موظف إغاثي يكشف تفاصيل صادمة حول اعتقال المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
سرايا - لا تزال أصداء المشاهد التي بثها الجيش الصهيوني لعشرات المدنيين الفلسطينيين عراة ومكبلي الأيدي، تتردد حول العالم
فقد شكلت تلك الصور لعدد من الرجال الذين جردوا من ثيابهم، وكبلت أيدي بعضهم وراء ظهورهم، لاتهامهم من قبل الجيش الصهيوني بالانتماء للفصائل الفلسطينية المسلحة، صدمة للعديد من المراقبين الدوليين
لاسيما أن بعض الشهادات أثبتت أن الموقوفين من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في العدوان الصهيوني على قطاع غزة والمواجهات بين جيش الاحتلال والمقاومة منذ السابع من أكتوبر الماضي
"حملة انتقام" وفي هذا السياق، أكد هاني المدهون، مدير الأعمال الخيرية في الأونروا أنع علم باعتقال شقيقه ابن الـ 13 عاماً، ووالده البالغ من العمر 72 سنة اعتقلا يوم الخميس الماضي عبر المقاطع التي انتشرت في مواقع التواصل.
كما كشف أن القوات الصهيونية اعتقلت أيضاً صهره وابن أخيه من منزلهم في بيت لاهيا، مؤكداً أن "ليس لهم علاقة بأي شيء"
وأضاف قائلا:" أخي لا يستطيع حتى الركض لمسافة مترين، ناهيك عن القتال". واعتبر أن اعتقالهم بتلك الطريق "حملة انتقام ومحاولة لإذلالهم، وجعل عائلاتهم تراهم عارين "
إلا أنه أوضح أنه تم إطلاق سراح جميع أقاربه الأربعة المحتجزين أمس الجمعة، بعد حملة الدفاع عنهم التي شنها عبر في وسائل الإعلام
في المقابل، أكدت عائلات وجماعات حقوقية أن العديد من الرجال الموجودين في الصور ومقاطع الفيديو لم يسمعوا عنهم منذ اعتقالهم
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربت أمس الجمعة، عن "قلقها إزاء تلك الصور"، مشددة في بيان على أهمية معاملة جميع المعتقلين بإنسانية وكرامة، وفقا للقانون الإنساني الدولي
في حين حاول الكيان الصهيوني تبرير تلك الاعتقالات، عبر اتهام عدد من الموقوفين بالانتماء لحركة حماس. وقال المتحدث باسم الحكومة الصهيونية، إيلون ليفي، أسمس إن القوات الصهيونية اعتقلت "رجالاً في سن الخدمة العسكرية في جباليا والشجاعية، وهي مناطق في شمال غزة كان من المفترض أن يخليها المدنيون". وأردف قائلا إنه "سيتم استجوابهم وتحديد من ينتي بالفعل لحماس"
رغم ذلك، وجهت عدة منظمات انسانية انتقادات لهذا التصرف الإسرائيلي المخالف للقوانين الدولية
كما سخر بعض الفلسطينيين على مواقع التواصل من هذا التبرير مؤكدين أن شهادات أقرباء للموقوفين أكدت أنهم ليسوا على الإطلاق في سن الخدمة العسكرية، ولا ينتمون لا من قريب أو بعيد لحماس، بل مجرد مدنيين .
إقرأ أيضاً : الاحتلال يطلق رشقات ناريّة على أطراف بلدة عيتا الشعب في لبنانإقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل عدوانه على غزة لليوم 64 وسط مقاومة شديدةإقرأ أيضاً : امتعاض عربي إسلامي لاستخدام "الفيتو" ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
حزب “الإصلاح”: الصهيونية في ثوبٍ إسلامي
عدنان ناصر الشامي
عندما يتحول الدين إلى قناع، والسياسة إلى وسيلة للعمالة، والمواقف إلى مزادٍ علني، فاعلم أنك أمام حزب “الإصلاح”، الوجه الآخر للصهيونية، ولكن بنكهة عربية.
خيانة فلسطين لم تكن عَرَضًا في مسيرة هذا الحزب، بل كانت جزءًا من عقيدته السياسية، فهو داعمٌ غير مباشرٍ للتطبيع، ومتواطئٌ في تصفية القضية، ومحاربٌ لكل مقاومٍ شريفٍ يسعى لتحرير الأرض والمقدسات. أما في اليمن، فقد كان اليد التي تبرّر العدوان، والسلاح الذي يُشهره تحالف الهيمنة ضد كُـلّ من يرفض الخضوع لأمريكا وإسرائيل، وخادمًا وفيًّا لبني سعود بلا تردّد أَو خجل.
حزبٌ لا يتحَرّك إلا، حَيثُ تشير بُوصلته الخليجية، فتُصنع قراراته في واشنطن، وتُمول في الرياض، وتُبارك في تل أبيب. ليس سِرًّا أن الإصلاح يسارع لإرضاء بني صهيون، ليس فقط عبر المواقف السياسية، بل حتى في عقيدته ومنهجه، فمن تبرير التطبيع إلى ترويج خطاب يخدم المشروع الأمريكي، إلى لعب دور الوسيط بين العملاء، كُـلّ ذلك يجعله النسخة العربية من الصهاينة، لكن بقناعٍ إسلاميٍ زائف.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً حزبًا إسلاميًا حقيقيًّا، بل كان مشروعًا وظيفيًا يستخدم الدين كوسيلة، ويبيع القيم مقابل المال والسلطة. لكنه، مهما سارع في مرضاة بني صهيون، لن ينجو من مصير الخونة، فالتاريخ لا يرحم، والقناع سيسقط أمام الأُمَّــة.
الولاء في هذا الحزب لم يكن لله ولا للأُمَّـة، بل لمن يدفع أكثر، ومنذ نشأته لم يكن سوى خادمٍ للنفوذ الصهيو-أمريكي في المنطقة. تحالفه مع بني سعود لم يكن تحالفًا اضطراريًا، بل كان تحالفًا وجوديًا، فهو ابن الوهَّـابية التكفيرية التي صنعتها بريطانيا، ورعتها أمريكا، وأطلقتها السعوديّة لضرب أي مشروع تحرّري داخل الأُمَّــة.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً ضد أمريكا، بل كان ذراعها في اليمن. منذ غزو العراق وأفغانستان، كان الإصلاح يقدم خطابًا يُرضي واشنطن، فالجهاد عنده مشروطٌ بمصالح الغرب، والعدوّ الحقيقي عنده ليس إسرائيل، بل كُـلّ من يرفض الهيمنة الأمريكية!
الصهيونية ليست مُجَـرّد احتلال عسكري، بل مشروع متكامل لإنتاج العملاء، ومنظومة فكرية تستخدم أدوات محلية لتدمير الأُمَّــة من الداخل. أي كيان يبرّر التطبيع، فهو صهيوني، وأية جهة تحارب قوى التحرّر، فهي خادمة للصهاينة، وأي حزب يتحالف مع أعداء الأُمَّــة، فهو امتداد للمشروع الصهيوني. حزب الإصلاح يحقّق كُـلّ هذه المعايير، مما يجعله امتدادا للمنظومة الصهيونية، حتى لو تحدث بالعربية ورفع شعارات إسلامية.
قد يتلوَّن حزب الإصلاح، ويرفع الشعارات، لكن جوهره مكشوف. فالتاريخ شاهد على سقوط كُـلّ عميل خائن، ومزبلة الخيانة مليئة بأمثاله. أما اليمن، فسيبقى حصنًا منيعًا، وسيدوس العملاء تحت أقدام الأحرار!