بعد ثمانية أيام مليئة بالفرح المنبعث من بصيص أمل بعودة معارض الكتاب، يُختتم مساء اليوم السبت (9 ديسمبر) «معرض المكتبات المحلية للكتاب» الذي نظمته «مؤسسة الأيام للنشر»، من الثاني وحتى التاسع من ذات الشهر، في «قاعة مركز الأيام الإعلامي»، بمشاركة 20 مكتبة ودار نشر تعنى بمختلف مجالات المعرفة وتلبي تطلعات مختلف فئات القراء، مستقطبة جماهير غفيرة، شكل حضورها استردادًا لذكريات ما قبل جائحة كورونا، حيث معارض الكتب الدولية التي كان آخرها «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب» بنسخته الـ26، في (ديسمبر 2019)، لتبقى بعده مملكة البحرين دون معرض كتاب لأربع سنوات!
وقد جاء «معرض المكتبات المحلية» انطلاقًا من حرص «الأيام»، واللجنة القائمة على تنظيم المعارض فيها، على المبادرة إلى عودة معارض الكتاب إلى الفضاء الثقافي البحريني، إذ يؤكد رئيس المكتبات والمعارض حسن علي أن «(الأيام) تحرص دائمًا على القيام بدورها الثقافي الذي التزمت به منذ تأسيسها»، مشيرًا إلى أن هذا المعرض «جاء امتدادًا لـ(مهرجان الأيام الثقافي) الذي نظم على مدى عقود، وهو استكمال للدور الذي تلعبه المؤسسة في التأصيل لخلق فضاءات ثقافية يعتمدها المثقف البحريني والقارئ بشكل عام، خاصة في سياق معارض الكتاب التي تؤمن له كل جديد في مجالات الفكر والثقافة والمعرفة».


ولفت حسن إلى أن المعرض «استطاع رغم اقتصاره على النطاق المحلي أن يلبي تطلعات جمهور القرّاء، من خلال توفير مئات العناوين في مختلف ضروب المعرف الإنسانية، والاجتماعية، والعلمية، والدينية... سواء تلك التي تطبعها دور النشر المشاركة أو تلك التي جاءت بها المكتبات المحلية بوصفها وكيلاً لدور النشر في مختلف أرجاء الوطن العربي»، كما أسهم المعرض في تحفيز المكتبات لطلب أحدث الإصدارات التي تنافست على استعراضها لاستطاب الزوار.
وشهد المعرض طوال أيامه حضورًا لافتًا من مختلف فئات المجتمع، إذ عُنيت المدارس بزيارة طلبتها، كما عُني الآباء باصطحاب أطفالهم، أما جمهور القرّاء الآخرين فكان لهم حضورٌ متكررٌ للتزوّد بالعناوين الجديدة، وبمختلف الإصدارات التي أوجدتها المكتبات والدور المشاركة في المجالات الأدبية، والفكرية، والثقافية المتعددة، ليكون هذا المعرض بادرة لتلبية مختلف الأذواق والرغبات القرائية، التي حرص المنظمون على أن تُلبّى وفق الإمكانات المتاحة.
فيما حرص المعرض على أن يحاكي الأجواء الثقافية في معارض الكتاب، من خلال تنظيم عدد من حفلات توقيع أحداث الإصدارات، التي وقعها مؤلفوها من الكتاب البحرينيون. قصة البداية.. ربما تكرّر نفسها!
منذ تأسست «مؤسسة الأيام» وهي مهجوسة بالدور الثقافي الذي ينبغي عليها أن تلعبه إلى جانب دورها الصحفي والإعلامي، وقد تحقق لها هذا الدور الثقافي والمعرفي، من خلال ريادتها في إطلاق مهرجان يعنى بالكتاب، فكان ذلك «مهرجان الأيام الثقافي للكتاب» الذي انطلق عام (1993)، حاملاً على عاتقه إثراء الساحة الثقافية البحرينية بأحدث الإصدارات والعناوين، وقد استطاع المهرجان منذ دورته الأولى عرض مختلف العناوين التي تصدرها دور النشر العربية، وتقديم كل ما هو جديد في شتى ضروب المعرفة.
وقد اقتصرت الدورة الأولى للمهرجان على «مكتبة الأيام (كشكول)» التي كانت توفر مختلف الإصدارات العربية والأجنبية، ثم ما لبث أن دعا المهرجان في دورته الثانية، المكتبات المحلية لعرض إصداراتها، كبادرة لتوسيع الأفق الثقافي ونشر الوعي الفكري بأهمية الكتاب ودوره في النهوض بالمجتمع. فحقق المهرجان نجاحًا كبيرًا، كما يسرد حسن علي، الأمر الذي شجع «الأيام» على توسعة آفاق المعرض، ليكون مهرجانًا دوليًا دُعيت إليه كبريات دور النشر العربية وبعض الدور الأجنبية، فكانت دورته الثالثة وما تلاها من دورات دولية بحق.
حقق المهرجان الذي نظم سنويًا نجاحات على مدى أكثر من ربع قرن، رغم وجود «معرض البحرين الدولي للكتاب» الذي يُقام كل عامين بتنظيم من «هيئة البحرين للثقافة والآثار»، بيد أن الجائحة جاءت لتعطل هذا المهرجان الثقافي والمعرض الدولي، كما عطلت مختلف الأحداث، وخلالها حدثت تحولات، كان الكتاب ومعرضه ضحيتها، فبعد استتباب الأمور التي خلفتها الجائحة، اعتذرت «هيئة الثقافة» عن إقامة النسخة الـ19 من معرضها الدولي، التي كان يفترض إقامتها في 2020، فأحيلت لعام قادم، بيد أن الأمر آجل كذلك. وآخر تأجيل هو الذي أعلن قبل أشهر قليلة لما كان مقررًا إقامته في (فبراير 2024)، إذ أكد مدير المعرض الدولي بشار جاسم، في تصريح سابق لـ«الأيام»، أن الهيئة اتخذت هذا القرار «ولا نعلم الأسباب أو المدة المقرر فيها التأجيل»!
ونظرًا للتعقيدات التي تحيط بتنظيم معارض الكتب، والتي تتكشف يومًا بعد آخر، يجيء «معرض المكتبات المحلية للكتاب» ليسد فجوة ثقافية أحدثها غياب معارض الكتب الدولية، وهي فجوة واسعة يحاول هذا المعرض أن يردم جزءًا منها، متطلعًا القرّاء إلى التوسع في المرات القادمة عبر تنظيم معرض أكثر توسعًا، ليغطي جانبًا من النقص الذي أحدثه غياب معارض الكتب، إذ يأمل جمهور الكتاب في توسيع مشاركات المكتبات ودور النشر، والاضطلاع بأدوار ثقافية عبر الفعاليات التي تصاحب المعارض، والتي تلبي تطلعات مختلف الفئات، خاصة الأطفال التي ينبغي استقطابهم بفعاليات خاصة لمشاركة الحدث، وتعزيز علاقتهم بالكتاب كوسيلة رئيسة من وسائل المعرفة والتثقف.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المکتبات المحلیة معارض الکتب مهرجان ا

إقرأ أيضاً:

غباش: التجربة الإماراتية الثرية نموذج متميز في ممارسة الشورى

أبوظبي: «الخليج»
أكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات تمتلك تجربة برلمانية ثرية، استطاعت أن تشكل نموذجاً متميزاً في ممارسة الشورى، حيث تميزت مسيرة المشاركة والعمل البرلماني، بالوعي والحسّ الوطني النابع من إدراك طبيعة المجتمع والدولة، وهو ما تجسد بوضوح بمدى حجم الإنجاز الذي تحقق في ممارسة المجلس لصلاحياته واختصاصاته.
وقال في تصريح، بمناسبة «اليوم الدولي للعمل البرلماني»، الذي يصادف 30 يونيو: إن اليوم الدولي، اعتراف وتأكيد من الأمم المتحدة للدور الفاعل الذي تؤديه البرلمانات، ومسؤولية البرلمانيين في تمثيل الشعوب، وتحقيق تطلعاتهم من أجل إقامة مجتمعات مستقرة آمنة متطورة يسودها الخير وتقودها التنمية.
وأكد أن المجلس الوطني الاتحادي يحرص على مواكبة السياسية الرسمية لدولة الإمارات، وتعزيز التواصل مع شعوب العالم، وبرلماناته، والتعبير عن مواقف الدولة إزاء مختلف الأحداث والقضايا الوطنية والإقليمية والدولية، وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وبناء شراكات برلمانية مميّزة مع المؤسسات الدولية المؤثرة، والمجموعات الجيوسياسية، وتكريس الصورة الحضارية لدولة الإمارات بما يُعزز ويدعم مكانتها وريادتها ويحقق تقدير واحترام دول وشعوب العالم لها.
وقال: إن المكانة الدولية التي حققتها الإمارات، مردود لعمل مشترك وتعاون مستمر بين سلطات الدولة، فالدولة، بكل سلطاتها ومؤسساتها، تحرص على استمرار هذه المكانة وتطورها، عبر مُمكنات عدّة، أبرزها الدبلوماسية الدولية، وفتح آفاق التعاون مع مختلف بلاد العالم، وإبراز دور الإمارات في رسالتها دولةً داعيةً للسلام والتسامح والخير.
وأكد غباش، الدور المهم والفعال للبرلمانيين حيال مختلف القضايا، بما يخدم العمل البرلماني الدولي، لدوره المهم حيال القضايا المصيريةِ المشتركة، كونه المظلة البرلمانية الجامعة لبرلمانات العالم. والبرلمانيون يحملون رسالات شعوبِهم التي تتلاقى وتتكامل فيما بينها عبر منظومة القيم والأخلاقيات الإنسانية التي لا ترتبط بجغرافيا معينةٍ، أو بلغةٍ أو عرقٍ أو دينِ محددٍ، بل هي القيم والأخلاقيات الإنسانية التي أكدت جميع الديانات السماوية والعقائد الأخلاقية، أنها أساس الحضارات وديمومة بقائها ورقيّها.

مقالات مشابهة

  • مهرجان «المانجو 2024» يختتم دورته الثالثة بنجاح
  • القاهرة وموسكو تحتضنان معرضا فنيا مشتركا لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين
  • «السعادة المفقودة» رغم الانتقال من حال إلى حال.. «الاستقرار» و«التنمية».. لماذا لا يرى الناس مكاسب دولة «30 يونيو»؟!
  • الأهلي يختتم تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة طلائع الجيش بالدوري الممتاز
  • «الشعب الجمهوري»: ثورة 30 يونيو أعادت لمصر هيبتها ومكانتها
  • صقر غباش: التجربة البرلمانية الإماراتية ثرية ومتميزة
  • مصدر مطلع : استمرار الأنشطة الثقافية والمهرجانات
  • المعرض الفني الأول لـ “هلا الجردي” في مقهى ورق عتيق الثقافي باللاذقية
  • غباش: التجربة الإماراتية الثرية نموذج متميز في ممارسة الشورى
  • “حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي