سياسيون لـ”الثورة “: إغلاق البحر الأحمر أمام الكيان كبده خسائر كبيرة وصلت لإغلاق ميناء إيلات
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أوضح محللون سياسيون أن العمليات البحرية التي أتت تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحرُك طبيعي في سياق تضامن شعبنا مع أهلنا في غزة وفلسطين عامة كونها القضية الأساسية والأولى لدى شعبنا اليمني، منذ بداية المشروع القرآني والمسيرة القرآنية، إذ مثلت فلسطين القضية الأساسية في محور الصراع مع اليهود، وتبنى الشهيد القائد في كل طرحه هذه القضية باعتبارها بوصلة للعرب ومواقفهم، فهي مجال الصراع الواقعي حاليا إلى جانب الصراع والعداء الأزلي والدائم مع اليهود.
وأكد المحللون أن الموقف اليمني برز كموقف أصيل بأصالة شعبنا وعروبته المتجذرة في صلب التاريخ والمواقف المشرفة تاريخيا وإسلاميا.
استطلاع / أسماء البزاز
المحلل السياسي محمد حسن زيد قال إن اتخاذ قرار إغلاق باب المندب بوجه السفن الإسرائيلية لم يكن أمرا سهلا، وقد كان مفاجأة مدوية للجميع.
وأضاف زيد: كم عانت اليمن من القصف والحصار والتجويع لكنها لم تستخدم “سلاح إغلاق باب المندب” في حربها الخاصة نصرة لنفسها، ثم استخدمته في نوفمبر 2023 نصرة لفلسطين ضد أعتى قوة عسكرية على وجه الأرض، فخلطت بذلك جميع الأوراق والمعطيات.
وبيّن زيد أن هذا القرار المُدهش وبعد أن اتخذه قائدُ المسيرة بوازع ديني بحت وركون تام على الله، كانت المفاجأة التالية هي رد فعل الصهيوأمريكي عليه.
وتابع: شَكّل قرارُ إغلاق باب المندب بوجه السفن الإسرائيلية معضلة كبرى، فالأمريكي أسس استراتيجيته منذ بزوغ حركة أنصار الله على فكرة “الحرب بالوكالة” وعلى فكرة “لوم إيران” وطوّر هذه الاستراتيجية خلال العقدين الأخيرين ليظهر أمام العالم أن العدوان على اليمن هو “صراعات يمنية – يمنية” أو في الحالة الأسوأ “صراعات يمنية – عربية” وذلك لحجب أنصار الله من الوصول إلى المجتمع العربي الإسلامي الذي تتحكم به في الحقيقة وسائل إعلام وأبواق سياسية تابعة للمشروع الصهيوأمريكي.
ومضى قائلا: مفاجأة “إغلاق باب المندب” بوجه السفن الإسرائيلية لم يكن بالإمكان أن يأتي الرد عليه من السعودية أو من الدول الإقليمية الكبرى أو من مرتزقة اليمن دفاعا عن إسرائيل سيما والدم ما زال ينزف في غَزّة بغزارة، ولو ردت أمريكا وإسرائيل بنفسها فستحترق أعواماً طويلة من العمل في مشروع تفريخ وتدجين المرتزقة الذين قد يعود كثير منهم إلى خندق الوطن لخوض معركة مقدسة مباشرة ضد الصهيوأمريكي تحت قيادة المجلس السياسي الأعلى، بل وقد ينضم كثير من العرب والمسلمين فيتجاوزون الأطر الجغرافية لبلدانهم، وبذلك ستزداد المسيرة القرآنية قوة إلى حد قد تخرج عنده الأمور تماما عن السيطرة في هذه المنطقة الحساسة جدا من العالم، فقد جرب العدو خيار القصف والحصار والدمار والتجويع مع صنعاء فلم يتخلص منهم بل ازدادوا قوة ولم يعد له من رهان في السنوات الأخيرة سوى تحريك المرتزقة والفتن الداخلية و الحرق السياسي عبر الإفشال الاقتصادي والإداري، وهو إذا دخل بنفسه في مواجهة مباشرة مع قوات صنعاء فسوف يُنهي هذا الرهان، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن دخول الأمريكي والإسرائيلي في مواجهة عسكرية مباشرة في البحر الأحمر، قد تؤدي لإغلاق دائم لمضيق باب المندب بوجههما وسقوط هيبة البحرية الأمريكية والإسرائيلية وذلك لوجود لاعبين دوليين من مصلحتهم ذلك، كما أن جعبة أنصار الله مليئة بالمفاجآت وليس لديها ما تخسره.
شعارات ومزايدات
المحلل والكاتب الإعلامي الحسين عبدالكريم السقاف يقول من جانبه : في الحقيقة لابد من الإشارة أولا إلى أن عمليات استهداف السفن التابعة للعدو الصهيوني في البحر الأحمر تعبر عن مدى إيمان قيادة وشعب اليمن بقداسة القضية الفلسطينية ووجوب الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وهو موقف ديني وأخلاقي ووطني يعبر عن مطالب كل أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية أيضا وجاء تنفيذ هذه العمليات العسكرية في هذا التوقيت بالذات من أجل إرغام العدو الصهيوني على وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المدن الفلسطينية المحتلة وهو موقف يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي.
وقال السقاف: إن ذلك يحمل دلالات ومعاني عظيمة تجسد عظمة اليمنيين وإصرارهم على تأديب هذا الكيان الغاصب الإرهابي الذي ارتكب وما زال يرتكب جرائم بشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في غزة لاسيما بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذها أبطال المقاومة الفلسطينية لانتزاع حقوقهم من مخالب هذا الكيان المحتل.
وتابع: منذ تنفيذ القوات المسلحة اليمنية توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه لاحظ العالم أن اليمنيين استطاعوا لأول مرة في تاريخهم فرض سيادتهم على مضيقهم البحري باب المندب وأرغموا الصهاينة على تغيير مسار سفنهم بل وكبدوا هذا الكيان الغاصب خسائر كبيرة وصلت لإغلاق ميناء إيلات.
وقال السقاف: ولعل اللافت أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت السفن التابعة للعدو الصهيوني بشكل عملي ودمرت سفينتين بعد احتجاز السفينة الإسرائيلية جلاكسي وهذا أكد للعالم أن اليمن جادة في استهداف سفن العدو ولم يكن الأمر مجرد شعارات أو مزايدات كاذبة كما تفعل الكثير من الأنظمة العربية التي تهدد وتخدر شعوبها بتصريحات إعلامية كاذبة.
وأضاف: انكشفت الكثير من الدول الخليجية والعربية على حقيقتها وحقيقة تخاذلها عن نصرة القضية الفلسطينية، بل اصبحوا يشاركون الصهاينة في ارتكاب جرائمهم ضد الأطفال والنساء والمدنيين في فلسطين العزيزة وهذا أمر لم يكن أحد يتوقع حدوثه إطلاقا ليأتي الموقف اليمني الغيور ويغير المعادلة بكل شجاعة لصالح الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني ويواجهه ظلم وجبروت إسرائيل ومن خلفها من دول الاستكبار العالمي، التزاما بالوازع الديني والوطني والأخلاقي وتنفيذا لمطالب أبناء الشعب اليمني الأحرار وكل الشعوب العربية والإسلامية وهذا ما يعتبر وسام شرف على صدر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه، وصدر كل أبناء الشعب اليمني بفضل الله وتوفيقه.
قدرات جغرافية
من ناحيته يقول المحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري: إن تعامل اليمن مع السفن الإسرائيلية يدل على أن اليمن هو بالفعل منبع الإيمان والذي يتوجب عليه أن يقف مع أي مظلومية لأي مسلمين في هذه الأرض بكل ما هيأ الله له من قدرات وإمكانيات ومنها القدرات الجغرافية البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي.
وقال الحاضري: لذا عندما نرى حملة الإبادة الإجرامية، يمارسها الكيان الصهيوني الإرهابي بحق أبناء غزة خاصة وفلسطين عامة بتأييد عالمي أمريكي أممي بريطاني أوروبي وبصمت مخز عربي إسلامي وتأييد خفي من كثير من هذه الأنظمة، ينبري الإنسان اليمني بقيادته القرآنية ممثلة بسيد القول والفعل عبدالملك الحوثي، ليترجم القرآن عمليا ليكون هو المنبع الحقيقي للحق في الأرض وينصر فلسطين بما يستطيع فكانت هذه الاستطاعة قاصمة لظهر الصهاينة وأعوانهم وجاءت بأكلها بشكل قوي وكارثي عليهم.
وقال الحاضري: كما يدل على أن اليمني المرتبط والمتحرك بالقرآن لا يخاف في الله لومة لائم ولا قوة مستكبر وإنما يخاف من الله أن يكون مقصرا في مساندة المستضعفين المظلومين.
خوض المعركة
محمد الرضي – مجلس الشورى، يقول من جانبه: إن عملية استهداف السفن الصهيونية صدق القول والفعل لقائد الثورة وكسر عامل الجغرافيا العكسي بجلد يمني لإسرائيل من أقرب نقطة.
مبينا: أن العمليات البحرية التي أتت تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كانت في سياق تضامن شعبنا مع أهلنا في غزة وفلسطين عامة كونها القضية الأساسية والأولى لدى شعبنا اليمني، ومنذ بداية المشروع القرآني والمسيرة القرآنية كانت فلسطين هي قضية أساسية في محور الصراع مع اليهود حيث تبنى الشهيد القائد في كل طرحه قضية فلسطين كبوصلة للعرب ومواقفهم، فهي مجال الصراع الواقعي حاليا إلى جانب الصراع والعداء الأزلي والدائم مع اليهود، في ظل الخذلان العربي للقضية الفلسطينية والتطبيع بل والتعاون مع العدو الصهيوني المحتل من بعض الأدوات المحسوبة على الأمة برز الموقف اليمني كموقف أصيل بأصالة شعبنا وعروبته المتجذرة في صلب التاريخ والمواقف المشرفة تاريخيا وإسلاميا.
وأضاف الرضي: لقد أتى هذا الموقف مع وجود قيادة عظيمة ربانية شجاعة تستمد قوتها ومبادئها من الله سبحانه وتعالى وتوجيهاته كأهم عامل لتنفيذ الضربات للعدو المحتلة الذي اطمئن عقوداً حتى ظن أن لا أحد سيقلقه حتى برمي حصى عليه.
وتابع: إن اقتياد السفينة الأولى وغيرها دل على صدق القول والفعل للقيادة والتزامها أمام امتنا بموقفها الأخوي الصحيح والواجب وترجمة لمبادئ المسيرة القرآنية، كما أن موقف اقتياد السفينة الصهيونية لدلالة على أن هناك دعما وتأييدا شعبيا خلف القيادة ومستعدة لتحمل أي تبعات أو تحمل أي صعاب في سبيل المواجهة مع العدو المتمترس خلف كل المؤامرات على شعبنا والأمة.
وتابع حديثه بالقول: إن استهداف السفن إن دل على شيء فقد دل على بدء مرحلة جديدة من العزة والكرامة فكل الشعارات الزائفة التي استخدمها العدو الأمريكي والصهيوني وكل من ينتمي إليه من الأوروبيين قد بانت ولم تعد تنطلي على شعبنا وعلى امتنا مغالطات الغرب بحقوق إنسان والطفل أو قانون دولي، سقطت كل الشعارات عند استهداف إسرائيل بدعم أمريكي لآلاف الأطفال والنساء في غزة وساد الصمت إزاء كل هذه الجرائم.
وتابع: إن استهداف السفن يدل على مدى جديتنا في المواجهة واستمرارنا وإصرارنا على كسر عنجهية العصابة الصهيونية المجرمة ومن يدعمها وربط مصير السفينة جلاكسي ليدر بيد المقاومة الفلسطينية يدل على الدعم الكامل والخالص للمقاومة. وهذا ما أكده الأستاذ محمد عبدالسلام – رئيس الوفد الوطني، أضف إلى أن اقتياد السفينة ليدر واستهداف غيرها دليل على قوة الاستخبارات اليمنية ونفوذها.
كما أن الاستيلاء على السفينة ليدر بتلك الطريقة والأسلوب والسرعة والتكتيك يدل على مدى الجاهزية والخبرة لقواتنا البحرية ورفع العلم الفلسطيني على السفينة ليدر يدل على توجهنا نحو الانتصار لفلسطين كقضية أساسية للأمة.
وقال: إن استهداف السفن الإسرائيلية دون غيرها يدل على أن توجهنا – كما قال قائد الثورة – هو استهداف السفن الإسرائيلية ومن يتعاون معها وأن لا مخاطر تستهدف الملاحة مهما حاول العدو الأمريكي والصهيوني استغلال ذلك. وأهم ما يلفت هو نقل اليمنيين للمعركة إلى حيث يريدون واكتساب أوراق جديدة فعالة وجعلها في المتناول لاستهداف العدو الإسرائيلي ومحاصرته وهو الذي يحاصر غزة منذ 17عاما.
واختتم حديثه قائلا: استعداد شعبنا للانتصار لقضيته الأولى فلسطين ومدى جاهزيته يعني المضي في خوض معركة مع العدو الإسرائيلي ومن يسانده حتى النصر وإن التهديد والوعيد والرعيد لا يستخدم مع شعبنا الشجاع الباسل الغيور وقيادتنا الصادقة قولا وفعلا.. ولله عاقبة الأمور.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الغارديان: واشنطن تسعى لتوسيع صلاحيات الأمم المتحدة لاعتراض السفن المتجهة إلى موانئ سيطرة الحوثي
تسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على دعم دولي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أكثر لاعتراض السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ اليمنية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، كجزء من محاولة منسقة لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران، وفقاً للمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تدرس الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهي خطوة من شأنها أن تجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية العمل داخل الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وفي الأسبوع الماضي، زار تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، جيبوتي حيث تتمركز بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر. وينصب التركيز الرئيسي لبعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش على تفتيش السفن بحثًا عن الأسلحة التي تدخل موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتم إنشاء هذه القوة في عام 2016، لكن سلطاتها محدودة فيما يتعلق باعتراض السفن كوسيلة لتطبيق حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
قال ليندركينغ إنه يبحث في كيفية جعل تفويض البعثة أكثر فعالية في منع الحوثيين من الوصول إلى الأسلحة.
وأعرب ليندركينغ أيضا عن قلقه إزاء ما وصفها بالتقارير المزعجة التي تشير إلى أن الروس قد يكونون على استعداد للمساعدة في توفير الأسلحة للحوثيين حتى تصبح هجماتهم التي تعتمد إلى حد كبير على الصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن التجاري في البحر الأحمر أكثر فعالية.
أعرب ليندركينغ أيضًا عن قلقه من ما وصفه بتقارير مقلقة تشير إلى أن الروس قد يكونون مستعدين لمساعدة الحوثيين بالأسلحة لتحسين هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وقال ليندركينغ: "إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ليست مجهزة ولا تتمتع بالصلاحيات اللازمة للقيام بعمليات الاعتراض. ونحن نعمل مع الشركاء للنظر في إمكانية تغيير هذا التفويض. ويتعين علينا جميعاً أن نسد الثغرات، وهذا يتطلب عقلية مختلفة ونوعاً مختلفاً من التركيز بدلاً من مجرد مرافقة السفن".
وأضاف، أنه "بالنظر إلى كمية المواد التي تمكن الحوثيون من الحصول عليها من إيران أو من السوق المفتوحة، فإنها كافية لإبقاء حجم الهجمات على الشحن مستمرا بوتيرة عالية".
وقال ليندركينغ إن الهجمات على مواقع الحوثيين داخل اليمن أجبرت زعماء الحوثيين على "خفض ظهورهم علنيا. إذ باتوا أكثر حذرا في كيفية تحركهم. لقد غيروا اتصالاتهم في ضوء الهجمات التي شنت عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي على حزب الله".
وأضاف أنه منزعج بشدة من التقارير التي تشير إلى أن الحوثيين وروسيا ربما يتفاوضون على صفقة أسلحة.
وقال: "إذا كانت التقارير صحيحة، فإن هذا النوع من التعاون الذي نسمع عنه بين الحوثيين والروس، من شأنه أن يغير قواعد اللعبة. ومن شأنه أن يزيد بشكل كبير من قدرة الحوثيين على ضرب السفن واستهداف السفن الأخرى في البحر الأحمر بشكل أكبر".