ذكرت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية أن دولاً أخرى تواجه بشكل متزايد معضلة الوقوف إلى جانب واشنطن أو بكين مع اشتداد التنافس بين الولايات المتحدة والصين. وأشارت المجلة في تحليل مفصل إلى أنّ هذا ليس خياراً ترغب معظم الدول في اتخاذه، إذ تدرك هذه الدول أن الانضمام إلى كتلة سياسية اقتصادية متماسكة سيعني التخلي عن منافع كبيرة من علاقاتها بالقوة العظمى الأخرى.

وقالت المجلة: “بالنظر إلى الروابط الواسعة التي تربط جميع البلدان مع الصين، بما في ذلك الولايات المتحدة، من غير المرجح أن تنجح محاولة تشكيل كتلة متماسكة مناهضة للصين؛ حتى الولايات المتحدة، لن تنضم إلى مثل هذا الترتيب إذا تطلب إنهاء علاقتها الاقتصادية مع الصين، وهو الأمر الذي سيكون ذا تكلفة هائلة”. لكن وفق المجلّة، قد لا يكون من الممكن أن تجلس البلدان ببساطة على الحياد لفترة أطول عندما يتعلق الأمر بمجموعة من مجالات السياسة، بما في ذلك التكنولوجيا والدفاع والدبلوماسية والتجارة، إذ قد تجبر واشنطن وبكين في الواقع الآخرين على الانحياز. وأضافت: “البلدان ستقع حتماً في خضم تنافس القوى العظمى، وسيُطلب منها أن تتجاوز الخط بطريقة أو بأخرى”. وأوردت المجلة أنّ الحكومات اضطرت مراراً وتكراراً إلى اتخاذ خيارات تنطوي على تكاليف حقيقية، والتي كانت تفضّل تجنبها إذا كان لديها خيار. ولفتت المجلة إلى أنّ من المرجح أن تتمحور أسوأ المعضلات حول الجهود المبذولة لفصل سلاسل التوريد التكنولوجية وحمايتها. وشددت المجلة على أنّ واشنطن ستحتاج إلى بناء القدرات المحلية في كل منطقة والحد من قدرة الصين على المضي قدماً. وبحسب المجلة، إذا أرادت واشنطن من الدول أن تشاركها وتقف في وجه بكين، فعليها أن تظهر حضوراً والتزاماً أكبر، مؤكدةً أنّ “الإحساس بأن الولايات المتحدة ستكون غائبة أو غير ملزمة أو غير كفوءة ستجعل الأمور صعبة، ما سيجعل الدول تتجه أكثر نحو الصين”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية ترتكب إبادة جماعية في السودان، في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدها الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست هذا التطور تحولا مفاجئا وحادا في سياسة الولايات المتحدة، التي لطالما تعاملت مع طرفي الحرب، بما في ذلك الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على أنهما مسؤولان بالقدر نفسه في ما يحدث هناك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أم سودانية لتايمز: جنود الدعم السريع اعتدوا على ابنتي أثناء نومناlist 2 of 2معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئend of list

ونقلت عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القول في بيان إن "قوات الدعم الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وصبية -وحتى أطفالا رضعا- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية بعينها بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي".

وأضاف بلينكن أن "هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من النزاع، ومنعت من تبقى من المدنيين من الوصول إلى المستلزمات الضرورية للحياة"، وخلص إلى أن "أفراد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".

إبادة جماعية وجرائم أخرى

وذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أغرقت أجزاء من البلاد -التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة- في مجاعة، وتسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم، واستقطبت مقاتلين من الدول المجاورة.

إعلان

ومع أن الصحيفة تقول إن عدد القتلى جراء المعارك غير معروف "لعدم وجود شبكة إنترنت أو هاتف في أجزاء كبيرة من البلاد"، إلا أنها تضيف أن مسؤولين أميركيين قدروا العام الماضي عددهم بحوالي 150 ألفا.

وتقول الصحيفة الأميركية إن وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية وفرض العقوبات سيؤديان إلى تشويه سمعة حميدتي الدولية أكثر، "والتي تضررت بالفعل" جراء سيل التقارير التي تفيد بأن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد تورطت في نوبات محمومة من عمليات اغتصاب جماعي ونهب وتطهير عرقي وخطف واسترقاق وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأشارت إلى أن قادة الدعم السريع درجوا على نشر مقاطع فيديو يتفاخرون فيها بما يعتبرونها "أعمالا بطولية"، أو يظهرون فيها وهم ينكلون بالقرويين.

ونسبت واشنطن بوست إلى عشرات الشهود القول إن المدنيين استُهدفوا بسبب انتماءاتهم العرقية، مشيرة إلى أن هناك تقرير تحدثت عن إطلاق النار على أطفال وهم على ظهور أمهاتهم أثناء فرارهم أو أُلقوا في النهر، كما تعرض الأسرى للتعذيب والقتل.

تحول ملحوظ

ونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن لم يسبق لها، منذ انتهاء الحرب الباردة، أن أعلنت عن وقوع عمليات إبادة جماعية في منطقة من العالم سوى 6 مرات؛ في البوسنة عام 1993 ورواندا عام 1994 والعراق عام 1995 وإقليم دارفور السوداني عام 2004 والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2016 و2017، وفي ميانمار عام 2022.

ويُعد إعلانَا أمس الثلاثاء -بحسب الصحيفة- أقوى الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأميركية حتى الآن منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023.

وقد شكلت هجمات قوات الدعم السريع على الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023 نقطة تحوّل في الصراع، وقالت الأمم المتحدة إن ما بين 10 و15 ألف شخص قُتلوا في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 540 ألف نسمة.

إعلان

وأوردت الصحيفة في تقريرها، بقلم كاثرين هورلد المراسلة في نيروبي، أن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها نهبت منظمات الإغاثة في مرات عدة، مضيفة أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وحده نُهبت منه أغذية تزيد قيمتها عن 60 مليون دولار، وتعرضت 85 منظمة إغاثة أخرى للهجوم والنهب في وقت يتضور فيه الأطفال جوعا حتى الموت.

تداعيات سياسية

وأوضحت الصحيفة أن كل هذه الانتهاكات حدثت عندما كان حميدتي لا يزال يروّج لنفسه على أنه رجل دولة محتمل في المستقبل، وأنه "بطل الديمقراطية" ضد الجيش "المستبد"، وأنه حصن منيع ضد الإسلاميين في الجيش، ومدافع عن حقوق الإنسان.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان "جولة النصر التي زار خلالها حميدتي دولا أفريقية عقب اجتياح قواته مساحات شاسعة من السودان، حيث استقبله قادة دول من كينيا إلى جنوب أفريقيا إلى إثيوبيا، وجميعهم من أصحاب الثقل الدبلوماسي" في القارة.

واعتبرت خلود خير، مؤسسة مركز "كونفلوانس" الاستشاري الذي يركز على السودان، أن إعلان الإبادة الجماعية والعقوبات من شأنه أن يوتر تلك العلاقات.

أثر العقوبات

ولفتت واشنطن بوست إلى أن حميدتي يرعى عائلة كبيرة تقدر قيمة الثروات التي تملكها بمليارات الدولارات، وتشمل الذهب والأسلحة والعقارات والشركات القابضة، ولكن الصحيفة لا ترجح أن تؤدي العقوبات إلى مصادرة كل ثرواته.

وقالت الصحيفة إن مراسليها أجروا مقابلات مع عائلات اختطفت قوات الدعم السريع أفرادها واحتجزتهم للحصول على فدية، وشاهدوا مقاتليها وهم يبيعون مئات السيارات المنهوبة في الأسواق.

وأضافت أن قوات حميدتي لا تزال تسيطر على مناجم الذهب التي كانت تعمل في السابق بالشراكة مع مجموعة فاغنر الروسية قبل أن تسيطر عليها موسكو بالكامل.

واتهمت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي روسيا بتغذية طرفي النزاع في السودان، وتقول واشنطن إن موسكو تقدر قيمة الذهب الذي تتلقاه من السودان ودول أخرى "لأنه يساعد روسيا على التهرب من العقوبات الدولية"، على حد تعبير التقرير.

إعلان

مقالات مشابهة

  • واشنطن ولندن تسارعان لـ”التنصل من المشاركة” في غارات الجمعة على اليمن
  • واشنطن تايمز: الولايات المتحدة تستعد لحرب محتملة مع الصين بحلول 2027
  • أوستن يوجه رسالة طمأنة لشركاء واشنطن في “الناتو” بعد تصريحات ترامب عن الحلف
  • طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة
  • منتخب المغرب يطيح بمنتخب الولايات المتحدة ويبلغ نصف نهائي مونديال “دوري الملوك”
  • تغيير اسم “الناشر الأسبوعي” إلى مجلة “كتاب”
  • واشنطن: أوكرانيا خسرت “400 ألف” جندي حتى الآن
  • هل يكون الجنوب العالمي بوابة الصين لبناء نظام عالمي جديد؟
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • مصادر لـ”رويترز”: الإمارات تجري محادثات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة