شبكة اخبار العراق:
2024-12-18@10:01:23 GMT

الطالعون من مصباح علاء الدين

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

الطالعون من مصباح علاء الدين

آخر تحديث: 9 دجنبر 2023 - 9:50 صبقلم:فاروق يوسف ينتظر العراقيون دورة انتخابات بلدية جديدة، هي الرابعة من نوعها في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي.انتخابات ستكون شبيهة بما قبلها إن لم تكن أسوأ منها على مستوى المشاركة الشعبية.بعد أكثر من عشرين سنة على قيام النظام الجديد ينأى العراقيون بأنفسهم بعيدا عما يحتاجه نظام المحاصصة.

والانتخابات واحدة من أهم ضرورات بقائه. عن طريقها يكتسب شرعية مموهة لكنه أيضا يستطيع عبرها أن يكرس الطائفية حلا سياسيا وحيدا.لقد انتهت حكاية الشعب العراقي الواحد مثلما انتهت حكاية الحزب القائد. صار الشعب مكونات متنافرة وصار الحزب أحزابا متصارعة وميليشيات متحاربة. ومَن يحكم اليوم عليه أن يسرع ماكنة فساده فقد لا يتيح له رفاقه على الطاولة فرصة تجديد بقائه على كرسيه.الانتخابات البلدية مناسبة لإنتاج جيل جديد من الفاسدين. حفلة لتغيير الوجوه وليس الأفكار أو التوجهات أو البرامج. ولأن الشعب العراقي صار أكثر يأسا من أن يصدق أن المستقلين هم أفضل من الحزبيين، ليست الانتخابات هي الفصل الأهم في الحياة السياسية. فالعملية السياسية تُدار من قبل قوى لا تقرأ الأوراق التي تمتلئ بها الصناديق. فلا إيران ترغب في قراءة اللغة العربية ولا الولايات المتحدة تقرأ العربية. أما الأحزاب فليست قراءة الطالع الشعبي من أدبياتها. ومع ذلك فإن الانتخابات ضرورية من أجل تثبيت مَن يُراد تثبيته وتغيير مَن يُراد تغييره إذا لم يُطرد بسبب تراكم ملفات فساده، وهو عذر أقبح من ذنب كما يُقال. ذلك لأن الباقين والمغادرين هم على حد سواء فاسدون.انتخابات طائفية لا تنتج إلا فاسدين. والانتخابات مهما كانت نزيهة وشفافة فإن نتائجها يمكن التلاعب بها إما عن طريق قانون الاجتثاث أو عن طريق إضافة وإلغاء أصوات. فما يُقال عن استقلالية هيئة الانتخابات هو أشبه بنزاهة هيئة النزاهة. ففي النظام الطائفي لا وجود لمستقل أو نزيه. لقد طالب محتجو تشرين بإلغاء المجالس البلدية أو ما يُسمى بمجالس المحافظات وبالفعل تم تجميدها من أجل تهدئة خواطرهم. والآن تعود حليمة إلى عادتها القديمة. هناك حشود من الفاسدين هي في حاجة إلى فرص للنهب المنتظم لا يمكن تجهيزها إلا من خلال إعادة تفعيل المجالس البلدية التي تتكون عادة من شخصيات لا عمل لها سوى تمرير المناقصات الملتوية وفرض الإتاوات وتقاسم الأرباح وتقاضي الرشى وسواها من مفردات الفساد. ومع تبدل الخرائط السياسية تبعا لتبدل مصالح أطراف النظام، بعضها بالبعض الآخر فإن مقاطعي اليوم ليسوا هم مقاطعو الأمس. فالقطيعة لم تعد عنوانا سياسيا بقدر ما هي تعبير عن تحول في مزاج السوق. على سبيل المثال فـ“سنة الحكم” مقبلون على الانتخابات بحماسة بعد طرد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. أما الصدريون وهم جزء من شيعة الحكم، فإنهم مدبرون بعد أن تخلى زعيمهم عن الاستحقاق الانتخابي عام 2021 وهي أكبر عملية تزوير في التاريخ السياسي العالمي الحديث. ليست الانتخابات هي الفصل الأهم في الحياة السياسية. فالعملية السياسية تُدار من قبل قوى لا تقرأ الأوراق التي تمتلئ بها الصناديق. فلا إيران ترغب في قراءة اللغة العربية ولا الولايات المتحدة تقرأ العربية وحسب نظرية الأنابيب المستطرقة فإن ما ينقص لا يؤثر على ما يزيد. وعلى العموم يمكن الاكتفاء بـ20 في المئة نسبة لكي تأخذ نتائج الانتخابات مسارها نحو التصديق. وقد لا تصل النسبة إلى تلك الدرجة. لا يهم أن تُضاف صناديق ممتلئة بالأصوات هنا وهناك. فنظام الأحزاب الطائفي مغلق وكل ما يتناثر من أسراره هو نوع من الوشايات والتلفيقات والتكهنات التي لا تمت إلى حقيقة ما يجري بصلة. كل شيء منظم ولا وجود للفوضى التي يتخيلها البعض. رفض الصدر المشاركة إنما يضفي مزيدا من الشرعية على النظام. أما مشاركة السنة بعد طرد الحلبوسي فإنها تضعفهم ولا تقويهم. ولكن سياسيي السنة مثلما هم الصدريون مجموعة من الفاسدين الذين يمكن أن يُطردوا باليسر الذي طُرد من خلاله الحلبوسي. ملف واحد يُفتح يكفي لأن يجد المرء نفسه خارج الحلبة. لا تشفع له الأصوات التي انتخبته ولا حتى مارد المصباح الذي أخرجه من القمامة. الانتخابات البلدية مناسبة لإنتاج جيل جديد من الفاسدين. حفلة لتغيير الوجوه وليس الأفكار أو التوجهات أو البرامج. ولأن الشعب العراقي صار أكثر يأسا من أن يصدق أن المستقلين هم أفضل من الحزبيين. فهدف الطرفين واحد بعد أن صار واضحا للجميع أن كل مَن يشترك في تلك الحفلة لا بد أن يكون فاسدا.لا أعتقد أن أحدا من العراقيين ينتظر نتائج الانتخابات بأمل. فلا الشعارات التي يرفعها المرشحون حقيقية بالرغم من تواضعها ولا الجهات التي رشحتهم مهتمة كثيرا بقياس صدق ما يقولون. لقد كذب الكثيرون من قبل وخرجوا سالمين وكذب آخرون وصاروا أكثر قوة بعد افتضاح أكاذيبهم. هل يمكنني القول إن كل من يذهب إلى مراكز الاقتراع لا بد أن تكون له حصة في الفساد؟.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من الفاسدین

إقرأ أيضاً:

ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا

استقبل السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بمقر الامانة العامة اليوم الثلاثاء الموافق 17 ديسمبر الجاري، وفد من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيد فرنسوا بانو عضو المجلس وذلك في اطار زيارة يقوم بها الوفد للقاهرة.

وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الامين العام بأن أبو الغيط رحب بزيارة الوفد الفرنسي لمقر الجامعة، مشيراً إلى العلاقة السياسية والاقتصادية والشعبية الممتدة التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا، وذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية التي تربط الجانبين في العديد من المجالات والعلاقات المتميزة القائمة بينهما على المستوى الرسمي والشعبي وآليات التعاون والتنسيق المهمة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا الاطار، شدد السيد الأمين العام على الاهمية الكبيرة التي يعلقها الجانب العربي على اعتراف الحكومة الفرنسية بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، باعتبار ذلك ينسجم مع دور فرنسا القيادي في اوروبا، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حل الدولتين وتنفيذه على الارض.

واضاف رشدي أن الوفد اهتم بالتعرف على رؤى الأمين العام إزاء التطورات الأخيرة للوضع في سوريا ولبنان والقضية الفلسطينية خاصة الحرب على قطاع غزة، في حين استعرض الوفد اخر المواقف تجاه عدد من القضايا الدولية والاقليمية، كما حرص الوفد الفرنسي  بدوره على تثمين علاقات بلاده بالدول العربية، مؤكداً على أهمية العمل خلال المرحلة المقبلة للسعي نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة على الارتقاء بهذه العلاقات على كافة الأصعدة وحرصهم على توسيع رقعة التعاون السياسي والاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • الضرائب: نظام ضريبي متكامل للمشروعات التي لا يتجاوز رقم أعمالها السنوي 15 مليون جنيه
  • برلمان 2025.. 10 مقترحات للأحزاب عن قانون الانتخابات البرلمانية
  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا
  • الائتلاف السوري: ندعم حكومة البشير ونرفض الوصاية الأممية على العملية السياسية
  • المؤسسات السياسية تتداعَى في فرنسا
  • نائب:الكتل السياسية تناقش تعديل قانون الانتخابات لكنها غير معلنة
  • تقرير للخارجية الأمريكية : الجزائر أكثر عزلة وإستبداداً والجيش يحكم قبضته على البلاد
  • وزير التربية السوري: لا تغيير على المناهج الحالية إلا الرموز التي تمجد النظام السابق
  • داخلياً وخارجياً.. تعرّف على مظاهر الفوضى السياسية التي يشهدها الاحتلال
  • وزير المالية: سددنا أكثر ما اقترضنا وبالتالي تراجع الدين