???? السودان يخسر 500 ألف يورو يومياً والخطوط الإثيوبية تتأثر
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أحتفل العالم باليوم العالمي للطيران المدني يوم 7 ديسمبر، يوم أن تنادي العالم في شيكاغو وتم التوقيع علي معاهدة ولدت من رحمها منظمة الطيران المدني العالمية (ايكاو) ، جاء ذلك وقد تبقت أيام قليلة على مُضي تسع أشهر على إغلاق المجال الجوي السوداني.
وهو الإغلاق الذي يكلف البلاد 500 ألف يورو يومياً، كما أنه يكلفنا مصداقية التزامنا مع العالم، ومعلوم أن المجال الجوي السوداني يربط أفريقيا باوربا و آسيا شرقاً و غرباً، شمالاً و جنوباً.
والمجال الجوي السوداني يُعتبر عصب نجاح لكبري شركات الطيران الدولية مثل الإثيوبية و التي تعتبر أكبر مستخدم له تليها الخطوط التركية ثم الإماراتية فالمصرية و القطرية، وذلك لأنه يوفر أفضل خدمات للملاحة الجوية عبر تقنية (توب سكاي) الحديثة،وكذلك عبر الإشراف و التحكم في الطائرات المستخدمة للمجال الجوي الجنوب سوداني نيابة عن الجنوب و المنظمة الدولية ايكاو.
و المجال الجوي يرفد الخزينة العامة بما يقارب المائتي مليون يورو سنوياً وقد كان لها أكبر الأثر الاقتصادي في عهد حكومتي الثورة عبر المساهمة في شراء الدواء او الدقيق او المحروقات.
ورغم أن رسوم العبور يتم تحصيلها لغرض أساسي هو تطوير وتحديث البنى التحتية للطيران المدني إلا أن دقة الظرف الاقتصادي في البلاد دفعت وزارة المالية للاستعانة بالطيران المدني للاسهام في إنارة مدينتي بورتسودان و الفاشر عبر دفع فواتير الشركة التركية، كما ساهمت رسوم العبور في دفع استحقاقات السودان في الأمم المتحدة و الإتحاد الأفريقي، وقد أسهمت أموال رسوم العبور في حل كثير من الاشكالات التي عجزت وزارة المالية عن تغطيتها.
تسعة اشهر مرت علي إغلاق الأجواء الذي ستكون له آثار عميقة في جسم قطاع الطيران منها فقدان أهلية تقديم البلاد الخدمات الجوية (حدث للصومال في ١٩٩٠) حيث اعتبرت المنظمة أن المجال الجوي الصومالي غير قابل للتحكم و تقديم الخدمات الجوية.
ويؤدي الإغلاق الي فقدان المراقبين الجويين أهلية العمل لعدم الممارسة وانتهاء صلاحية التراخيص الممنوحة من الدولة و التي يتم بموجبها تفويض المراقب الجوي لإدارة الحركة الجوية في اقسامها المعروفة.
إغلاق المجال الجوي سيدفع مستخدميه من الشركات الدولية البحث عن بدائل جديدة مما يؤدي الي عدم عودتها مجدداً.
الخُلاصة فإن أي يوم يمر و المجال الجوي السوداني مُغلق يُعتبر غير مبرر و ستكون له آثار سالبة في المستقبل القريب.
المدير العام السابق لسلطة الطيران المدني
كتب:إبراهيم عدلان
طيران بلدنا
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المجال الجوی السودانی
إقرأ أيضاً:
الإمارات: التزام راسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني
أبوظبي (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات التزامها الراسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق، كما أكدت إدانتها ورفضها القاطعين لأي عرقلة لإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو استخدامها كسلاح من قبل الأطراف المتحاربة، مشيرة إلى ضرورة عدم استخدام مزاعم السيادة مطلقاً ذريعة لتبرير المجاعة.
ونشرت البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة رسالة عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس» قالت فيها: «لقاء مهم مع السيدة كيوكو أونو، نائبة مدير فرع شرق وجنوب أفريقيا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لبحث الوضع الإنساني الكارثي في السودان».
وأضافت «تؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق، وتؤكد إدانتها ورفضها القاطعين لأي عرقلة لإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو استخدامها كسلاح من قبل الأطراف المتحاربة».
وتابعت «يجب ألا تستخدم مزاعم السيادة مطلقاً كذريعة لتبرير المجاعة». وستواصل دولة الإمارات التعاون الوثيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لضمان إيصال المساعدات إلى المحتاجين».
وتواصل دولة الإمارات تقديم مختلف أشكال الدعم للشعب السوداني؛ بهدف التخفيف من حدة تداعيات الأزمة التي يُعانيها منذ اندلاع النزاع، في أبريل 2023، مع التركيز على معالجة الوضع الإنساني، وتبني منهجٍ شامل يلبي احتياجات المدنيين، خاصة في مخيمات النزوح في إقليم دارفور.
وشدد خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، على أن الهجمات التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في دارفور، تُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، وتعدياً على كرامة المواطن السوداني وحقه في الحياة.
وأشار الخبراء والمحللون إلى أن عمليات التهجير مزقت الأسر السودانية، وأدت إلى حدوث مجاعة فتكت بالأطفال والنساء، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي يتعرض لها ملايين المدنيين.
وأوضحوا أن الإمارات سارعت إلى تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء في السودان، وتعاونت بشكل فاعل مع وكالات الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لملايين اللاجئين والنازحين الذين يصارعون الموت بسبب تفشي المجاعة، خاصة في دارفور.
جرائم حرب
أوضح الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، أن ما وثقته المنظمات الأممية والدولية من مجازر بحق المدنيين في السودان، خاصة في إقليم دارفور، يُرقى إلى «جرائم حرب» تستوجب محاسبة المسؤولين عنها، مؤكداً أن هذه الجرائم تُعد عمليات انتقامية وقعت على أساس الانتماء أو العرق، وتمثل تكريساً لمنطق الاحتراب الداخلي.
وقال المزريقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن العمليات الانتقامية تؤدي إلى تأجيج خطاب التفرقة الاجتماعية على أساس عرقي وديني، وتخدم استراتيجية التقسيم والتفتيت لما تبقى من السودان، حيث أتت الاعتداءات في سياق حملات عرقية ومناطقية تستهدف مكونات مجتمعية تتعرض لتحريض ممنهج من خلال خطابات الكراهية.
وشدد على أن الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها ملايين المدنيين في السودان تُعد انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعدياً على كرامة الإنسان السوداني وحقه في الحياة.
وكانت الإمارات قد استنكرت بشدة الهجمات المسلحة على مخيمي زمزم وأبو شوك قرب مدينة الفاشر في دارفور، وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات الأشخاص الأبرياء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
ودانت «الخارجية» الإماراتية، في بيان لها، جميع أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين، مؤكدة أن استهداف موظفي الإغاثة يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي الذي يكفل حماية العاملين في القطاع الطبي وفرق الإغاثة والإنقاذ، مشددة على أهمية احترامهم وحمايتهم، وعلى ضرورة ألا يكونوا أهدافاً في الصراعات.
انتهاكات
أوضح الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي في جامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن الانتهاكات وعمليات الانتقام ضد المدنيين تمثل جريمة خطيرة تستوجب عقاب مرتكبيها، وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية، وبالأخص القانون الدولي الإنساني.
وذكر الديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الانتهاكات والعمليات الانتقامية التي نفذتها القوات المسلحة السودانية، وخاصة في الخرطوم ودارفور، لن تسقط بالتقادم، وسيكون لها التزامات وعقوبات دولية وقانونية على قيادات المجموعات العسكرية وقيادات الدولة السودانية.
وشدد على أن الاعتداء على المدنيين، والقتل الجماعي، وأعمال التصفية، تُعد جرائم حرب تستوجب عقوبات شديدة ضد مرتكبيها، مشيراً إلى أن ما يحدث في السودان منذ فترة طويلة أمر مؤسف للغاية، وقد تسبب في مآسٍ إنسانية كثيرة، داعياً إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لإنهاء النزاع في السودان.