للمرة الثانية خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة في غزة تدفع الولايات المتحدة بسلاح الفيتو لوأد أية هدنة ممكنة، وعرقلة أية بصيص أمل لـ2.5 مليون فلسطيني حتى يستريحوا قليلاً من دفن أشلاء الضحايا، وكسر جوعهم الطويل في ظل شح المساعدات، وحتى تتمكن إسرائيل من مواصلة عملياتها العسكرية في وسط وجنوب القطاع.

مساء أمس، وفي مجلس الأمن الدولي، وبعد تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة من قبل الأمين العام أنتونيو غوتيريس للإشارة إلى خطورة الأوضاع في غزة وانعكاساتها على الاستقرار في المنطقة، رفع نائب المندوبة الأمريكية في المجلس روبرت وود يده سريعاً في وجه بقية الأعضاء الذين صوتوا لصالح قرار الهدنة في غزة، محبطاً بذلك جهود التحشيد الدولية الطويلة لوقف إطلاق النار، وسامحاً لإسرائيل بمواصلة القتال. 

المندوب الأمريكي يفسر استخدام الفيتو ضد مشروع قرار ، وصفه بغير المتوازن، يطالب بالوقف الإنساني لإطلاق النار.

"اقترحنا صيغة لنص بنـّاء...وللأسف فإن جميع توصياتنا قد جرى تجاهلها".
(بالترجمة الفورية إلى العربية)#غزة #إسرائيل #فلسطين https://t.co/SmWwxeLehE pic.twitter.com/2O9qSrjXpi

— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 9, 2023

وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت، "وبسبب الفيتو الأمريكي، لم يتم اعتماد القرار".
وعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، استجابة للخطاب الذي أرسله الأمين العام للمجلس مستخدما فيه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
وكان مشروع القرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ويكرر مطالبته لجميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين. ويطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وفيتو الجمعة هو الثاني للولايات المتحدة في أقل من شهرين. وفي 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفشلت أمريكا مشروع قرار قدمته البرازيل لمجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة إنسانية في غزة، بحجة أنه لم يذكر "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". 

وعلى مدار عقود طويلة حرصت الولايات المتحدة على تأمين غطاء سياسي لإسرائيل في المؤسسات الدولية، وفي الأمم المتحدة، لتمكينها من الإفلات من أي عقوبات أو محاكمات قانونية في محكمة الجنايات وغيرها من الجهات القانونية التي تلاحق إسرائيل على جرائمها في الأراضي الفلسطينية.

وفيما يلي إشارة إلى أبرز المرات التي لوحت فيها أمريكا بالفيتو لصالح إسرائيل:



في 1973، استخدمت أمريكا الفيتو ضد مشروع قرار دعا لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.

في 1976، صدر فيتو أمريكي ضد قرار 4 دول بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.

في 1982 وحده، استخدمت أمريكا الفيتو عدة مرات لحماية إسرائيل من عقوبات دولية رداً على ضم مرتفعات الجولان، وفي نفس العام أيضاً لوحت أمريكا بالفيتو ضد قرار إدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى إضافة إلى الآتي:
فيتو أمريكي ضد قرار إسباني بإدانة الغزو الإسرائيلىي للبنان.
فيتو أمريكي ضد قرار فرنسي بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
فيتو أمريكي ضد قرار يدين تصعيد إسرائيل في الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان.

في 1983، صدر فيتو أمريكي ضد قرار يدين ارتكاب إسرائيل مذابح "صبرا وشاتيلا".

في 1986، فيتو ضد ضد إدانة انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى.

في 1988، ضد مطالبات مجلس الأمن بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية.

في 1989، ضد مشروع قرار إدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في 1989، ضد إدانة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في 1990، ضد مشروع إرسال لجنة دولية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتقصي الحقائق.

في 2001، لعرقلة إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

في 2001، ضد قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

في 2002، ضد قرار إدانة قتل إسرائيل موظفين للأمم المتحدة وتدمير متعمد لمستودع الأغذية العالمي.

في 2003، ضد مشروع قرار أعده الفلسطينيون وقدمته سوريا باسم المجموعة العربية، يدين بناء إسرائيل جداراً عازلاً في الضفة، كذلك رفعت أمريكا الفيتو في نفس العام ضد المطالبات العربية لإسرائيل في مجلس الأمن بعدم المساس بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أو ترحيله.

في 2004 ضد قرار إدانة إسرائيل في اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.

في 2011، ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس ويعتبره غير شرعي.

في 2017، رفعت أمريكا الفيتو في وجه قرار مصري برفض إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا فیتو أمریکی ضد قرار الأراضی الفلسطینیة الأمم المتحدة أمریکا الفیتو ضد مشروع قرار قرار إدانة إسرائیل من إسرائیل فی فیتو ضد

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: آمال وقف دائم للحرب تراجعت وعلى إسرائيل التعلم مما حدث لزيلينسكي

ركزت صحف ومواقع عالمية في مقالات وتقارير على مواضيع عدة، أبرزها مسألة تعثر المفاوضات بشأن قطاع غزة، والدعم الأوروبي لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بعد المشادة التي حصلت بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب.

ويرى تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن "تعثر المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل يزيد احتمالات عودة القتال رغم غياب مؤشرات على رغبة أي من طرفي الصراع في استئناف الحرب فور انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان تستعرض تعليقات الصحافة العالمية على سجال ترامب وزيلينسكيlist 2 of 2ليبراسيون تقابل أحد مصممي فيديو غزة الذي نشره ترامبend of list

ويقول التقرير إن آمال وقف دائم للحرب تراجعت منذ بدأ المسؤولون الإسرائيليون وإدارة الرئيس الأميركي ترامب الدعوة إلى تمديد المرحلة الأولى، وفي ذلك تأكيد لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرحلة الأكثر خطورة على مستقبله السياسي.

ومن جهة أخرى، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه "يتعين على إسرائيل أن تتعلم مما حدث للرئيس الأوكراني من قواعد ترامب المتغيرة في الخطاب الدبلوماسي".

ويشير مقال في الصحيفة إلى أن "إسرائيل لا تستطيع أن تفترض أن المعايير الدبلوماسية التقليدية ستظل دون تغيير، فإذا كان يتوقع أن تقدم أوكرانيا -وهي دولة في حالة حرب- أي شيء مقابل الدعم، فلا يمكن لإسرائيل أن تتوقع أنها ستتلقى دعما غير مشروط إلى أجل غير مسمى".

إعلان

أما صحيفة "لوموند" فنشرت تقريرا يصف وضع أوكرانيا بعد الجدال الذي جرى بين ترامب وزيلينسكي بالخطير أكثر من أي وقت مضى.

ويضيف التقرير أن "أوكرانيا باتت تعيش حالة غير مسبوقة من الضعف وسط كتلة أوروبية متصدعة".

وعلق التقرير بالقول إن "دفاع زيلينسكي عن الحقائق والقيم سيكون تضحية رمزية بلا جدوى في حال تخلت الولايات المتحدة عن دعم بلاده".

وفي الموضوع نفسه، كتبت صحيفة "واشنطن تايمز" أن العديد من القادة الأوروبيين لجؤوا إلى مواقع التواصل لتقديم بعض الدعم إلى الرئيس الأوكراني بعد زيارته المثيرة للجدل إلى البيت الأبيض.

ولاحظت الصحيفة أن المسؤولين الأوروبيين حرصوا على تجنب توجيه انتقادات مباشرة إلى إدارة ترامب في بياناتهم رغم تدهور العلاقات مع واشنطن.

وفي موضوع آخر، اهتمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالتقارير التي تحدثت عن مساعي إسرائيل للدفع باتجاه وجود عسكري روسي في سوريا لمواجهة ما تعتبره خطرا قد تجره القيادة الجديدة وتزايد النفوذ التركي داخل سوريا.

وفي هذا الصدد، تنبه الصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة ليست واضحة بما يكفي في سياستها تجاه سوري، مما ترك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العقوبات ووجود القوات الأميركية".

وأضافت أنه "لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستدرس إدارة ترامب مقترحات إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تؤكد حاجة أمريكا لـسلام دائم في أوكرانيا
  • إسرائيل تتلاعب بالهدنة.. وإصابة 4 محتلين في حيفا
  • صحف عالمية: آمال وقف دائم للحرب تراجعت وعلى إسرائيل التعلم مما حدث لزيلينسكي
  • بقيمة 4 مليارات دولار .. أمريكا تُسرّع تسليم شحنة أسلحة «ضخمة» لإسرائيل
  • تأكيداً لاتفاقية جنيف..سويسرا تنظم مؤتمراً دولياً عن حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية
  • سويسرا تستضيف مؤتمرا حول الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لسلام دائم في الشرق الأوسط
  • أمريكا تقر بيع ذخائر وجرافات لإسرائيل بـ3 مليارات دولار
  • الدعم الشعبي الأمريكي لـإسرائيل ينخفض إلى أدنى مستوى.. ما السبب؟
  • أمريكا تقر صفقة ذخائر محتملة لإسرائيل بـ 2.7 مليار دولار