صحافة العرب:
2025-01-30@08:43:53 GMT

شجرة الفساد

تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT

شجرة الفساد

شاهد المقال التالي من صحافة ليبيا عن شجرة الفساد، صعد الخليفة عبدالملك بن مروان المنبر وخطب قائلا 8220;ما أنصفتمونا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم .،بحسب ما نشر عين ليبيا، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات شجرة الفساد، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

شجرة الفساد

صعد الخليفة عبدالملك بن مروان المنبر وخطب قائلا: “ما أنصفتمونا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسكم بسيرة رعية أبي بكر وعمر.. قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) نسأل الله أن يعين كلا على كل”.

يطرح الخليفة الأموي حتمية التناسب الطردي بين الحاكم ورعيته، فما يحجبه ظاهر العبارات هو أن الحاكم ليس ملاكا هبط على الناس من السماوات، وليس قادما من زمن ذهبي مضى، تميز بعدالة حكامه، وورعهم، وحرصهم على رضا الناس، بل هو نبتة بزغت ونمت وتكونت في نفس الوسط الذي تمارس فيه الرعية حياتها.

ويُؤيد ابن القيم هذا الرأي بقوله عن الرعية: “أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم، ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم”.

فالسلطة هي نتاج السياق السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي تظهر فيه، فإذا كانت في مرحلة ساد فيها الورع والتقوى في القلوب، ولم يتمكن الطمع من النفوس، وحفظ الناس الأمانة، وحرصوا على الالتزام الديني أو الأخلاقي، أو بعنصر الخوف من العقاب المادي أو المعنوي، ستفرز المرحلة حكاما وولاة يسيرون على ميزان العدل، فلا يستولون على المال العام، ولا يستحوذون على امتيازات خاصة بهم، ولا يمكنون أقاربهم وخاصتهم من المناصب والمسووليات، وبالعكس، إذا كان الزمن هو زمن النهب، وضياع الحقوق، وتفشي الظلم، والاستباحة دون رادع، فإن الحاكم الفاسد سيكون ثمرة هذا الزمن من دون أي عجب أو ارتياب.

في الحالة الأولى سيقف الناس بحزم ضد أي تجاوزات من السلطة، وسيكون لهذا الموقف تأثيره في الحد من تجاوزات السلطة، وفي الحالة الأخرى لن يصل مستوى الاعتراض إلى حد دفع السلطة إلى التراجع عن الفساد، لأن الغالبية سوف تمارس هذا الفساد، إذا سنحت لها الفرصة، تستبيح المال العام، وستغض بصرها عن نهب اتباعها وعمالها، وستمكن أقاربها وخدمها من المناصب والمهام التي توفر المزايا والحياة المرهفة.

تبدلت الحكومات على مدى العقود الماضية، في زمن ما قبل الثورة وما بعدها، ولم تتراجع معدلات الفساد، مسلسل النهب والمخالفات مستمر بشهادة تقارير محكمة محلية ودولية، لأن الخلل لم يكن في نوعية الأفراد الذين صعدوا للسلطة، وإنما في منظومة إدارية، وواقع اجتماعي قابل لإنتاج الفساد.

إزاء ما تكشفه تقارير مؤسسات الرقابة، ووسائل الإعلام، وناشطون نذروا أنفسهم لكشف الفساد ومكافحته، تضج الميديا بالصراخ والشكوى، وتمتص السلطة بعض الغضب بالإعلان عن تشكيل لجان متابعة ومحاسبة، وبعد أسبوعين أو نحوهما، تهدأ العاصفة، وتنتهي الضجة، ويسود الهدوء، وتنسى قصص الفساد وآثارها، ويبقى الفاسدون في مواقعهم، مستمرين في ممارسة فسادهم، لا محاسبة حقيقية، ولا نبذ اجتماعي، بل لعل من تغص باسمائهم صفحات التقارير الرقابية يحظون بالتقدير والاحترام، ويتم تكريمهم ويحتفى بهم، بينما يطوي النسيان والإهمال الشخصيات التي وصلت للسلطة ثم غادرتها، وتعففت عن ممارسة الفساد، ولم تمكن أقاربها من المناصب، وأبعدت بطانة السوء، وسارت في ممارستها للسلطة بنزاهة وطهارة يد.

إذا فلنواجه الحقيقة بكل شجاعة، ولنعترف بأننا قابلون للفساد، وأن سياقنا السياسي والاجتماعي والثقافي خصب لإنتاج الفساد، وأن القضاء على الفساد أو الحد منه، وهذا أضعف الإيمان، لن يتحقق بتغيير الحكومات، فقد أضحى شجرة عملاقة تمد جذورها في الأعماق، فأزاحة الفاسدين ستفسح الطريق لأخرين لن يكونوا أقل فسادا ممن سبقهم، وإنما لابد من مشروع شامل يقوم على دراسات علمية محكمة، تشخص مواضع العلل بدقة وموض

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

ليبيا تواجه التصحر بزراعة 100 مليون شجرة بدعم الشركات النفطية

ليبيا – انطلاق مبادرة “خضار ليبيا” لغرس 100 مليون شجرة بدعم الشركات النفطية

الاجتماع الحكومي لمتابعة تنفيذ المشروع
كشفت حكومة الوحدة الوطنية عن عقد اجتماع حكومي موسع لمتابعة البرنامج التنفيذي لمبادرة “خضار ليبيا”، التي تهدف إلى غرس 100 مليون شجرة بالتعاون مع عدد من الشركات النفطية الأجنبية.
ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الحكومة، شارك في الاجتماع معنيون حكوميون وخبراء زراعيون وممثلو الشركات الداعمة، لمناقشة الخطط التنفيذية للمبادرة التي ستشمل 60 موقعًا موزعًا في كافة أنحاء ليبيا، بمساحة إجمالية تبلغ 150 ألف هكتار.

أهداف المشروع ومواقع الزراعة
تركز المبادرة على إنشاء محميات وغابات ومنتزهات ومشروعات زراعية في المناطق النفطية، وتشمل زراعة أشجار مثمرة مثل الفستق والزيتون، إضافة إلى أنواع أخرى كالصنوبر والخروب والكازولينا.
وأكد ممثلو الشركات النفطية الأجنبية، بما في ذلك “توتال”، و”إيني”، و”ريبسول”، و”غازبروم”، التزامهم بالبدء الفوري في تنفيذ المشروع، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة.

اجتماع المؤسسة الوطنية للنفط وتحديد الجدول الزمني
وفي السياق ذاته، استضافت المؤسسة الوطنية للنفط اجتماعًا موسعًا للفريق التنفيذي للمبادرة في مقرها الرئيسي بطرابلس، بحضور مديري إدارات التنمية المستدامة والإعلام بالمؤسسة، ورؤساء الشركات الداعمة.
وخلال الاجتماع، تم الاتفاق على بدء التنفيذ في أبريل المقبل، مع تحديد المواقع المستهدفة وترتيب الجوانب اللوجستية لضمان نجاح المشروع.

التصدي للتغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة
وأوضح الحاضرون أن مبادرة “خضار ليبيا” تأتي استجابة لتحديات التصحر والتغير المناخي، مشيرين إلى أن زراعة 100 مليون شجرة ستسهم في تحسين الغطاء النباتي وتعزيز جودة البيئة المحلية.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط أن المشروع يمثل شراكة فعالة بين حكومة الدبيبة والشركات النفطية لدعم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق تقدم بيئي ملموس في ليبيا.

مقالات مشابهة

  • سئمنا وجوهكم
  • البرلمان لبعثة الأمم المتحدة بالعراق: السلطة التشريعية لها دور بتجفيف منابع الفساد وحفظ خيرات الشعب
  • حملات تطوعية لمكافحة شجرة المسكيت وحماية البيئة في جعلان بني بو علي
  • القزيري: حين تصبح قوائم الإيفاد شجرة عائلة!
  • بالأسماء.. أنواع الأشجار المستهدف زراعتها ضمن مبادرة 100 مليون شجرة - مستند
  • زيارة كنسية لمؤسسة ازرع شجرة للتنمية الاجتماعية
  • غابات ومشاتل.. تفاصيل مشروعات التشجير في مصر
  • 216 ألف شجرة زرعتها بلدية دبي 2024
  • ليبيا تواجه التصحر بزراعة 100 مليون شجرة بدعم الشركات النفطية
  • حملات موسعة في جعلان بني بوعلي للقضاء على أشجار المسكيت الضارة بالبيئة