من انتفاضة الحجارة لـطوفان الأقصى.. نضال فلسطيني لا يتوقف نحو الحرية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أحيا الفلسطينيون الجمعة الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الذكرى السادسة والثلاثون لانتفاضة الحجارة في ظل عملية "طوفان الأقصى" التي فجرتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس في غزة، وهي ذات المكان التي انطلقت منه شرارة انتفاضة الحجارة قبل 36 عاما.
كانت انتفاضة الحجارة أول حراك شعبي فلسطيني واسع داخل الأراضي المحتلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد 20 عاما من نكسة حزيران التي أدت إلى احتلال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية والجولان السوري.
جاءت الانتفاضة في ظل ركون الاحتلال إلى إنجازاته على الصعيد السياسي خصوصا إخراج مصر من معادلة الصراع من خلال اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وإنجاز عسكري تمثل بإخراج منظمة التحرير ومقاتليها من بيروت عام 1982، في مثل هذه الظروف انفجرت الانتفاضة في وجه الاحتلال لتأكد أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى حقوقه المسلوبة.
36 عاماً على ذكرى انتفاضة الحجارة التي مارس فيها الاحتلال أبشع وسائل القمع لوأد الانتفاضة التي اجتمعت فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني تحت شعار "ليسقط الاحتلال، عاشت فلسطين حرّة عربيّة"
كبُر أطفال الحجارة صاروا أسوداً اليوم يؤرّقون جيش العدّو والمستوطنين.#فلسطين #غزة… pic.twitter.com/6XJF3D6dEU
من مخيم جباليا في غزة انطلقت انتفاضة الحجارة، عقب استشهاد أربعة عمال على حاجز بيت حانون "ايريز" الاحتلالي في السابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1987، بعد أن أقدم مستوطن على دعسهم بشاحنته.
في صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، التي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت إلى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة.
متدحرجة من مخيم جباليا، إلى مخيم بلاطة، ونابلس، سرت الانتفاضة، فاستشهد في 10 كانون أول/ دسمبر 1987، الطفل إبراهيم العكليك (17 عاما)، ولحقته في اليوم التالي الشابة سهيلة الكعبي (19 عاما)، والطفل علي مساعد (12 عاما) من مخيم بلاطة، ثم قامت الانتفاضة.
تردد صدى الانتفاضة وفعلها المقاوم يومياً في كافة وسائل الإعلام العالمية، وباتت اللغات الأجنبية تتبنى اسمها العربي الفلسطيني بدون ترجمات.
استمرت الانتفاضة التي شاركت فيها جميع فئات الشعب الفلسطيني وفصائله السياسية خمس سنوات، حيث انتهت رسميا عقب توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
واستنادا إلى معطيات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني فإن 1550 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة التي خفت جذوتها مع بدء المسار السياسي وتوقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر/ أيلول 1993، كما اعتقل نحو 100 ألف.
كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، عانى نحو 40 بالمئة منهم من إعاقات دائمة، و65 بالمئة يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.
كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي، أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
وتشير معطيات منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية إلى هدم وإغلاق 741 منزلا فلسطينيا عقوبة ضد نشطاء الانتفاضة، إضافة إلى نحو 1800 منزل هدم بحجة البناء دون ترخيص.
وأشارت بتسيلم إلى تعذيب عشرات آلاف الفلسطينيين خلال اعتقالهم، ومقتل 383 مستوطنا وجنديا إسرائيليا.
وترى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الأسباب الحقيقية للانتفاضة تمثلت في رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال والاستيطان ورفضه لإجراءات ضم القدس، وللإجراءات القمعية من قتل وإبعاد وزج الآلاف من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في المعتقلات ولإجراءات التضييق الاقتصادي، وبالتالي وصول التناقض والصراع مع العدو في تلك الفترة إلى ذروته "نقطة التأزيم"، يضاف إلى ذلك أن الشعب الفلسطيني في الداخل وقواه الوطنية سعت إلى تخليص منظمة التحرير من مأزقها بعد خروج فصائلها من بيروت، إثر العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982 .
وكان من أسباب ديمومتها لمدة خمس سنوات، وفق بيان للجبهة الشعبية، تشكيل قيادة موحدة لها من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن شخصيات وطنية لبرمجة فعالياتها الكفاحية، من مظاهرات وإضرابات وعصيان مدني، وأيام غضب تخللها إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على جنود العدو وقطعان المستوطنين، وتوحد الشعب الفلسطيني حول نهجها وأهدافها، إذ انخرط فيها أبناء التشعب الفلسطيني من مختلف فئاته الاجتماعية وتميزت بشموليتها الجغرافية والديمغرافية والطبقية.
وبرغم ما حققته الانتفاضة من إنجازات إلا أنه لم يتم تثميرها سياسياً باتجاه تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، "بل غدر بها وبالتضحيات الهائلة التي قدمتها، من خلال طرح مبادرات ومشاريع لا تمت بصلة للانتفاضة وأهدافها، بحسب الجبهة الشعبية.
"لقد كانت انتفاضة الحجارة محطّة مهمّة في تاريخ شعبنا النضالي المستمر"، هكذا استهلت حركة حماس بيانها في الذكرى السادسة والثلاثون لانتفاضة الحجارة، وهو ذات تاريخ الإعلان عن تأسيس الحركة ذاتها.
وتضيف: "انطلقت شرارتها من أرض غزَّة العزَّة وامتد لهيبها في كل ساحات الوطن، واستطاعت بفعلها المقاوم إعادة قضيتنا الوطنية إلى حضورها عربياً وإسلامياً ودولياً".
وترى الحركة أن ذكرى الانتفاضة تأتي في ظل "معركة طوفان الأقصى المتواصلة، من تلك الأرض الرّاسخة بأهلها، صبراً وصموداً، وبرجال المقاومة، قوَّة وبسالة وإثخاناً في العدو، لتجدّد جذوة هذه الانتفاضة، وتكمّل مسيرتها المباركة، في الوقت الذي خطط فيه الأعداء لطمس معالم قضيتنا الوطنية وتغييب حقوقنا المشروعة والاستفراد بقدسنا وأقصانا".
وبحسب حركة حماس فإن معركة "طوفان الأقصى" استمرار طبيعي لانتفاضات الشعب الفلسطيني "لمواجهة عدوان الاحتلال النازي، وإحباط كل مخططاته الاستيطانية والتهويدية".
لم تكن الانتفاضة مجرد فعل مقاوم على الأرض، بل باتتت ثقافة تجذرت في الوعي الفلسطيني وانعكست على جميع مجالات حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية.
إنتفاضة الحجارة - جنين 1987 pic.twitter.com/bNrmRjuio0
— ???????????????????? ✞ (@mar90n) December 8, 2023"لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة..
والانتفاضة لا تناضل من أجل حجز مقعد للمنظمة على طاولة المفاوضات، بقدر ما هي تناضل من أجل تصعيد استراتيجية استنزاف العدو حتى يضطر للرحيل"
*الشهيد خليل الوزير - أبو جهاد
في ٨ ديسمبر ١٩٨٧ انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولي - انتفاضة أطفال الحجارة… pic.twitter.com/IF9Cl5Q58F
في مثل هذا اليوم عام 1987م تفجرت انتفاضة الحجارة "المساجد"، والتي انطلقت من جباليا شمال قطاع #غزة لقد كانت تعبيراً عن إرادة الشعب الفلسطيني في الخلاص من ظلم الاحتلال ورفضاً لجرائمه وعدوانه..
لم يكن يملك شعبنا يومها إلا الحجارة لمواجهة الجيش الصهيوني الذي قابلهم بالقوة المفرطة… pic.twitter.com/4TlHvi7LpK
الحجر في مواجهة البندقية.. 36 عاماً على انتفاضة الحجارة
عام ١٩٨٧
قناة ارشيف فلسطين pic.twitter.com/EacKv6KEhs
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيون انتفاضة الحجارة الاحتلال فلسطين الاحتلال انتفاضة الحجارة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
أشاد الدكتور عمار الدويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بدور مصر التاريخي سواء الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دور مصر دائما يكون قويا داعما ومساندا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال الدويك، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي اختتمت أعماله أمس الخميس بالأردن، إن مصر دائما تعمل لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المظلوم ومناصرته حتى ينال دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أن مصر دائما تقود المجموعة العربية سواء في الأمم المتحدة أو أي محفل عربي ودولي من أجل مناصرة القضية الفلسطينية المركزية بالنسبة لها وللعالم العربي.
وأضاف أن الدور المصري متواصل ومستمر مع القيادة الفلسطينية منذ اليوم الأول للحرب وتعمل جاهدة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مصر كانت دائما سباقة من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة.
وأكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن التاريخ سيكتب أن مصر وقفت ضد تصفية القضية الفلسطينية عندما أعلنت وتمسكت، برفضها للتهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين من غزة، منوها بأن هذا الموقف التاريخي لمصر أفشل هذه المخططات الإسرائيلية والتي اتخذت من أحداث 7 أكتوبر 2023 زريعة لتنفيذها.
وأوضح الدويك أن تقديم مصر مذكرة لمحكمة العدل الدولية، حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومرافعتها في فبراير الماضي حول الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، كانت من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ودعمها ومساندتها.
واعتبر أن هذا الموقف المصري يؤكد وجود إرادة سياسية قوية ووطنية وتاريخية من أجل الوقوف ضد الظلم ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن هذه المواقف المصرية مؤثرة بقوة في قرارات محكمة العدل الدولية أو الجنائية الدولية، مؤكدا أن المواقف والجهود المصرية واضحة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وبشأن ما تقوم به مصر من دعم إنساني للشعب الفلسطيني.. ثمن مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية، وكذلك استقبال الحالات الإنسانية والحرجة؛ مما يؤكد الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على مصر قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب الفلسطيني ومعاناته التي لم تنته.
وأردف أن ما تقوم به مصر محل تقدير من الشعب الفلسطيني بغزة والضفة وخصوصا ما تقدمه من استقبال للطلاب الفلسطينيين الذين أكدوا لنا خلال زيارتهم بالقاهرة أنهم يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، معربا عن تقديره لما تقوم به مصر من كل الفئات سواء الشعبية أو الرسمية أو غيرها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات.
وعن المساعدات الإنسانية والغذائية التي تقدمها مصر لأهالي غزة.. قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، إن دور مصر والهلال الأحمر المصري وتوجيهات القيادة المصرية بتوفير كافة المساعدات للشعب الفلسطيني منذ بداية الحرب وقبلها يؤكد مدى أهمية وتاريخية الدور الإنساني المصري تجاه الفلسطينيين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعلم جيدا الدور المصري الإنساني الذي لم ولن ينقطع.
وتابع أن مصر لم تقدم المساعدات لأهالي غزة فقط منذ بداية الحرب، بل كانت المنسق الدائم لإدخال المساعدات العربية والدولية إلى القطاع مع بداية الحرب.. مشيرا إلى أن مصر ورغم المعوقات التي وضعتها السلطات الإسرائيلية إلا أنها تضغط من أجل إنفاذ المساعدات.
وأعرب الدويك عن تقديره للموقف المصري الرافض لأن يكون للاحتلال دور على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمسكه بإدارة فلسطينية خالصة، مؤكدا أن هذا الموقف يأتي من أجل تثبيت الدور والسيادة الفلسطينية على المعبر والأراضي في غزة ورفضا للاحتلال.
ونوه مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، بأنه رغم إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني بسبب سيطرة الاحتلال، لم تتوقف مصر عن الضغط لإنفاذ المساعدات الصحية والغذائية لأهالي القطاع بكل الطرق، مؤكدا أن رفض مصر لوجود الاحتلال على معبر رفح هو مصلحة للشعب الفلسطيني في المقام الأول لوجود السيادة الفلسطينية على المعبر واعتبارات مصرية مهمة ووطنية أيضا.
وبشأن التعاون بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية وما ينظرها في مصر.. وصف الدكتور عمار الدويك التعاون والتنسيق ما بين الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ومجلس حقوق الإنسان المصري بالمتميز والكبير، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا وتاريخيا بين الجانبين في ذات الشأن لصالح القضية الفلسطينية.
وكشف أن المذكرات الفلسطينية التي تم تقديمها للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة كان المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري حاضرا بقوة في هذا الملف، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات والاستشارات الحقوقية لم ولن تنقطع بين الجانبين.
وتعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق في مجلس الحرب يوآف جالانت.. وصف الدويك مذكرتي الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت، بأنها تاريخية وجاءت من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني وضحاياه خلال حرب الإبادة التي ارتكباتها حكومة الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، مرحبا بهذا القرار الذي جاء في تجاه المحاسبة والمسألة الجنائية للجرائم الخطيرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأعرب عن أمله في أن تتوسع المحكمة في طلب اعتقال مسئولين إسرائيليين أخرين وخصوصا العسكريين الضاعلين في جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن مذكرتي الاعتقال تستند لطلب المدعي العام للمحكمة بشأن هذه الجرائم، مؤكدا أن قرار المحكمة يعد ردا على كافة الاعتراضات التي تقدمت بها إسرائيل ومن يساندها ويدعمها في حربها ضد أهالي غزة.
ونوه بأن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية كانت قد قدمت ردودا على هذه الاعتراضات الإسرائيلية في حينها.. موجها الشكر إلى جميع الدول والمنظمات التي تقدمت أيضا بردود على هذه الاعتراضات حتى جاء أمس قرار المحكمة الجنائية برفض الاعتراضات الإسرائيلية وأصدرت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت.
وحول دور الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية وإعاقة دورها، أوضح الدكتور عمار الدويك أن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية تقوم بدورها رغم كافة المعوقات والإجراءات الإسرائيلية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع دخول المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الأراضي الفلسطينية وبالتالي تعد الهيئة بمثابة عيون هذه المؤسسات داخل فلسطين.
وأشار إلى أن الهيئة تقوم بجمع كافة المستندات والدلائل على انتهاكات حقوق الإنسان من قبل حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، موضحا أن الهيئة وفريق عملها يقوم بتوثيق الدلائل من خلال الأشخاص أو المؤسسات التي يرتكب بحقها انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال وبطريقة قانونية تقبل في المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية ذات الشأن.
وقال إن الهيئة تقوم بترجمة نصوص الشهادات التي تؤكد وقوع انتهاكات إنسانية من قبل الاحتلال وترسلها إلى المنظمات الدولية ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم أيضا بجمع الحقائق والدلائل وتوثيقها ووضعها في إطارها القانوني ومن ثم إرسالها كمذكرات قانونية إلى المحكام الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان مثل المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية أيضا.
وعن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفسطيني، كشف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية، أن حجم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تفوق الخيال والعدد ولا يمكن لمؤسة واحدة توثيقها نظرا لكثرتها، موضحا أن الهيئة تنتقي الجرائم الكبيرة وذات الانتهاكات الخطيرة وأن كانت كلها خطيرة وتعمل على توثيقها وإرسالها إلى المنظمات الدولية.
وضرب الدويك مثلا بمثل هذه الانتهاكات والتي تأتي في إطار جرائم حرب الإبادة، حيث تم رصد أكثر من 500 تصريح على لسان مسئوليين إسرائيليين تؤكد ارتكاب جريمة حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى استهداف الاحتلال المنظم لمؤسسات قانونية وقضائية في غزة ورجال قضاء ومحاميين وغيرهم، بالإضافة إلى تعمد الاحتلال بتدمير النسل الفلسطيني في غزة ومنع دخول الأدوية والغذاء، كانت ضمن هذه الانتهاكات التي تم توثيقها ورفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما كشف الدكتور عمار الدويك، أن هناك العديد من الجرائم والانتهاكات بعضها بشكل مباشر والأخر غير مباشر تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني بغزة من قبل الاحتلال مثل وقف علاج أمراض السرطان والفشل الكلوي؛ مما أدي إلى وفاتهم.. مشيرا إلى أن هناك العديد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية رصدت الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية وتم رفعها في تقارير إلى المنظمات والمؤسسات والمحاكم الدولية.