هكذا تبدو الخرطوم في الحرب.. (الكبريتة)
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن هكذا تبدو الخرطوم في الحرب الكبريتة، يرويها محمد حامد نوار عبرت اليوم مجموعة أحياء وحارات. أتنقّل وفقاً لتقديرات بارك الله فيمن زار وخفّ؛ قريبي الذي باغته باستئذان الخروج .،بحسب ما نشر صحيفة السوداني، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات هكذا تبدو الخرطوم في الحرب.
يرويها: محمد حامد نوار
* عبرت اليوم مجموعة أحياء وحارات. أتنقّل وفقاً لتقديرات بارك الله فيمن زار وخفّ؛ قريبي الذي باغته باستئذان الخروج بدا غاضباً. لهذا الشعب كثير قواعد تضامن لا يزال جرح خواطرها يدمي ولو بالاختيار. ودّعت أصدقائي الجُدد. عمنا (الحاج) ومجلسه تحت شجرة يدير منها ليس مخبزه البلدي فحسب، بلا يُمارس خصلة العون حتى لمن لا يعرف. يعين فأر على سكن. يجتهد في توفير نقد. يدير اتصالات لجُرعة دواء. بالجملة هو بعض أثر من سودان لا يزال نضيراً بالعشم. حينما صافحته أقسم وتحلف أن أبقى، طيّبت خاطره وداخلي يرتج بالعبرة التي خنقته قال لي وألفناك ياخي. فايت مُروِّح وين كما غنّى الصومالي نقلاً عن عواد سوداني وقد نسيت اسم الأول والثاني. ثمّ انصرفت.
* بالطريق ولأوّل مرة أشعر أن الكل لزم الحياد. تراخت قبضة الارتكازات. حتى الذي يستوقفك يشير عليك بطريق ولا يتشدد! الإرهاق يطل من ملامح الجميع والحيرة! المسلح. سائق الركشة. السابلة. بوابات المحال المكسرة! كُتل السيارات المُعطّلة! أسلاك الكهرباء التي هوت على الأرض. لاحظت قوافل لا تزال تنقل المقتنيات. لمحت عدة حافلات تنقل فارين من حي لآخر مثلي، بدت كثير من أجزاء المدينة شاحبة وخربة. شعرت برغبة في البكاء. هذا دمار غير ملامح الأمكنة وإن سلمت بعضها، كأنّها تتضامن المحروق مع السليم!. حتى الذين يسيرون على حافة الطريق تشعر بالذعر والقلق على ملامحهم. احترف الجميع السير رجلاً. كذلك احترفت أنا، إذ اعتدت قطع ما كنت أقطعه ركوباً على سيارة بالقدمين، هذا قد يحسن الصحة فيما قرأت.
* حينما بلغت محطتي الانتقالية الثانية. واستقبلني جدران جديدة ومضيف لعلع الرصاص بالجوار. جفل صديقي فقلت اهدأ يا رجل هذا الذي أسمعه رنة وتر مقارنةً بما اختبرت. أنتم في نعمة. ثم تحسّست شنطتي، تخيّرت جلباب هو رفيق المحنة، ومسحت سفنجتي التي لاحظت أنها رسمت علامة مثل وسم بعير على قدمي، فلثلاثة أشهر لم تندس أصابعي في جزمة (لماذا يقول الناس لا مؤاخذة عند ذكرها!؟)، ثم قلت لصديقي أنا مدخنٌ شرهٌ، واحتاج لمخزون، فدلّني على أقرب ملتقى بشري أجلب منه بعض الأغراض، فقال مُحذِّراً إنت مجنون؟ قلت دع جنوني هيا أو اجلس أنا مُولعٌ بالتجوال والتحسُّس ومعرفة الأزقة. ولم انتظره وخرجت حتى بلغت أول الطريق. لاحظت أنّ السودانيين تحسّنت ميزة الملاحظة عندهم، كلما أعبر مجلس قوم أش
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
وصول أولى المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم
وصلت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، ويعاني مواطنو منطقة الحزام الأخضر الواقعة جنوب الخرطوم، من وضع كارثي في ظل أزمة الجوع وتفشي الأمراض، ما دفع منظمات إنسانية محلية ودولية في وقت سابق إلى إطلاق تحذيرات من بوادر ظهور مجاعة حادة تهدد مئات الآلاف من السكان.
وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد عبد الله، إن 26 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت مساء الخميس إلى جنوب الحزام. وأضاف: «سيتم تفريغ الشاحنات في نقاط رئيسية لتوزيعها على المواطنين في كل أحياء جنوب الخرطوم». وأوضح أن قافلة المساعدات الميسرة من برنامج الغذاء العالمي تم تأمين وصولها باتفاق بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، كلٍ في مناطق سيطرته. وتضم منطقة جنوب الحزام، أحياء الإنقاذ، والسلمة، والأزهري، وعد حسين، ومايو، وسوبا، ومربعات سكنية أخرى، تقع تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.
من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» في بيان على «تلغرام»: «وصلت الإعانات عبر تسهيل من الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية والإدارة المدنية بالخرطوم». وأضافت: «ينتظر أن تتواصل عمليات انسياب المعونات الإنسانية، بوصول 54 شاحنة أخرى خلال الأيام المقبلة».
وذكر المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع» الفاتح قرشي، في البيان، أن الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات التابعة لهم، سهلت الأسبوع الماضي دخول 104 شاحنات عبر معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد. وأكد استعداد «الدعم السريع» للتعاون الكامل مع المنظمات لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني.
من جانبه، وصف المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، جعفر حسن، وصول أول شحنة مواد إغاثية إلى مناطق جنوب الخرطوم، بأنها «خطوة إيجابية» لإنقاذ الأرواح. وقال في بيان إن هذه الخطوة تلبي الاحتياجات الملحة للمواطنين في المناطق المحاصرة، وعلى وجه الخصوص أحياء جنوب الحزام التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بسبب الحصار والاقتتال المستمر.
ودعا أطراف النزاع إلى الاستمرار في التنسيق المشترك مع المنظمات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.
وقال المتحدث باسم «تقدم» إن هذه الخطوة تعد بداية إيجابية نحو الالتزام بحماية المدنيين، مطالباً جميع الأطراف بمضاعفة الجهود لضمان استمرار المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات وسط الأطفال وكبار السن نتيجة الجوع وسوء التغذية الحاد، مما يجعل إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية أولوية قصوى لإنقاذ حياة الملايين المتضررين من الحرب.
نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين