صحيفة الاتحاد:
2025-01-03@09:38:26 GMT

«الحرف التراثية».. عطايا الأرض المستدامة

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
وسط فضاء مفتوح يتألق الحرفيون في «واحة الاستدامة» ضمن «كوب 28» بالمنطقة الخارجية لـ «بيت الاستدامة»، حيث تفوح روائح الخوص والصوف والقهوة العربية والأعشاب والنباتات العطرية الجافة واليانعة، لتصطحب زوار الحدث العالمي إلى الماضي بكل تجلياته. أنشطة ممتعة تركز على الطبيعة والتراث الثقافي والحياة الاجتماعية في دولة الإمارات، وتمكن الزوار من استكشاف الواحة والتعرف على نظام الري «الفلج» التاريخي ومجموعة من النباتات والأشجار التي تزدهر في أنحاء الدولة.



خيرات الطبيعة
في مشهدية متكاملة تبهج الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم فرصة الاطلاع على أنواع من الحرف التراثية الصديقة للبيئة، والتي ابتكرها الإماراتي منذ القِدم، مستثمراً خيرات الطبيعة، حيث أوجد ما يعينه على الحياة من الأرض الطيبة المعطاء، التي تحولت بالإرادة والإصرار إلى أدوات جميلة تزين بيوت الأولين وتحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وتسهم في علاج مرضاهم، ضمن منصة تفاعلية تحاكي العيش في «الفرجان» قديماً. 

مهارات عملية
تحتفي الحرف اليدوية الموجودة في «واحة الاستدامة» بإكسبو دبي، بالعلاقة الإبداعية والفنية بين أبناء الإمارات والموارد الطبيعية المحلية على مر الزمن. فقد تمكن الأجداد من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من طبيعة الإمارات التي تتميز بثرائها وتنوعها، وتعكس بفضل هذه الممارسات إحساساً فنياً عالياً. ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال على الحفاظ على المهارات العملية فقط،، بل يسهم أيضاً في تعزيز القيم الاجتماعية المشتركة المرتبطة بالهوية الوطنية.

احتفاء بالموروث
المعرض المفتوح يشكل فرصة للاحتفاء ببراعة ومهارة رجال ونساء الإمارات وبحكمتهم وخبراتهم التي أسهمت في إبداع مجموعة حرف استُخدمت فيها خيرات من شجرة النخيل ومن البيئة الطبيعية، بوساطة تقنيات أثرت التراث المستمر حتى اليوم.

صون التراث
جلوس هذه النخبة من الحرفيين الكبار والصغار، يعملون على إبداع أدوات متنوعة وسط ورش مفتوحة، فعل ملهم للأجيال، يندرج ضمن الجهود الرامية إلى صون للتراث والحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة والرصيد الحضاري والإنساني أمام العالم. ويسهم في مد الجسور بين الماضي والحاضر ونقل هذه الخبرات للأجيال، عبر منصات لتعليم الحرف وحفظها من الاندثار، ودمج مفرداتها في الأدوات العصرية ومختلف الفنون.

قصة استدامة
وذكرت ميرة عبدالله المطوع، مديرة الاستراتيجية في«بيت الاستدامة»، أن «واحة الاستدامة» التي تتضمن عروضاً حية للحرفيين، هي انعكاس حقيقي لمهارة الأجداد الذين حافظوا على الموارد الطبيعية واستثمروها لإيجاد أدوات مستدامة صحية. وقالت: نقدم لزوار «كوب 28» رحلة الإمارات في التقدم الجماعي المستدام، ونشارك قصتنا في هذا المحفل العالمي لتعريف الضيوف على تاريخنا وما يرتبط به من علاقات اجتماعية وعادات وتقاليد وطقوس، موضحة أن الحرف اليدوية تحتفي بالعلاقة الإبداعية بين أبناء الإمارات والموارد الطبيعية المحلية على مر الزمن، حيث تمكن الأجداد من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية التي تتميز بثرائها وتنوعها.

قصص اجتماعية
عناصر تصطحب الزوار إلى قصص قديمة ارتبطت بالبحر والبادية والجبل والصحراء، تعكس ما عاشه الناس من تحديات جلب الرزق، وتؤرخ لقصص الأجداد وكفاحهم عبر مجموعة من المشاهد الحية، حيث يختبر الجميع دفء الأجواء التي سادت في المجتمع المحلي قديماً، من تعاون على في البناء والعمل، حيث تظهر العروض الحية الشباب وهم يبنون بكل حب «بيت العريش» بينما تعمل الجدات في جماعات على الحرف اليدوية. أما «بيت القهوة» فيستضيف الزوار بكل حفاوة، وسط فضاء يتعرف فيه الزوار على المهارات التي اشتهر بها الحرفيون في ذاك الزمن، حيث يحيي الصناع وعبر مختلف الحرف والفنون المرتبطة به صوراً من الماضي، ليبقى حياً ومستداماً ويعيش للأجيال. وتستعرض هذه المنصة العديد من الحرف المستدامة والممارسات الاجتماعية التي رافقتها.

أخبار ذات صلة الإمارات: وقف إطلاق النار السبيل الوحيد لإنهاء المأساة في غزة مواصلات «خضراء» في ساحات «كوب» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

الحرف البحرية 
ضمن أجواء تراثية مبهجة، تستعرض «واحة الاستدامة» صناعات تقليدية ارتبطت بالنساء، وأخرى مارسها الرجال أعانتهم على الصيد واستخراج اللؤلؤ، بحيث تمكن أبناء الإمارات من إيجاد طرق مبتكرة مستدامة لاستكشاف البحر والاستفادة من ثرواته، مثل صناعة «القراقير» من سعف النخيل، و«الليخ» من القطن، وسواها.

المجلس
لا تكتفي «واحة الاستدامة» بتقديم الحرف التراثية، وإنما تظهر صوراً من الحياة الاجتماعية، حيث «المجلس» المتواجد في أروقة الواحة، حيث اصطفت مقاعده بطريقة استُلهمت من«المجلس»، المكان التقليدي لاستقبال الضيوف في الثقافة المحلية حيث تجتمع العائلات وترحب بالضيوف، وتتشارك فيه القصص حول القهوة العربية والتمور والوجبات المختلفة. وهو أيضاً المكان الذي تقام فيه المنتديات المفتوحة لتبادل الأخبار ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع ويسهل شكل المقاعد الممتد كشبه دائرة إجراء مجموعة من الأشخاص لنقاشات مفتوحة يملؤها الاحترام المتبادل.

الفلج
وسط «الأفلاج» وممرات المياه يجلس الحرفيون كما في السابق، حيث شكلت المياه عصب الحياة ونقطة تجمع السكان. وتعد «الأفلاج» حسب التعريف المتواجد بالواحة على أنها قنوات مياه تمثل عنصراً رئيساً في تراث الإمارات. ففي السابق صمم أسلافنا نظام الري القديم لجلب المياه من الجبال إلى الصحراء، حيث كانت المياه تتدفق على مدار الساعة عبر قنوات مدارة بعناية، وكانت توزع إلى مختلف التجمعات السكنية، حتى يتمكن الجميع من الشرب وري المحاصيل. ولا تزال «الأفلاج» تستخدم حتى يومنا هذا في ري المساحات الزراعية ومزارع النخيل.

الطب الشعبي
ارتبط الأجداد بالطبيعة، ومنها استخرجوا ما يداويهم ويخفف أوجاعهم، فشكل الطب الشعبي، مهنة أساسية في المجتمع مارسها الرجال والنساء على حد سواء. وفي الواحة، وضع تعريف بالطب الشعبي وبالأعشاب التي كانت تستعمل ولازالت إلى اليوم، كدليل على ارتباط الإنسان بالطبيعة سواء بالأعشاب أو بالمكونات المستخدمة في الوصفات الطبيعية والنباتات الصحراوية والشجيرات الجبلية ولحاء الأشجار والصخور المعدنية الموجودة في المناطق النائية. ويستعرض هذا الركن مجموعة من المواد الطبيعية التي استخدمت في العلاج مثل «الخيلة» «المرة» «الصبرة» «ورق الحلول»، وسواها.

النخلة
تتعدد استخدامات سعف النخيل، فبالإضافة إلى كونها المواد الأساسية في بناء البيوت، كانت معظم مستلزمات المنزل تُصنع من الجريد والخوص، بحيث يُجرد الخوص من سعف النخيل في عملية التقليم، ثم يتم تجفيفه وصبغه، وبعد ذلك يُنسج بشكل دقيق في أنماط جميلة ومبتكرة وتُصنع من الخوص عدة مستلزمات منزلية مثل المفارش وأوعية تقديم وحفظ الطعام ومعدات التنظيف.

السدو 
يستكشف الزوار العديد من الحرف التراثية النسائية، في الواحة ومنها حرفة «السدو» العريقة في الدولة وهي مثال يعكس براعة الأجداد من البدو وإبداعاتهم، حيث كانت مساكن البدو تعتمد على وفرة العشب والمياه العذبة وتربية الأغنام. وبعد جز صوف الأغنام وشعر الماعز تبدأ النساء بحياكة الصوف لبناء ما يعرف بـ «بيت الشعر»، وهي مساكن البدو في البادية. وتزيَّن هذه الإبداعات بأشكال وعناصر مستوحاة من البيئة المحيطة، كما تحاك من الصوف قطع أخرى كالساحة التي تشبه السجادة العريضة والوسائد ومستلزمات زينة الجِمال. 

تكافل
يعكس بناء «بيوت العريش» المخصصة لموسم «القيظ» والخيام صوراً عن التعاون والتكافل، حيث يساعد السكان بعضهم بعضاً، وتُبنى المنازل كغرف النوم ومجالس الاستقبال الضيوف، وتُبنى بيوت العريش والخيام بضم الجريد لبعضه بعضاً وربطه بالحبال المصنوعة من ألياف النخيل وتعرف هذه العملية بـ «الزفانة». 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحرف التراثية الحرف اليدوية الحرف التقليدية الإمارات الحرف الشعبية الاستدامة كوب 28 الحرف التراثیة مجموعة من من الحرف

إقرأ أيضاً:

لماذا سمي شهر رجب بالأصب؟.. لـ3 أسباب فرصة عظيمة لنيل عطايا الجواد

شهر رجب شهرٌ حرامٌ لأنه من الأشهر الحرام الذي يستعظم فيها ربنا الآثام وإن كانت حراما في سائر السنة إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد.

ويسأل الكثير لماذا سمي شهر رجب بالأصب، ليرد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء،فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن هناك 3 أسماء لشهر رجب، سُمِّي "رجب الفرد" (لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي هي سرد: ذوالقعدة، ذوالحجة، المحرم).

ورجب الأصم (الأصم أي الوحيد ، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسمى بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل : لأنه لا تسمع فيه قعقعة السلاح للقتال).

ورجب الأصبّ (لأن الله يصب فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبا"، وهو تقدمة لرمضان وتهيئة لشعبان.

فينبغي علينا أن نستعد إلى هذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى أن نسارع إلى مغفرة من ربنا سبحانه وتعالى.

ويجب علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود للذنوب أبدا، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطاء يقول فيه رسول الله ﷺ وهو يعلمنا كيف نربي أنفسنا: (كُلُّ بَني آدَمَ خطاءٌ وَخَيْرُ الخطّائينَ التّوّابونَ) ، (خطاء) (تواب) على وزن (فعال) وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته.

فيجب عليك أن تتوب توبة مكررة، وكلما وقعت في الإثم أو المعصية فلا تيأس بل عد إلى الله؛ فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبتك (لَلّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ. فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ. وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ. فَأَيِسَ مِنْهَا. فَأَتَى شَجَرَةً. فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا. قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ. فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ. فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا. ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) سيدنا رسول الله ﷺ يفتح أمامك الأمل ويأمرك أن تعود إليه سبحانه وتعالى .

مقالات مشابهة

  • «مزرعة الفراولة» في حتا.. إطلالة مستدامة بين أحضان الجبال
  • الإمارات تقود تبني مفهوم المدن المستدامة بمجموعة من المشاريع التقدمية
  • القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025.. الإمارات تقود تبني مفهوم المدن المستدامة
  • «الإمارات للأبنية الخضراء» و«المعهد العالمي للنموّ الأخضر» يعزّزان التنمية المستدامة
  • "دليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد" يدعم الاستدامة في الإمارات
  • شما بنت سلطان بن خليفة: الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لخدمة أهداف الاستدامة
  • لماذا سمي شهر رجب بالأصب؟.. لـ3 أسباب فرصة عظيمة لنيل عطايا الجواد
  • الشيخة فاطمة بنت مبارك تهنئ بالعام الميلادي الجديد 2025
  • شما بنت سلطان: الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لخدمة أهداف الاستدامة
  • شما بنت سلطان : الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة لخدمة أهداف الاستدامة