وداعًا «فارس الكلمة»| مسيرة حافلة للفنان أشرف عبد الغفور.. المُعلمون يتساقطون تباعًا
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
إذا كان قطار الحياة لا يتوقف، فقطار الموت لا يتوقف أيضًا، فيسقط غصن كبير من شجرة الفن الوارفة كما تتساقط أوراق الشجر ورقة تلو الأخرى، فيظل المعلمون يتساقطون تباعًا، بالأمس ودعنا أحد رموز الفن المصري الفنان طارق عبد العزيز، الذى رحل في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي.
واليوم نودع أحد فرسان المسرح المصرى والعربي الفنان أشرف عبدالغفور، الذى رحل عن عالمنا الأحد الماضي، عن عمر ناهز 81 عامًا إثر حادث سير على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، ووالد الفنانة ريهام عبدالغفور، الذي ترك لنا إرثًا فنيًا ضخمًا يظل باقيًا في وجدان الجميع رغم رحيله.
برع ابن مدينة المحلة الكبرى الفنان أشرف عبدالغفور في تقديم الأدوار التاريخية المميزة، التى تتطلب أداءً متمكنًا، وهو ما قدمه بسهولة ويسر، فهو صاحب الموهبة والصوت المميز الذى لا يختلف عليه أحد، جعلته حبيب الفنانين من الوسط الفنى، فأنتخب نقيبًا للفنانين لفترة زمنية، أحبه الجميع من خلال صوته المميز فى أداء حلقات أسماء الله الحسنى بل وظل صوته فى أذهان الجميع.
عشق الفن منذ الصغر، وبدأ هواية فن التمثيل من المسرح المدرسي، وبالتحديد مدرسة الجيزة الثانوية، وعقب ثورة ٢٣ يوليو نشأت منشآت فى الأحياء تحت عنوان «هيئة التحرير» التى تعتمد على النشاط السياسى، والاجتماعى، والثقافى، فكان أبناء حى الجيزة يجتمعون فى هذا المنتدى بهيئة التحرير، ومن هنا اندلعت شرارة بداية مشواره الفنى مع هيئة التحرير بالجيزة، ويشرف عليها الدكتور محمود على فهمى الطالب بكلية الهندسة.
وقد اختبر «عبد الغفور» وهو طالب بالصف الأول الثانوى، أثناء انضمامه للفرقة، حيث كان الاختبار منحصرًا فى ذلك الوقت، فقد قام بتقليد دور الفنان عبدالسلام النابلسي، واجتاز هذا الاختبار حتى أصبح عضوًا بفرقة هيئة التحرير، كان الملازم الأول والأخير والمرفق الآمن لكل الهواة فى هذا الوقت هى مسرحيات نجيب الريحاني.
وكانت أول أدواره فى مسرحية «قسمتي» قدم خلالها شخصية الولد الشقي الذي يدعى «صف صف»، وحصل على كأس التمثيل عن مسابقة الجمهورية، وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وتسلم الجائزة بدار الأوبرا التى احترقت، وكانت بمثابة المرة الأولى التى يعتلي بها خشبة مسرح دار الأوبرا.
وبدأ مشواره الأكاديمى والفنى بكل الوعى، فقرر أن يمتهن الفن والتحق بالمعهد العالى للسينما قسم التمثيل وتخرج فيه فى ١٩٦٣، وبدأ العمل الفنى من خلال مسرحيته «جلفدان هانم» للمؤلف على أحمد باكثير، وإخراج عبدالمنعم مدبولى، ولعب دور حفيد «جلفدان هانم»، وشاركه البطولة الفنانين: نعيمة وصفى، وفيفى يوسف، ومحمد عوض، والسيد راضى، ونوال أبوالفتوح وغيرهم، وبرزت موهبته العالية من خلال هذا الدور.
لم يكتشف موهبته بعد التحاقه بمعهد السينما بالشكل الحقيقى، فكانت موهبته تتجه نحو المسرح فى بداية ظهورها، وبدأ فى قراءة المترجمات والأعمال المسرحية العالمية، على الرغم أن المخرج يوسف شاهين كان يدرس له فى معهد السينما مادة الإخراج، وذلك من خلال كتيب مسرحى، فكان كل شىء يوجهه ويدفعه للمسرح.
وعندما وصل للبكالوريوس فى معهد السينما، أعلن المسرح القومى، ومسارح التليفزيون التى أنشئت فى فترة الستينيات عن قبول ممثلين، وبالفعل تقدم لها واجتاز كل اختباراتها، وأصبح عضوًا بالمسرح القومى، وهو لم يتخرج فى المعهد، وتذكر اللجنة المهولة التى اختبرته.
وكان فى ذلك الوقت من الصعب الدخول للمسرح القومى فى ظل اختباراته التى كانت شديدة الصعوبة عكس الوقت الراهن، وعندما تطلع الفنان أحمد حمروش، رئيس اللجنة إلى أوراقه عقب الاختبارات فقال له: "إياك أن تتحول للسينما وتترك المسرح وخاصة بعد قبولك واختيارك عضوًا للمسرح القومى".
أشرف عبدالغفور مسرحيًا
كان المسرح أبوالفنون ينهل من نبعه الفكر والعقل ليبقى رواده رموزا لفن لا يموت، يعد الفنان أشرف عبدالغفور، رمز الالتزام المسرحي، منذ انضمامه عضوا للمسرح القومي، فى ذلك الوقت كان المخرج نبيل الألفى قائما على عرض مسرحى بعنوان: «ماكبث» أحد روائع وليم شكسبير.
وقدمت على خشبة المسرح القومي، أعطاه بعض الكلمات ليتقنها استعدادا لدوره فى المسرحية، وفى نفس الوقت كان يختبر فى السينما أيضا، وأعطاه الفنان عبدالمنعم مدبولى دور الفتى الأول فى مسرحية «جلفدان هانم» التى يستعد لإخراجها.
عشق اللغة العربية وبدأت العلاقة الترابطية معها فى مرحلة الثانوية العامة من الناحية الدراسية، أما الناحية العملية فى هذا الموضوع فيرجع ذلك للمخرج الإذاعى الشهير محمد الطوخي، الذى يمتلك استوديو خاصا بعنوان «القاهرة» بوسط البلد، وأنتج من خلاله أعمالا عديدة للمنطقة العربية، الـ«بى بى سى» بلندن، باللغة العربية الفصحى، على يد أساتذة متخصصين بها مستخدما التشكيل اللغوى فى النصوص.
ومن هنا بدأ عبدالغفور فى شراء القواميس، والمعاجم فى اللغة العربية من أجره بالإذاعة، وأخذ يبحث عن موضع الكلمة فى الرفع، والنصب، والجر، وغيرها، حتى وصل إلى درجة من الثقة بالنفس، ما أتاح له الفرصة فى إخراج بعض الأعمال الإذاعية لـلـ«بي بى سي»، التى ما زالت تذاع فى لندن والمنطقة العربية حتى الآن، جعلت حبه يزيد باللغة العربية واستمراره فى تمكنه منها لأنها فى حقيقة الأمر مجهود شخصى بحت نابع منه، وليس نابعا من دراسة بل من مجهود وإصرار حتى أصبحت عشقه الأول والأخير بجانب المسرح.
شارك عبدالغفور بالوقوف على خشبة المسرح مع مجموعة من كبار الفنانين من بينهم: حسين رياض، وشفيق نور الدين، وحسن البارودي، وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن، ومحمد السبع، وسميحة أيوب، وسناء جميل، ونعيمة وصفي، وغيرهم.
كما أخرج له العديد من الأعمال كبار المخرجين من بينهم: كرم مطاوع، وسعد أردش، وكمال ياسين، وغيرهم، من خلال هذه العلاقات والممارسة وسط هذه النخبة العظيمة ساعدت فى تشكيل وجدانه وخاصة أن المسرح عالم قائم بذاته، يختلف تماما عن السينما.
مسرحية حدث في أكتوبرعين بالمسرح القومى عام ١٩٦٣، وظل نشاطه المسرحى مرتبطا بفرقة القومى فيما بعض الاستثناءات القليلة، حيث شارك فى العديد من الأعمال المسرحية منها "الحلم" فى ١٩٦٤ على خشبة المسرح القومي، "ثلاث ليالي"، و"سليمان الحلبي" فى ١٩٦٥، و"حلاوة زمان" فى ١٩٦٦، و"رجال بلا ظلال" فى ١٩٦٨.
و"ليلة مصرع جيفارا" فى ١٩٦٩، و"وطنى عكا" فى ١٩٦٩، و"النار والزيتون" فى ١٩٧٠، و"متلوف" فى ١٩٧١، و"غبى فى الفضاء" فى ١٩٧٢، و"مدرسة الأزواج"، و"ابن مين فى مصر"، و"حدث فى أكتوبر" فى ١٩٧٣، و"عودة الشباب" فى ١٩٧٥، و"بيت الأصول" فى ١٩٨٢، «أيام صعبة»، «السبنسة»، «لعبة السلطان» فى ١٩٨٦.
«حكايات صوفية» فى ١٩٨٨، «جاسوس فى قصر السلطان» فى ١٩٩٢، «الساحرة» فى ١٩٩٦، «رقصة سالومي» فى ١٩٩٩، «هنرى الرابع» فى ٢٠٠٠، «الملك لير» فى ٢٠٠٢ التى قدمت على خشبة القومى مع الفنان يحيى الفخراني، وحققت نجاحا باهرا، «بيت الدمية» فى ٢٠٠٧، وفى فرقة مسرح الشباب فى فبراير ١٩٩٢ وفرقة مسرح الغد «ليش يا عليش» فى ١٩٩٣، و«البهلوان» فى ١٩٩٦.
وبالفرقة الاستعراضية الغنائية قدم «الخديوي» فى ١٩٩٤، وبفرقة مسرح الطليعة قدم «وجها لوجه» فى ١٩٩٨، وبفرقة المسرح الحديث قدم «لحظة الوداع» فى ٢٠٠٠، وبفرقة القومى للأطفال قدم «أمير الخيال» فى ٢٠٠٦، «فتاة الغلاف»، وغيرها من الأعمال الحديثة، إلى جانب أعماله السينمائية المتميزة من بينها «الشيطان»، «صوت الحب»، «الشوارع الخلفية»، «لا شيء يهم»، وغيرها.
ولكن تظل أعماله التليفزيونية هى الأشهر فى تاريخ أعماله فقدم العديد من الأعمال الدرامية الناجحة منها «القاهرة والناس»، «دعاء الماضي»، «فارس بلا جواد»، «يتربى فى عزه»، «زيزينيا»، «جبل الحلال»، إضافة إلى تقديمه عددا من السهرات التليفزيونية من بينها «المواجهة» التى نال عليها جائزة أولى، كما قدم للإذاعة المصرية مجموعة متنوعة من الأعمال منها «لقاء الغرباء»، «نور الحياة»، «لقاء فى الربيع»، وغيرها.
مسرحية جلفدان هانمالقاهرة 30.. نقطة الانطلاقة السينمائية
بدأت مشاركة الفنان أشرف عبدالغفور في السينما منذ فترة مبكرة، وذلك بعد تخرجه في المعهد بثلاث سنوات، وبالتحديد بمشاركته في فيلم "القاهرة 30" عام 1966، للمخرج صلاح أبو سيف، ومن بطولة الفنانين: سعاد حسني، وأحمد مظهر، وحمدي أحمد، ويحسب له تجسيده لبعض الشخصيات الدرامية المتميزة في عدد من الأفلام المهمة التي بقيت في الذاكرة ومن أبرزها: "فرقة المرح، وصوت الحب، والرسالة"، هكذا أشار المؤرخ الدكتور عمرو دوارة.
كما شارك بأداء بعض الأدوار الرئيسية المؤثرة في عدد قليل من الأفلام السينمائية، التي لم يتجاوز عددها خمسة وعشرون فيلما، وهو بالطبع عدد قليل لا يتناسب أبدا مع حجم موهبته المؤكدة وخبراته الكبيرة، ويعود ذلك إلى رفضه المشاركة بأدوار لا تتناسب مع الأدوار الرئيسية وأدوار البطولة التي يؤديها بنجاح في كل من المسرح، والدراما التليفزيونية والإذاعية.
ومن بين هذه الأفلام: "المراهقة الصغيرة، وبيت الطالبات، وحب وخيانة، و3 وجوه للحب، والشيطان، ورجال في المصيدة، ودعوة للحياة، والحب والصمت، والشوارع الخلفية، وحلوة يا دنيا الحب" وغيرها.
وقد تعاون من خلال هذه الأعمال السينمائية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل منهم: "السيد بدير، ونيازي مصطفى، وصلاح أبو سيف، وحسن الإمام، وحلمي رفلة، ومحمود ذوالفقار، وفطين عبدالوهاب، وحسام الدين مصطفى، وحسين كمال، ويحيى العلمي، ومنير التوني، ومصطفى العقاد، وغيرهم.
دراما عبد الغفور
قدم الفنان أشرف عبدالغفور عددًا كبيرًا من المسلسلات المتميزة، التي يزيد عددها علي مائة وخمسين مسلسلا على مدى ما يقرب من نصف قرن، وبأداء عدد كبير من الأدوار الرئيسية منها: "القاهرة والناس، وبنت من شبرا، حضرة المتهم أبي، ويتربى في عزو، والرحايا حجر القلوب، وشيخ العرب همام، وحكيم الزمان، والحصار، وزيزينيا.
وفارس بلا جواد، جبل الحلال، وحدف بحر، ونصيبي وقسمتك، وقضاة عظماء، وطاقة نور، وحي السيدة زينب، وبت القبائل، ولحم غزال، ورشيد، والسر" وغيرها، هذا إلى عدد كبير من المسلسلات والسهرات الدينية، ومنها: "دعاة الحق، والإمام محمد عبده، والإمام مسلم، والإمام مالك، والإمام البخاري، والإسلام حضارة، والقضاء في الإسلام، ومحمد رسول الله، وبصفة عامة.." وغيرها.
اشتهر عبدالغفور بأدواره التاريخية والدينية من خلال الدراما التليفزيونية، ومنها تجسيده لشخصية "سعيد بن جبير" في مسلسل "عظماء في التاريخ"، ودور سلطان العلماء العز بن عبدالسلام في مسلسل "أئمة الهدى"، بالإضافة إلى مشاركته بحلقات برنامج "أسماء الله الحسنى".
وبعض عروض "الليالي المحمدية"، كما ساهم في إثراء الإذاعة المصرية بعدد من الأعمال الدرامية المتميزة وبعض برامج المنوعات على مدار ما يزيد علي خمسين عاما، فضلا عن الأداء الصوتي المميز، الذي قدمه لعدد من الكتب الصوتية، ضمن سلسلة الكتاب المسموع.
دروع وأوسمة
وكان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان العظيم بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلى العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ولعل من أهمها: حصوله على الجائزة الأولى عن السهرة التليفزيونية "المواجهة"، والجائزة الثانية فرع الفنون من جوائز الدولة التقديرية من قبل المجلس الأعلى للثقافة عام 2016.
والقاهرة للإعلام العربي عام 2008، وتكريم الأكاديمية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا ومنظمة كتاب بلا حدود وجمعية العلاقات العامة العربية عام 2015، وتكريم منظمة الوحدة العربية الأفريقية عام 2016، والتكريم من مجلس الإعلاميين العرب عام 2018.
وأيضا مهرجان المسرح العربي، في دورته الحادية عشرة 2019، والمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الرابعة عشرة عام 2021، وكان من المفترض أن ينظم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في نوفمبر الماضي، احتفالية تكريمه ضمن سلسلة تكريم الرواد، لكن تم تأجيلها.
تكريمه من المهرجان القومي للمسرح المصريمقتنيات عاشق اللغة العربية.. رحل الجسد ويبقى الأثر
وقد أهدى الفنان أشرف عبدالغفور، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية قبل رحيله جزءا من مقتنياته التي تضم عددا من الدروع والأوسمة وشهادات التقدير بمتحف المركز الخاص بمقتنيات كبار الفنانين والمبدعين، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.
المقتنياتفنانون يدوّنون دفتر عزاء الفنان أشرف عبدالغفور
وأعرب نجوم الفن، عن حزنهم برحيل الفنان أشرف عبدالغفور، وافتقاد الساحة الفنية لأحد أهم رموز الفن في الوطن العربي، ورثى عددا من هؤلاء النجوم الفنان الراحل ببعض الكلمات المؤثرة والمشاعر النبيلة في حب هذه الشخصية العظيمة التي لن تتكرر.
خالد الذهبي: كان حضوره كالنسيم الذي ينشر أريجه الفواح
قال الفنان خالد الذهبي: لقد رحل من كنت أسعد وأبتهج حين ألقاه، وأحبه وأحترمه وأجله وأقدره وأجلس إليه بكل أريحية وفخر مجلس طالب العلم من المعلم، والمريد ممن يدله على الطريق ويأخذ بيده إلى ساحة المعرفة، فالحب والاحترام صنوان لصيقان لا يفترقان في قلوب من عرفوك حتى ولو عن بعد أما من عملوا معك ولهم ذكريات كلها طيبة، حيث لا ذكرى معك إلا عطرة.
وتابع: كان حضورك كالنسيم الذي ينشر أريجه الفواح، وداعًا أيها الحبيب الغالي المحترم، القدير، المهذب، الخلوق الذي تعلمنا منه الانضباط والالتزام والحب والإخلاص والتفاني في العمل والاختيار عن وعي كبير بقيمة الفن واحترام االقيم الفنية والجمالية والإنسانية، وداعًا أيها الأستاذ بالقيمة الحقيقة للأستاذية رحمة الله عليك أيها الحبيب.
وواصل: اللهم ارحمه رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأنزله منازل الشهداء واجعله من المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر واجعله برفقة النبي محمد على الحوض واسقه بيده الشريفة شربة لا يظمأ بعدها أبدا، له الرحمة والمغفرة ولكم ولنا ولكل أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وخالص العزاء والمواساة وأجر الصابرين الحامدين الشاكرين.
الفنان خالد الذهبيخالد عبدالسلام: الترجمة العملية لمعنى "القيمة والقامة"
وقال الفنان خالد عبدالسلام: على مدار سنوات ومنذ بداياتي وحتى الآن بل وسأظل ما حييت أتعلم من هذا الرجل العظيم الذي يعرفه الجمهور كفنان قدير يجيد أداء أدواره المتنوعة التي يختارها بعناية فائقة، أكسبته حب الناس واحترامهم على مدار رحلته، لكن ربما لا يعرف بعضهم كواليس عمله التي أنارها دومًا بأخلاقه العالية وروحه السمحة وتواضعه الجم.
وتابع: إنه الترجمة العملية لمعنى "القيمة والقامة"، برحيله فقدت مصر رجلًا عظيمًا لم يتكرر، إنه المرجع الذي قلما يتكرر في ضبط اللغة وفصاحة نطقها، إنه الدءوب الذي يذاكر دوره فيؤديه على أتم وجه فلا يعرف الخطأ له طريق إلا مرات معدودة في عمره، إنه النموذج المثالي الذي كنت أراقبه دومًا فأتعلم وأستزيد، حتى صمتُه الطويل كان درسًا.
وواصل: لقد تشرفت بالعمل معه في الإذاعة والتليفزيون والمسرح وفي كلٍ كان قدوة، أساتذتنا الكبار الأجلاء هم ثروتنا التي ننهل منها، واحترامنا لهم واجب، ومحبتهم متعة كبيرة، أُحب الكبار وأُجلهم وأتعلم منهم.
والآن أفتقد واحدًا من أعلاهم قدرًا وقيمةً، وإني لفراقه لمحزون، لكن لا رادَّ لقضاء الخالق، ودعته بالأمس وجهرت بالدعاء على قبره بنطقٍ تعلمناه منه، اللهم اجزه عنا خير الجزاء، رحم الله أستاذنا أيقونة الالتزام والاحترام أشرف عبدالغفور.
الفنان خالد عبدالسلاممفيد عاشور: تواجده في لوكيشن العمل مباراة للجميع في الالتزام
وقال الفنان مفيد عاشور: إن الفنان أشرف عبدالغفور تاريخ فني كبير ومسيرة كلها عطاء واحترام من الصغير والكبير.
وتابع: وجود الأستاذ أشرف عبدالغفور في لوكيشن العمل يعني مباراة للجميع فى الالتزام، فهو نموذج كنا نحتذى به، وكان خُلقا رفيعا يمشى على الأرض، متواضعا في عزة، وأستاذا للجميع بتاريخه الفني الكبير. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
الفنان مفيد عاشورصفاء أبو السعود: سيرته الفنية والإنسانية الراقية ستظل دائما محل احترام وتقدير من الجميع
وقالت الفنانة صفاء أبوالسعود، إن الفنان أشرف عبد الغفور، يعد قامة وقيمة فنية وإنسانية عظيمة، قدم خلال مشواره الفني مجموعة كبيرة من الروائع الدرامية التي أثرت كثيرا وستظل مؤثرة في وجدان المشاهد المصري والعربي.
وأضافت أبوالسعود، أن أعماله وبصماته وسيرته الفنية والإنسانية الراقية ستظل دائما محل احترام وتقدير من الجميع.
الفنانة صفاء أبو السعودنبيل الحلفاوي: الأسرة الفنية فقدت واحدًا من أنبل أبنائها
وقال الفنان نبيل الحلفاوي: "حبيبي يا أشرف، الله يرحمك يا حبيبي". وتابع: "أشرف الجميل المحترم العاقل الخلوق الهادئ الملتزم المخلص، في الجنة يا حبيبي إن شاء الله، وقلبي عندك يا ريهام أنت وكل العائلة".
وواصل: "أن الأسرة الفنية فقدت واحدًا من أنبل أبنائها، البقاء لله مع ألف سلامة يا حبيبي وإلى اللقاء".
الفنان نبيل الحلفاوي
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أشرف عبدالغفور رموز الفن المصري المحلة الكبرى فن التمثيل معهد السينما الفنان أشرف عبدالغفور الفنان أشرف عبد القومی للمسرح اللغة العربیة الفنان خالد من الأعمال العدید من على خشبة من خلال
إقرأ أيضاً:
قصة أغنية خاف العندليب من تقديمها على المسرح.. تسببت في وفاة عبده شريف
ملحمة غنائية متكاملة من كلمات إلى لحن وصولا إلى صوت عذب كُتب لها الخلود، إذ تعتبر أغنية جبار من أبرز الأعمال في مكتبة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الغنائية، التي قدمها للمرة الأولى ضمن أحداث فيلم «معبودة الجماهير» عام 1967، وبالرغم من القوة التى أدى بها الفنان الراحل، الأغنية في الفيلم، إلا أنه رفض تماما أن يغيها في حفل أمام الجمهور، وهو الأمر الذي كشفه ملحن الأغنية الراحل محمد الموجي.
«مغنهاش على المسرح وخاف منها»، هكذا كشف الملحن محمد الموجي سبب رفض الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لغناء «جبار»، في لقاء سابق مع الإعلامي الراحل مفيد فوزي، وذلك خوفا من أن «يشرخ» صوته على حد تعبيره، وأنه إذا غنائها على المسرح لن يستطيع استكمال الحفل، لأنها سوف تجهد صوته بسبب أن لحنها يحتاج أعلى طبقة صوت في الغناء.
نجوم قدموا «جبار» على المسرح بعد رحيل العندليبلا يستطيع أي مطرب تقديم أغنية جبار، إذ تحتاج إلى أدوات صوتية وتمكن كبير، وبعد رحيل عبدالحليم حافظ، نجح محدود من الفنانين في غناء جبار على المسرح، ولم يكن لديهم نفس التخوف الذي منع العندليب من غنائها، من بينهم الفنان كاظم الساهر التي قدمها في أكثر من حفل غنائي، والفنان هاني شاكر الذي غناها من قبل في إحدى حفلاته بدار الأوبرا المصرية، ومن أشهر الفنانين الذين غنوا جبار، الفنان المغربي عبده شريف الذي رحل عن عالمنا في مارس الماضي، وقال أحد أصدقائه أنها كانت السبب في رحيله.
أجهد نفسه في غناء جبار.. تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة عبده شريفكشف الفنان المغربي نعمان لحلو، اللحظات الأخيرة في حياة الفنان عبده شريف، قائلا إنه كان متواجد برفقتهم وبدأ في غناء «جبار»، وبعد أقل من ساعة تعرض إلى أزمة قلبية مفاجأة، وتم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة الدار البيضاء، التي لفظ فيها أنفاسه الأخيرة، ليعلن الأطباء وفاته عن عمر يناهز الـ52 عاما.
وأوضح في لقاء تلفزيزيوني، تفاصيل السهرة الغنائية التي جمعت عبده شريف وعدد من أصدقائه قبل ساعات من رحيله، قائلا: «عبده أجهد نفسه في أغنية جبار بسبب الطلعات القوية بها، وهو كان يعاني من ضعف في عضلة القلب».