينهم المعلومات. وقارن بين نوعين من التعليم: أحدهما يركز على المعلومات (الذي ينتج خريجين لديهم معلومات كثيرة لكنهم لا يستطيعون إنجاز المهام بدقة)، والآخر يركز على منهجية التفكير والمهارات (الذي يمنح الخريج الأدوات اللازمة للتعامل مع المشكلات بطريقة علمية ومنهجية).

وقال الدكتور الخشت، إننا في حاجة إلى ثورة حقيقية في المحتوى الدراسي وأيضًا في طرق التدريس، والأهم من هذا كله هو العمل على منهجية التفكير، لأنها الأداة التي تمكن الطالب الآن وصانع القرار مستقبلاً.

وأكد على مجموعة من بنود العمل التي تشمل: تطوير مناهج تعليمية تركز على التفكير النقدي، وتدريب رجال الدين على العلوم الإنسانية المعاصرة، ودعم المحتوى الثقافي والإعلامي المناهض للتطرف، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التطرف الفكري والديني.

وركز الدكتور الخشت أيضا في حواره على ضرورة التمييز الحاسم بين "الدين" الثابت و"الخطاب الديني" البشري المتغير. فالدين، في نظره، هو الثوابت المتمثلة في القرآن الكريم والسنة المتواترة بيقين، وهي أمور لا تقبل  التغيير. أما الخطاب الديني، فهو نتاج بشري واجتهاد إنساني، ولذلك فهو قابل للخطأ والصواب، ويجب أن يتطور ليواكب العصر، ويتوافق مع التقدم العلمي والإنساني، وأن يعود إلى الأصول النقية للدين (القرآن الكريم والسنة المتواترة) لتأسيس علوم جديدة للدين تستفيد من التطور الكبير في العلوم الاجتماعية والإنسانية والفلسفية.

وأوضح الدكتور الخشت أن دعوته لتأسيس خطاب ديني جديد بدلًا من التجديد بأن الخطاب الديني القديم صنع في سياق عالمي مختلف تمامًا (من القرن الثاني الهجري وما يليه)، وأن محاولة إحياء علوم الدين القديمة هي فكرة يرفضها، قائلًا: نحن نحتاج إلى تأسيس خطاب ديني جديد، لأن العالم الآن غير العالم قبل عشرة قرون، والذين صنعوا الخطاب الديني في القرن الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس الهجري، كان هذا عالمًا آخر ونحن الآن في عالم مختلف وجديد، ولا يجب أن تعتبر هذه العلوم هي الدين نفسه؛ داعيًا إلى ضرورة التعامل مع هذا التراث بمنهجية نقدية وعلمية.

واستشهد الدكتور محمد الخشت، بكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، موضحاً أنه على الرغم من أهميته، إلا أنه مليء بالأحاديث المكذوبة والضعيفة والخرافات والأساطير ، مستدلًا على ذلك بتفسيرات الغزالي لأوقات الكراهة في الصلاة التي ربطها بأسباب أسطورية مثل "قرن الشيطان".

كما تطرق الدكتور الخشت إلى تجربته الإدارية كرئيس لجامعة القاهرة، مؤكداً أن العمل القيادي والإداري يقرب المفكر من الهموم الحقيقية التي تواجه المجتمع والدولة والأمة، على عكس المفكر الذي قد يعيش في برج عاجي بعيدًا عن الواقع.

وأكد الدكتور محمد الخشت، أن الحكم على الأفكار يجب أن يكون بنتائجها على أرض الواقع، وأن أي فكر لا يقود إلى إنجاز الأهداف وحل المشكلات هو فكر غير سليم.

وفي ختام الحلقة، شدد الدكتور الخشت على أن تجديد الخطاب الديني لم يعد خيارًا مطروحًا، بل ضرورة وجودية لحماية المجتمعات من التطرف والإلحاد، مؤكدًا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا مؤسسية وفردية قائمة على الشجاعة الفكرية والعمق المعرفي.

جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت يشكل عبر العديد من مؤلفاته مشروعًا فكريًا متكاملًا يسعى من خلاله إلى تحرير العقل المسلم من التناقض بين الإيمان والعلم، وبين التراث ومتطلبات العصر، وإرساء رؤية عقلانية مستنيرة تنسجم مع روح الحداثة.

مقالات مشابهة

  • ‫قضم الأظافر لدى الأطفال.. أسباب وحلول
  • لا تخاطري بصحتهم| 9 طرق فعّالة لحماية أطفالك من نزلات البرد هذا الشتاء
  • اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. افتتاح الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي
  • تأثير الرسوم المتحركة على نمو دماغ الأطفال
  • الخشت يحدد استراتيجية مواجهة الحروب الفكرية
  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • الطفل بائع السمن والعسل
  • قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي يشهد غدا انطلاق ملتقى "همم للقمم"
  • انطلاق المرحلة الثانية لورش حماية الأطفال بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة بأسيوط