الأسرة/خاص
حين سكت العالم كله إزاء المجازر المروعة التي اقترفها العدو الصهيوني ومازال بحق نساء وأطفال غزة كان اليمن يسجل موقفا عمليا مشرفا بإعلان الردع العسكري لكيان الاحتلال وتنفيذ عدة عمليات عسكرية مؤثرة في الجو والبحر نصرة المظلوم والانتصار للحقق الفلسطيني ومقدسات الأمة.
ما كان لهذا الموقف أن يتجسد على أرض الواقع اليوم لولا تضحيات جسيمة قدمها شهداء اليمن طوال السنوات الماضية وكانت نساء اليمن وربات البيوت “الأم والبنت والزوجة والأخت” مدارس عظيمة لتخريج هؤلاء العظماء “فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”:

ثمار التضحيات
وتقول ناشطات وإعلاميات أن التضحيات الجسيمة التي قدمها شهداء اليمن الأبرار كان من ثمارها مجد ملأ الأرجاء ليس في ربوع الوطن الغالي وحسب ولكنه امتد على الساحة والإقليم والمنطقة العربية بأسرها وهو ما تجسّد في أنصع صورة خلال العدوان الصهيوني الحالي وجرائمه الوحشية بحق الأبرياء في قطاع غزة والتي قوبلت بمواقف هزيلة ومخجلة من قبل الأنظمة العربية ولم يكن هناك غير الموقف اليمني النابع من قوة ايمان وثقة مطلقة بنصر الله لعباده المؤمنين.


وأكدت الناشطات في حديثهن لـ”الاسرة ” أن ما ينعم به اليمن هذه المرحلة من شموخ وعزة وكرامة وموقف قوي لا يخشى في الله لومة لائم ما كان ليتحقق لولا تضحيات وبسالة أولئك الرجال العظماء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل سمو واستقلال ورفعة هذه الأرض المباركة وسيادة وحرية أبنائها وكرامة وحرية الأمة الإسلامية جمعاء.
هذه الحقائق التي آمن بها رجال اليمن ونساؤه منذ أطل المشروع القرآني المبارك بجهود خالدة من قبل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -طيب الله ثراه هي اليوم راسخة في عقول وثقافة قيادة الدولة، من أعلى الهرم القيادي إلى أصغره، لذلك نجد التقدير والإكبار حاضرا في كل خطابات القيادة ممثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يؤكد دائما على أهمية الوفاء للشهداء ومن تلك الأقوال السديدة لسماحته “من وفائنا للشهداء ومسؤوليتنا تجاههم أن نكون أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها، فالشهداء قدَّموا أنفسهم في سبيل الله لأهدافٍ عظيمة، كي يتحقق العدل، ويزول الظلم، وينعم الناس بالعزة، وتتحقق لأمتهم الكرامة، ويقوم دين الله، وتعلو كلمة الله.

القيم العظيمة
القيم والمبادئ والأهداف التي قدَّم الشهداء أنفسهم في سبيل الله من أجلها، وضحوا من أجلها يجب أن نكون أوفياء معها، وأن تكون جهودنا جميعاً كمجتمع مؤمن، وكمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى قائمة على هذا الأساس، وأن نصون هذه المسيرة المقدسة العظيمة من أن تشوبها الأشياء التي تُسيء إلى قداستها، وإلى قداسة قضيتها، وإلى مستوى تضحياتها وعطائها وبذلها”.
ويشير السيد القائد إلى أهمية الاحتفاء بتاريخ شهدائنا، وتذكر مآثرهم وتخليدهم، وأن نظل نؤرخ لهم، ونتذكرهم بما يستحقون من الفضل والعزة، ويضيف “علينا دائما ان نَسْتَذْكِرُ الشُّـهَدَاءَ، ونَسْتَذْكِر مآثرَهم، ونَسْتَذْكِرُ منهم ما يزيدُنا في عزمنا، وفي ثباتنا، وفي صُمُوْدنا، لنكونَ أقدرَ في مواجَهة التحديات والأخطار التي لا تنفكُّ عاماً إثر عامٍ في ظِـلِّ الواقع المؤسف لأُمَّتنا عموماً، وفي بلدنا على وجه الخصوص”.

فعاليات أسبوع الشهيد
فعاليات أسبوع الشهيد التي أحيتها بلادنا خلال الأيام القليلة الماضية تزامنت هذا العام مع عدوان صهيوني وحشي على أهلنا في قطاع غزة بأرض فلسطين الحبيبة، وقد شهدت العديد من الفعاليات والأنشطة التي ركزت على تمجيد عطاءات وتضحيات الشهداء باعتبارها أرقى عطاء وأسمى ما يجودُ به الإنسـان، وثمرته كما يقول السيد القائد تعود على الأمة بالعز والنصر والحُـرِّيَّة، وإحياءً للروحية المِعطاءة والصامدة للشُّـهَدَاء في وجدان الأُمَّــة، وتَأكيداً على مواصَلة السير في درْبِ الشُّـهَدَاء طريقِ الحـريَّة والكرامة والعزة والاستقلال.
وجسدت مختلف الأنشطة الفنية والإنشادية والشعرية والندوات الفكرية وغيرها من المناشط الخاصة بالذكرى السنوية للشهيد الكبيرة، تضحيات ودماء الشهداء العظماء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله ، ونصرة الحق والمستضعفين ونصرة لقضايا الأمة ومقدساتها، كما أكدت إصرار الشعب اليمني على مواصلة السير في الدرب ذاته الذي اختطه الشهداء الأبرار دفاعا عن الدين والوطن والمضي في النهج القرآني القويم للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والذي أضاء الدرب لأبناء اليمن ووضع اللبنة المثلى لتحريرهم من العبودية، وإخراج اليمن وشعوب الأمة من دائرة السيطرة الصهيونية الأمريكية وأذيالها.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی سبیل

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يؤكد فشل العدوان ويدعو لاستئناف الخروج المليوني

وقال السيد القائد في خطاب له اليوم الجمعة، بمناسبة افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية للعام الهجري 1446هـ: إن "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلّى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني"، مبينًا أن "المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة، ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزعُ الخبزَ لأبناء الشعب الفلسطيني".

وأشَارَ إلى أن العدوَّ الإسرائيلي لأكثرَ من شهر وهو يمارسُ جريمة التجويع ومنع الغذاء والدواء عن الشعب الفلسطيني في غزة، وأن "العدوَّ الإسرائيلي استأنف الإبادة الجماعية ويلقي القنابل الأمريكية على الشعب الفلسطيني في خيامهم وأطلال منازلهم المدمّـرة"، مؤكّـدًا أن "العدوّ الإسرائيلي استأنف الإجرامَ منذ أكثر من نصف شهر بذات الوحشية والعدوانية التي كان عليها لمدة 15 شهرًا".

وأوضح أن "العدوّ الإسرائيلي لا يلتزمُ بالقوانين ولا بالاتّفاقيات ولا قيم ولا أخلاق، ويرتكب أبشع الجرائم بكل توحش، وأن العدوّ الإسرائيلي يركّز على محاربة الجانب الإنساني في كُـلّ ما يتعلق به من إعدامات ومنع كُـلّ مقومات الحياة"، مبينًا أن "العدوّ الإسرائيلي يرتكب كُـلّ أنواع الجرائم في غزة بتشجيع أمريكي ويقدم له السلاح لقتلِ الأطفال والنساء".

وبيّن السيد القائد أن "الأمريكي يتبنى بشكل معلَنٍ وصريح ما يفعله العدوّ الإسرائيلي، وعندما استأنف عدوانه أكّـد البيت الأبيض دعمَه لكل ما يقدم عليه الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن "ما يجري في فلسطين يتم بتَبَــنٍّ ودعم أمريكي شامل للعدو الإسرائيلي".

وواصل: "ما يفعله العدوّ الإسرائيلي في الضفة الغربية يهدف إلى التهجير وما حصل في جنين نكبة كاملة"، منوِّهًا إلى أن "المسجد الأقصى مستهدَفٌ باستمرار بالاقتحامات وتحَرّكات بن غفير تظهر الاستهداف والتصعيد ضد مقدس من أعظم المقدسات الإسلامية".

وَأَضَـافَ أن "الأُمَّــة أمام خطر جرائم العدوّ الإسرائيلي وما يهدف إليه من تصفية القضية الفلسطينية بدعم أمريكي شامل"، لافتًا إلى أن "الأمريكي يتوغَّلُ في ريف دمشق بحراسة من مسلحين محليين، وأن الجماعات التكفيرية في سوريا لا هَمَّ لها ولا شغل لها إلا قتل المدنيين المسالمين العُزَّلِ الذين لا يمتلكون السلاح، وأنها تتفرَّجُ على ما يفعله العدوّ الإسرائيلي من قتل وغارات وتدمير دون أي توجّـه جاد وعملي للرد عليه".

وأكّـد السيد القائد أن "الخطة الإسرائيلية التي كشف عنها كبار المجرمين الصهاينة هي أنهم يريدون أن يتجهوا إلى تقطيع أوصال قطاع غزة، وأنه إضافة إلى تقطيع وعزل بقية القطاع عن بعضه وإطباق الحصار يفتح العدوّ لما يسمونه بالهجرة الطوعية"، متسائلًا: "أيةُ هجرة طوعية والقنابل الأمريكية تُلقى على الشعب الفلسطيني في خيامه وعلى أطلال منازله المدمّـرة وهو يجوع؟".

ولفت إلى أن "أمام ما يجري في فلسطين وأمام هذه المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وذلك المستوى من الإجرام والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني لا يجوز أن يتحول إلى حالة روتينية اعتيادية يشاهدها الناس وتصدر بيانات فقط حولها، كما لا يجوز الصمت والتجاهل وأن تتحول إلى مشاهدَ يومية معتادة"، مؤكّـدًا أن "هذا قتل للضمير الإنساني، وَهذا انقلاب على القيم والمبادئ والأخلاق، وهذا سماح للوحشية والهمجية والإجرام الكامل أن يسيطرَ وأن يسود في المنطقة والعالم"، موضحًا أن "هذا يشكِّلُ خطرًا على كُـلّ الشعوب، وهذه مسألةٌ خطيرةٌ جِـدًّا، وفيها عقوبة من الله".

وبخصوص هذه التطورات، دعا السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- إلى ضرورة العودة إلى النشاط من جديد بمثل ما كان عليه وأكثر.

وقال السيد القائد: "من المهم أن تخرُجَ المظاهراتُ من جديد لإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية، وللمطالبة بالتوقف عن مساعي التهجير القسري للشعب الفلسطيني"، كما دعا لأن يكون "هناك نشاطٌ واسع، وأن يتم الضغط على الحكومة لتتبنى سياسة داعمة إنسانية للشعب الفلسطيني".

وحذَّرَ السيدُ القائد من أن "تتحول الجرائم في غزة إلى حالة من الصمت تعُمُّ بلدانَ المنطقة"، لافتًا إلى أن "هناكَ تضييقًا وضغطًا من قبل أمريكا على الناشطين، وترحيلهم"، لكنه دعا إلى أن يكون "هناك نشاط واسع، فالخطر الصهيوني يتهدّد المنطقة، ويتهدّد القيم الإنساني".

وأوضح أن الأمريكي والإسرائيلي يتجهان نحو الغابة والتنكر لكل الأعراف والقيم والأنظمة والأخلاق، مطالبًا المؤسّسات الدولية لتبنِّي مواقفَ أكثرَ جدية، وداعيًا الأممَ المتحدة لسحب اعترافِها بالكيان الصهيوني، كما دعا المؤسّساتِ الثقافية والإعلامية لمغادرة حالةِ السكوت والصمت، وأن تتحَرّكَ بالحد الأدنى، وفي أقلها المقاطعة.

وواصل قائلًا: "يجبُ الاهتمامُ على مستوى الإنفاق في سبيل الله، وعلى مستوى التضامن الإعلامي والثقافي في مختلف البلدان والشعوب بدلًا عن الصمت والتفرج"، موضحًا أن "بوسع الأُمَّــة أن تفعِّلَ الكثير، ومنها المقاطعة السياسية والدبلوماسية ضد العدوّ الإسرائيلي".

وبالنسبة لموقف اليمن، فأكّـد السيد القائد أن "الشعبَ اليمني سيواصلُ أنشطتَه المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقد كان له خروجٌ مليوني كبير في ذكرى غزوة بدر الكبرى، ويوم القدس العالمي"، مؤكّـدًا أنه "سيتم استئناف الخروج المليوني من الأسبوع القادم، وستستمر التعبئة، والتحَرّك الرسمي والشعبي، وعلى كُـلّ المستويات".

وأوضح أن "التضامُنَ اليمنيَّ الواسعَ والمتنوِّعَ مع فلسطين يغيظُ العدوّ الأمريكي، وذلك فقد اتجه للعدوان على اليمن في إطار الشراكة مع العدوّ الإسرائيلي، ويسعيان معًا في إطار المشروع الصهيوني لتنفيذ خطوات جديدة في إطار معادلة الاستباحة؛ ولذلك يجب أن يكون هناك موقفٌ حُـــرٌّ يرفض ذلك الطغيان الكبير وما يقومون به ضد أمتنا، وَضد فلسطين"

مقالات مشابهة