بوليتيكو: محادثات تبادل الأسرى في غزة وصلت إلى طريق مسدود
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أفادت صحيفة بوليتيكو -نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين- أن المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود في الآونة الأخيرة، لتتبدد بذلك آمال المسؤولين في الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام الحالي.
وما يزال أكثر من 130 أسيرا محتجزين داخل قطاع غزة.
وتزعم الصحيفة الأميركية أن قادة حماس الذين يعيشون في الخارج لم يعودوا قادرين على التواصل مع مقاتليهم في غزة والسيطرة على تصرفاتهم.
وأشارت إلى أن الاتهامات الأخيرة الموجهة لحماس باعتداء منسوبيها جنسيا على الأسرى أضفت مزيدا من التوتر على المفاوضات، وهو ما تنفيه الحركة بشكل كامل وتؤكد على حسن معاملتها للمحتجزين لديها وهو ما ظهر جليا في مقاطع الفيديو العديدة لإطلاق سراحهم على دفعات.
وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل غير قادرتين على تحديد مكان جميع الأسرى وما إذا كانوا على قيد الحياة، بحسب المسؤولين الذين مُنحوا تأكيدات بعدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة ما يدور في المفاوضات الجارية.
ونتيجة لكل هذه العقبات مجتمعة توقفت المفاوضات، مما يعني -وفق الصحيفة- أن الإفراج عن الأسرى قد تتباطأ وتيرته أكثر مما توقعته الولايات المتحدة بادئ الأمر.
يشار إلى أن الأمر استغرق 8 أيام لإبرام الاتفاق الأصلي، الذي أُفرج بموجبه عن 110 أسرى إسرائيليين وأجانب، و250 أسيرا فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية.
غير أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين قالوا إن الصفقة انهارت بعدما رفضت حماس تقديم قائمة بأسماء النساء والأطفال لديها كان من المقرر إطلاق سراحهم، في حين أن الحركة أكدت أن الجانب الإسرائيلي هو من أفشل إتمام الصفقة وأكدت استعدادها لاستئناف المفاوضات للوصول إلى عملية تبادل على مراحل أو "الكل مقابل الكل".
المحادثات مستمرة
ورأى المسؤولون أن تجدد القتال في جنوب غزة واتهامات أميركا وإسرائيل بأن قادة حماس يعتدون على الأسيرات جنسيا فاقمت توتر المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين يوم الاثنين إن حماس "لا تريد أن تتمكن هؤلاء النسوة من التحدث عما حدث لهن خلال فترة احتجازهن".
لكن الصحيفة توضح أن الجيش الإسرائيلي ينأى بنفسه على ما يبدو عن مثل هذه التصريحات، حيث صرح في بيان صدر الأربعاء أن الحديث حول هذا الموضوع "غير مسؤول وغير دقيق وينبغي تجنبه".
وعلى الرغم من هذه الانتكاسة، تأمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن الأسرى المتبقين ووقف مؤقت آخر للقتال قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على جنوب غزة.
ونقلت بوليتيكو -عن المصادر نفسها- أن واشنطن تأمل أن تساعد في التوسط للتوصل إلى اتفاق قبل الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.
واعتبر التقرير أن هذا الأمل يبدو بعيد المنال. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين بمؤتمر صحفي أول أمس إن الإدارة "ليست قريبة من التوقيع على اتفاق لوقف القتال مؤقتا وإطلاق سراح الأسرى".
وأكد المسؤولون أن المحادثات لا تزال مستمرة وأن الوضع قد يتحسن الأيام المقبلة، خاصة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسيرات.
وتقول الصحيفة إن مسؤولين، من دوائر الاستخبارات الأميركية والبيت الأبيض والخارجية، أمضوا الأسبوع المنصرم في الضغط بغية إبرام اتفاق جديد مع القادة في قطر ومصر وإسرائيل دون إحراز تقدم كبير.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وفد حماس يغادر القاهرة بعد محادثات مع مسؤولين مصريين
غادر وفد قيادة حركة حماس مساء السبت العاصمة المصرية القاهرة، بعد محادثات مع مسؤولين مصريين تناولت الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
وقالت الحركة في بيان إن الوفد، برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي لحماس، أجرى مشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين، عرض خلالها رؤية الحركة للتوصل إلى صفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والإغاثة، وإعادة إعمار قطاع غزة.
وأكد البيان أنه تم التوافق مع الجانب المصري على مواصلة الجهود والتواصل لإنجاح المساعي الجارية في هذا الصدد، مع التركيز على تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر 2023، والدعوة إلى تحرك عاجل لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى السكان.
ويأتي ذلك فيما تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية الواسعة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 51 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 117 ألفا خرين وفق إحصائيات وزارة الصحة في غزة.
وفي وقت سابق السبت، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 34 شخصا على الأقل جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت منازل سكنية وتجمعات نازحين في مناطق متفرقة من القطاع.
وتأتي مغادرة وفد حماس للقاهرة وسط تقارير إعلامية عن اتصالات مكثفة لإحياء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق هدنة جديدة تتضمن ترتيبات للإفراج عن رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.