يلعب الكرملين دورا كبيرا في الشرق الأوسط، ففي السنوات الماضية تظهّر هذا الدور بقوة في محطات سياسية وعسكرية واقتصادية كبرى في المنطقة، فالعلاقات بين روسيا والخليج أعمق مما يتخيله الكثيرون في واشنطن. وفي الأيام الماضية، وفي زيارة مفاجئة لم يعلن عنها، حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإمارات العربية المتحدة حيث استُقبل بحفاوة خاصة، فرسمت طائرات F-16 الأميركية الصنع، في سماء أبوظبي، العلم الروسي الثلاثي الألوان بالدخان.

وعقد الرئيس بوتين اجتماعا مع رئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان. وبعدها، مباشرة، انتقل بوتين إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسط تأكيدات أن الرياض وموسكو يواصلان تنسيق قراراتهما واجراءاتهما بشأن خفض إنتاج النفط، ربطا بأن المحادثات الروسية - السعودية والروسية - الإماراتية تناولت انضمام أبو ظبي والمملكة إلى "بريكس" الذي يتوسع بصورة كبيرة علما أن الكرملين يتفهم خصوصيات الدول ويتصرف بشكل متوارن. مع الإشارة إلى ان دول إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا سوف تنضم إلى المجموعة اعتبارا من كانون الثاني 2024.
زادت روسيا من علاقاتها في الشرق الأوسط وخصوصا مع السعودية والإمارات ومصر وإيران والهدف تنسيق السياسات في سوق الطاقة العالمية، وتوسيع فرص التعاون داخل "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون" وتطوير وجهات نظر مشتركة حول التحديات والتهديدات على المستويين العالمي والإقليمي، علما أن مصادر عربية تعتبر أن التقارب الروسي الإيراني يأتي في سياق مواجهة تمدد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو من خلال صناعة قوة اقتصادية مؤثرة حيث ترسم روسيا وإيران خططا مختلفة في إدارة الشرق الأوسط اقتصادياً من خلال طريق الحرير الاقتصادية التي تحاول واشنطن أن تواجهه بطريق الهند، وعسكريا من خلال صناعة تحالف قادر على مواجهة التهديدات الأميركية المشتركة.
وشكلت الحرب الروسية الأوكرانية بداية التحالف في ظل الدعم الإيراني لروسيا بالطائرات المسيرة، في حين أن العدوان الإسرائيلي على غزة زاد من قوة التحالف في ظل وقوف إسرائيل مع أوكرانيا في العلن. ولذلك، يعتبر السفير الروسي السابق في لبنان الكسندر زاسيبكين لـ "لبنان 24" أن الأفق لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط سوف يتظهر في ضوء انتصار روسيا على الساحة الأوكرانية والانتقال إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بخصوص الأمن والاستقرار على الصعيد الدولي حيث سيكون الحل العادل للقضية الفلسطينية أبرز البنود التي ستوضع على جدول الأعمال.
والأكيد أن الاحداث الأخيرة في قطاع غزة تؤثر سلبا على العلاقات الروسية الإسرائيلية، فموسكو تدعو إسرائيل إلى وقف سفك الدماء وتؤيد أية مبادرة ترمي إلى ذلك، لكن دور روسيا، بحسب زاسيبكين، لا يمكن أن يكون أساسيا نظرا لظروف الحرب في أوكرانيا، مع استبعاده تزويد موسكو حركة حماس بالسلاح الروسي، وتشديده على ضرورة حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية
في ظروف المواجهة مع الغرب تسعى روسيا إلى تطوير التعاون المتنوع و التعامل السياسي مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، باعتبار أن ذلك دليل صحة للعلاقات الروسية العربية والروسية الايرانية، بحسب ما يؤكد زاسبيكين. ولقاءات الرئيس بوتين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومع الرئيس الإيراني إبراهيم ابراهيم رئيسي أكدت أن روسيا معنية بتنقية الأجواء في الشرق الأوسط، فهي لا تسعى لتوطيد علاقاتها مع أحد على حساب مصالح أية دولة اخرى. فروسيا تعزز علاقاتها في آن واحد مع كل الدول العربية وايران. ومفاوضات القمة مع السعودية والإمارات وإيران شكلت دلالة جديدة على جدية النهج الاستراتيجي الروسي، وهذا الدور ليس مناورة إنما يشكل نهجا مدروسا يتقاطع مع مصالح الدول التي تقف إلى جانب إقامة نظام تعددية الأقطاب ولا تقبل الهيمنة الأميركية بشكل أو بآخر، وهناك مساعي روسية مع دول الإقليم من أجل الدفع نحو التغلّب على التناقضات وإقامة سلام واستقرار دائم في المنطقة.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السعودیة والإمارات العربیة المتحدة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ستارمر يدعو ترامب لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط

هنأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بفوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي جرت الثلاثاء، داعيا ترامب لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وفق وكالة "رويترز".

وخلال المحادثة، أكد رئيس الوزراء البريطاني أنه يتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الرئيس المنتخب ترامب في جميع مجالات العلاقة الخاصة بين البلدين، بحسب بيان صادر عن مكتب ستارمر.

وقال ستارمر "كوننا أقرب الحلفاء، نحن نقف جنبا إلى جنب دفاعا عن قيمنا المشتركة المتمثلة في الحرية والديموقراطية. ومن النمو والأمن إلى الابتكار والتكنولوجيا، أعلم أن العلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستستمر في الازدهار على جانبي المحيط الأطلسي لسنوات مقبلة".

مقالات مشابهة

  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف يتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟ روان أبو العينين توضح
  • رصد وصول مقاتلات F-15 إلى الشرق الأوسط.. الولايات المتحدة تتأهب
  • ستارمر يدعو ترامب لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • السعودية وإيران وإسرائيل.. كيف سيتعامل ترامب مع ملفات الشرق الأوسط؟
  • روسيا :العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوى لها
  • مبادرات "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" تُلهم العالم في COP29
  • مجلس الاتحاد الروسي يصدق على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ
  • بوتين: روسيا تبذل كل الجهود لمنع اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط
  • الخارجية روسيا: موسكو مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة
  • بوتين: روسيا تبذل جهودا فاعلة لمنع تحول الصراع الفسلطيني الإسرائيلي لحرب كبيرة