أفادت صحيفة بوليتيكو -نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين- أن المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في الآونة الأخيرة، لتتبدد بذلك آمال المسؤولين في الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام الحالي.

وما يزال أكثر من 130 أسيرا محتجزين داخل قطاع غزة.

وقال المسؤولون الأميركيون إن هناك عوامل عدة تُعقد المفاوضات.

وتزعم الصحيفة الأميركية أن قادة حماس الذين يعيشون في الخارج لم يعودوا قادرين على التواصل مع مقاتليهم في غزة والسيطرة على تصرفاتهم.

وأشارت إلى أن الاتهامات الأخيرة الموجهة لحماس باعتداء منسوبيها جنسيا على الأسرى أضفت مزيدا من التوتر على المفاوضات، وهو ما تنفيه الحركة بشكل كامل وتؤكد على حسن معاملتها للمحتجزين لديها وهو ما ظهر جليا في مقاطع الفيديو العديدة لإطلاق سراحهم على دفعات.

وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل غير قادرتين على تحديد مكان جميع الأسرى وما إذا كانوا على قيد الحياة، بحسب المسؤولين الذين مُنحوا تأكيدات بعدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة ما يدور في المفاوضات الجارية.

ونتيجة لكل هذه العقبات مجتمعة توقفت المفاوضات، مما يعني -وفق الصحيفة- أن الإفراج عن الأسرى قد تتباطأ وتيرته أكثر مما توقعته الولايات المتحدة بادئ الأمر.

يشار إلى أن الأمر استغرق 8 أيام لإبرام الاتفاق الأصلي، الذي أُفرج بموجبه عن 110 أسرى إسرائيليين وأجانب، و250 أسيرا فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية.

غير أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين قالوا إن الصفقة انهارت بعدما رفضت حماس تقديم قائمة بأسماء النساء والأطفال لديها كان من المقرر إطلاق سراحهم، في حين أن الحركة أكدت أن الجانب الإسرائيلي هو من أفشل إتمام الصفقة وأكدت استعدادها لاستئناف المفاوضات للوصول إلى عملية تبادل على مراحل أو "الكل مقابل الكل".

المحادثات مستمرة

ورأى المسؤولون أن تجدد القتال في جنوب غزة واتهامات أميركا وإسرائيل بأن قادة حماس يعتدون على الأسيرات جنسيا فاقمت توتر المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين يوم الاثنين إن حماس "لا تريد أن تتمكن هؤلاء النسوة من التحدث عما حدث لهن خلال فترة احتجازهن".

لكن الصحيفة توضح أن الجيش الإسرائيلي ينأى بنفسه على ما يبدو عن مثل هذه التصريحات، حيث صرح في بيان صدر الأربعاء أن الحديث حول هذا الموضوع "غير مسؤول وغير دقيق وينبغي تجنبه".

وعلى الرغم من هذه الانتكاسة، تأمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن الأسرى المتبقين ووقف مؤقت آخر للقتال قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على جنوب غزة.

ونقلت بوليتيكو -عن المصادر نفسها- أن واشنطن تأمل أن تساعد في التوسط للتوصل إلى اتفاق قبل الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.

واعتبر التقرير أن هذا الأمل يبدو بعيد المنال. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين بمؤتمر صحفي أول أمس إن الإدارة "ليست قريبة من التوقيع على اتفاق لوقف القتال مؤقتا وإطلاق سراح الأسرى".

وأكد المسؤولون أن المحادثات لا تزال مستمرة وأن الوضع قد يتحسن الأيام المقبلة، خاصة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسيرات.

وتقول الصحيفة إن مسؤولين، من دوائر الاستخبارات الأميركية والبيت الأبيض والخارجية، أمضوا الأسبوع المنصرم في الضغط بغية إبرام اتفاق جديد مع القادة في قطر ومصر وإسرائيل دون إحراز تقدم كبير.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو

#سواليف

وجه بيني #غانتس، زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض، خطابا مسجلا إلى رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو حول #غزة وإعادة #الأسرى، فرد عليه مكتب الأخير ببيان حاد اللهجة.

قال الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس متوجها إلى نتنياهو في خطاب مسجل: “نحن نعيش أياماً حساسة للغاية، والكلمات قد تعني الحياة أو الموت. كما قال نتنياهو قبل أسبوع: “كلما قللنا الحديث، كان أفضل”.. ومع ذلك، مرة أخرى، يسارع نتنياهو إلى الإعلام الدولي ليتحدث. مرة أخرى، يدلي مصدر سياسي بتصريحات خلال نهاية الأسبوع. وفيما يعمل المفاوضون لإتمام الصفقة، يعطل نتنياهو الجهود مرة أخرى”.

وأضاف غانتس مخاطبا نتنياهو: “ليس لديك تفويض لتعطيل مسألة إعادة الأسرى مرة أخرى لأسباب سياسية. إعادة الأسرى واجب إنساني، أمني، ووطني”، مردفا: “وثمة أمر آخر، قلت في “وول ستريت جورنال” إنه لا يمكن ترك حماس تسيطر على غزة لأنها تبعد 30 ميلا فقط عن تل أبيب. لكن اسمح لي أن أذكرك: لا يمكن ترك حماس تسيطر على غزة لأنها تبعد كيلومترين عن نير عوز وبئيري، و4 كيلومترات عن سديروت. علينا استعادة أمنها، وعلينا إعادة الأسرى الذين اختُطفوا من أسرهم هناك”.

مقالات ذات صلة شاهد.. احتفال حاشد في أيرلندا بإغلاق سفارة إسرائيل 2024/12/22

من جهته، رد مكتب نتنياهو على غانتس بالقول: “غانتس الخانع، الذي طالب بوقف الحرب حتى قبل دخول رفح، لن يعظ رئيس الوزراء نتنياهو حول ضرورة القضاء على حماس والمهمة المقدسة المتمثلة في إعادة المختطفين لدينا”.

وأردف: “ليس من قبيل الصدفة، منذ أن ترك غانتس الحكومة لأسباب سياسية، أن وجه رئيس الوزراء ضربة قاتلة لحماس، وسحق “حزب الله”، وعمل مباشرة ضد إيران، وهي التحركات التي أدت إلى سقوط نظام الأسد في سوريا”.

وختم مكتب نتنياهو بالقول: “من لا يفيد المجهود الوطني، فالأجدر به على الأقل ألا يضره”.

مقالات مشابهة

  • أنباء متضاربة حول مصير صفقة التبادل.. دعوات إلى اتفاق شامل
  • أنباء متضاربة حول مصير صفقة التبادل.. دعوات إلى اتفاق شاملة
  • تضارب بشأن صفقة التبادل ودعوات إسرائيلية إلى اتفاق شامل
  • أنباء عن تقلص الفجوات ونتنياهو يتحدث عن تقدم بصفقة تبادل الأسرى
  • محذرة من خطورة تأخير اتفاق تبادل الأسرى.. سرايا القدس تنشر فيديو بعنوان “لن يبقى من يُخبر الحكاية.. الوقت ينتهي”
  • أنباء عن تقلص الفجوات في اتفاق تبادل الأسرى.. النقاط الحاسمة عالقة
  • قتلى بغارات على قطاع غزة.. وإسرائيل تتنظر قائمة «الرهائن الأحياء» لاستكمال المفاوضات
  • مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يخرّب اتفاق تبادل الأسرى
  • تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
  • بين تفاؤل حذر وتحديات معقدة .. هل تنجح جهود الهدنة في غزة ؟