لبنان ٢٤:
2024-06-27@13:28:43 GMT

شعرة بين دعم واشنطن السخي لتل ابيب او العكس؟!

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

شعرة بين دعم واشنطن السخي لتل ابيب او العكس؟!

كتب جورج شاهين في الجمهورية": واشنطن امام امتحان صعب يلي وقف الحرب، وهل أن العقوبات على المستوطنين كرمى لعيون الفلسطينيين ام من اجل تجنيب المجتمع الاسرائيلي ازمة داخلية؟ وهل بقدرة واشنطن تنفيذ تعهدها بـ "حل الدولتين"؟
وامام المعادلة الأميركية الجديدة التي سمحت بإعطاء الوساطة الاميركية زخماً جديداً لا تزال المراجع الديبلوماسية تُشكّك ببعض نياتها، ولكن بفوارق لا يمكن اخفاؤها عند التمعّن بها.

وفي اقتناعها انّ العجز في تحقيق ايّ من هذه التعهدات يساوي الفشل من امكان تحقيقها، ذلك انّ النتيجة هي نفسها في الحالتين. فحديث واشنطن عن تفهّمها لقدرة إسرائيل على التمييز بين المدنيين والمسلحين بعد مسلسل الهدن سقط عندما أدّت عملياتها العسكرية في جنوب القطاع وشماله بعد توقف الهدن الانسانية الى مقتل اكثر من 1200 مدني فلسطيني في ثلاثة أيام، في كل من خان يونس والشجاعية ومدن اخرى في وسط القطاع وشماله. وحديثها عن إمكان إعلان حل الدولتين تسقطه اسرائيل يوميا بإعلانها الصريح بأنه لن يكون هناك مثل هذه الدولة الفلسطينية وحجتها انها ستكون "مقاطعة ايرانية".
وإن كانت واشنطن تسابق تل ابيب في خطوتها إنهاء وجود "حماس" فهي لا تناقشها في الآلية الإجرامية المعتمدة، لأنها ترى فيها تعزيزاً لوجودها على حساب القوى الفلسطينية الاخرى ومنها السلطة نفسها التي تريد السلوك السلمي نحو الحل بدلاً من العمل العسكري. وإن توقّف المراقبون أمام برنامج العقوبات الاميركية الجديدة التي طاولت مسؤولين في المستوطنات اليهودية "بحجب التأشيرات عن المستوطنين المتورّطين في أعمال مُخلّة بالأمن والاستقرار في الضفة الغربية"، فإنها رأت فيها محاولة لتجنيب ازمة اسرائيلية داخلية وليس كرمى لعيون الفلسطينيين. فهي تعرف انّ القيادة الحكومية المتطرفة لن تحكم إسرائيل بعد الحرب وستُخلي مواقعها، وإن ذهب نتنياهو ومعه قادة المخابرات الى المحاكم فهم سينتقلون الى صفوف المعارضة. وعندها سيبدأ الامتحان الصعب والإختبار الذي ستخضع له الادارة الاميركية ان كانت جادّة بوقف "الدعم السخي" لإسرائيل، والسعي الى "قيام الدولتين". وتنفيذ تعهداتها بإعمار غزة واعطاء الفلسطينيين شيئاً من حقوقهم تعزيزاً لمرحلة من السلام الدائم في المنطقة او العكس تماماً.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟

تزعم إسرائيل أنها قاب قوسين من هزيمة حماس. وبعد مضي تسعة أشهر على هجوم 7 أكتوبر لا تبدو إسرائيل على وشك النصر، كما لم تظهر ملامح هزيمة حماس.  Robert A. Pape – Foreign Affairs

لقد تسببت الهجمات الإسرائيلية الفتاكة، بما لايقل عن 70 ألف طن من القنابل، على شمال غزة وجنوبها بسقوط 40 ألف جندي مقاتل وأكثر من 37 ألف مدني وتهجير 80% من السكان. وحولت هذه الهجمات غزة إلى مدينة أشباح بعد أن حرمت سكانها من المياه والغذاء والكهرباء وتركت من بقي منهم على حافة المجاعة.

ولكن لماذا تتزايد قوة حماس وتستعصي المشكلة على إسرائيل؟

لقد تحولت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حرب عصابات عنيدة. ويكمن الخلل في استراتيجية إسرائيل العسكرية وليس في تكتيكاتها. ولم تدرك إسرائيل قوة حماس الحقيقية، كما لم تدرك أن المذابح والدمار لم تزد الحركة إلا قوة وتصميما.

ظنّت إسرائيل أنه كلما ازدادت أعداد قتلى حماس اقتربت هي من النصر. وزعمت أنها قتلت 14 ألفا من مقاتلي حماس من أصل 40 ألق مقاتل. أما حماس فتصر على أن عدد قتلاها لم يتجاوز 8 آلاف مقاتل. وتشير مصادر استخباراتية أمريكية أن العدد الحقيقي هو 10 آلاف.

ورغم خسائر حماس فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتتمتع بدعم السكان وإمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية والعودة مجددا للأماكن التي طهرتها إسرائيل. لا بل يشير تقرير إسرائيلي جديد إلى ازدياد أعداد المقاتلين في شمال غزة.

وتعتمد حماس على نصب الكمائن والألغام البدائية، مما قد يطيل أمد الحرب لنهاية عام 2024 وفق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. ولا تزال حماس قادرة على ضرب إسرائيل، كما لا تزال 80% من شبكة أنفاقها صالحة لتخزين الأسلحة والهروب من الإسرائيليين. وهي تكتسب المزيد من التأييد في صفوف المدنيين، رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي لعملياته في الجنوب.

مكامن القوة

تكمن قوة الحركة في قدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الجاهزين للموت في سبيل قضيتهم. وهذا التأييد المجتمعي اللافت يمكّن الحركة من تجديد صفوفها واكتساب الموارد وتجنب الكشف عنها.

وما يشجع الشباب على الانخراط في صفوف حماس هو غضبهم من فقدان أحبتهم، ومن استخدام إسرائيل للقوة المفرطة. ولكن الأهم من كل ذلك هو ثقافة "التضحية بالنفس" وهي إيديولوجيا تعتمد عليها الحركة؛ حيث يتم تكريم المقاتلين الذي ضحوا بحياتهم من أجل القضية، وحثّ رفاقهم على السير في هذا الدرب لينالوا الشرف الكبير.

تبيّن استطلاعات للرأي (PSR) في يونيو 2024 أن الدعم السياسي لحماس مقارنة مع منافستها "فتح" ازداد بنسبة 40% للأولى مقابل 20% فقط للثانية.

ويعتقد 73% من الفلسطينيين أن حماس كانت عل حق في هجوم 7 أكتوبر. وهذا يفسر امتناعهم عن تقديم معلومات استخباراتية لإسرائيل حول قادة حماس أو الرهائن رغم الخسائر الهائلة في أرواح ذويهم.

الحملة الدعائية الناجحة

هناك مصدر قوة أخر مهم للحركة وهو قيامها بالحملة الدعائية المتطورة التي تعينها عى كسب المؤيدين. وتعمل هذه الدعاية على توجيه مواد غزيرة عبر الإنترنت لحشد االدعم الشعبي الفلسطيني للانتصار على إسرائيل.

وتركز المادة الدعائية على أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني خيارات سوى القتال للتخلص من فظائع إسرائيل. كما أنها تبث الأمل في نفوس الفلسطينيين بأن النصر مؤكد في ظل حماس، وتركز على أهمية التضحية في سبيل القضية.

أما المظالم التي تستند عليها الحركة لتأجيج المشاعر فهي الاضطهاد الطويل للشعب الفلسطيني وسلوك المستوطنين وتوسعهم وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، والحصار المفروض على الفلسطينيين لعقود طويلة، وسياسات الفصل العنصري وغير ذلك من مظالم.

كما تستعرض الحركة عبر الفيديوهات قدرتها على مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بأقوى الأسلحة الثقيلة والتكنولوجية. ويظهر مقاتلو الحركة بزيهم العسكري الكامل الذي يشير إلى جاهزيتهم، إضافة للخلفيات الدينية والآيات القرآنية التي تضفي الشرعية على قضيتهم.

وكل ما سبق يشير إلى فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية؛ فحماس لم تهزم وليست على وشك الهزيمة، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبية. وسوف تستمر الحرب وأهوالها ضمن هذا المنظور.

المصدر: Foreign Affairs

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

مقالات مشابهة

  • واشنطن قالت كلمتها : لا حرب في المنطقة... فهل هي لا نهائية؟
  • أمن إسرائيل الصهيونية.. اللغز والمدلول
  • الإمارات: ضرورة حل الصراع على أساس حل الدولتين
  • واشنطن وبرلين تطالبان بدور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: إسرائيل تٌدمر حل الدولتين وكل فرصة لتحقيق السلام
  • مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن: الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية عقبة أمام حل الدولتين
  • مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: استمرار استيطان إسرائيل بالضفة عقبة لحل الدولتين
  • حماس تنتصر- فأين تكمن قوتها؟
  • تصاعد الضغوط الديبلوماسية الاميركية والاوروبية لمنع انفجار حربي واسع في لبنان
  • ساعة المسلة: الخارجية تختار السفراء على اساس “المجاملات”