تخدم مزارعي مطروح.. عيادات بيطرية متنقلة وتوزيع شتلات الزيتون مجانًا
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
كتب- أحمد مسعد:
افتتح اللواء خالد شعيب محافظ مطروح والدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء برفقة القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح، العيادات البيطرية المتنقلة وتوزيع تقاوي الشعير وشتلات الزيتون على المزارعين بمحافظة مطروح.
وأكد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، أهمية التواصل الدائم مع المزارعين والمربين وتقديم كافة أوجه الدعم لخدمة قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بالمحافظة، موجهاً باستمرار تقديم الخدمات الزراعية وخدمات الدعم الفني لأبناء المحافظة.
وقال الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، إن كافة الخدمات المقدمة لأهالي مطروح تأتي من خلال خطة وزارة الزراعة وبتوجيهات مباشرة من السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
وأكد شوقي أن افتتاح العيادات البيطرية المتنقلة يأتي في إطار حرص مركز بحوث الصحراء بتقديم كافة خدمات الدعم الفني للمربي الأغنام بمحافظة مطروح والانتقال بالخدمات البيطرية إلي المربين في الوديان والأماكن الوعرة داخل صحراء مطروح.
وقال إن افتتاح العيادات البيطرية المتنقلة خطوة مهمة لتوفير الرعاية البيطرية لمربي الأغنام في أماكن تواجدهم، مما يساهم في تحسين صحة وإنتاجية السلالات المحلية من الأغنام والماعز في المحافظة كما صرح رئيس مركز بحوث الصحراء بأنه تم كذلك دعم المزارعين بشتلات الزيتون وتقاوي الشعير المعتمدة في إطار خطة المركز في التوسع في المساحات المنزرعة بمطروح.
وقال المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، إن المركز قام اليوم بتوزيع 50 ألف شتلة زيتون من إنتاج وحدة بحوث البساتين بمركز التنمية المستدامة على المزارعين بالإضافة الى توزيع 2000 شكارة من تقاوي الشعير صنف جيزة 126 وهو من الأصناف المتحملة للملوحة وكذلك المتأقلمة مع المعدلات المتباينة من معدلات سقوط الأمطار.
وأكد الأمير أن سيارات العيادة المتنقلة ستقوم بتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية البيطرية وتقديم أدوية ولقاحات الى مربى الأغنام في أماكن تواجدهم وأشار مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن المركز قام بمضاعفة إنتاج الشتلات دعماً لمزارعي المحافظة خاصة الأصناف عالية الإنتاجية وفقا لظروف الزراعة المطرية.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد سالم سرحان مدير مركز البحوث التطبيقية أن توزيع هذه التقاوي مجانا وفقا لخطة مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح لدعم وتنمية الوحدات الرعوية التي تستهدفها خطة المركز كدعم غير مباشر لتنمية الثروة الحيوانية بمحافظة مطروح.
وأوضح الدكتور وائل غيث مدير وحدة بحوث البساتين، أن الأصناف التي تم توزيعها حاليًا، ذات جودة عالية ومناسبة لظروف محافظة مطروح وتم إنتاجها داخل مشاتل مركز التنمية المستدامة لتكون متأقلمة مع ظروف البيئية لمحافظة مطروح.
اقرأ أيضًا
الأرصاد: السحب وسقوط الأمطار الرعدية مستمرة على هذه المناطق
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: هدنة غزة مخالفات البناء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة عيادات بيطرية شتلات الزيتون مطروح خالد شعيب طوفان الأقصى المزيد مرکز التنمیة المستدامة مرکز بحوث الصحراء بمحافظة مطروح
إقرأ أيضاً:
الزراعة في لبنان عندما كان غير شكل الزيتون...
يشاهد متابع شاشات التلفزة ووسائط التواصل الاجتماعيّ مسلسل الدمار في لبنان، وخصوصًا في جنوبه وبقاعه... ويروّعه مشهد المباني التي تتعرّض للهدم الكامل، إذ تتساقط مثل أحجار الدومينو في بعض الأحياء. إلّا أنّه في الظلّ، ثمّة ما يعصر القلب ويحرقه أيضًا... ونقصد ثروة البلد الزراعيّة وتضرّرها بوجهٍ كبير ولو بطريقة غير مباشرة. فنعلم أنّ القطاع الزراعيّ يعاني منذ عقود في مواجهة أزمات لبنان المتعدّدة الأطياف، منها الأمنيّ، والسياسيّ، والاقتصاديّ، وعدِّد ولا حرج... لكن، في المشهد الحالي الذي قارب على الشهرين، لا نجد استهدافًا مباشرًا له، ونعتقد أنّه بمنأى عن رحى الحرب الدائرة، فلا مشاهد لاقتلاع أشجار، ولا حرق بيادر، وكلّ تلك الصور التي تنتشر انتشار النار في الهشيم على الإعلام. إنّ موت القطاع الزراعيّ ليس مفاجئا، بل موت بطيء يبدأ ويكبر مع عجز المزارع اللبنانيّ عن إيجاد سبل الحفاظ على موارده التي يكسب قوته منها بعرق جبينه وقوّة ساعديه. ففي البقاع حيث حوالى نصف الأراضي اللبنانيّة المزروعة، يواجه المزارع صعوبات في التنقّل، وتصريف منتوجاته، بعد أن كان العماد الأساسيّ لضمان الأمن الغذائيّ الوطنيّ. وفي الجنوب، يتعرّض لموجات تهجير جماعيّة قسريّة، تُرِكت بساتين زيتونه وحقول حمضيّاته وحيدة، وفقدت أهمّيّتها كونها موردًا اقتصاديًّا رئيسيًّا للعديد من الأسر الجنوبيّة. لقد كان القطاع الزراعيّ من أعتى القطاعات مقاومةً للأزمات، وعرف كيف يتأقلم مع الظروف، لا بل يقلبها لمصلحته، فاستفاد مثلًا من النزوح السوريّ، كي يستثمر في أيديه العاملة وحافظ على نوع من التوازن بين احتياجات السوق، والموارد المحلّيّة لأهمّ المحاصيل الزراعيّة الأساسيّة. لم تكن هجرة المزارعين المحلّيّين أولى الهجرات الّتي تعرّضت لها أراضي لبنان... فهناك هجرة رؤوس الأموال مع الأزمة المصرفيّة، والحراك السياسيّ في العام ٢٠١٩. كما تعرّض هذا القطاع للخيانة مرّتين... الأولى في غياب "إسناده" بالدعم المادّيّ الذي يحتاج إليه من ائتمان للحصول على الواردات من المستلزمات الزراعيّة مثل البذور والأسمدة والمبيدات وأنظمة الريّ. والثانية في غياب "إسناده" بالدعم المعنويّ، عندما أصبح أضحوكة، واستُخفّ به عندما خُيّل لبعضهم إمكانية حصره على "البلاكين" وهو يحتاج كلّ السند لينمو ويعزّز معه استقرار لبنان الاقتصاديّ والتجاريّ والجيوسياسيّ. إنّ الوضع الحالي يعرقل بشكل خطير الدورة الزراعيّة في لبنان، ولا سيما تلك البقاع التي تُزرَع فيها نسبة كبيرة من ثروة البلاد الخضراء. وفي ظلّ سياسة الأراضي المحروقة المنتَهجة جنوبًا، سيتعثّر، بل سيستحيل عودة المزارعين لحصاد محاصيلهم، وستتعقّد عمليّة نقل المنتجات الزراعيّة إلى الأسواق، أو تصديرها. من دون أن نغفل حقيقة تعرّضها للمواد السامّة ومخلّفات القذائف والصواريخ. عادةً ما تأتينا الحلول من الخارج، لا على الصعيد السياسيّ الصرف وحسب، بل على الصعيد الاقتصاديّ الذي تقرّه الدول المانحة بحسب أهوائها وتفضيلاتها. لكن، نعرف أنّه "كان غير شكل الزيتون"... فواقعيًّا، يفقد لبنان ثقة هذه الدول من ناحية، واهتمامها من ناحية أُخرى في ظلّ تعنّت بعض الأطراف السياسيّة بالتوجّه عكس مصالح أهل البلد. وإذا افترضنا الأسوأ، أليس بالحري أن نضع استراتيجيّة متماسكة على المستوى الوطنيّ للإصلاح التشريعيّ، والمؤسّساتيّ؟ إذ يحتاج القطاع الزراعيّ في لبنان إلى إصلاحات هيكليّة بعيدة المدى، تتجاوز الحلول المؤقّتة أو الاستراتيجيّات التي يمليها المانحون. ختامًا، في ظلّ حرب لا تُظهِر أيّ علامة على التراجع،يجد الكثير من اللبنانيّين "إسنادهم" في اعتمادهم على البساطة، ويا عيني على "البطاطا"... يفتقرون فيها إلى مقوّمات غذائيّة أساسيّة في بلدٍ من أغنى البلدان المتوسطيّة في موائده وموارده الزراعيّة... وتصبح "التبّولة" حلما ونخشى أن نسمع اللبنانيّين يُكملون أغنية فيروز... "يا ضيعانن راحوا... شو ما صار لكن راحوا"، وهم يتأمّلون بحسرة ثرواتهم الزراعيّة... المصدر: خاص "لبنان 24"