"منتدى الدوحة".. تاريخ حافل من النقاشات حول القضايا المصيرية ومواجهة التحديات
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
تصدر منتدى الدوحة، منذ انطلاقته عام 2001، المشهدين الإقليمي والدولي بزخم القضايا المطروحة على أجندته، وثقل المشاركين فيه من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين أمميين ووزراء ورجال أعمال وناشطين ومنظمات المجتمع المدني من مختلف دول العالم، الذين يضعون تطورات الأوضاع الراهنة، وسبل مواجهة التحديات العالمية في صلب مناقشاتهم.
ويعكس سعي دولة قطر لاحتضان مثل هذه الفعاليات الكبرى ورعايتها، حرص القيادة الرشيدة على مشاركة العالم في طرح قضاياه المصيرية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتشخيص الحالة الراهنة، واقتراح الحلول لمعالجتها، لاسيما فيما يعنى بقضايا تتعلق بمكافحة التطرف، ودور المرأة، والتوزيع العادل للثروات، وحماية حقوق الإنسان، والقضاء على العنف، ومحاصرة الإرهاب، وبحث "أفضل الوسائل" لمواجهة التهديدات والتحديات المتعاظمة التي تقف في وجه المجتمعات البشرية، والتي لا يمكن مواجهتها بأساليب أو سياسات فردية.
ويعتبر منتدى الدوحة أحد أبرز الفعاليات الكبرى في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، نظرا لما يدعو إليه باستمرار لاعتماد التنمية كأساس للأمن السياسي والاجتماعي، ولدوره في تحليل واقع المنطقة والعالم، ومساهمته بالفكر والرأي في معالجة القضايا الملحة، فضلا عن كونه يتناغم مع السياسة الخارجية لدولة قطر التي تعتمد مبدأ الحوار في حل القضايا والصراعات والأزمات.
ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه المنتدى على مدى تاريخه، فقد ضم إليه "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط"، واستمر على ذلك الحال عدة دورات، ليصبح مرة أخرى حدثا مستقلا بذاته، يناقش القضايا الاقتصادية الطارئة، ويتم فيه تبادل الأفكار والرؤى بشأن الآفاق المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.
كما تفرع عن المنتدى "منتدى الدوحة النسخة الشبابية" الذي أتاح الفرصة لسماع أصوات الشباب في مناقشة قضايا عالمية تغطي مجالات أساسية، بما في ذلك العلاقات الدولية، والدفاع، والسياسة والاقتصاد والتنمية، والأمن السيبراني، وخصوصية البيانات، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة وغيرها.
ويعد "منتدى الدوحة النسخة الشبابية"، الذي عقدت نسخته الثالثة في نوفمبر 2023"، منبرا عالميا لحوار الشباب على أسس تحقيق التطور والتقدم في المجتمعات، حيث يفتح باب المشاركة للفئة العمرية من 18 إلى 33 عاما، لمناقشة القضايا العامة والمعاصرة بهدف تدريبهم على مهارات التفاوض، وتقديم حلول إيجابية جديدة، وإمكانية التعبير بثقة كافية تؤثر وتدعم وجهة النظر المطروحة.
ويتعاون منتدى الدوحة منذ انطلاقته قبل نحو ربع قرن مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية في تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات وطاولات مستديرة ومحاضرات على مدار العام لمناقشة القضايا الملحة والتحديات الطارئة في المنطقة والعالم، حيث يستضيف فيها مسؤولين وخبراء في مختلف المجالات من جميع بقاع العالم، علما بأن المنتدى قد نظمه في نسخته الأولى مركز دراسات الخليج في جامعة قطر بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة قطر تحت مسمى منتدى "الديمقراطية والتجارة الحرة"، وحضره 500 مشارك يمثلون العديد من الدوائر الرسمية والأكاديمية والبحثية والإعلامية والثقافية من 30 دولة، فضلا عن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.
وقد لعب المنتدى دورا هاما في تحديد وتطوير الإصلاحات اللازمة لتحقيق استراتيجية لمستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا في المنطقة، وعقب عدة دورات تولت اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية مهمة تنظيمه.
ثم توالت الدورات التي تناولت العديد من الموضوعات الأكثر أهمية وتأثيرا بالنسبة لقضيتي الديمقراطية والتجارة الحرة، وطرحت خلالها أوراق العمل من المشاركين، ودارت حولها مناقشات الحضور وتعليقاتهم وتعقيباتهم ومنها التعليم والثقافة والتطور الاقتصادي والأزمات والتدخلات الأجنبية والإعلام والتجارة الحرة وسياسات الطاقة والمجتمع المدني، ودور كل ذلك في تعزيز المسيرة الديمقراطية.
واتسعت دائرة المشاركة في منتدى الدوحة حتى وصلت في النسخة السادسة إلى 72 دولة، يمثلها ما يقرب من ألف مشارك من مختلف دول العالم، إضافة إلى ما يقرب من 300 قطري ما أسهم في تعزيز الكفاءات الوطنية وتأهيلها لتولي القيادة، واحتلت واجهة الحوار في المنتدى قضايا مثل الديمقراطية ومحاربة الإرهاب والدور المتنامي لمنظمة التجارة العالمية وتأثيراتها المتزايدة على منظومة الاقتصاد الدولي والعلاقات بين الشمال والجنوب وظهور شراكات جديدة وتمكين المرأة والمساواة الجنسية، ومقتضيات الإصلاح والسلطة والمعارضة ومسيرة المجتمعات المدنية في العالم العربي وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وسياسات وإجراءات تعزيز المشاريع المتوسطة والصغيرة وقضايا التعليم والتوظيف وآثار الإصلاحات النقدية في دول مجلس التعاون.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: منتدى الدوحة
إقرأ أيضاً:
برعاية وزير البلديات والإسكان.. انطلاق منتدى “الهندسة وجودة الحياة” غدًا
ينطلق مساء غدٍ منتدى “الهندسة وجودة الحياة”، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين بالشراكة الإستراتيجية مع برنامج جودة الحياة، برعاية معالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، بالرياض.
ويهدف المنتدى الذي يستمر على مدى يومين، إلى دعم مستهدفات ومبادرات برامج رؤية المملكة 2030 وتحديدًا جودة الحياة، كما يسلط الضوء على الموضوعات المرتبطة بجودة الحياة من منظورها الهندسي، عبر استضافة أبرز الجهات والشخصيات ذات العلاقة، حيث يعد منصة للمهندسين والمهتمين بجودة الحياة لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة حول أحدث الابتكارات والتطورات في هذا المجال.
اقرأ أيضاًالمجتمعأشاد بالجهود المبذولة لتعزيز الاستدامة البيئية.. أمير القصيم يطلع على مشروع مركز حفظ وإكثار النباتات المحلية
ويتضمن أعمال المنتدى عقد أربع جلسات حوارية تناقش موضوعات “أثر جودة الحياة في تمكين الجهات الحكومية “الفرص والتحديات””، و”جودة الحياة ورحلة التحول للمدن السعودية”، و”الرؤية المستقبلية الحضرية للتراث العمراني في استدامة التنمية السياحية”، و”أثر جودة الحياة في تمكين القطاع الخاص “الفرص والتحديات””.
كما يشهد المنتدى عقد ثلاث ورش عمل تتناول الأفكار الخاصة حول الابتكارات والتطورات الهندسية في مجال جودة الحياة، واستعراض أهم النماذج في المشروعات الهندسية الجديدة التي تسهم في جودة الحياة، وتعزيز الوعي بالدور الهندسي في حل المشكلات المتعلقة بالصحة والبيئة والمجتمع ورفع مستوى المعيشة، بالإضافة إلى التعريف بأدوار ومهام الهيئة السعودية للمهندسين، إلى جانب معرض مصاحب لاستعراض أهم نماذج جودة الحياة ومشروعات البنية التحتية المستدامة التي تشهدها المملكة.