أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «مجلس شباب اللغة العربية» يطلق المعجم العربي للمصطلحات البيئيَّة الصحافة الثقافية وصناعة الوعي بالقراءة

في إطار احتفالات اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر، يُطلق مركز أبوظبي للُّغة العربية الدورة الافتتاحية من فعاليات «أيام العربية» خلال الفترة من 15 إلى 18 ديسمبر 2023 في منارة السعديات بالمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، مستلهماً شعار احتفالية اليونسكو «العربية لغة الشعر والفنون».


يشهد المهرجان جدولاً متنوعاً وحافلاً بالفعاليات التي تستهدف الناطقين بالعربية وغيرها، وتسعى إلى تعزيز المعرفة باللغة العربية وثقافتها وتجلياتها الفنية والثقافية والحضارية، والتعريف بمفكريها ومبدعيها قديماً وحديثاً، عبر تقديم تجارب لغوية ممتعة تجمع بين الموسيقى والشعر والخط والأفلام والفنون البصرية، ما يعكس روح العربية كلُغةٍ حيَّةٍ وعصرية.
ويشارك في فعاليات «أيَّام العربية» مجموعة كبيرة من الفنانين والموسيقيين والشعراء والكُتَّاب ضمن عروض تمزج ما بين اللغة العربية والثقافات العالمية، كفرقة «المولد» الإسبانية، التي ستقدِّم عرضاً غنائيّاً موسيقيّاً من أشعار تستلهم التراث الأندلسي، وفرقة مسرحية روسية من طلاب الكلية العليا للاقتصاد، مع عرض مسرحيّ مستوحى من المقامات، إلى جانب أعذب الأنغام الشرقية مع الموسيقار نصير شمَّة.

لغتنا الجميلة
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: «تُسلط» أيام العربية «الضوء على لغتنا الجميلة التي تفتح آفاقاً واسعة للإلهام والإبداع الثقافي والفني، وتُشكل ركيزة رئيسية لهويتنا الثقافية. ويكتسب إطلاق دورة المهرجان الافتتاحية بالتزامن مع احتفال اليونسكو السنوي باليوم العالمي للغة العربية زخماً إضافياً يُعزز مكانة هذا الحدث الثقافي الجديد. ويُسهم الانفتاح على تعلم اللغة العربية وفنونها وتشجيع استخدامها في غرس بذور التفاهم بين الثقافات، وبناء جسور للحوار بينها، ودعم مقومات تراثنا المادي والمعنوي. ويجمع المهرجان أصواتاً مختلفة من فرسان العربية ودارسيها بروح الإبداع والتبادل الثقافي».
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «مهرجان «أيام العربية» منصة سنوية لعشاق اللغة والثقافة العربية للالتقاء معاً والاحتفاء بحاضرها ومستقبلها وإرثها الحضاري العريق. ومن خلال دعم مواهب العربية العريقة والواعدة، سيصبح المهرجان موعداً ثقافيّاً رئيساً في تقويم أبوظبي، وسيساعد جيل الشباب الناطقين بالعربية، وغير الناطقين بها، على التَّعرُّف على إمكاناتها غير المحدودة، وإلهامهم لتوظيفها في مختلف مجالات المعرفة والإبداع».

معارض وأنشطة تفاعلية
ويشمل برنامج المهرجان مجموعة متنوعة من المعارض الفنية، والأنشطة التفاعلية، من بينها معرض «عنترة.. شاعر الحب والفروسية» للفنان الدكتور محمود شُوبر، ومعرض لأبرز الأعمال الفنية من جائزة كنز الجيل 2023، ومجلس «موقدة النار» (وهو ما درج الإماراتي على تسميته منذ القدم بالحظيرة للسمر وسرد الحكايات)، وعروض لأفلام عربية من سينما عقيل، وورش عمل للخط العربي والشعر والرواية، إلى جانب عروض تجسد شخصيات ثقافية عربية تراثية.
ويضم البرنامج أيضاً جلسات حوارية ومناقشات أدبية مع نخبة من الشعراء والفنانين والأدباء، بمن فيهم الفنانة منى زكي، والفنان مروان خوري، والشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، والشاعر المنصف الوهايبي، والدكتور علي جعفر العلاق، والفنانة التشكيلية نجاة مكي، والأديبة والشاعرة ومخرجة السينما نجوم الغانم، والإعلامية سارة دندراوي، والمطربة ريما خشيش، والموسيقار مصطفى سعيد، والفنانة الصاعدة سلوى الأحمد. 
ويبحث البرنامج العديد من المواضيع التي تمسُّ صُلب اللغة العربية في الشعر والفنون، من رحلة الشعر العربي في عالم النغم والإيقاع، وآفاق الترجمة العربية، والتأثيرات الثقافية واللغوية للموسيقى العربية والقصيدة المغنَّاة، والتحولات والتحديات في مناهج اللغة العربية، والفنون التشكيلية والخط العربي، والدراما والمسرح ودور الأدب العربي في تعزيز التسامح وفهم الثقافات المختلفة. 
وتم التعاون مع «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» لتنظيم أحد حوارات «شعرية اللغة وفنية القصيدة» كما يقدم بيت العود العربي موسيقى فريدة خلال المهرجان.

قائمة مميزة من الأغاني
أطلقت «أنغامي» قائمة مميزة من الأغاني تحت عنوان «Arabian Days». وتضم قائمة الأغاني المقدمة 26 قصيدة مغناة بأصوات عربية فريدة، تعود إلى فنانين كبار، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبده وفيروز وماجدة الرومي وأصالة نصري وليندا بيطار وعبير نعمة وبلقيس وحسين الجسمي. وسيتم تقديم اشتراكات مجانية لخدمة «أنغامي+» لجميع زوار «أيام العربية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مركز أبوظبي للغة العربية اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية اللغة العربية أبوظبي منارة السعديات اللغة العربیة للغة العربیة أیام العربیة

إقرأ أيضاً:

العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات

في زوايا الأسواق الشعبية وبين جدران البيوت، تتردد كلمات عربية ممزوجة بنكهة محلية خاصة، تعكس تاريخا ممتدا وحاضرا يواجه تحديات متجددة. في الأهواز، ليست العربية مجرد لغة، بل هي ذاكرة ثقافية وامتداد لهوية تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم في ظل التحولات اللغوية والتعليمية في إيران.

يأتي اليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير/شباط ليعيد تسليط الضوء على قضايا التنوع اللغوي في المجتمعات متعددة القوميات، ومنها إيران، حيث تُعد العربية واحدة من أبرز اللغات المحلية التي تمتد جذورها في هذه الأرض، لكنها تواجه تحديات في إطارها الأكاديمي والتعليمي، رغم حضورها القوي في الحياة اليومية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الهجرة" قديما وحديثا.. هكذا تشهد البحار على الأحلام الغارقةlist 2 of 2معالم سورية في عهد الحرية بعد الاستبدادend of list

والمفارقة أن المادة 15 من الدستور الإيراني تنص على إمكانية استخدام اللغات المحلية، ومنها العربية، في الإعلام والتعليم إلى جانب الفارسية، لكن التطبيق الفعلي يظل محل نقاش. فبينما تتردد العربية في الأحاديث اليومية، لا تزال غائبة عن المناهج الدراسية الرسمية، مما يجعل تعلمها تحديا يتطلب جهودا فردية ومجتمعية أكثر من كونه حقا تعليميا مضمونا.

بين الوجود والتحديات

لا تزال العربية اللغة الأم لعرب الأهواز، تُنطق في البيوت والأسواق والمجالس، لكنها في الوقت ذاته لا تحظى بحضور رسمي في المؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى فجوة لغوية بين الأجيال الجديدة التي تتحدثها بطلاقة لكنها تواجه صعوبة في قراءتها وكتابتها.

إعلان

يقول باحث أهوازي في قضايا الهوية اللغوية للجزيرة نت إن القضية ليست فقط في غياب مناهج دراسية، بل في غياب منظومة متكاملة لحماية اللغة. ويضيف أنه حين لا يتم تدريس لغة ما، فإنها تتحول تدريجيا من أداة معرفة إلى مجرد لغة شفوية، وهو ما يشكل تحديا لاستدامتها.

في هذا السياق، يشير بعض المختصين إلى أن مسألة تدريس اللغات المحلية، بما فيها العربية، لا تتعلق بالتمييز بقدر ما ترتبط بالأولويات التعليمية والسياسات العامة. فمع وجود لغات متعددة في إيران، يصبح تنفيذ برامج تعليمية لكل هذه اللغات تحديا يتطلب تنسيقا واسعا وموارد كبيرة، وهو ما قد يفسر عدم تطبيق المادة الدستورية بشكل كامل حتى الآن.

أهوازيون يجوبون شوارع الحارة لتهنئة أهاليها بعيد الفطر المبارك (الجزيرة-أرشيفية) اجتهاد فردي

في ظل هذا الغياب، تعتمد العائلات على مبادرات غير رسمية لنقل اللغة إلى أبنائها، بدءا من الدروس المنزلية وحتى الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة.

ويقول أبو حسن (40 عاما)، وهو معلم غير رسمي للغة العربية، إن التحدي ليس في التحدث بالعربية، فالأطفال يتعلمونها بشكل طبيعي في المنزل، لكن دون إطار أكاديمي، ستظل الكتابة والقراءة ضعيفتين، وهو ما يهدد قدرة الجيل القادم على استخدامها كلغة إنتاج معرفي وثقافي.

أما سعاد (32 عاما)، وهي أم لطفلين، فترى أن التكنولوجيا أصبحت الملاذ الوحيد، إذ تقول إنني أستخدم تطبيقات تعليمية عربية، لكنها ليست بديلا عن مدرسة تعلم الأطفال لغتهم بشكل متكامل.

ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن التكنولوجيا قد توفر حلا مقبولا، إذ يمكن تصميم برامج تعليمية إلكترونية تساعد على تعويض النقص في التدريس الرسمي، مما قد يكون خيارا عمليا في المستقبل.

الإعلام الرقمي

في غياب التعليم الرسمي، أصبح الإعلام الرقمي إحدى الأدوات المهمة لتعزيز حضور العربية في الأهواز. فقد نشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم محتوى عربيا للشباب، في محاولة لإعادة ربط الجيل الجديد بلغته الأم.

إعلان

يقول صحفي أهوازي متخصص في قضايا الهوية اللغوية للجزيرة نت إن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت للعربية في الأهواز مساحة جديدة، لكن هذه ليست بيئة تعليمية منظمة، بل فضاء غير رسمي قد يساعد لكنه لا يكفي، إذ إن اللغة تحتاج إلى إطار تعليمي وإنتاج ثقافي يضمن استمراريتها.

إلى جانب الإعلام الرقمي، هناك مبادرات ثقافية وأدبية فردية تسعى للحفاظ على العربية من خلال الشعر والكتابة، وهو ما يعكس رغبة المجتمع المحلي في حماية لغته الأم دون أي طابع سياسي أو صدامي، وإنما كجزء من التنوع الثقافي الطبيعي في إيران.

قضية مشتركة

ما تواجهه العربية في الأهواز ليس استثناء، إذ تمر لغات أخرى مثل الكردية والبلوشية والأذرية والتركمانية بتحديات مشابهة، حيث يبقى تعلمها معتمدا على المبادرات الفردية والمجتمعية.

وأفاد أستاذ علم الاجتماع اللغوي للجزيرة نت بأن إيران بلد متعدد القوميات، والمادة 15 من الدستور تعترف بهذا التنوع، لكن دون سياسات واضحة، يظل بقاء هذه اللغات رهينا بالجهود الذاتية.

لكن في الوقت ذاته، يرى بعض الخبراء أن التحدي ليس في الاعتراف باللغات المحلية، بل في إيجاد آليات عملية لتنفيذ ذلك دون الإضرار بالوحدة الوطنية. فاللغة الفارسية تظل العامل المشترك بين جميع القوميات في إيران، مما يجعل سياسات التعليم اللغوي تحتاج إلى توازن دقيق بين حماية اللغات المحلية وتعزيز اللغة الرسمية للدولة.

منطقة الأهواز في غرب إيران (الجزيرة) اللغة هوية

تتجاوز قضية اللغة في الأهواز مجرد البعد التعليمي، فهي امتداد لهوية تعيش تحديات متواصلة. وبينما تظل العربية حاضرة في الحياة اليومية، فإن مستقبلها مرهون بمدى قدرتها على التأقلم مع الواقع الجديد دون أن تفقد جوهرها.

وفي ظل الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم، يبقى السؤال مفتوحا: هل يمكن لجهود المجتمع أن تحمي اللغة من التراجع، أم أن غياب التعليم الرسمي سيجعلها مع الوقت لغة للتواصل فقط دون امتداد ثقافي ومعرفي؟

إعلان

وفي النهاية، يظل الحفاظ على التنوع اللغوي في أي مجتمع عامل قوة وغنى ثقافيا، وهو ما يجعل النقاش حول تدريس العربية، إلى جانب اللغات المحلية الأخرى، جزءا من حوار أوسع حول التعددية اللغوية كجسر لتعزيز التفاهم بين القوميات المختلفة داخل إيران.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للغة العربية» يفتح باب المشاركة في جائزة «كنز الجيل»
  • أبوظبي تحتفي باليوبيل الفضي لـ "اليوم الدولي للغة الأم"
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • فرق مهرجان أسوان تنظم حفلا ليلة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل (صور)
  • اليوم العالمي للغة الأم.. ما أكثر اللغات المهددة بالانقراض؟
  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية
  • مركز أبو ظبي للغة العربية يفتح باب الترشح لجائزة "سرد الذهب"
  • مكتبة الإسكندرية ومركز أبوظبي يتعاونان لخدمة اللغة العربية
  • مكتبة الإسكندرية ومركز أبوظبي للغة العربية ينظمان لقاء عن الكتب الأكثر مبيعا