في ذكراه.. تعرف على جنسية مصمم البيت الأبيض ومشاكله
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
يصادف اليوم ذكرى وفاة الإيرلندي جيمس هوبان مصمم البيت الأبيض مقر الرئيس الفائز بالانتخابات الأمريكية والمركز الرسمي للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقع البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في شارع بنسيلفانيا رقم 1600 بمقاطعة كولومبيا.
ومكانة البيت الأبيض كواحد من أشهر المباني في العالم تعزى إلى انتشار صوره على مواقع الإنترنت وشهرته العالمية.
منذ بدء العمل في بناء البيت الأبيض قبل حوالي 228 عامًا، ارتبط اسمه بالعديد من القصص والأساطير التي تتحدث عن العبيد وأول من سكنه ولونه.
وفقًا لمصادر الأرشيف الوطني الأمريكي، لم تكن الحكومة الأمريكية تمتلك عبيدًا خلال بناء البيت الأبيض، ولكنها استأجرت عددًا من العبيد من أصحابهم ودفعت أجرهم للمساهمة في أعمال البناء.
في البداية، كانت الحكومة تبحث عن عمال أوروبيين للعمل في البناء، لكنها توجهت فيما بعد إلى استخدام العبيد ذوي الأصول الأفريقية بعد الحصول على عدد قليل من العمال الأوروبيين.
واستمرت أعمال البناء لمدة 8 سنوات، وعمل العبيد جنبًا إلى جنب مع العمال البيض.
تعاون الرئيس الأمريكي جورج واشنطن مع المهندس المعماري جيمس هوبان، الذي كان لديه أصول أيرلندية، في وضع التصاميم الأولية للبيت الأبيض.
وبعد حريق العام 1814 الذي ألحق أضرارًا بالبيت الأبيض، تم تعيين هوبان مرة أخرى لإعادة بنائه وترميمه.
تم تنفيذ العديد من الإصلاحات في البيت الأبيض على مر العقود اللاحقة.
في عام 1902، أمر الرئيس ثيودور روزفلت بتجهيزه بالإضاءة الكهربائية، وفي عام 1948، وافق الرئيس هاري ترومان على إجراء إصلاحات بعد اكتشاف أجزاء معينة تشهد تدهورًا.
تاريخ السكن في البيت الأبيض
رغم أن البيت الأبيض اختير بعناية ليصبح مقرًا للرئيس الأميركي، إلا أن جورج واشنطن كان الرئيس الوحيد الذي لم يسكن فيه أبدًا. اكتمل بناء المبنى بعد وفاته بعام واحد.
ومع ذلك، يُعتبر جون آدامز أول رئيس أميركي يسكن في البيت الأبيض، حيث انتقل للعيش فيه قبل اكتمال أعمال البناء.
بالإضافة إلى ذلك، توفي وليام هنري هاريسون داخل البيت الأبيض في عام 1841، وتوفي زاكاري تايلور هناك أيضًا في عام 1850.
يتألف البيت الأبيض من 132 غرفة و35 حمامًا، بالإضافة إلى 412 بابًا و174 نافذة موزعة على 6 طوابق. يعتمد المسؤولون عادةً على 3 مصاعد للتنقل داخل المبنى. كما يحتوي البيت الأبيض على مطبخ قادر على توفير وجبات لحوالي 140 ضيفًا أو مقبلات لنحو ألف زائر.
تم تسمية البيت الأبيض بهذا الاسم خلال الفترة التي سبقت حرب عام 1812، حيث استخدمت الصحف الأميركية هذا الاسم عدة مرات.
ولكن في عام 1901، أطلق الرئيس ثيودور روزفلت رسميًا تسمية البيت الأبيض على هذا المكان الذي كان يُعرف سابقًا بالمقر الرسمي للسلطة التنفيذية وبيت الرئيس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيت الأبيض الانتخابات الأمريكية الحكومة الأمريكية الولايات المتحدة الامريكية البیت الأبیض فی عام
إقرأ أيضاً:
واقعة البيت الأبيض وأبعادها
لن تسقط المشاجرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من الذاكرة السياسية، وستظل مشاهدها الصادمة مدعاة لتقصي أبعاد هذا الحدث ودلالاته، والتساؤل عما يعنيه بشأن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فما حدث مع زيلينسكي في البيت الأبيض يكاد يكون تتويجاً لما حدث سابقاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
كان واضحاً أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي متوترة، ولا تتجه إلى الاتفاق على أي شيء، فالأول، الذي لا يخفي نواياه، صرح بأنه يريد سلاماً ينهي الصراع مع روسيا ويبرم صفقة ضخمة مع كييف حول المعادن النادرة تتمكن من خلالها واشنطن من استعادة مئات المليارات التي قدمتها لدعم التصدي لروسيا، بينما يحاول الرئيس الأوكراني المحافظة على صورته التي رسمتها الدعاية الأوروبية كمناوئ لموسكو ومدافع عن بلده، وهي معادلة لم تعد مجدية، لأن الحرب، التي دخلت عامها الرابع، لم تحقق خلالها أوكرانيا أي شيء عسكرياً، ولكن إذا تم اللجوء إلى المفاوضات، يمكن التوصل إلى حل سياسي يحقن الدماء ويجنب أوروبا حرباً عالمية ثالثة، كما يحذر من ذلك متابعون كثيرون.
وسط هذا الجو المشحون، جاء اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكي وسط شكوك بأن في الأمر مكيدة أو خطة مسبقة أوقع فيها الرئيس الأمريكي ضيفه الأوكراني، من أجل أن يبعث برسائل إلى من يهمه الأمر. وقد كانت ردود الفعل في العالم الغربي مستاءة ومتعاطفة مع زيلينسكي، وجوبهت الإدارة الأمريكية بانتقادات شديدة، باعتبار أن الملاسنة التاريخية بين رئيسين أمام وسائل إعلام خطأ يتنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية، والمعاهدات والمواثيق، التي تنظم العلاقات بين الدول وتضع الضوابط البروتوكولية التي تصون المناصب القيادية العليا للدول، فحتى عندما يلتقي عدوان، يكون اللقاء وفق أطر معلومة تضمن الاحترام المتبادل لكلا الطرفين، وتحفظ الأسرار والرموز للدول.
من الأهداف الأساسية الدبلوماسية وضع الأطر لإدارة الخلافات والتباينات. وما حدث في البيت الأبيض، بدا أنه أقرب إلى خلاف شخصي بين زيلينسكي وترامب مدعوماً بنائبه جي دي فانس، وفي دقائق معدودة أصبحت المشاجرة قضية الساعة، وذهب بعضهم إلى اعتبارها عنوان مرحلة في النظام الدولي، ستكون فيها الصراعات والرغبات والأهواء السياسية مطروحة على الهواء مباشرة ودون أي اعتبار للأعراف والقيم الديبلوماسية.
وما جرى بين ترامب وزيلينسكي كان يفترض أن يتم داخل غرف مغلقة وبعيداً عن وسائل الإعلام، حتى يظل هناك مجال للفعل السياسي واستمرار التواصل، وبما يسمح للطرفين بحث العلاقة المأزومة واستكشاف فرص تهدئة التوتر، والمساعدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا وحفظ الأمن الإقليمي في أوروبا وحفظ أمن جميع الأطراف. ومثلما للدول الكبرى أهداف وخطط، للدول الصغرى والمتوسطة أيضاً مصالح وحقوق في العيش بسلام، دون أن تكون تحت طائلة الابتزاز أو التهديد.
واقعة البيت الأبيض، تؤكد، مرة أخرى، أن العالم مأزوم ويشكو تصدعات مخيفة وكسراً متعمداً لقواعد وسلوكيات حكمت العلاقات بين الدول عقوداً طويلة، وباتت الآن في خطر وأمام تحولات مجهولة العواقب.