على مدار 40 عاما تتجهز «أم حمادة» الشهيرة بسيدة «الكاكا» في مدينة أجا بمحافظة الدقهلية، من الساعة الثامنة صباحا لجلب قوت يومها من «فرز وتسوية» ثمار «الكاكا»، متوجهة إلى إحدى المكامير التي تعد آخر عملية بعد الحصاد.

قصة «أم حمادة» الملقبة بسيدة الكاكا بالدقهلية 

أثناء سيرها لمحل عملها مرتدية جلبابا يقدم لها أهل بلدتها الترحاب مدركين مدى كفاحها وصمودها أمام صعوبات الحياة من أجل لقمة العيش، تصل إلى المكمورة وتبدأ في تحضير كوب من الشاي وتستقبل ثمار «الكاكا» من الأراضي الزراعية جالسة على صندوق بلاستيك وتبدأ في فرز «الكاكا» بيديها التي ارتسمت عليها علامات الكفاح.

وأوضحت السيدة في حديثها مع «الوطن»، خطوات حصاد الكاكا، قائلة: «تمر الكاكا بعدة مراحل، يجري قطفها نصف ناضجة وتجميعها، وبعد ذلك إرسالها إلينا في المكمورة وهي المرحلة الثانية تسمى (الفرز والتسوية)، نقص بعدها الأوراق بأداة تسمى (القصافة) ومسح الثمار وتنظيفها، وبعدها ندخلها إلى الفرن في درجة حرارة معينة حتى تنضج لمدة يوم كامل».

خطوات فرز وتسوية ثمار الكاكا

بعد مرور 24 ساعة تفتح أم حمادة باب الفرن وتجمع ثمار الكاكا بعد نضوجها ووضعها على صندوق بلاستيك، وتبدأ عملية رص الثمار بطريقة متساوية، وتنظيفها من الأتربة والغبار بواسطة فرشاة مخصصة لها، وتغليفها وتجهيزها للبيع في الأسواق، وتستمر في العمل لحين انتهاء حصاد الثمار من الأراضي الزراعية.

تقول أم حمادة: «مهنة فرز وتسوية ثمار الكاكا سهلة، وليست متعبة، كنت أعمل بها عندما كنت في أواخر العشرينات، ومارستها على مدار 40 عاما لجلب قوت يومي»، مشيرة إلى أن «زوجي توفي منذ زمن طويل، وربيت أبنائي وزوجهتم من هذه المهنة، وعندما ينتهي موسم حصاد الكاكا، أبحث عن عمل آخر مثل تجميع البازلاء وأي نوع من الخضار والفواكه، حياتي كلها في الأراضي الزراعية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مدينة أجا محافظة الدقهلية

إقرأ أيضاً:

انتصار غزة واليمن ثمارٌ لدماء القادة الشهداء

د. شعفل علي عمير

صحيحٌ أن التاريخَ يحملُ في طياته العديدَ من القصص عن الحروب والصراعات، وغالبًا ما يكونُ الشهداء هم من يسطّرون هذه القصص بدمائهم.

فالقادة الذين يتبنّون قضايا أوطانهم ويضحون؛ مِن أجلِها يتركون بصمة لا تُنسى في ذاكرة شعوبهم، ويصبحون رموزًا للنضال والمقاومة، وتاريخ النضال الفلسطيني واليمني مليء بالرموز والقادة الذين جسّدوا قيمَ التضحية والثبات، حَيثُ كانت غزة دائمًا في مقدمة صفوف المقاومة.

لقد قدم الشهداء أعظم التضحيات في سبيل حرية وطنهم، وتركوا إرثًا من البطولة والفداء الذي يجسّد الروح الجهادية للشعب الفلسطيني واليمني، وتضحيات هؤلاء الأبطال تشير إلى أهميّة الجهاد والمقاومة في مواجهة التحديات، وتعلم الأجيال أن الكفاح؛ مِن أجلِ تحقيق العدالة والحرية هو واجب مُقدس.

كما تجسد روح النضال المتواصل في غزة إرادَة الشعب الفلسطيني ومعاناته، مما يعزز من قيم الصمود والمقاومة التي تتناقلها الأجيال، إذ تُعتبر غزة محورًا مركزيًّا في الصراع مع الكيان الصهيوني؛ فقد أظهرت مقاومة وصمودًا قل نظيره في وجه أعتى قوى الاستعمار والهيمنة.

إن تضحيات القادة والشهداء من أبناء غزة واليمن تعكس الإصرار على الدفاع عن الهُوية والحقوق الوطنية.

أبطالٌ يستمرون في إلهام الأجيال معاني النصر وموجبات الكرامة للحفاظ على قضية فلسطين واليمن حية في الضمير العربي والإسلامي والإنساني أَيْـضًا ومنحهم الأمل في تحقيق الحرية والاستقلال أن شهداء اليمن وغزة كانوا كالنور الذي أضاء لليمن وغزة دروب النصر، وهنا وفي ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد “رضوان الله عليه” نستلهمُ من شهادتهم جميعًا معاني العزة والكرامة معاهدين كُـلّ الشهداء بأننا على دربهم حتى النصر متوكلين على الله ومستعينين به.

إن النضال الفلسطيني واليمني ليس مُجَـرّد صراع عسكري، بل هو معركة؛ لأجلِ الوجود والحقوق، وتحقيق العدالة. وكما يعلّمنا التاريخ، فَــإنَّ التضحيات غالبًا ما تقود إلى إنجازات عظيمة، وتجعل الشعوب أكثر تصميمًا على تحقيق أهدافها. وهنا، تبقى ذكرى هؤلاء الشهداء حية تُنير دروب الأجيال الشابة، مشدّدة على أهميّة توحيد جبهات المجاهدين في مواجهة التحديات، مجسدين لقيم البطولة والإرادَة الصُّلبة.

تعتبر غزة، رمزًا حيًّا للصمود والتصميم. منذ عقود طويلة، تواجه تحديات وصعوبات جسيمة، لكن الإيمان العميق بالحقوق والأرض والكرامة الإنسانية دفع الكثير من أبنائها للانخراط في معركة البقاء والنضال وهو ذلك الإيمان الذي دفع اليمنيين إلى مواجهة تحالف دولي والانتصار عليه، لذلك، ينبغي على الأجيال القادمة أن تقتديَ بتلك الشخصيات الفذة التي وضعت مصلحة الوطن فوق كُـلّ اعتبار، وأن تستمر في حمل الشعلة التي أوقدها الشهداءُ بدمائهم. فلولا شجاعة القادة وتفانيهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم، لما كان لغزة واليمن أن ترفع راية النصر عالية في سماء الحرية.

نقف بكل الإجلال والتقدير لمن سبقونا إلى الحرية، أُولئك الذين زرعوا بأجسادهم الأمل، وأهدوا لأبناء شعبهم درب النور ليواصلوا المسير نحو مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • العثور على رضيع حديث الولادة داخل الأراضي الزراعية بقرية الجعافرة في الفيوم
  • إزالة أسوار وشدات خشبية على الأراضي الزراعية بمركز المحلة
  • بوريطة يدعو الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي إلى "حشد الجهود لجني الثمار"
  • رئيس مركز صدفا ينفذ إزالة فورية لحالتي تعدى على الأراضي الزراعية
  • انتصار غزة واليمن ثمارٌ لدماء القادة الشهداء
  • حملات موسعة لإزالة التعديات المخالفة على الأراضي الزراعية
  • ارتفاع أسعار الأسمدة يرهق مستأجري الأراضي الزراعية ويهدد الإنتاج
  • "الاقتصاد نيوز" تنشر التعليمات الخاصة ببدلات إيجار الأراضي الزراعية
  • مجلس الوزراء يوافق على إصدار وزارة الزراعة التعليمات الخاصة ببدلات إيجار الأراضي الزراعية
  • حملات لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية في الشرقية