بعد العمليات العسكرية النوعية في البحر الأحمر: تحشيدات أمريكية لمليشيات الإمارات في المناطق المحتلة لإشعال الجبهات الداخلية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
-المبعوث الأمريكي يكثف اللقاءات مع قادة الارتزاق لتنفيذ عمليات عسكرية لإشغال قوات صنعاء عن تنفيذ الهجمات ضد الكيان الإسرائيلي
الثورة / متابعات
تتّجه الولايات المتحدة إلى تفعيل المليشيات الموالية للإمارات في اليمن، لإشغال صنعاء عن استمرارها في تنفيذ المزيد من الهجمات الجوية والبحرية ضد الكيان الإسرائيلي، وعادت تلك المليشيات المتمركزة في جنوب اليمن وفي الساحل الغربي للبلاد، لتتصدّر منذ أيام الاهتمام الأمريكي، بعد فترة من التهميش التي رافقت خصوصاً المفاوضات بين السعودية وحكومة الإنقاذ بصنعاء.
وعلى غير العادة، بدأ المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، زيارة للعاصمة الإماراتية، بلقاء مع ما يسمى رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، ليس لبحث سبل السلام، كما كانت اللقاءات السابقة، بل لتحريك المليشيات التابعة للمجلس والمموّلة من الإمارات لتنفيذ عمليات ضد حكومة صنعاء، وللمرة الثانية في غضون أسبوعين، عرض الزبيدي على الجانب الأمريكي لعب دور محوري في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤكداً لليندركينغ أن مليشياته «تحت تصرف الولايات المتحدة للإسهام في حماية الملاحة الدولية».
وبحث الزبيدي، الذي وصف عمليات صنعاء بـ«العدائية التي تهدّد أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر»، مع المبعوث الأمريكي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام تابعة لمليشيا الانتقالي، «آليات مواجهة التصعيد للقوات المسلحة اليمنية بصنعاء، والتنسيق مع واشنطن لتعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب»، ويكشف اللقاء عن توجّه أمريكي للتصعيد من الداخل، وتحريك المليشيات الموالية لأبو ظبي، والتي انتشرت في مساحات واسعة من السواحل اليمنية الغربية والشرقية خلال الأيام الماضية بتوجيهات أمريكية، وكان ليندركينغ وصل إلى الإمارات بعد ساعات من مغادرة رئيس مجلس الرياض، رشاد العليمي، بسبب خلافات مع الزبيدي.
ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن الولايات المتحدة كثّفت التواصل مع المليشيات المحسوبة على الإمارات في المحافظات الجنوبية، ووجّهتها باستدعاء كل العناصر التابعين لها، وقطع إجازاتهم والبقاء في حالة استنفار، كما أطلقت عملية تسليح لهؤلاء في محافظة لحج، ودفعت بالمزيد منهم إلى المناطق الساحلية خلال الأيام الماضية.
وتزامن ذلك مع قيام البحرية الأمريكية في خليج عدن بتدريبات عسكرية واسعة منذ أيام، وقالت مصادر ملاحية يمنية، إن التدريبات التي تجريها القيادة المركزية الأمريكية تحاكي عمليات اقتحام ومصادرة، وأشارت إلى أن «تلك التدريبات الاستفزازية امتدّت إلى قبالة السواحل اليمنية في خليج عدن عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر».
وفي الوقت الذي تقول فيه البحرية الأمريكية إن المناورات تأتي ضمن ما سمّتها «عمليات دعم الأمن البحري في الشرق الأوسط»، تؤكّد مصادر مقرّبة من الحكومة الموالية لدول «التحالف» في عدن أنها «تأتي في إطار استعداد البحرية الأمريكية لمرافقة السفن في المياه الدولية في البحر الأحمر».
وفي الإطار عينه، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنها أجرت مباحثات من أجل تأسيس «قوة مهام بحرية» دولية ضد هجمات صنعاء على السفن التجارية في البحر الأحمر، ولوّح المتحدث باسم الوزارة، باتريك رايدر، في تصريحات صحافية، بتوجّه واشنطن إلى تدويل باب المندب من خلال «إنشاء إطار عمل لقوة المهام المعنية»، مضيفاً أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل، وأن هذه القوة ستكون تحالفاً يشمل 38 دولة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
المليشيات الحوثية تفرض قرارات تعسفية جديدة على عشرات النساء المشردات
جاء ذلك ضمن حملة أوسع تستهدف بها الجماعة مختلف شرائح المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ووفقاً لمصادر محلية، تم إجبار حوالي 70 امرأة وفتاة من المتسولين على حضور دورات تعبوية لمدة 15 يوماً، تحت إشراف ما يُعرف بـ"البرنامج الوطني لمعالجة التسول"، والذي تديره جماعة الحوثيين، بالتعاون مع "مؤسسة بنيان"، وهي منظمة تُدار من قبل قيادي حوثي بارز.
وقامت الجماعة بتنظيم حملة مكثفة لتعقب المتسولات في شوارع وأسواق صنعاء، حيث تم تجميعهن في مواقع محددة لتسهيل عملية تلقينهن الأفكار الطائفية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الحوثيين زيادة كبيرة في أعداد المتسولين، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وأعرب سكان صنعاء عن استيائهم من هذه الممارسات، مشيرين إلى أن جماعة الحوثيين تستغل الفئات الضعيفة في المجتمع، سواء من خلال فرض التعبئة الطائفية عليها أو من خلال الاستيلاء على جزء من الأموال التي تجمعها المتسولات كصدقات.
كما أشار السكان إلى أن الجماعة تتجاهل مسؤولياتها في معالجة الأسباب الجذرية لظاهرة التسول، والتي تشمل انعدام فرص العمل، وتوقف صرف الرواتب، وتردي الخدمات العامة.
وبدلاً من ذلك، تركز الجماعة على نشر أفكارها الطائفية واستغلال الفقراء لتحقيق أهدافها السياسية.
من جهتها، تحدثت بعض المتسولات عن تجاربهن القسرية مع هذه البرامج، حيث تم خداعهن بوعود تقديم دعم مادي وعيني، قبل أن يتم إجبارهن على حضور دروس طائفية لا علاقة لها بمعاناتهن اليومية.
وأعربت إحدى المتسولات، وهي أم لطفلين، عن خيبة أملها لعدم تلقّيها أي دعم حقيقي يُخفف من معاناتها، بل تم التركيز على تلقينها أفكاراً طائفية.
يذكر أن جماعة الحوثيين كانت قد فرضت في السابق على المتسولين دفع نسبة من الأموال التي يجمعونها يومياً مقابل السماح لهم بالاستمرار في التسول، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويؤكد خبراء اجتماعيون أن ظاهرة التسول تتفاقم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار الاقتصاد، مما يدفع المزيد من الأسر إلى الوقوع في براثن الفقر والجوع.