أعظم الذكر أجرًا، يستحب لكل مسلم المداومة على الذكر والاستغفار، سواء أذكار الصباح والمساء أو أو أذكار بعد الصلاة أو قراءة القرآن، وذكر الله من أعظم العبادات التي لا تتطلب وقتًا وكلما داوم عليها المسلم أضاء الله له نورا عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته، و قال الإمام النووي : " اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بالتدبر " وأكد علماء الإسلام أن أعظم الذكر اجرًأ هو الجمع بين قراءة القرآن والأذكار والتسبيح والاستغفار إذا استطاع المسلم ذلك.

الذكر المضاعف.. كلمات قليلة وثواب عظيم لا حصر له فما صيغته؟ أزهري يوضحه لمن يخاف من الموت.. ردد هذا الذكر كل يوم 100 مرة صباحا ومساء

ومما قيل في أعظم الذكر أجرًا لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، مع التسبيح والتحميد والتكبير، يقول ﷺ: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن مع الذكر القلبي والجارحي، ومع العمل في طاعة الله وترك معصيته.
- قال النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلّم كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ.
-سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- محبة الله لمن يسبّح لله -تعالى
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ اللهِ".

-يقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَن قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقابٍ -يعني: يُعتقها- وكتب الله له مئة حسنة، ومحا عنه مئة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فليُكثر العبدُ من ذكر الله، لكن إذا ضمَّ التسبيح والتحميد والتكبير يكون أكمل.

أفضل الذكر
أفضل الذكر، اتفق أهل العلم على أن أفضل الذكر هو القرآن الكريم حسب آراء عدد من الفقهاء، واستدلوا على ذلك ما قاله سفيان الثّوري رحمه الله : " سمعنا أنّ قراءة القرآن أفضلُ الذِّكر إذا عمل به"،  وعن أفضل الذكر ورد حديث شريف عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها : "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى ، وَهِيَ جَالِسَةٌ ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الشَّيْءَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لَمْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ فِي كُلِّ حَالٍ ، وَلَا لِكُلِّ أَحَدٍ ، بَلْ الْمَفْضُولُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي شُرِعَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْفَاضِلِ الْمُطْلَقِ ، كَمَا أَنَّ التَّسْبِيحَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ ، وَالتَّشَهُّدِ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءُ بَعْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: " َأنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ".
وهناك قول آخر عند عدد من العلماء أن أفضل الذكر قول العبد: لا إله إلاّ الله كما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذكر لا إله إلاّ الله وأفضل الدعاء الحمد لله " [ رواه الترمذي وابن ماجه].
وتعد الصلاة على النبي من الأذكار المهمة التي يستحب للعبد الإكثار منها ففيها تفريج الكروب وزيادة الرزق ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يخص الصّلاة على النبي  ما جاء عن جابر بن سمرة -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من ذُكِرتَ عندَهُ فلم يصلِّ عليكَ فَماتَ فدخلَ النَّارَ فأبعدَهُ اللَّهُ.
وكثرت النصوص الدالّة على أهمية وفضل التكبير أيضا كأفضل الذكر، قال -تعالى- وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً
أفضل الذكر لاإله إلا الله
أفضل الذكر لاإله إلا الله، فسر علماء الإسلام أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله هي إقرار من العبد لله سبحانه وتعالى أنه وحده لا شريك له شهادة تدخل كل من يقولها بصدق الجنة وتنجيه من عذاب النار، وقول لا إله إلا الله ذكر خالص يستحب المداومة عليها، كما أن الأذكار والأوراد والاستغفار والصلاة على النبي يفضل أن تكون بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر فهي عبادات مؤقته لها أوقات محدد.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ علَيهِ تسعةً وتسعينَ سجلًّا، كلُّ سجلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ، ثمَّ يقول: أتنكرُ من هذا شيئًا؟ أظلمَكَ كتبتي الحافِظون؟ يقول: لا يا ربِّ، فيقول: أفلَكَ عذرٌ؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقول: بلَى، إنَّ لَكَ عِندَنا حسنة، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليك اليوم، فيخرج بطاقةً فيها أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّه، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، فيقول: احضُر وزنَكَ فيقول يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ ما هذِهِ السِّجلَّات؟ فقال: فإنَّكَ لا تُظلَم، قال: فتوضَع السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ، والبطاقةُ في كفَّةٍ، فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ) رواه الترمذي
-قال -تعالى-: (وَتَرَى المَلآئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ
-عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلك يقول: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه".
-لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أهم 10 أحاديث نبوية في فضل الذكر.

- عن معاذ - رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك» فقال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك» . رواه أبو داود بإسناد صحيح

- عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني كلاما أقوله. قال: «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني، وارزقني» . رواه مسلم.

- عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".

- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».

- عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

-  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " أفضل الذكر: "لا إله إلا الله وأفضل الدعاء: الحمد لله".

- قال ابن عباس: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس.

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل» صحيح الجامع.

- عن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع".

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان، سبق المفردون"، قالوا: وما المفردون يا رسول الله ؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.. رواه مسلم.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أعظم الذكر أفضل الذكر رسول الله صلى الله علیه وسلم لا إله إلا الله رضی الله عنه سبحان الله أفضل الذکر ل ى الله ع الحمد لله ذکر الله عن أبی الله أ

إقرأ أيضاً:

صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء.. 10 محظورات لمن تستعد للخروج الآن

يحين بعد قليل موعد صلاة العيد 2025 ، والتي تعد سُنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ما يطرح السؤال عن صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء ؟ ، وهل الأفضل للمرأة أن تصليها في المسجد أم في البيت؟، واستفهامات أخرى كثيرة تدور في فلك صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء ، وما يتعلق بها من أحكام ، خاصة أنه يفصلنا عن موعد صلاة عيد الفطر 2025 دقائق قليلة ، لهذا يتزايد البحث في هذه الآونة عن صلاة العيد ، فإذا كانت من الأمور المعروفة للرجال ، فإنه ينبغي معرفة أحكام صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء ، لعلهن يستفتحن بها يوم العيد فتتلون أيامهن القادمة بالأعياد والأفراح والجبر.

صلاة عيد الفطر اليوم.. أحكامها لتصليها مثل النبي وترقب 7 عجائباحذر.. فعل محرم في أول أيام عيد الفطر بعد الفجر نهى عنه الرسولتكبيرات العيد مكتوبة .. وعدد تكبيرات صلاة عيد الفطر .. 4 صيغ لها صحيحة شرعاموعد صلاة العيد.. توقيتها بالساعة والدقيقة في 33 مدينةصلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة العيد سُنَّةٌ مؤكدة واظب رسول الله -صلى الله عليه وآلـه وسلم- على أدائها، وأمر الرجال والنساء –حتى الحُيَّض منهن- أن يخرجوا لها، ومن ثم فإنه يستحب أن يحرص الناس جميعًا رجالًا ونساءً على صلاة العيد لما فيه من الاجتماع على الخير وإظهار الفرح والسرور.

واستندت لما جاء في الحديث الذي روى البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا»، والْعَوَاتِق: هِيَ مَنْ بَلَغَتْ الْحُلُم أَوْ قَارَبَتْ، أَوْ اِسْتَحَقَّتْ التَّزْوِيج، وَذَوَات الْخُدُور هن الأبكار.

وأجمع جمهور العلماء أن خروج المرأة لصلاة العيد ليست واجبة، لكنها سنة، فمن السنة أن يخرج النساء إلى المصلى في يوم العيد لما في الصحيحين وغيرهما أن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: "أُمرنا –وفي رواية أَمرنا- تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم-: أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن تعتزل مصلى المسلمين".

وبناء على ذلك فإنه من السنن المؤكدة خروج النساء لصلاة العيدين، لكن بشرط أن يكن متسترات غير متبرجات ولا متطيبات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات" يعني غير متطيبات رواه أبو داود ، وإذا لم تستطع المرأة الخروج إلى صلاة العيد فإنها تصلي في بيتها ركعتين، وقيل تصلي أربع ركعات بتسليمة أو تسليمتين، وذلك لما روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من فاتته العيد فليصل أربعا، ومن فاتته الجمعة فليصل أربعا. وروي عن على رضي الله عنه أنه قال: إن أمرت رجلا يصلي بضعفة الناس أمرته أن يصلي أربعًا.

وورد أن صلاة عيد الفطر للنساء في المسجد مستحب بشرط كونها لا تخشى منها الفتنة مع البعد عن الطيب والزينة، قال النووي في المجموع : قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله : يستحب للنساء غير ذوات الهيئات حضور صلاة العيد، وأما ذوات الهيئات وهن اللواتي يُشتَهين لجمالهن فيكره حضورهن ، هذا هو المذهب والمنصوص ، وبه قطع الجمهور، وحكى الرافعي وجهاً أنه لا يستحب لهن الخروج بحال ، والصواب الأول.

وجاء أنه إذا خرجن استحب خروجهن في ثياب بذلة ولا يلبسن ما يشهرهن ، ويستحب أن يتنظفن بالماء ، ويكره لهن التطيب لما ذكرناه في باب صلاة الجماعة. هذا كله حكم العجائز اللواتي لا يشتهين ونحوهن. فأما الشابة وذات الجمال ، ومن تشتهى فيكره لهن الحضور ، لما في ذلك من خوف الفتنة عليهن وبهن (فإن قيل ) هذا مخالف حديث أم عطية المذكور (قلنا ) ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل ، ولأن الفتن وأسباب الشر في هذه الأعصار كثيرة بخلاف العصر الأول.

وقال الشافعي في الأم: أحب شهود النساء العجائز وغير ذوات الهيئات الصلاة والأعياد ، وأنا لشهودهن الأعياد أشد استحباباً مني لشهودهن غيرها من الصلوات المكتوبات . وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي : يعني أنه يجوز ويندب للمتجالة المسنة التي لا أرب للرجال فيها أن تخرج إلى صلاة العيد والاستسقاء وأحرى للفرض ، أما متجالة لم ينقطع أرب الرجال منها بالجملة فهذه تخرج للمسجد ولا تكثر التردد؛ كما في الرواية .

وقال ابن قدامة في المغني: لا بأس بخروج النساء يوم العيد إلى المصلى ، وقال ابن حامد : يستحب ذلك ، وقد روي عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهما ، أنهما قالا : حق على كل ذات نطاق أن تخرج إلى العيدين ، وكان ابن عمر يُخرِج من استطاع من أهله في العيدين ، وروت أم عطية قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى : العواتق ، وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ، قلت : يا رسول الله : إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : لتلبسها أختها من جلبابها . متفق عليه ، وهذا لفظ رواية مسلم ، ولفظ رواية البخاري ، قالت : كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتى تخرج البكر من خدرها ، وحتى يخرج الحيض فيكن خلف الناس ، فيكبرن بتكبيرهم ، ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته . ... إلى أن قال : وإنما يستحب لهن الخروج غير متطيبات ولا يلبسن ثوب شهرة ولا زينة ويخرجن في ثياب البذلة ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وليخرجن تفلات . ولا يخالطن الرجال ، بل يكن ناحية منهم. وعليه.. فخروج المرأة لصلاة عيد الفطر أو الأضحى مستحب بشرط ألا تُخشَى منها الفتنة مع بُعدها عن استعمال الطيب والزينة ، ومن السنة أن تؤدى صلاة العيد في المصلى وليس في المسجد إلا لعذر وهذا في غير مكة.

وقال ابن قدامة في المغني: السنة أن يُصلَى العيد في المصلى ، أمر بذلك علي رضي الله عنه ، واستحسنه الأوزاعي ، وأصحاب الرأي ، وهو قول ابن المنذر ، وحكي عن الشافعي : إن كان مسجد البلد واسعاً ، فالصلاة فيه أولى ، لأنه خير البقاع وأطهرها ، ولذلك يصلي أهل مكة في المسجد الحرام . ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلى ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء من بعده ، ولا يترك النبي صلى الله عليه وسلم الأفضل مع قربه ويتكلف فعل الناقص مع بُعدِه ، ولا يشرع لأمته ترك الفضائل ، ولأننا قد أمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ، ولا يجوز أن يكون المأمور به هو الناقص ، والمنهي عنه هو الكامل ، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى العيد بمسجده إلا من عذر ، ولأن هذا إجماع المسلمين ، فإن الناس في كل عصر ومصر يخرجون إلى المصلى ، فيصلون العيد في المصلى ، مع سعة المسجد وضيقه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في المصلى مع شرف مسجده .

صلاة عيد الفطر للنساء

ورد أن صلاة عيد الفطر للنساء سُنة مؤكدة واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الرجال والنساء بأدائها، –حتى المرأة الحائض تخرج للاستماع إلى خطبة العيد ولا تؤدي صلاة العيد وتكون بعيدة عن المصلى، ويستحب لمن تذهب لأداء صلاة عيد الفطر الحرص على الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، مع التزام النساء بمظاهر الحشمة وعدم كشف العورات، والالتزام بغض البصر عن المحرمات، كما يستحب التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار، ويستحب الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر، لحديث جابر رضي الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» رواه البخاري، ومن الحكمة في ذلك: أن يوافق تسليم الملائكة ووقوفهم على أبواب الطرقات، وأن يشهد له الطريقان بإقامة شعائر الإسلام.

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن ذهاب الرجال والنساء إلى صلاة العيد أمر مستحب؛ مستندا إلى ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم -أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا».

وأوضح المركز أن حرص الرجال والنساء والأطفال على الخروج لصلاة العيد أمر محمود، لما فيه من اجتماع على الخير، وإظهار للفرح بإتمام عبادة الله عز وجل، منوهًا بأنه إذا أقيمت صلاة العيد فينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى ثم الصبيان ثم النساء، فلا تقف المرأة عن يمين الرجل ولا عن شماله في الصلاة، اتباعًا لسنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، لما رواه أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم -قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ -قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي».

وتابع: «من محاسن الشريعة الإسلامية أنها تصون المجتمع، وتسد أبواب الفتنة، وتقمع داعي الهوى، وتحافظ على الرجال والنساء معًا، وتمنع كُلَّ ما من شأنه أن يخدِش الحياء أو يتنافى مع الذوقِ العام، كما أن في هذا التنظيم والترتيب تعظيمًا لجناب العبادة، واحترامًا للوقوف بين يدي الله تعالى».

واستطرد: «حينما رأى -صلى الله عليه وسلم - اختلاط الرجال بالنساء في الطريق الموصل إلى المسجد عقب خروجهم منه، وَجَّه أن يسير الرجال في وسط الطريق، وأن تسير النساء على حافتيه»، مضيفا: عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -لِلنِّسَاءِ: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ.

وأشار إلى أنه لا ينبغي أن تُصلِّي المرأة بجوار الرجل إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند جمهور الفقهاء، وخروجًا من هذا الخلاف، وحرصًا على صحة الصلاة بالإجماع، ومراعاة للآداب العامة التي دلَّت عليها الشريعة، وحثَّت عليها الفطرة، ووافقها العرف؛ ناصحًا بالالتزام بتعاليم الشرع بترتيب الصفوف، ووقوف كلٍّ في مكانه المُحدد له شرعًا.

حكم صلاة عيد الفطر في البيت

ورد عن حكم صلاة عيد الفطر في البيت صلاة العيد سُنة من صلاها أخذ ثوابها ومن لم يصليها فلا وزر عليه، فصلاة العيد يصح أن تصلى جماعة ويصح أن تصلى فرادى، ويجوز أداء صلاة العيد في المنزل، حيث إذا صلى شخص صلاة الفجر، ونام، ولم يلحق بصلاة العيد، فيمكنه أن يؤديها في منزله.

مقالات مشابهة

  • ترامب: صفقة بيع تيك توك ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة
  • سنن عيد الفطر.. أكلة أوصى بها الرسول قبل الخروج للصلاة
  • صلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء.. 10 محظورات لمن تستعد للخروج الآن
  • صلاة عيد الفطر من الحرمين الشريفين.. فيديو
  • خطيب المسجد الحرام: بددوا غيمة الأحزان فالفرح بالعيد سُنة المسلمين
  • على سنة وهدي خير البرية
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
  • المطوع: صيام الصيف أعظم أجرًا من صيام الشتاء.. فيديو
  • فعل عجيب يحدث فى آخر ساعة من رمضان .. ترقبوا المعجزة