مجازر الإبادة في غزة.. شاهد على الحضارة الغربية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
الاسرة /متابعات
لا تتوقف الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني حتى تستأنف من جديد، على نحو أكثر ترويعاً، وأشد تقتيلاً، باستهداف الأطفال والنساء والشيوخ، فما أن يتوقف القصف الوحشي للعدو الإسرائيلي على قطاع غزة؛ حتى يتجدد بشكل متسارع وبصورة أشد فتكاً وإرهاباً، وهذا في ظل وجود حالة إجرام منظم لكيان غاصب، لا يؤمن سوى بعقيدة القتل، والحرق، والإبادة الجماعية؛ التي طالما جاهر بها زعماء الكيان، فهذا العدوان هو واحد من سلسلة طويلة من فصول الفتك والقتل والترويع بحق الفلسطينيين القابضين على جمر وثرى وطنهم مهما عصفت بهم الأزمان، فما يحدث في غزة هو ترجمة فعلية للهمجية العدوانية القائمة منذ النكبة عام 1948م وحتى يومنا هذا، وجزء لا يتجزأ من العدوان المتواصل على المدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات، في الضفة الغربية، والقدس المحتلة وفي الشتات.
ولليوم ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة في القطاع إلى 8525، بينهم 3542 طفلا، و2187 امرأة.. حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن “جيش” العدو الصهيوني ألقى أكير من 18 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، حيث تلقى على كل كيلو مربع في القطاع نحو 50 طنا من المتفجرات.
وأضاف، أن أكثر من 200 ألف وحدة سكنية لحقت بها أضرار متفاوتة في قطاع غزة، إضافة لاستهداف 58 مقراً حكومياً، و47 مسجدا، و3 كنائس، مشيرًا إلى أن الطواقم المختصة لم تستطع الوصول لبعض المناطق المقصوفة بسبب صعوبة الوضع.
وآخر المجازر الوحشية مجزرة العدو في المستشفى الإندونيسي الذي تحول إلى كومة من الجثث والدماء والدمار وراح ضحيته المئات، لتأتي بعد ذلك بدقائق مجزرة أخرى في جباليا بعد أن قام طيران العدو الإسرائيلي بتدمير حي سكني وسط مخيم جباليا بشكل كامل، ما أدى لاستشهاد وجرح 400 مواطن فلسطيني.
مظلومية الشعب الفلسطيني
الشعب الفلسطيني هو شعب مظلوم منذ بداية نشأة الكيان الغاصب الإجرامي، الذي لا حق ولا مشروعية له في اغتصاب فلسطين، وممارسة كل أشكال الظلم والطغيان بحق الشعب الفلسطيني، والسيطرة على الأرض، فمنذ أقامة الكيان الغاصب، كانت نشأته نشأةً قائمةً على الإجرام، والقتل والاعتداءات بكل أشكالها، من الاغتصاب للأرض، والمصادرة للحقوق، وممارسة الاختطاف والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني.
ومنذ يومه الأول كان الكيان الإسرائيلي ربيباً للدول المستكبرة الاستعمارية، بدءاً ببريطانيا، وانتهاءً بأمريكا، وحظي في كل مراحله وإلى الآن ولا يزال يحظى بدعمٍ مفتوح، وتبنٍ كامل، من قِبَل الأمريكيين والدول الغربية، كما هو واضحٌ في الموقف الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي وهكذا بقية الدول الغربية في الأعم الأغلب، فالكل يساندون ويؤيِّدون ويدعمون الكيان الإسرائيلي في كل جرائمه؛ لكي يبقى مسيطراً محتلاً، وليبقى في ممارساته الإجرامية الظالمة، التي هي نكبةٌ لشعبٍ كامل.
ضياع العناوين الغربية البراقة
شعب فلسطين وبالرغم من كل العناوين التي يتشدَّق بها الغرب الكافر، وعلى رأسه أمريكا، مثل: حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقوق الشعب في الحرية والاستقلال، وحق الإنسان في الحياة، وكل أنواع الحقوق التي يتحدث عنها الغرب، أو تضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، كلها لا قيمة لها، ولا اعتبار لها عندما يكون الموضوع متعلقاً بالشعب الفلسطيني.
فأمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، والدول الغربية بشكلٍ عام أباحت للعدو الصهيون الإسرائيلي اليهودي كل شيءٍ في فلسطين، بما في ذلك قتل الرجال والنساء، والكبار والصغار، والتفنن في قتلهم وإعدامهم بكل الوسائل، وبدمٍ بارد، وبأي طريقة أراد، فإن شاء الكيان الصهيوني أن يقتل الشعب الفلسطيني بالغارات الجوية، فليفعل، أو قتلهم بإطلاق النار المباشر عليهم، فليفعل، وإن أراد أن يقتل النساء، فليقتل، أو أراد أن يقتل الأطفال، ويقتل الناس وهم في منازلهم نائمين، فليفعل، أطلقوا يده ليرتكب كل أشكال وأنواع الجرائم، ليحتل الأرض، ليسيطر على الممتلكات الخاصة، ليهدم البيوت والمنازل، ليقلع أشجار الزيتون، ليصادر الأراضي على أصحابها بدون وجه حق، ليصادر استقلال شعب، وحرية شعب، وليحتل وطناً بأكمله على شعبٍ كامل؛ لأنهم أرادوا للعدو الصهيوني أن يكون رأس الحربة لهم في المنطقة العربية والإسلامية، لاستهداف أمةٍ بأكملها، وليكون وكيلاً لهم، وذراعاً لهم في الاستهداف للأمة بكلها.
لا تعويل على الأمم المتحدة ولا على مجلس الأمن
الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعين عاماً، ومنذ البدايات الأولى لهرجة الجماعات اليهودية المنظمة في إطار خطة الاحتلال لفلسطين وإلى اليوم، لم يلق أبداً أي التفاتة جادة لإنصافه، وإنقاذه من مظلوميته، لا من المؤسسات الدولية المتعاقبة، التي تقدِّم نفسها على أنها معنية بحقوق الشعوب، وإحلال السلام والأمن للمجتمع البشري، فماذا فعلته الأمم المتحدة منذ بداية أحداث فلسطين، ومنذ بداية النكبة والمظلومية للشعب الفلسطيني وإلى اليوم؟!.
الأمم المتحدة ضمَّت العدو الإسرائيلي الصهيوني المجرم، الذي لا شرعية له على الإطلاق، كعضو فيها (في الأمم المتحدة)، واعترفت به، مع أنه لا مشروعية له، ولكن اعترفت به، واعترفت بسيطرته اغتصاباً وظلماً واضحاً على فلسطين، واعترفت به، واعتبرته عضواً فيها.
مجلس الأمن كذلك توجهاته، وقراراته ماذا فعلت للشعب الفلسطيني؟ هل قامت بحماية أطفال فلسطين، ونساء فلسطين؟ لم تحمِ أحداً أبداً.
ويتضح جليا أن الدور الأساس للمجتمع الغربي هو أنَّه حاول أن يفرض معادلةً تكون قائمةً على أساس أن يفعل العدو الصهيوني الإسرائيلي ما يشاء ويريد بالفلسطينيين، من قتلٍ يومي، واختطافٍ وسجنٍ وتعذيب، وتدمير، ومصادرة للحرية والاستقلال، والاحتلال لوطنٍ كامل، وممارسة كل أشكال التعذيب، وقلع أشجار الزيتون، وهدم البيوت، وكل أشكال التعدي، دون أي ردة فعل من جانب الفلسطينيين، وأن تبقى مسألة الخداع والأماني بالحق الفلسطيني، في جزءٍ من فلسطين، مجرد وسيلة لإلهاء الشعب الفلسطيني عن أن يسلك أي طريقٍ صحيح لاستعادة حقوقه المشروع، استعادة وطنه، ودفع الظلم عن نفسه.
هذه المعادلة التي حرص عليها الأمريكي، وحرصت عليها الأنظمة الغربية: معادلة أن يفعل الإسرائيلي ما يشاء ويريد دون أي ردة فعل من جانب الشعب الفلسطيني، ثم تبقى مسألة المخادعة والأماني، التي لا حقيقة لها، ثم تأتي أيضاً العملية لتصفية هذه القضية في إطار عنوان التطبيع مع بقية الدول العربية والإسلامية؛ ليقبلوا بالعدو الإسرائيلي فيما هو عليه من اغتصاب لفلسطين، وظلم للشعب الفلسطيني، ويقبلوا به عضواً في المنطقة، ويقبلوا به باعتباره كياناً طبيعياً، فيدخلون في علاقات طبيعية معه، ويعترفون به وكأنه دولة طبيعية، وصاحب حق فيما هو عليه.
ليست هناك مظلومية كمظلومية فلسطين
مظلومية الشعب الفلسطيني هي من أوضح القضايا، إن لم تكن أوضح المظلوميات والقضايا، وأوضح الحقوق في هذا العصر، ومع ذلك مظلومية بهذا الحجم، مظلومية شعب بأكمله، وبهذا المستوى من الوضوح، يحاولون تصفيتها وتضييعها، وحاولوا أن يحاربوا الشعب الفلسطيني من خلال أسلوب التطبيع، والعلاقات مع عملائهم من العرب في العالم الإسلامي، من أجل ماذا؟ من أجل أن يُشعِروا الشعب الفلسطيني بأنه وحده في ساحة المواجهة، بدون ظهر ولا سند، وأنه لن يبقى في العالم الإسلامي ولا في الدول العربية من يكون إلى جانبه؛ حتى يجعلوا من ذلك وسيلة ضغط عليه في الأخير لتضييع قضيته، مظلومية كبيرة جداً.
لا خيار للشعب الفلسطيني سوى الجهاد
يتضح جلياً أنَّ الشعب الفلسطيني لا خيار له إلَّا الخيار الإلهي، وهو: الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والتحرك الجهادي؛ لدفع الظلم عن نفسه، وطرد المحتل عن أرضه، ولاستعادة حقوقه المشروعة، وإنقاذ أسراه، ودفع الشر والظلم الذي يمارس يومياً ضده من العدو الصهيوني.
ومن هذا المنطلق تحرَّك المجاهدون في فلسطين على مدى كل الأعوام الماضية، وعلى مدى عقودٍ من الزمن، ليطوِّروا أداءهم الجهادي، ويحققوا الإنجازات الملموسة، حتى أصبحوا قوةً لها تأثير، وحضور فاعل، وهذا هو الحال القائم في قطاع غزة، حيث نفذ المجاهدون في غزة من كتائب القسام وسرايا القدس وسائر الفصائل عملية عسكرية كبرى في الـ7 من أكتوبر سميت عملية (طوفان الأقصى) حققوا من خلالها نصراً تاريخيٍاً كبيراً وعظيماً لا سابق له في المسيرة الجهادية للمجاهدين الأبطال من شعب فلسطين العزيز والمظلوم.
إن عملية (طوفان الأقصى) كانت لها نتائج كبيرة في كسر المعادلات، وإلحاق الخسائر الفادحة بالعدو الصهيوني المجرم، المتكبر، المتغطرس، الظالم، المعتدي، المغتصب، كما كانت لها آثار كبيرةً جداً في الانتقال بمستوى الأداء الجهادي للمجاهدين الأبطال في فلسطين، كما أن للعمية أهميتها الكبيرة في التوقيت، بحسب الظروف، والواقع، والسياق الذي أتت فيه على مستوى واقع المنطقة بشكلٍ عام.
أتت عملية (عملية طوفان الأقصى) في إطار الحق المشروع للمجاهدين الفلسطينيين، وللشعب الفلسطيني، في التصدي لعدوهم الظالم، المجرم، المحتل، المغتصب، الذي يظلمهم بكل أشكال الظلم، ولذلك لا لوم على المجاهدين في فلسطين، هم يمتلكون الشرعية الإلهية، لأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يقول في القرآن الكريم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} ويقول “جلَّ شأنه”: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}.
وإذا كان هناك من لوم فإنه يجب يوجَّه ضد الكيان العدو الإسرائيلي المغتصب، المحتل، وضد من يتبنونه ويقدمون له كل أشكال الدعم، وفي مقدِّمتهم الأمريكي، الذي يقدِّم القذائف، والصواريخ، والقنابل، التي تقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة، ويقدِّم الإمكانات ووسائل القتل والتدمير التي يستخدمها الإسرائيلي لقتل المدنيين، ولقتل أبناء الشعب الفلسطيني من كل الفئات، ومن الكبار والصغار، والرجال والنساء، وتدمير مساكنهم، وتدمير المنشآت المدنية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی الأمم المتحدة فی فلسطین کل أشکال قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
وشهد شاهد من أهلها.. صحيفة إسرائيلية: تعيينات ترامب تخدم اليمين الإسرائيلي في قضايا الاستيطان وضم الضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحولًا كبيرًا مع تعيين شخصيات بارزة من التيار اليميني الأمريكي في مناصب حكومية حساسة. هذه الشخصيات لا تدعم إسرائيل فقط في إطار السياسة التقليدية، بل تتبنى مواقف أكثر تطرفًا تتماشى مع اليمين الإسرائيلي، خاصةً فيما يتعلق بالاستيطان والصراع الفلسطيني.
على سبيل المثال، يعكس تعيين مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل تحولًا نحو دعم أقوى لمواقف إسرائيل المتشددة، مثل ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وسبق أن نفى هاكابي وجود "الشعب الفلسطيني".
شخصيات أخرى مثل بيت هيجسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، ومايكل والتز، المرشح لمستشار الأمن القومي، يملكان مواقف مؤيدة بشكل علني لاستمرار المستوطنات والتصعيد العسكري ضد إيران.
وقد دعا والتز مؤخرًا إلى استهداف المواقع النووية الإيرانية، في خطوة قد تعيد تشكيل مشهد الشرق الأوسط.
ومع ذلك، هذا الدعم الأمريكي لا يعني أن إسرائيل ستتحرك بحرية مطلقة. هناك ضغوط أمريكية مستمرة، كما اتهم الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، جيورا إيلاند، الإدارة الأمريكية بالتسبب في مقتل الرهائن الإسرائيليين في غزة نتيجة لتدخلها في وقف العمليات العسكرية. ولكن على الرغم من هذه الانتقادات، تظل القرارات النهائية في يد إسرائيل.
في ظل هذه التوترات السياسية، يستمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مواجهة محاكمة جنائية رغم الحرب. رفضت المحكمة طلب نتنياهو تأجيل شهادته، مما يثير تساؤلات حول الأولويات القضائية في وقت تتعرض فيه إسرائيل لأحد أخطر الصراعات في تاريخها الحديث.
ومع كل ذلك، تشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل قد تكون أمام فترة جديدة من الدعم الأمريكي غير المسبوق، لكن هذا الدعم ليس مفتوحًا بلا شروط، ويعتمد على التوافق مع السياسات الأمريكية.