فيتو أميركي يفشل مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
استخدمت الولايات المتحدة، الجمعة، حق النقض "الفيتو" خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف "إطلاق نار إنساني فوري" بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع بريطانيا عن التصويت.
واعتبر نائب المندوبة الأميركية، روبرت وود، أن مشروع القرار "منفصل عن الواقع" و"لن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض".
وبدأت إسرائيل قصفا مدمرا على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية في السابع من أكتوبر أوقع 1200 قتيلا غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الإسرائيلية. وأطلقت إسرائيل اعتبارا من 27 أكتوبر هجوما بريا واسع النطاق في القطاع الفقير والمحاصر تماما.
وقتل أكثر من 17 ألف شخص، نحو 70 في المئة منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.
مشروع القرار الإماراتيوأعدت الإمارات مشروع القرار الذي طالب في نسخته الأخيرة بـ"وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية" في غزة، محذرا من "الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة"، وفق فرانس برس.
كما دعا النص المقتضب إلى "حماية المدنيين" و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية".
ورأى نائب المندوبة الإماراتية، محمد عيسى أبو شهاب، أن "المجلس سيصوت. وستتاح له فرصة الاستجابة للدعوات المدوية في جميع أنحاء العالم لوضع حد لهذا العنف".
وأكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أنه "حان الوقت لإبداء الشجاعة.. يجب التحرك الآن".
وأبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي معارضتها وقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة قبل التصويت.
وقال وود: "في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار"، معتبرا أن ذلك "سيؤدي فقط إلى زرع بذور الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين".
"وحشية حماس لا تبرر العقاب الجماعي"واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن "وحشية" حماس لا يمكنها تبرير "العقاب الجماعي" للفلسطينيين، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي قبيل التصويت.
ووجه غوتيريش، الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وقال غوتيريش، الجمعة: "أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 من أكتوبر"، معتبرا أنه "لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلا، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن"، لكنه أضاف "في الوقت ذاته، فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أنه "في حين أن إطلاق حماس الصواريخ تجاه إسرائيل من دون تمييز، واستخدام المدنيين كدروع بشرية هي انتهاكات لقانون الحرب، لا يعفي هذا التصرف إسرائيل من انتهاكاتها".
ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1.9 مليون شخص أي 85 في المئة من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه.
إلى ذلك، قال غوتيريش "لقد روعتني التقارير عن العنف الجنسي" بينما ستقوم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن بزيارة رسمية إلى إسرائيل بشأن هذه القضية.
ودعا غوتيريش الى الإطلاق "الفوري وغير المشروط" لأكثر من 130 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، إضافة الى "معاملتهم بشكل انساني والسماح بزيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحين إطلاق سراحهم".
وأبلغت واشنطن الداعمة لإسرائيل، مجلس الأمن معارضتها لوقف فوري لإطلاق النار.
وتعتبر الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، أن إصدار قرار جديد لمجلس الأمن "لن يكون مفيدا في المرحلة الراهنة"، وذلك بعدما عارضت أحد مشاريع القرارات السابقة ورفضت باستمرار فكرة وقف إطلاق نار.
وعقب انتهاء التصويت، شكر مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على "وقوفه بثبات" مع إسرائيل، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
وقال السفير جلعاد إردان في بيان: "قليل من الضوء يرفض الكثير من الظلام"، في إشارة إلى عيد الأنوار "الحانوكا".
وأضاف السفير "من المثير للصدمة أنه عندما تطلق حماس الصواريخ على غوش دان (مصطلح يدل على المنطقة المحيطة بتل أبيب) من المراكز السكانية في جنوب غزة، تكون الأمم المتحدة مشغولة بمداولات منفصلة حول قرار مشوه موجه إلى الجانب الخطأ ولا يدين حتى حماس"، وفق ما نقلته على لسانه "تايمز أوف إسرائيل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة مشروع القرار لإطلاق النار إطلاق النار فی قطاع غزة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مع بداية محادثات لوقف إطلاق النار..من يربح في أوكرانيا؟
كتب ستافروس أتلامازوغلو، الصحافي المتخصص في الشؤون الدفاعية والعمليات الخاصة، أنه عندما تبدأ محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا على محمل الجد، من المؤكد أن تتأثر بالظروف على أرض المعركة. ففي نهاية المطاف، تشكل مكاسب الطرفين المتحاربين ووضعهما الاستراتيجي الرافعة الحاسمة التي ستستخدم في أي مفاوضات.
تتمتع أوكرانيا بدعم تحالف دولي قوي
ولفت أتلامازوغلو في موقع "ناشونال إنترست" إلى أن الوقائع تصب في مصلحة الكرملين. فالجيش الروسي في حالة هجوم. وعكس ذلك، تخوض القوات الأوكرانية حملة دفاعية. تحتفظ روسيا حالياً بالمبادرة الاستراتيجية وتملي إلى حد كبير التحركات في أرض المعركة. من ناحية أخرى، تتفاعل أوكرانيا مع تحركات الجيش الروسي في محاولة لوقف تقدمه التكتيكي. جولة في أرض المعركةهناك حالياً خمس جبهات نشطة في الحرب. تحتفظ روسيا بالمبادرة في أربع منها، في حين تسيطر أوكرانيا على واحدة من تلك الجبهات. يتركز الجهد الروسي الرئيسي في شرق أوكرانيا، نحو خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وحسب معهد دراسة الحرب، فإن هدف الكرملين على هذه الجبهة هو "دفع القوات الأوكرانية بعيداً من الحدود الدولية مع منطقة بيلغورود، والاقتراب من مدى المدفعية الأنبوبية لمدينة خاركوف". وفي المراحل الأولى من الصراع، كانت خاركيف ضمن مدى مدفعية الجيش الروسي. مع ذلك، أنقذت الهجمات المضادة الأوكرانية الناجحة تلك المدينة بحلول الخريف.
Russia-Ukraine Peace Talks: Who’s Really Winning?
Subscribe now for real-time insights on global conflicts!
Despite peace talks, Russia holds the upper hand—more troops, more firepower, and political leverage.#RussiaUkraineWar #Geopolitics pic.twitter.com/hYXvVUk6Pt
وتوجد الجبهة الروسية الثانية في منطقة لوغانسك في جنوب شرق أوكرانيا. والهدف من القوات الروسية هناك هو الاستيلاء على المقاطعة بأكملها. وتوجد الجبهة الروسية الثالثة مباشرة جنوب الجبهة السابقة، في منطقة دونيتسك. مرة أخرى، والهدف هنا هو الاستيلاء على المقاطعة بأكملها، حيث تشكل منطقتا لوغانسك ودونيتسك إقليم دونباس. الذي يتمتع بثروة معدنية وقدرات صناعية كبيرة.
أخيراً، في الجنوب، تقف روسيا في موقف دفاعي للحفاظ على خط التماس كما هو. هنا، أقامت القوات الروسية أكثر الأعمال الدفاعية شمولاً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
على الجانب الأوكراني، تحتفظ كييف بالمبادرة في منطقة كورسك داخل روسيا منذ أغسطس (آب)، حيث احتفظ الجيش الأوكراني بميزة كبيرة في روسيا، ما أجبر موسكو على تخصيص عشرات الآلاف من القوات للقضاء عليه، ومنذ بدء القتال، استعادت روسيا بعض الأراضي التي احتلتها، لكن أوكرانيا تحتفظ بجزء كبير منها، بما في ذلك بلدة سودجا.
تشكل الخسائر البشرية اعتباراً مهماً أيضاً. وحسب تقديرات غربية، يبلغ متوسط خسائر الجيش الروسي اليومية في المرحلة الحالية من الحرب أكثر من 1500 قتيل أو جريح. وفي المجموع، خسرت القوات الروسية ما يقرب من 863 ألف رجل في القتال، بمعدل نحو 800 رجل يومياً منذ بداية الغزو.
US and Russia take the lead on peace talks, as Ukraine is sidelined. Allies express worry over being left out. Read more about the developments here: https://t.co/xGDS40or1d
— KFDM News (@kfdmnews) February 18, 2025ومن ناحية أخرى، يخسر الأوكرانيون، في ظل موقف دفاعي، عدداً أقل من الجنود. كما أن سرية كييف حول خسائرها، وإحجام الغرب عن مشاركة التقديرات لأسباب سياسية، يعنيان أن من الصعب تحديد متوسط دقيق للخسائر اليومية لأوكرانيا. في تقدير عام نادر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أخيراً إن القوات الأوكرانية تكبدت ما يقرب من 400 ألف جندي، أو نحو 365 خسارة كل يوم منذ 24 فبراير (شباط) 2022.
نقطة مشتركة بشكل عام، يتمتع الجيش الروسي بوضع أفضل اليوم. إذ يملك الكرملين الرجال والذخائر والقوة السياسية لتحمل خسائر أكبر. ومن ناحية أخرى، تتمتع أوكرانيا بدعم تحالف دولي قوي بقيادة الولايات المتحدة، رغم أن هذا الدعم قد يكون موضع تساؤل، ويحافظ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على إبقاء أوكرانيا في القتال. علاوة على ذلك، يظل الجيش الأوكراني القوة العسكرية الأكثر فاعلية في المقارنة على المستوى الفردي.وختم الكاتب مشيراً إلى أن الجانبين منهكان، ويبدو أنهما يشعران أن فرص تحقيق أهدافهما قد تكون أكبر من خلال تسوية تفاوضية، ومن هنا تأتي الضغوط على موسكو وكييف للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب.