أبوظبي – الوطن:

دشن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الأيقونة الفنية الفريدة «ترانسيندنس»، التي تمزج بين التوعية والإبداع، وتخاطب العقول قبل الأبصار بقضايا المناخ والبيئة والاستدامة، وذلك في المنطقة الخضراء لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28»، الذي تتواصل فعالياته حتى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو دبي.

وحضر حفل التدشين مجموعة واسعة من المسؤولين والإعلاميين والفنانين، إلى جانب توافد أعداد كبيرة من المهتمين بالفنون والبيئة والعمل المناخي والاستدامة، حيث أبدوا إعجابهم بفكرة العمل المركبة البسيطة التي تعكس الكثير من الأفكار وتحمل رسائل متنوعة، جميعها تنشد الحد من التغير المناخي وأثر على البيئة.

ويمتاز العمل الفني «ترانسيندنس»، الذي أبدعته المصممة الإماراتية روضة المزروعي، ويأتي على هيئة مكعب تفاعلي بمقاس 4 × 3 أمتار مع مدخل ومخرج، بألواح ثنائية اللون تعكس البيئة المحيطة وتتغير الألوان بتغير الضوء والمشهد، فضلاً عن أن تكوينه يتضمن مواد طبيعية ومستدامة، مما يدلل على أن الفن كان ولا يزال صديقاً للبيئة، ويستطيع إيصال الرسائل العلمية والمعرفية ببساطة لمختلف فئات الجمهور.

ويحمل العمل الإبداعي رسالة تحث على التعايش بين البشر والطبيعة، ويحتوي على لوحة من الطحالب الطبيعية ترمز إلى المرونة والقدرة على التكيف، ولوحة أخرى من المواد النشطة حرارياً يتغير لونها باللمس، وتدلل على التأثير البشري على البيئة المحيطة به، ودوره في تمادي ظواهر التغير المناخي، كما تم تزويده بكاميرا تكشف النشاط الحراري، لتبين كيف يؤثر الحضور البشري والحركة والتفاعل داخل العمل الفني على البيئة المحيطة.

 

لغة الفن

وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن الفن أسرع وسيلة وأنجع طريق لإجراء التغييرات الجوهرية في العالم المحيط، حيث يمتلك الفن لغة عالمية قادرة على بناء الوعي وتشكيل الفكر والتوعية بالقضايا والأزمات والصراعات التي تشهدها الأرض، كما يمكن للفن أيضاً إيصال المعلومة وتوضيح الرسالة للأشخاص بسهولة من خلال الألوان والمواد المستخدمة في التصاميم الإبداعية.

 

دعم العمل المناخي

وأكد العلي أن تدشين «تريندز» العمل الإبداعي الفريد «ترانسيندنس»  يعد جزءاً من أجندة فعاليات وأنشطة المركز الحافلة في مؤتمر «COP28»، والتي تحمل شعار «نتشارك لنصنع مستقبلاً مستداماً بالمعرفة الخضراء»، كما يهدف العمل في المقام الأول إلى دعم العمل المناخي وجهود التنمية المستدامة وتعزيز الوعي البيئي، والتوعية بظواهر التغير المناخي الآخذة في التطرف والحدة، مضيفاً أن «تريندز» يؤمن بأن روح الفن قادرة على عرض حلول لأزمة تغير المناخ من خلال الأعمال الإبداعية.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ «تريندز» إلى أن الفنون تحمل في مكنونها رسائل عدة يمكنها تغيير الكثير في العالم، حيث يمكنها تعزيز الوعي البيئي، والتعريف بمفاهيم الاستدامة، ودعم الجهود المناخية، والحد من البصمة الكربونية، وتجسيد مخاطر التغير المناخي على البشرية، وذلك من خلال الرسائل التوعوية والتحذيرية التي تحملها هذه الأعمال بمختلف صنوفها.

 

مواد مستدامة

بدورها، ذكرت المصممة الإماراتية روضة المزروعي أن العمل الفني «ترانسيندنس»، الذي أبدعته أناملها، يتكون من مواد مستدامة ومُعاد تدويرها معتمدة من قبل مبادرة الأهداف القائمة على العلوم(SBTi) ، لتواكب أحدث علوم البيئة والمناخ، وتعزز أفضل الممارسات العالمية في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة وتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفري لخفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر.

وبينت أن المجسد الفني المبتكر يمتاز بألواح ثنائية اللون تعكس البيئة المحيطة، وتتغير ألوانها بتغير الضوء والمشهد، في دلالة على الطبيعة الديناميكية للبيئة، إلى جانب التصورات المتنوعة للتغيّر المناخي، مضيفة أنها اختارات لوحة الطحالب الطبيعية لمرونتها وقدرتها على التكيف والحياة والنمو وتحمل تقلبات الطبيعة، أما لوحة المواد النشطة حرارياً، التي يتغير لونها باللمس، فتعكس بصمات العصر الحجري وتشير إلى التأثير البشري في البيئة.

 

مشاركة نشطة

إلى ذلك، يواصل جناح «تريندز» المشارك في مؤتمر الأطراف «COP28»، والذي يقع في مركز المعرفة بالمنطقة الخضراء، استقطاب الزوار المهتمين ببحوث المناخ ودراسات الاستدامة والبيئة، حيث زارت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، الجناح، واطلعت على مساهمات المركز في قضايا المناخ والاستدامة.

والتقى فريق «تريندز» معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وسعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ في مؤتمر الأطراف «COP28»، ورئيسة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، حيث تطرق اللقاءان إلى أهمية مساهمة «تريندز» العلمية والبحثية في هذا الحدث العالمي.

كما زار الجناح سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، وأثنى على جهود «تريندز» البحثية والمعرفية والاستشرافية، ومشاركته النشطة في مؤتمر الأطراف «COP28»، إلى جانب زيارة وفد من مجموعة محرم وشركاه لأبحاث السياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، ضم محمد دربالة، النائب الأول للرئيس التنفيذي للمجموعة، وحبيبة هنادم مديرة إدارة السياسات العامة، واطلع الوفد على مشاركة «تريندز» في «COP28»، وثمن جهود المركز الداعمة للعمل المناخي وجهود التنمية المستدامة.

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حسب دراسة.. العمل عن بعد يُعرّض الموظفين “لمخاطر نفسية واجتماعية جديدة”

يوفّر العمل مِن بُعد الذي أصبح عنصرا ثابتا منذ جائحة كوفيد-19 حسنات عدة للموظفين، لكنه يعرّضهم في الوقت نفسه لـ”مخاطر نفسية اجتماعية ناشئة”، بحسب دراسة فرنسية نُشرت الجمعة.

وركّزت الدراسة التي أجرتها دائرة الإحصاء التابعة لوزارة العمل الفرنسية على هذه المخاطر بالنسبة للموظفين المعنيين (26 في المئة عام 2023) والتي “غالبا ما تم تناولها بطريقة مجزأة” حتى الآن، من دون العودة إلى الفوائد المرتبطة بالعمل مِن بُعد كتعزيز الاستقلالية، والحدّ من عناء التنقل بين المنزل ومقر العمل، وإتاحة مواجهة المشاكل الصحية، وسوى ذلك.

واستنادا إلى أبحاث عدة نُشرت عن هذا الموضوع، حددت الدراسة ثلاث فئات رئيسية من المخاطر هي “تباعُد العلاقات الاجتماعية، وتكثيف العمل، وصعوبة تحقيق التوازن بين أوقات الحياة”.

في ما يتعلق بالنقطة الأولى، اشارت الدراسة خصوصا إلى أن البُعد عن الإدارة يمكن أن “يعيق التواصل”، و”يزيد من التوترات المرتبطة بالمراسلات المكتوبة التي تتضاعف من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية أو منصات أخرى” ويمكن كذلك أن يكون لها تأثير مهني لجهة فرص التدريب والمكافآت، وغير ذلك.

كذلك يمكن أن تؤثر المسافة بين الموظفين وزملاء العمل على الديناميات الجماعية، وتؤدي إلى الانعزال وتجعل عمل ممثلي الموظفين أكثر تعقيدا.

وفي ما يتعلق بتكثيف العمل، لاحظت الدراسة أن ذلك “لا يزداد بالضرورة على ما يبدو” في العمل مِن بُعد، لكنّ خطر “الإجهاد الذهني والإرهاق” يمكن أن يكون أكبر، ويعود ذلك خصوصا إلى الإفراط في الاتصال بالإنترنت بهدف العمل، أو حدود الوقت التي قد تكون “أكثر غموضا”. وقد يشعر العاملون مِن بعد أيضا بضرورة العمل أكثر لإظهار التزامهم، وهو ما يُعرف باسم “آليات المساءلة”.

وفي ما يتعلق بالنقطة الثالثة، رأت الدراسة أن العمل مِن بُعد يوفر توازنا أفضل بين العمل والحياة الخاصة من خلال تقليل وقت التنقّل، وإتاحة ساعات عمل مرنة وزيادة الحضور مع الأسرة. لكنّ الدراسة لاحظت أن “هذه النتائج العامة تصطدم بواقع أكثر تعقيدا”، وخصوصا لجهة “تشويش الحدود”، و”خطر إعادة توجيه النساء إلى المنزل، وخصوصا الأمهات”، وزيادة مخاطر العنف المنزلي.

وخلصت الدراسة إلى أن العمل مِن بُعد “يُعرّض الناس لمخاطر نفسية واجتماعية جديدة” وأن آثار التباعد الاجتماعي “موثقة بشكل جيد”، وأن النتائج المتعلقة بكثافة العمل “أكثر دقة”، في حين أن التوازن الصعب بين الحياة الأسرية والمهنية “يتعلق بسياقات معينة ويخص الأمهات بشكل خاص”.

بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مدير الإصحاح البيئي يتفقد بلدية زليتن ويستعرض خطة العمل والتحديات
  • وزيرة البيئة شاركت في مؤتمر في باريس حول الدبلوماسية العلمية
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مقيمًا مخالفًا لنظام البيئة لتلويثه البيئة بحرق مخلفات عشوائية في منطقة مكة المكرمة
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • حسب دراسة.. العمل عن بعد يُعرّض الموظفين “لمخاطر نفسية واجتماعية جديدة”
  • عن المشاكل البيئية التي تواجهها دير الأحمر.. هذا ما أعلنته وزيرة البيئة
  • “البيئة” ترصد هطول أمطار في (8) مناطق والجوف تسجّل أعلى كمية بـ (17.8) ملم في الشقيق بدومة الجندل
  • صادي: “أتمنى أن يكون هذا العيد فرصة لتعزيز التضامن والوحدة بين الجزائريين”
  • نور علي برسالة مؤثرة لـ بسام كوسا: “لاتتركنا وتروح”
  • “البيئة”: (40) محطة رصد تُسجّل هطول أمطار في (9) مناطق وحائل والجوف الأعلى كميةً بـ (11.0) ملم