الأدب والفن في مواجهة السلاح.. القوى الناعمة بفلسطين تحارب الاحتلال الغاشم
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
المقاومة المسلحة، وإن كانت الأبرز فى نضال الشعب الفلسطيني لتحرير الأرض من الغاصب، إلا أنها جزء من مقاومة شاملة تعددت مشاهدها، وتنوعت
أدوارها من الفنون والآداب والرياضة، وهو ما يعرف بمصطلح «القوى الناعمة»، التى لعبت دورا أساسيا ورئيسيا، على الأقل فى أن تظل القضية الفلسطينية، التى تمثل وجعا مزمنا فى الوجدان العربى، وجعلها حية ويقظة فى الضمير الإنسانى وضمير الأحرار فى العالم.
وعلي الرغم من أن الإعلام الغربى بكل ما يملك من أدوات لتزييف الحقائق لم يستطع طمس القضية التى ظلت حاضرة بسبب القوة الناعمة العربية والتى لعبت
أهم الأدوار فى توعية الشعوب العربية حتى تظل موجودة فى الضمير الإنسانى العربى وفى الوجدان العربى.
المبدعون الفلسطينيون ينجحون فى الإبقاء على القضية حية داخل ضمائر الشعوب
ونستعرض لكم أهم الأدباء والمفكرين والفنانين الذين قدموا العديد من الأعمال الخالدة لتظل القضية الفلسطينية حية ويقظة لتعيش الفلسطينية ويصل صوتها لشعوب العالم.
إدوارد سعيد.. مفكر وسياسي لامع وناقد أدبى فلسطيني أمريكى
إدوارد سعيد من أصل فلسطينى يعد أحد أهم وأشهر المفكرين، لقب بالصوت الأقوى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث لعبت كتاباته دورا كبيرا فى فضح فظائع وممارسات الاحتلال ضد الشعب العربى الفلسطينى، حيث كان يدافع بشكل مستمر عن القضية الفلسطينية؛ فكان عضوا فى المجلس الوطنى الفلسطينى فى الفترة من ١٩٧٧م حتى ١٩٩١م عندما استقال احتجاجا على اتفاقية أوسلو.
كان من أوائل المؤيدين لحل الدولتين، فصوت عام ١٩٨٨م لصالح إقامة دولة فلسطين، وقد تناول فى كتاباته الصراع العربى الفلسطينى مثل: «القضية الفلسطينية» ١٩٧٩م، و«سياسة التجريد» ١٩٩٤م، و«نهاية عملية السلام» ٢٠٠٠م، بالإضافة إلى كتابين يتناولان اتفاقية أوسلو، هما: «غزة أريحا: سلام أمريكي» ١٩٥٥م، و«أوسلو: سلام بلا أرض» ١٩٥٥م، فضلا عن تسجيله فيلما وثائقيا لتليفزيون البى بى سى بعنوان «البحث عن فلسطين».
كما عرف عنه شغفه بالموسيقى ومهارته فى عزف البيانو ببراعة، وكتابة العديد من المقالات والكتب حولها، مثل: «متتاليات موسيقية»، و«المتشابهات والمتناقضات: استكشافات فى الموسيقى والمجتمع»، و«النموذج الأخير: الموسيقى والأدب ضد التيار».
عمل أستاذا ومحاضرا للأدب المقارن فى العديد من الجامعات الأمريكية مثل جامعة «هارفارد»، وجامعة «كولومبيا»، كما أصبح عضوا فى مركز الدراسات المتقدمة للعلوم السلوكية فى جامعة «ستانفورد» للعام ١٩٧٥-١٩٧٦م، ورئيسا لجمعية اللغات الحديثة، وعضوا فى مجلس العلاقات الخارجية، والرابطة الفلسفية الأمريكية.
توفى«إدوارد سعيد» صباح يوم ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٣م، بعد صراع طويل مع مرض اللوكيميا استمر لمدة اثنى عشر عاما، تاركا خلفه حياة حافلة بالإبداع والفكر، كرسها لوطنه الأول فلسطين.
مريد البرغوثى.. صاحب الأقوال المأثورة
مريد البرغوثى شاعر ومؤلف فلسطينى قدم عددا كبيرا من الكتابات والشعر العربى بشكل عام والفلسطينى بشكل خاص فى عدد من الجامعات العربية والأجنبية مثل أكسفورد.
لم يبدع مريد البرغوثى فقط فى مجال الشعر بل فى مجال النثر أيضا؛ وله روايتان كتب الأولى منهما فى العام ١٩٩٧ تحت اسم "رأيت رام الله" وهى عبارة عن سيرة ذاتية له جسدت معاناته والمصاعب التى مر خلالها، كما جسد فيها رحلة العودة لبلاده وللضفة حصرا بعد معاناة أكثر من ٣٠ عاما، وتمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية. وقد حازت الرواية فى العام ١٩٩٧ على جائزة "نجيب محفوظ للإبداع الأدبى".
أما الرواية الثانية فهى تعتبر جزءا ثانيا لروايته الأولى؛ وقد ألفها مريد البرغوثى فى العام ٢٠٠٩ تحت اسم "ولدت هنا، ولدت هنا". وفى هذه الرواية لم يتحدث الكاتب عن نفسه فقط بل تحدث عن ابنه أيضا وعن اصطحابه له لرؤية وطنه الأم فلسطين، كما ترجمت الرواية إلى اللغة الإنجليزية أيضا.
ومن أكثر الأقوال المؤثرة التى ذكرها فى هذه الرواية هو "أكثر ما يفزعنى هو أن نعتاد على الموت، وكأنه حصة وحيدة أو نتيجة محتومة".
مروان كنفانى.. رجل الرياضة والسياسة
بعد أن بدأ حياته فى سوريا انتقل إلى مصر وانضم مروان حارس مرمى للأهلى فى وجود الحارسين الكبيرين عبد الجليل حميدة والموهوب عادل هيكل، وعلى الرغم من منافسته للأخير فإنه كان صديقا مقربا له، وكان مروان من الأصدقاء المقربين لصالح سليم رئيس الأهلى الأسطورى الراحل.
وبعد سنوات من ممارسة الرياضة اعتزل مروان الكرة وتفرغ للقضية الفلسطينية، وبات من المقربين بشدة للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، محاربا معه لصالح القضية العادلة، ومستشارا أمينا له.
ومروان هو شقيق المناضل والروائى الشهيد غسان كنفانى أحد رجال المقاومة الفلسطينية الكبار، وقد تزوج من نجمة السينما والتليفزيون وقتها نجوى إبراهيم التى لم تكن تحب كرة القدم بسبب إصابات مروان المتكررة، لكن هذا الزواج لم يستمر.
وتزخر الدراما العربية بالعديد من الأعمال الفنية الشهيرة المميزة التى لا يمكن أن ننساها، والتى سردت معاناة الشعب الفلسطينى.
ناجى العلى.. محارب الاحتلال بالكاريكاتير
جسد الفنان الراحل نور الشريف شخصية رسام الكاريكاتير الشهير ناجى العلى، والفيلم تناول واقعة الاغتيال التى تعرض لها الفنان الفلسطينى ناجى العلى فى لندن فى عام ١٩٨٧، ويعود الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التى مر بها ناجى العلى فى حياته بدءا من نزوحه مع أسرته إلى لبنان، ثم عمله فى الكويت، ثم عودته إلى لبنان مجددا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.
والفيلم كتبه بشير الديك وأخرجه عاطف الطيب وشارك فى بطولته ليل جبر ومحمود الجندى وأحمد الزين وتقلا شمعون ومحمود مبسوط ورفيق على أحمد ووجيه عساف.
الأديب الفلسطينى غسان كنفانى
الكاتب الصحفى والأديب الكبير غسان كنفانى، مناضل صلب العود أديب وفنان موهوب، وصحفى لامع، ومن أبرز الروائيين والمسرحيين المحدثين العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين. كان يكتب عن فلسطين، فى بداياته الأدبية، باعتبارها قضية قائمة بذاتها، ثم صار يرى فيها رمزا إنسانيا متكاملا، بحيث لم تعد قصصه ورواياته تتناول الإنسان الفلسطينى ومشاكله فحسب، بل تتناول، من خلال الفلسطينى، حالة إنسانية تقاسى البؤس والحرمان.
وكان غسان كنفانى مبدعا متعدد المواهب؛ كتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية، كما كتب المقالة الصحفية والدراسة التحليلية، وأبدع العديد من اللوحات التشكيلية. وبعد استشهاده، تحولت بعض رواياته وقصصه إلى أفلام طويلة أو قصيرة، كروايته الأولى "رجال فى الشمس" التى تحولت سنة ١٩٧٣ إلى فيلم روائى طويل تحت اسم "المخدوعون" أخرجه المخرج المصرى توفيق صالح وأنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق، وقد حصل على الجائزة الذهبية فى مهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية سنة ١٩٧٣.
واعتبر العديد من النقاد هذا الفيلم واحدا من الأفلام السياسية المتميزة فى تاريخ السينما العالمية، واحتل المرتبة العاشرة فى قائمة أهم مئة فيلم أنتجتها السينما العربية، عبر تاريخها، بنتيجة استفتاء أجرى مع مئات النقاد وأعلن عنه فى مهرجان دبى السينمائى الدولى سنة ٢٠١٣.
«عابد كرمان».. عمل درامى للفنان تيم حسن
عابد كرمان هو مسلسل مصرى من إخراج نادر جلال، بطولة تيم الحسن وتشاركه البطولة ريم البارودى وعبد الرحمن أبو زهرة وشيرين. مقتبس من قصة حقيقية للجاسوس عبد الرحيم قرمان، عن رواية "كنت صديقا لديان".
تدور أحداث المسلسل عن أحد شباب عرب ١٩٤٨ الشاب عابد كرمان الذى يعيش مع أسرته داخل مزرعة بقرية «أبطن» القريبة من حيفا المحتلة، حيث يعانى عابد من عقدة كره شديد للإسرائيليين بعد أن قاموا بقتل شقيقه أمام عينيه وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
وتبدأ أحداث المسلسل فى إرسال أحد رجال المخابرات المصرية إلى إسرائيل بجواز سفر يهودى ليتعرف على عابد ويرشحه للعمل لصالحها بعد أن لمس كرهه للإسرائيليين، وتدور الأحداث ويتم تدريب عابد فى أوروبا ويعود ليبدأ العمل مع المخابرات المصرية، حيث تناولت قصة المسلسل الأحداث الحقيقية التى عاشها عبد الرحيم كرمان حتى وصل الى صداقة "موشى ديان" وزير الدفاع السابق والتى تحمل اسم الرواية "كنت صديقا لديان".
«التغريبة الفلسطينية» لجمال سليمان.. مسلسل درامي فلسطينى
التغريبة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأعمال الدرامية التى كشفت الإرهاب والتخريب والقتل والاعتداءات الوحشية التى يقوم بها العدو الصهيونى وكيف تم منذ الوهلة الأولى فى الصراع على الأرض والنضال، منها مسلسل جمال سليمان.
يتناول المسلسل قصة أسرة فلسطينية فقيرة تكافح من أجل البقاء فى مراحل زمنية مختلفة، حيث تلخص الأحداث التى مرت بها هذه الأسرة حقبة تاريخية مهمة فى حياة الفلسطينيين امتدت ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين، مرورا بالعديد من الأحداث المهمة، وصمود أفراد الأسرة على الرغم مما واجهوه من الأخطار والظروف الإنسانية الصعبة، ونجح فريق العمل فى تجسيد الشخصيات وتوثيق المعاناة على نحو قريب جدا من الواقع.
المسلسل من بطولة جمال سليمان وخالد تاجا وجولييت عواد ويارا صبرى وتيم حسن ونادين سلامة وباسل خياط ونسرين طافش وقيس شيخ نجيب ومكسيم خليل وأدهم مرشد وأناهيد فياض.
مسلسل «أنا القدس».. فاروق الفيشاوى وسعيد صالح
تدور أحداث المسلسل حول رحلة زمنية عمرها ٥٠ عاما، من خلال عدد من الشخصيات المختلفة، فهو بمثابة ملحمة فلسطينية كاملة، تركز على التحولات الإنسانية التى حدثت لأسرة صغيرة مكونة من أب وولدين يتجه كل منهما اتجاها مختلفا عن الآخر.
المسلسل من بطولة فاروق الفيشاوي وسعيد صالح وعابد فهد وكاريس بشار وصبا مبارك وصباح الجزائري وتاج حيدر ومجيد الخطيب ونضال نجم ونزار أبو حجر وسوزان سكاف وطلحت حمدى.
مسلسل «الاجتياح»
يبدأ المسلسل بإنقاذ مقاومين فلسطينيين فتاتين من حادث سير، وتنشأ قصة حب إنسانية بين المقاوم مصطفى والفتاة يائيل، وفى إطار قصة حبهما يتناول المسلسل أحداثا من الواقع الفلسطينى، ويركز على ما خلف هذه الأحداث من قصص وتفاصيل إنسانية بعيدا عن السياسة.
والمسلسل من بطولة عباس النورى وصبا مبارك ومنذر ريحانة وإياد نصار وديمة قندلفت ومكسيم خليل ونادرة عمران وحسن عويتى ونادين تحسين بيك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوة الناعمة الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة القضية الفلسطينية أخبار الفن القضیة الفلسطینیة العدید من
إقرأ أيضاً:
درة: تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا
أعربت الفنانة درة عن دعمها للقضية الفلسطينية مشيرة إلى أنها نشأت وتعلمت منذ الطفولة على أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا.
وقالت درة خلال الجلسة الحوارية التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائي اليوم تحت عنوان «السرد كأداة للصمود: قصص الهوية والبقاء»: «تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا يجب الإشارة إليه، فهناك تعتيم تام ومحاولة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لذا عرضت فيلم وين صرنا؟، كي أبين هذا الجانب الإنساني، وأنهم يستحقوا الحياة، لأن دي حياتهم وحاولت أعبر عنها».
وأقيمت الجلسة الحوارية «السرد كأداة للصمود: قصص الهوية والبقاء» على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وكانت تضم كل من الفنانة والمخرجة درة زروق، والمخرجة ميريام الحاج، والمنتجة مي عودة والمخرجة نجوى نجار، بينما يتولى غدارة النقاش النقاش الناقد محمد نبيل.، وجاء ذلك ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
وسلطت الجلسة الضوء على قوة السرد في تحفيز قدرات الأفراد على المقاومة والتحمل في أصعب اللحظات والمواقف، ويحكي الحضور عبر خبراتهم ووعيهم الثقافي الفريد عن تجاربهم في تشكيل السرد السينمائي وروايات الهوية الشخصية والجماعية، ومحاولات البقاء والخلافات والنبرات الانهزامية.
كما سلطت الضوء على التقنيات السردية التي يمكنها تحويل قصص الصراع الشخصي إلى سرديات مهمة إعجازية تلهم الجماهير، وتحفز المجتمعات على الاستمرار والمقاومة.
وأشار الضيوف إلى تحديات صنع الأفلام في مناطق الصراع والنزوح وتلك المحاصرة بالقيود السياسية، وعن خبرة كل منهم في استخدام الإبداع للدفاع عن رؤيتهم والنجاة من الأسى والمآسي.
وتمثل فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، المقرر انطلاقها خلال الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر، منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
وستشهد فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما العديد من ورش العمل والجلسات الحوارية فضلا عن نقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.
حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائيوكان انطلق حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 يوم الأربعاء الماضي داخل دار الأوبرا، ومن المقرر أن تمتد فعاليات المهرجان حتى يوم 22 نوفمبر الجاري.
وشهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي حضور عدد من نجوم الوسط الفني أبرزهم: حسين فهمي رئيس المهرجان وزوجته، الفنان طه دسوقي، إلهام شاهين وآخرين.
اقرأ أيضاًبعد عرض وتر حساس.. كريم فهمي لـ صبا مبارك: «مهببة إيه للناس يا أحلام»
مسلسلات رمضان 2025.. باسم سمرة يشارك أولى كواليس «العتاولة 2» |صورة