أدى القصف الإسرائيلى لقطاع غزة إلى تحويل أحياء بأكملها إلى غبار، ومع استمرار القتال والضربات الجوية المكثفة على جنوب غزة بعد توقف دام أسبوعًا قد يعني أن المزيد من الأراضي قد تواجه نفس المصير.


مع معاناة سكان غزة من تداعيات الحرب المدمرة التى تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ أسابيع، حذر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من خطر قد يجعل الحياة هناك مستحيلة لفترة طويلة، حتى بعد انتهاء الحرب.


وذكرت «صحيفة واشنطن بوست» فى تقرير لها أنه قد يكون السكن فى أجزاء من غزة ما بعد الحرب خطيرًا لفترة طويلة، ناهيك عن إعادة بنائها بسبب القنابل غير المتفجرة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير، تشارلز بيرش، بير إزالة المتفجرات فى دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، قوله "زيادة عن التلوث الذى ستخلفه الحرب،  ستكون هناك مئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة".
وحتى فى أوقات الهدوء النسبى فى غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة تقتل وتشوه أشخاصا بانتظام، لكن الأزمة الآن أصبحت أسوأ بشكل كبير.
وأضاف بيرش أنه بشكل عام فإن واحدة من كل ١٠ ذخائر مستخدمة فى الحروب لا تنفجر، رغم أن الرقم يختلف بشكل كبير حسب نوع السلاح، ويتأثر بعوامل تشمل طول وظروف التخزين والطقس والهدف.
وأشار بيرش إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ٣٠ مقاولا للحفر فى الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة وتفكيكها فى غزة، بتكلفة تصل إلى ٤٠ ألف دولار لكل قنبلة لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.
وقدر بيرش أن "الأمر سيكلف عشرات الملايين من الدولارات وسيستغرق سنوات، لجعل المنطقة بأكملها آمنة".
من ناحيته؛ قال بريان كاستنر، خبير الأسلحة فى منظمة العفو الدولية الذى عمل فى مجال التخلص من الذخائر فى القوات الجوية الأمريكية، إنه تم العثور على خردة فى غزة من صواريخ “جدام” التى تصنعها شركة بوينج، وهى اختصار لذخائر الهجوم المباشر المشترك. وقال إن أنظمة التوجيه هذه غالبا ما تكون متصلة بقنابل تزن ١٠٠٠ أو ٢٠٠٠ رطل مثل مارك ٨٤.
وأشار إلى أن "العديد من الأسلحة التى يعتقد أنها استخدمت فى غزة مصممة بشكل يجعلها لا تنفجر عند ملامستها، ولكن فيها فتيل مؤجّل يسمح لها بالانفجار تحت الأرض أو داخل المباني"، مضيفةً أنه "قد يكون من الصعب تحديد موقع هذه الذخائر إذا فشلت".
وقالت سايمون إلمونت، خبير إزالة الألغام، قوله إن مدينة غزة ستكون "غير صالحة للسكن إلى حد كبير".
ولم تنشر إسرائيل أرقاما دقيقة بشأن الذخائر التى استخدمتها فى الحرب الدائرة منذ ٧ أكتوبر الماضي، لكن فى بداية نوفمبر الماضي قال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل أسقطت ١٠ آلاف قنبلة على مدينة غزة وحدها.
وبحسب وزارة الصحة فى غزة، شرد العدوان الإسرائيلى ما يقدر بنحو ٨٠٪ من سكانها إلى جانب ٣٪ استشهدوا أو أصيبوا، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال، فى حصيلة شهداء تخطت الـ١٦ ألفا، كما تم تسوية المبانى بالأرض أو جعلها غير سليمة من الناحية الهيكلية، وتم تدمير البنية التحتية، بما فى ذلك المياه والصرف الصحي.
ولفتت الصحيفة، فى تقريرها، إلى أن العديد من الأسلحة التى يقول المحللون إنها استخدمت فى غزة، بما فى ذلك الفسفور الأبيض الحارق، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه، فى الوقت الذى يبقى فيه السؤال عمن سيكون لديه السلطة أو الموارد لإعادة بناء القطاع المدمر دون إجابة.
يشار إلى أن العديد من المنظمات الحقوقية أكدت أكثر من مرة، أن الاحتلال الإسرائيلى يستخدم أسلحة وقذائف محرّمة دوليًا، فى عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة إسرائيل القصف الاسرائيلي فى غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الغريب.. والأغرب

بدد الروس فرصة كانت مواتية فى مجلس الأمن لوقف الحرب فى السودان، واستخدم المندوب الروسى فى المجلس سلاح الڤيتو فقتل مشروع قرار وقف الحرب فى المهد. 

مشروع القرار كان مقدمًا فى مجلس الأمن من جانب بريطانيا وسيراليون، وكان أمل الذين قدموه أن تتوقف نار هذه الحرب التى دخلت عامها الثانى فى الخامس عشر من أبريل من هذه السنة، وكان من بين نتائجها حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة أن ٢٥ مليون سودانى صاروا فى عداد الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية! 

الغريب أن جميع أعضاء المجلس صوتوا لصالح تمرير مشروع القرار، إلا روسيا التى شرعت سلاح الڤيتو فى وجه المصوتين لتواصل الحرب طريقها فى تدمير السودان.. وكان وزير الخارجية البريطانى قد وصف الڤيتو الروسى بأنه «وضيع»، وأضاف أنه من العار على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن يواصل الحرب على أوكرانيا، وأن يقف حجر عثرة فى طريق وقف الحرب فى السودان. 

ولم يوضح المندوب الروسى الأسباب التى دعت بلاده إلى اتخاذ هذا الموقف الغريب والعجيب، وكان كل ما فعله أنه ألمح إلى «استعمار بريطانى جديد» يقف وراء مشروع القرار.. وهذا كلام غامض كما ترى لأنه لا يشرح كيف ولا لماذا؟ 

وليس أغرب من الموقف الروسى إلا موقف الحكومة السودانية التى رحبت بما فعلته موسكو فى المجلس، وبغير أن تقول لنا هى الأخرى كيف ولماذا؟.. كيف ترحب بتعطيل مشروع قرار يوقف الحرب وينقذ السودان؟ ولماذا تتخذ هذا الموقف وهى أدرى الناس بما ألحقته الحرب بالبلاد من خراب، ومن تدمير، ومن تبديد للثروات العامة والخاصة؟ 

وقد اكتملت المأساة عندما نقلت وسائل الإعلام خبرًا عن قيادى فى قوات الدعم السريع بالتوازى مع ما جرى فى المجلس يقول فيه، إنهم فى قوات الدعم السريع التى تقاتل الجيش يفكرون فى الإعلان عن تشكيل حكومة فى المناطق التى يتواجدون فيها! 

وحين يحصل هذا فسوف يكون وبالًا على كل سودانى، لأن معناه أن يلحق السودان بليبيا التى تعرف حكومتين إحداهما فى الشرق والأخرى فى الغرب.. وهكذا يتكاثر على السودانيين ما تكاثر من قبل على الليبيين، ويدفع الشعبان فى البلدين ثمن صراع على السلطة مرة وعلى الثروة مرةً ثانية! 

 

مقالات مشابهة

  • كاتب في واشنطن بوست: مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـإسرائيل على الساحة العالمية
  • واشنطن: حجم الضحايا بغزة كارثي ونبحث إيجاد إجماع لإنهاء الحرب
  • واشنطن بوست حول حظر المشروبات الكحولية في العراق: باتت حكرًا على الأغنياء والمتنفذين
  • واشنطن بوست حول حظر المشروبات الكحولية في العراق: باتت حكرًا على الأغنياء والمتنفذين - عاجل
  • الغريب.. والأغرب
  • «نيتنياهو» يحرق المنطقة
  • عضو الكنيست الإسرائيلى يعترف بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حرب غزة
  • بوتين يهدد بالحرب النووية والأميركيون يكتفون بالتثاؤب
  • الصحة: الاحتلال يواصل استهداف المنظومة الطبية بشكل كامل في القطاع
  • واشنطن بوست: بايدن سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد