روائع عباسية ومملوكية وعثمانية في أثينا.. 12 ألف أثر بمتحف بيناكي للفن الإسلامي
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
في متحف بيناكي للفنون الإسلامية بالعاصمة اليونانية أثينا، يسلط أكثر من 12 ألف عمل وتحفة أثرية الضوء على التاريخ والثقافة الإسلامية من عصور مختلفة.
وتم إنشاء المتحف عام 2004 من مجموعات أثرية تعود لِمُقتني التحف الأثرية اليوناني أنطونيس بيناكيس، الذي ولد في مدينة الإسكندرية شمالي مصر عام 1873.
ويضم المتحف مجموعة واسعة وغنية من التحف الأثرية من عدة مناطق، أبرزها الهند وإيران وبلاد ما بين النهرين والأناضول والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقيا وصقلية وإسبانيا، وكلما صعد الزائر باتجاه الطوابق العليا ازدادت المعروضات تألقا وجمالا، وازدادت تفاصيلها دقة وأناقة، ابتداء من التحف العائدة للعصر الأموي وانتهاء بالتحف العثمانية المختلفة.
ويحظى المتحف بعديد من الأعمال اليدوية التي تعكس الثقافة الإسلامية، والأعمال المصنوعة من السيراميك والذهب والنسيج والخشب والزجاج والصدف ومواد أخرى، وكثير من التحف التركية التي ترجع صناعتها لمدينتي إزنيق وكوتاهية (غرب تركيا)، إضافة إلى أقمشة وسجاد من مدينة بورصة (غرب).
ويضم المتحف كذلك مجلسا لاستقبال الضيوف يعود لأحد أعيان العاصمة المصرية القاهرة، ويعكس بأثاثه ونافورته التي تتوسط الغرفة أسلوب الحياة والفنون التي سادت ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين.
ويلحظ الزائر وجوها عديدة في الرسوم المعروضة تبدو فيها عالمية التاريخ الإسلامي، من الوجوه العربية إلى الصينية، ومن الملامح التركية إلى الملامح الفارسية، ولن يفوت المتأمل بالطبع ملاحظة اختلاف الأزياء والملابس تبعا لاختلاف الأعراق والأعمار.
روائع فنية تاريخية في متحف بيناكي للفن الإسلامي بأثينا (الأناضول) أهمية المتحفوقالت مديرة متحف بيناكي للفنون الإسلامية مينا مورايتي إن "معظم القطع الأثرية المعروضة كانت جزءا من المجموعة الخاصة بمقتني التحف الأثرية اليوناني أنطونيس بيناكيس".
وأكدت مورايتي -لوكالة الأناضول- أن هذا المتحف واحد من أهم المتاحف في اليونان التي تعرض أعمالا أثرية وفنية تنتمي لحضارة أخرى غير الحضارة اليونانية.
وأوضحت أن "متحف بيناكي للفنون الإسلامية متحف مهم للغاية، لأنه يعكس فنون حضارة ومجتمعات ليست بعيدة عن اليونان، ولكنها ذات طابع مختلف تماما".
وذكرت مورايتي أن المتحف يستقبل يوميا عديدا من الزوار المحليين والأجانب القادمين من بلدان مختلفة، فضلا عن شهرته داخل اليونان وأوروبا والعالم.
زخارف وكتابات بحروف عربية على قطع أثرية بمتحف بيناكي للفن الإسلامي في أثينا (الأناضول) مقتنيات عباسية ومملوكية وعثمانيةفي الطابق الثاني تقع الغرفة الرخامية العائدة إلى العصر المملوكي، وتظهر فيها التفصيلات الدقيقة والرسومات والزخارف والنقوش البديعة المرسومة بالألوان الطبيعية، أما المصوغات الذهبية فتدل على ذوق فني رائع ودقة في الصنع قد لا يصل إليها صانعو المجوهرات اليوم، كما تدل على رفاهية كبيرة جعلت أهل عصرها يتفرغون للفنون المختلفة وصناعات الترف.
والرسوم المطرزة على قطع القماش تدل على احتكاك الشعوب المختلفة واختلاطها ببعضها بعضا في ظل العهد الإسلامي، كما تدل على زيادة توجه المسلمين بطبقاتهم المختلفة في العصور العباسية وما بعدها نحو بعض الفنون والحرف، وإن كان ذلك يحوي بعض المخالفات الدينية مثل الغناء ورسم المغنيات وتصوير حالة المتيمين من العشق.
ملابس حربية بمتحف بيناكي للفن الإسلامي (الأناضول)أما الآيات القرآنية المخطوطة على قطع من البردي والمنقوشة على قطع من الذهب الخالص والتي يظهر فيها الخط العربي القديم دون تنقيط أو تشكيل، فهي تنطق بما عاناه المسلمون الأولون من مشقة لحفظ القرآن الكريم وتحسين طرق كتابته وإضافة المحسنات عليها، حتى وصلت إلى صورتها الحالية.
وأدوات الجراحة المعروضة تبدو على قدر كبير من الاحتراف والدقة لإجراء العمليات الجراحية، لكنها أبت إلا أن تكون قطعا فنية لا تقل عن غيرها من القطع جمالا وإتقانا، رغم أن الغاية من صنعها كان التطبيب، ولم يكن صانعوها يتصورون أن تنتهي في المتاحف التاريخية المختلفة.
أما الأدوات القتالية المعروضة فقد جاءت كذلك تحفا فنية كأنما خلقت للفن لا للقتال، خاصة الخناجر العثمانية التي تعمر بالنقوش والألوان والزخرفات البديعة، بحيث يراودك عند رؤيتك أحدها السؤال التالي: كيف كان حاملوها يركزون على القتال ومنازعة الخصوم ويلتفتون عن القطع الفنية الرائعة التي بأيديهم؟
خناجر مزينة بالنقوش والألوان والزخرفات البديعة بمتحف بيناكي للفن الإسلامي (الأناضول)وتقول مورايتي إن "معظم القطع الأثرية التي تعود للعهد العثماني، وخاصة المصنوعة من الأقمشة والسيراميك والمعادن المختلفة، وصلت إلى المتحف في الواقع عن طريق مصر".
وأكدت أن "تلك القطع الأثرية تسلط الضوء على هوية الفن العثماني، خاصة أشكال الزهور المستخدمة، التي طالما شكلت نموذجا مميزا في الأعمال الفنية العثمانية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على قطع
إقرأ أيضاً:
غدا.. الثقافة تحتفي بسيرة "صبري موسى" بمتحف نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ضمن حرص وزارة الثقافة على الاحتفاء بصناع الهوية والرموز الفكرية والإبداعية، تخليداً لأسمائهم وإبراز إنجازاتهم للعالم، و تذكيراً للأجيال القادمة ببصماتهم المتفردة، ينظم متحف نحيب محفوظ -تكية أبو الذهب- التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية معرض ومؤتمر "الأديب الكبير صبري موسى.. سيرة متجددة " بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء ورجال الإعلام، ظهر غداً الأحد الموافق ١٩ يناير.
يشارك في الفعالية نخبة من الباحثين وأساتذة الأدب والنقد: دكتورة حسين حمودة، د. شريف الجيار، د. أحمد بلبولة، ودكتورة عفاف طلبة، عبد الله جاد، د.ثناء هاشم، و دكتور عايدي علي جمعة، الكتاب والصحفيين: أيمن الحكيم، حسين عثمان، إيهاب الحضري، محمد بغدادي، جابر بسيوني، عائشة محمد عز العرب،شاهندة الباجوري والمنتج السينمائي حسين القلا، بالإضافة إلى مشاركة من الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان (زوجة الراحل الكبير)،كما تشارك عائلته فى الإحتفال بجانب مجموعة متنوعة من المثقفين وتلاميذه.
أعد المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر الكاتب الصحفي "طارق الطاهر" المشرف على المتحف بعنوان "رحلة الكاتب الكبير صبري موسى بخط يد كبار المثقفين والأدباء"، ويضم الإهداءات التي وجهت لصاحب "فساد الأمكنة"، وكذلك شهادات التقدير التي حصل عليها.
الأديب "صبري موسى" كاتب، روائي، صحفي و سيناريست، ولد بمحافظة دمياط في ١٩ فبراير ١٩٣٢. عمل مدرساً للرسم، ثم صحفياً في جريدة "الجمهورية"، وكاتباً متفرغاً في مؤسسة "روزاليوسف" وعضواً في مجلس إدارتها، ثم عضواً في "اتحاد كتاب العرب" ومقرراً للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.
تُرجمت أعماله لعدة لغات، منها: سيناريو "قنديل أم هاشم"، "البوسطجي"، "الشيماء"، "قاهر الظلام"، "رغبات ممنوعة"، "أين تخبئون الشمس".. بجانب العديد من الروايات منها "حادث نصف المتر"، "فساد الأمكنة"، "السيد من حقل السبانخ"، "أدب الرحلات"، "فساد الأمكنة"، " رحلتان في باريس واليونان". والقصص القصيرة: "القميص"، "وجهاً لظهر"، "حكايات صبري موسي"، " مشروع قتل جارة". وقد حصل على العديد من الجوائز منها، جائزة الدولة عام ١٩٦٨، جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام ١٩٧٤، وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام ١٩٧٥. جائزة "بيجاسوس" الدولية من الولايات المتحدة الأمريكية الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة الانجليزية عام ١٩٧٨. وسام الجمهورية للعلوم والفنون عام ١٩٩٢. جائزة الدولة للتفوق عام ١٩٩٩. جائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٠٢.
رحل "موسى" عن عالمنا في ١٨ يناير عام ٢٠١٨ عن عمر يناهز ٨٦ عاماً من الإبداع والعطاء.