كشف يوسف مخيمر رئيس هيئة المرابطين في القدس، عن كل ما يمر به المصلون في المسجد الأقصى والوضع في قطاع غزة، جراء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني رضي بحل الدولتين ولن يتنازل عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فالدولة الفلسطينية هي المتواصلة جغرافياً والقابلة للحياة والخالية من الحواجز والمستوطنين والإرهاب.

 

وأضاف «مخيمر» في حواره لـ«الوطن»، أن الاحتلال الإسرائيلي يرغب في استكمال مخططاته بهدم المسجد الأقصى وإتمام السيطرة على كل مناحي الحياة في بيت المقدس في القدس.. فإلى تفاصيل الحوار.

في البداية حدثنا عن هيئة المرابطين في القدس؟

الهيئة لها نشاط سلمي يتمثل في توعية الفكر وحشد الرأي العام وتوعية المواطنين بخصوص المسجد الأقصى المبارك، والدعوة بالتوجه للمسجد للصلاة للرباط فيه والدفاع عنه، وجعل مدينة القدس هي محط انتباه الإخوة العرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

كما أن الهيئة هي مؤسسة شعبية تتكون من العديد من الشخصيات والفاعلين في القدس والداخل الفلسطيني ولها فروع في محافظات فلسطين، وتدعو لإبراز قضية المسجد الأقصى والخطر الذي يحدق به دائماً في كل المحافل وليست لها انتماء سياسي بل انتماء فوق الانتماء الفصائلي ومن يعمل ضمن الهيئة يجب عليه نبذ الانتماء الفصائلي جانباً كون المسجد هو أكثر قدسية من كل الحركات، فهي مؤسسة دستورية تقوم بتجديد انتخاب إدارتها مرة كل عام.

هل أجريت انتخابات للهيئة؟

المؤتمر العام للهيئة يعتمد مرة كل عام يُجرى خلاله انتخابات أو تأجيلها بسبب الإغلاقات الإسرائيلية وأحياناً بسبب الملاحقات الإسرائيلية، ونحن منذ 3 أعوام لم نتمكن من إجراء الانتخابات بسبب الحرب الإسرائيلية.

وماذا عن سبب تأسيس الهيئة؟

تأسست الهيئة سنة 2009، وسبب التأسيس تعاظم الهجمات الإسرائيلية والاستيطانية على المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات اليومية للمسجد والدعوات بهدمه أو تقاسمه زمانياً ومكانياً كون هناك أكثر من 30 منظمة استيطيانية يهودية تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وإقالة الهيكل الوثني على إنقاضه وهو المعبد الوثني الذي كان موجوداً في القدس قبل السبي وقبل أن يقوم الحاكم الروماني بطرد اليهود من بيت المقدس.

وبم تفسر اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة للمسجد الأقصى؟

سبب اقتحامات المسجد هو الرغبة الإسرائيلية الشديدة لاستكمال المخططات الإسرائيلية القاضية بهدم المسجد الأقصى وإتمام السيطرة على كل مناحي الحياة في بيت المقدس في القدس: «هم يسيطرون على المسجد أمنيا ولا يريدون لأحد أن يتصدى لهم من المقدسين والمرابطين أو أن يصلي في المسجد الأقصى أحد، فأسفارهم التلمودية والصهيونية تدعو جهاراً نهاراً لهدم المسجد وتحويله إلى كنيسة يهودية وهذا ما يخالف الشرائع السماوية، فالمسجد عرج منه النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وأمّ فيه بالأنبياء».

وفيما تمثلت مضايقات الاحتلال الإسرائيلي للمصلين؟

المضايقات تمثلت في الإبعاد عن المسجد وإصدار أوامر اعتقال واحتلال الإسرائيلي للمصلين: «طول عمرنا بيعتقلوا مننا والمصلين والمرابطين».

كيف ترى فكرة فصل القدس والضفة الغربية عن غزة؟

لا يمكن ذلك لأن الشعب الفلسطيني رضي بحل الدولتين ولن يتنازل عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فالدولة الفلسطينية هي المتواصلة جغرافياً والقابلة للحياة والخالية من الحواجز والمستوطنين والإرهاب.

حدثنا عن وضع المسجد من بعد عملية السابع من شهر أكتوبر الماضي؟

منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي وعملية «طوفان الأقصى»، تم تحديد المصلين في المسجد بحسب السن «حسب مزاج ضباط الشرطة وأحيانا يُسمح للصلاة بمن هو فوق الـ60 عاماً وأحياناً لا يُسمح بالصلاة نهائياً».

عادة يصلي الجمعة في المسجد حوالي 50 إلى 60 ألف مُسلم ومن بداية العدوان الإسرائيلي، لا يزيد عدد المصلين عن 3 آلاف.

كما أن الاحتلال الإسرائيلي يُصدر دائماً أوامر الطوارىء والتغول الإسرائيلي والقمع: «هم يقمعون وينفذون إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وإطلاق النار وتنفيذ عمليات اغتيال يومية في القدس والضفة الغربية المحتلة».

كيف ترى عملية السابع من شهر أكتوبر الماضي؟

الحكومة الإسرائيلية تدرك تماماً أن الفصائل الفلسطينية، هزت الصورة الإسرائيلية وزلزلت المشهد السياسي للكيان الإسرائيلي وقدرتها على اقتحام غلاف غزة، فما تم في السابع من أكتوبر هز هذه الصورة القوية للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ورُفعت الهمم وعودة الحلم والأمل بالعودة لملايين اللاجئين والتحرير من ظلم هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي ظل متنكراً لحقوق الشعب الفلسطيني، عشرات السنوات والذي يسعى إلى مزيد من التطبيع ومزيد من الاستيطان، كما أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد سلاماً ويريد مزيداً من التغول في الوطن العربي تحقيقاً لحلمه بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.

وماذا عن الوضع في قطاع غزة؟

تم إسقاط حوالي 4 ملايين قنبلة على غزة وصاروخ لتركيع الشعب الفلسطيني، وخلق هالة من الهلع والاستسلام ولكن هذا لم يحدث بسبب ارتباط الشعب بأرضه وقناعته بحلمه بالعودة والاستقلال والحرية وأن الحرية لها ثمن ولها طريق والطريق واضح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المسجد الأقصى الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية القدس الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی المسجد الأقصى فی المسجد السابع من فی القدس

إقرأ أيضاً:

مئات المقتحمين للأقصى وتغييب للمقدسيين برأس السنة العبرية

القدس المحتلة- أغلق الاحتلال باب المغاربة، اليوم الخميس، بعد اقتحام 460 مستوطنا متطرفا ساحات المسجد الأقصى المبارك احتفالا برأس السنة العبرية التي ينطلق معها موسم الأعياد اليهودية الأطول، وهو أحد أقسى المواسم التي تمر على أولى القبلتين كل عام.

وينطلق الموسم بعيد رأس السنة العبرية، الذي يُعتبر عيدا دينيا يحل في اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" من التقويم العبري، وتبدأ به هذا اليوم السنة 5785 العبرية.

وقد يكون أكبر مكسب تمكنت جماعات الهيكل المتطرفة من تحقيقه هو نجاحها في تمرير اقتحامات هادئة؛ بسبب ضعف وجود المصلين في ساحات الأقصى، بعد أن منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب أعدادا كبيرة من الدخول، أو فرض عقوبة الإبعاد عن الأقصى بأمر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.

عشرات المستوطنين برفقة أطفالهم يؤدون طقوس السجود الملحمي في المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى بمناسبة رأس السنة العبرية.

يذكر أن جماعات الهيكل كانت قد أعلنت عن توفير حافلات مجانية لنقل المستوطنين لاقتحام الأقصى خلال فترة الأعياد. pic.twitter.com/YuuXPcoIkk

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) October 3, 2024

دلالات خطيرة

وبالإضافة لذلك فإن كل من حاول من المبعدين الوصول إلى محيط المسجد الأقصى أُبعد بالقوة من خلال ملاحقة جنود الاحتلال له في أزقة البلدة القديمة من القدس، ليتسنى للمستوطنين التجول فيها بهدوء بعد الاقتحام، وشوهد البعض منهم يتجول بسلاحه، وسمع مقدسيون أصوات "النفخ في البوق" أثناء تجولهم في القدس العتيقة.

ورغم أن هذا ليس العام الأول الذي يتمكن فيه المتطرفون من أداء طقس النفخ في البوق داخل الساحات، فإنه الأول الذي يُنفّذ فيه هذا الطقس في ظل الحرب التي شهد المسجد الأقصى خلالها أكبر تضييق منذ احتلاله عام 1967.

وعن دلالة أداء طقس النفخ في البوق ("شوفار" بالعبرية) داخل المسجد الأقصى للعام الرابع على التوالي، أوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص -في حديث سابق للجزيرة نت- أن هذا الطقس يرمز للتفوق والسيادة "لذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال شلومو غوريون بالبوق على جبال سيناء عند احتلالها عام 1956، وعند تلة المغاربة عند احتلال شرقي القدس عام 1967، ولذلك ينفخ المستوطنون بالبوق في "عيد الاستقلال" (النكبة) سنويا".

والأخطر من ذلك بنظر الباحث ابحيص، هو أن النفخ في البوق علامة بدء مرحلة جديدة من الزمن، فهو يفصل بين السنوات العبرية، وهو بداية يوم القيامة وبهذا يكون نفخ البوق في الأقصى بنظر جماعات الهيكل يفصل بين زمانين "زمان هويته الإسلامية الذي يتوهمون أنه انتهى وزمان تهويده الذي يظنون أنه بدأ".

وبالإضافة لهذا الانتهاك فإن عشرات المقتحمين رقصوا وصفّقوا وغنّوا وأدوا طقس السجود الملحمي (الانبطاح أرضا) بشكل جماعي في الساحات الشرقية للمسجد بحماية شرطة الاحتلال، وحرص بعضهم على ارتداء ثياب الكهنة التوراتية البيضاء خلال الاقتحام، وذلك تمهيدا لإحياء طبقة الكهنة ولقيادتهم صلوات اليهود في الأقصى باعتباره "مقدسا يهوديا".

يعتبره مراقبون أكثر مواسم العدوان على الأقصى شراسة.. تعرف إلى عيد رأس السنة العبري (روش هشناه)، والذي يبدأ اليوم وفقا للتقويم العبري. pic.twitter.com/w46os5NMyB

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) October 3, 2024

احتقان وتوتر

وفي تعقيبه على الانتهاكات التي سُجلت في ساحات المسجد الأقصى ومحيطه منذ صباح اليوم، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن سلطات الاحتلال كعادتها تستغل كل مناسبة من أجل تدنيس المسجد والاعتداء عليه وعلى المصلين.

وأضاف للجزيرة نت، أنه في هذا العام يزداد الوضع سوءا وخطورة لأن انتهاكات سلطات الاحتلال والمتطرفين المقتحمين للأقصى ازدادت جرأة استغلالا للحرب.

وقال "نرى أمورا ما كنا نتوقع أن نراها في السابق وتطور شكل الاقتحامات والاعتداءات بشكل لافت بالتزامن مع منع المصلين المسلمين من الوصول لمسجدهم والصلاة فيه وإعماره، وهذا اعتداء صارخ".

كل ذلك، يؤكد الهدمي، أنه يصب الزيت على النار ويزيد من حالة التوتر والاحتقان في القدس وفي كل فلسطين. وفي الوقت ذاته يشير إلى أن مسار التهويد الإستراتيجي لدى سلطات الاحتلال فيما يخص المسجد الأقصى -الذي يعتبر بؤرة الصرع وعنوان السيادة في القدس وفلسطين- مستمر رغم كل الظروف والتحديات والخطورة التي تؤدي إليها هذه الاقتحامات والاعتداءات.

وختم الهدمي بالقول إن الواقع صعب والاحتلال يدفع بالمنطقة نحو الهاوية والمواجهة الشاملة في كل مكان، ويضيّق بشكل غير مسبوق على الفلسطينيين الذين لا يملكون إلا أجسادهم للدفاع عن مقدساتهم وحقهم الأصيل في حرية العبادة والحضور في مسجدهم وعلى أرضهم "أرض فلسطين".

وبانتهاء العدوان على الأقصى في رأس السنة العبرية، فإن المسجد على موعد في الأسابيع القادمة مع انتهاكات قادمة ستسجل في كل من يوم الغفران، وعيد العُرش، وما تسمى "ختمة التوراة". ويتطلع المتطرفون لإدخال قرابين العُرش النباتية وتقديمها في ساحاته، وهو الانتهاك الذي سُجّل 3 مرات في عيد العُرش العام المنصرم.

مقالات مشابهة

  • نفخٌ في البوق وأداء طقوسٍ تلموديةٍ.. ماذا يعني اقتحام الأقصى يوم الجمعة؟
  • مستوطنان يقتحمان المسجد الأقصى وينفخان في البوق
  • 40 ألف فلسطينى يؤدون صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى
  • 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • "أوروبيون لأجل القدس": الاحتلال يستغل الحرب لتغيير الواقع بالأقصى
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
  • مئات المقتحمين للأقصى وتغييب للمقدسيين برأس السنة العبرية
  • المجلس الوطني يدين اقتحامات المستوطنين للأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى