رأى الكاتب الإسرائيلي، مئير شتريت، وهو وزير سابق، أن مبادرة السلام العربية لعام 2002 تبقى الحل الوحيد للسلام المستدام بالنسبة للإسرائيليين وللمنطقة بأكملها.

وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان "في ظل الحرب بغزة.. هذا هو الحل الوحيد للسلام المستدام بالنسبة لنا"، إنه من المتوقع  استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك سباق التسلح بين جميع الأطراف المعنية، كما يبدو أن الوضع ميؤوسامنه.

 

كاتب إسرائيلي: الخطة الأمريكية لما بعد حرب غزة "سخيفة" https://t.co/ExkgegbZ2p

— 24.ae (@20fourMedia) December 5, 2023

 


المبادرة العربية  

وقال الكاتب إن لا حلول سحرية لتحقيق الاستقرار والسلام في إسرائيل والمنطقة، ولكنه يعتقد أن هناك حلاً ممكناً وصحيحاً للمأزق الحالي، وهو المبادرة السعودية التي اقترحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2002 وأصبحت مبادرة السلام العربية وبقيت بلا رد إسرائيلي.
وقال إنه لسوء الحظ، على الرغم من أن الاقتراح موجود منذ عام 2002، إلا أن جميع رؤساء الوزراء في إسرائيل منذ ذلك الحين لم يستجيبوا له ولم يفعلوا شيئاً حياله، على الرغم من أن معظمهم قالوا إنها فكرة جيدة.


موقف رسمي

وتم تبني مبادرة السلام العربية في 28 مارس (أذار) 2002 في القمة العربية في بيروت، وهي تعكس في الواقع الموقف الرسمي المشترك للدول العربية بشأن حل الصراع الإسرائيلي العربي، وتتضمن المبادرة التزام الدول العربية بإقامة علاقات سلمية طبيعية مع إسرائيل وإعلان نهاية الصراع مع إسرائيل بشروط ثلاثة.

 


شروط نهاية الصراع

الشرط الأول هو انسحاب إسرائيلي كامل إلى خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، بما في ذلك الجولان السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيل في لبنان، أما الثاني، فيتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والثالث، الحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، مع معارضة إعادة توطين اللاجئين في الدول المضيفة دون موافقة تلك الدول. وأشار شتريت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية نظرت إلى المبادرة العربية بشكل إيجابي.


تراخي إسرائيلي

يقول الكاتب إنه اقترح على رئيس الوزراء أرئيل شارون، بدلاً من تنفيذ خطة فك الارتباط، الذهاب إلى مناقشة مع المملكة العربية السعودية حول المبادرة العربية، واقتراح عقد اجتماع في القدس أو الرياض لكل العرب، يجمع الدول الشريكة في المبادرة التي تمثل حلاً شاملاً لإنهاء الصراع.
وتابع: "لسوء الحظ، رغم أن شارون كان يعتقد أنها فكرة جيدة، فإنه ذهب إلى فك الارتباط مع غزة وشمال الضفة، ولاحقاً طرحت المبادرة العربية للنقاش في حكومة إيهود أولمرت الذي رأى أنها فكرة جيدة، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه، ولاحقاً، كعضو كنيست في المعارضة، حاولت إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالمبادرة إلى حل شامل من خلال المبادرة العربية، لكنه لم يقبل موقفي، وبعد ذلك قمت بتأسيس لوبي في الكنيست لدعم المبادرة، وكان فيها 42 عضواً من مختلف الفصائل، لكننا لم نتمكن من دفع المبادرة".


المبادرة العربية الحل الأفضل

ويؤكد أن المبادرة العربية للسلام هي الحل الأفضل في ضوء مجموعة واسعة من الأسباب، في مقدمها  تحقيق السلام مع العالم العربي كله، وحل مشكلة حق العودة، ولهذا السبب لم يوقع كل من ياسر عرفات وإيهود باراك وأبو مازن وأولمرت على اتفاق سلام، رغم أنه عُرض عليهم كل ما يريدونه تقريباً، مستطرداً: "لا يستطيع أي زعيم فلسطيني أن يوقع على اتفاق دون ضمان حق العودة، لكن المبادرة تحل المشكلة بطريقة رائعة".

 

#الولايات_المتحدة تدرس اتفاقاً للحدود بين #لبنان وإسرائيل https://t.co/4VZyz5BLfH

— 24.ae (@20fourMedia) December 7, 2023

 


العودة إلى حدود 1967

أما فيما يتعلق بمطلب العودة إلى حدود 1967 فقال: "قلت إنه في رأيي لا يوجد زعيم عربياً واحداً يعتقد أن إسرائيل ستعود فعلياً إلى حدود 67، وفي رأيي القصد هو الحصول على منطقة بديلة ذات حجم مماثل، أي أنه إذا ضمت إسرائيل المنطقة الواقعة غرب السياج الفاصل، أي حوالي 5% من الضفة الغربية، فسيتم منح الفلسطينيين منطقة أخرى في الضفة الغربية أو في غزة"، مستطرداً: "تبين لاحقاً أنني كنت على حق تماما، لأنه عندما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يدير مفاوضات السلام مع حكومة بنيامين نتانياهو ويائير لابيد وتسيبي ليفني، أبلغه ممثلو الجامعة العربية أنهم وافقوا على تبادل  المناطق".
واقترح الكاتب إجراء استفتاء، لأنه بموجب القانون الإسرائيلي، فإن التنازل عن الأراضي يتطلب ذلك، ومن الواضح أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام مع جميع الدول العربية، فإن فرصة الحصول على موافقة شعبية أكبر بكثير من الاتفاق مع الفلسطينيين وحدهم.
ولضمان تنفيذ الاتفاقية، قال إن اتفاق السلام الشامل هو الضمانة لوجود السلام، لأنه إذا وقعت جميع الدول الإسلامية على التطبيع مع إسرائيل، فلا أحد سيجرؤ على نقضه.


إعادة قطاع غزة للسلطة

وتحدث شتريت عن إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنها طريقة محتملة لإزالة حماس من الصورة، ومؤكداً: "لقد قلت لك منذ عام 2002".

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل فلسطين حماس المبادرة العربیة

إقرأ أيضاً:

خطة إسرائيلية لإعادة إعمار غزة بعد فشل القضاء على حكومة حماس

ما زال الإسرائيليون في غمرة تورطهم في حرب غزة يتوهون في البحث عن إجابة "اليوم التالي" لهذه الحرب، بدل بقائها تدور حول نفسها دون استقرار، لاسيما وسط اليقين بشأن انتهاء المرحلة الرئيسية من القتال في غزة، ومع ذلك فلا زال الاحتلال بعد ثمانية أشهر من القتال يجد حماس بقيت واقفة بشكل رئيسي على ساقيها: المدنية والعسكرية، رغم ما لحق بها من أضرار وخسائر.

وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في دائرة التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط الكبير السابق في الاستخبارات البحرية عاميت ياغور:  إنه "لن يتناول السؤال حول سبب العجز الإسرائيلي، رغم محاولاتها الفاشلة، في تفكيك القدرات الحكومية لحماس، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بالجهد العسكري ضد قدراتها العسكرية، لاسيما بعد أن أخفقت محاولاتها للعمل مع العشائر المحلية، ثم إدخال عناصر السلطة الفلسطينية، وهي جهود فشلت فشلاً ذريعاً".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "رغم إمكانية تحقق ذلك من الناحية النظرية، لكن جيش الاحتلال من خلال منسق العمليات الحكومية في الأراضي الفلسطينية، لم يبذل أي جهد يذكر حتى الآن، بدليل أن محاولات السيطرة على المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، وتوزيعها على حماس بدلا منها، سجلت إخفاقاً كبيرا".


وزعم أن "محور فيلادلفيا الذي انكشف أنه أنبوب الأوكسجين الحقيقي لحماس، يتزامن مع إدراك الجميع أن حماس تشرف على إخراج المساعدات الإنسانية القادمة من مستودعات الأمم المتحدة، وتوزيعها على الفلسطينيين، وبالتالي فإن ذلك يعني أن حماس تحافظ على عناصرها الهامة جدا، وتنجح في الحفاظ على مقدراتها وموقعها الحاكم في القطاع، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يساعد ذلك دخول المرحلة الجديدة".

وأكد أن "هناك شيء واحد واضح فيما يتعلق باليوم التالي، وهو أن خطة إعادة إعمار كبيرة لقطاع غزة حقيقة واقعة، وشرط لاستمرار الحياة فيه، وعلى أقل تقدير، سيتم إزالة أنقاض الحرب، وربما أيضا إعادة بناء القطاع، بحيث يصبح صالحا للسكن ونمط الحياة لسكانها، وهذا العنصر المهم جدا والجميع متفقون على أنه سيحدث بشكل أو بآخر لأنه يقتضيه الواقع، ولا تستطيع حماس أن تحققه بنفسها إلا بمساعدة الساحتين الدولية والإقليمية، وبوجود إسرائيلي واضح".

وأشار أنه "من المؤكد أن الكثير من الإسرائيليين سيتساءلون عن حاجتهم للتعامل مع إعادة إعمار غزة حتى قبل الانتقال للحديث عن إعادة إعمار جنوب وشمال دولة الاحتلال، الجواب أنه بالإضافة للحقيقة البسيطة المتمثلة في أننا بحاجة للبدء في الحديث عن الإدارة المتوازية لعدة جهود، وليس مجرد عمل طويل متتالي، على عكس إعادة الإعمار المطلوبة في دولة الاحتلال، وهي تعدّ هدفًا بحدّ ذاته، بزعم أن إعادة إعمار غزة هي في الواقع عملية ممتازة، وأداة لإطاحة حماس من السلطة في غزة، وتفكيك قدراتها الحكومية، وإنشاء بديل لها".


وأشار أنه "إذا تم تحقيق استعادة السيطرة من حماس على القطاع، حتى لو لم تكن الهيئة الحاكمة المعلنة، لكنها تعمل فقط في الميدان، فإنها ستكون من حيث توفير الشرعية "المنشطة" لحكمها المتجدّد، وهذا بالتحديد ما يجب على الاحتلال تعلّمه من الماضي، لأنها في نهاية الحرب العالمية الثانية، أطلقت الولايات المتحدة "خطة استعادة أوروبا"، وتم تسمية البرنامج على اسم وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، واستغرق تنفيذها أربع سنوات، بكلفة 173 مليار دولار بقيمة اليوم، وتم توزيع الأموال من قبل لجان تضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال".

وذكر أنه "بعد كل حرب من الحروب السابقة ضد حماس في غزة، قادت الحركة إعادة إعمار القطاع بما يتوافق مع مصالحها، واستخدمت الأموال والمواد لتمهيد الطريق لعملية القتال التالية، بينما فضّل الاحتلال دفن رأسه في الرمال، مما يستدعي منه هذه المرة التفكير خارج الصندوق، والتعلّم من الماضي، والإعلان عن مبادرة منه فور انتهاء القتال في رفح عن "خطة مارشال إسرائيلية" لإعادة إعمار القطاع، ينفّذها المجتمع الدولي بمساعدة دول المنطقة، تحت مظلة الأمم المتحدة، بزعم أنه سيساعده بتأمين مصالحه، بما في ذلك السيطرة الأمنية الكاملة في القطاع".

ولا يطرح الجنرال الاسرائيلي ضمانة لتحقيق أهداف الاحتلال من خطته الخاصة بإعادة إعمار القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب، في ظل الإقرار بغياب القدرة على خلق بدائل سريعة لحكومة حماس في غزة، بما يتوافق مع مصالحه، لكنه يكتفي بالحديث أن مثل هذه الخطة سيحوّل قطاع غزة من قاعدة للخلاف إلى أساس للتعاون، وإقامة تحالف إقليمي ودولي مع الاحتلال، رغم أن ذلك لا يعني غياب حماس عن الفعل الميداني في القطاع: حكومياً وعسكرياً.

مقالات مشابهة

  • فعالية خطابية في إب بمناسبة ذكرى يوم الولاية
  • سموتريتش: الحكم العسكري الحل الوحيد لاحتلال غزة ومنع عودة حماس
  • فعالية ثقافية بأمانة العاصمة احتفاءً بذكرى يوم الولاية
  • خطة إسرائيلية لإعادة إعمار غزة بعد فشل القضاء على حكومة حماس
  • البنك الدولي: تحسين تصنيف الجزائر ضمن التصنيفات الجديدة لاقتصادات الدول لعام 2025
  • خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية لرفض مصر دخول قواتها مع دول عربية إلى قطاع غزة
  • وليد خليل: إعادة إحياء الاتحاد العربي للخماسي الحديث خطوة هامة
  • أمين عام جامعة الدول العربية يدين مصادقة إسرائيل على “شرعنة بؤر استيطانية”
  • أمين عام جامعة الدول العربية يدين مصادقة إسرائيل على "شرعنة بؤر استيطانية"
  • عمان في مؤشر السلام العالمي 2024