في مثل هذا اليوم الموافق ٨ ديسمبر استشهد القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء ،  وكان أبوه كبير قسوس الإسكندرية ، اسمه ثاؤدسيوس ، واسم أمه صوفية ، وكانا خائفين من الله كثيرا ولم يرزقا ولدا . 

 

 

فلما كان الخامس من شهر أبيب وهو عيد القديسين بطرس وبولس ، ذهبت أمه إلى الكنيسة ، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن ، فحزنت جدا وبكت ، وسالت السيد المسيح بدموع إن يرزقها ولدا، وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس واعلماها إن الرب قد قبل صلاتها ، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس ، وأمرها إن تمضي إلى البطريرك ليباركها ، فلما استيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الاب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه إن يصلي من اجلها فصلي وباركها 

 

 

 وبعد قليل رزقت القديس بطرس ، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي ، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية ، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد ، ثم كرسه اغنسطسا فشماسا ، وبعد قليل قسا وصار يحمل عنه كثيرا من شئون الكنيسة ، وتنيح البابا ثاؤنا بعد إن أوصى إن يكون الاب بطرس خلفا له ، فلما جلس علي الكرسي المرقسي ، استضاءت الكنيسة بتعاليمه 

 

وكان في انطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس علي الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان ، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك ، فاتت بهما إلى الإسكندرية ، وقد حدث وهي في طريقها إن هاج البحر هياجا عظيما ، فخافت إن يموت الولدان غرقا من غير عماد ، فغطستهما في ماء البحر وهي تقول "باسم الاب والابن والروح القدس" ، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد علي جبهتي ولديها ، عندئذ هدأ البحر ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها ، وفي ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية ، فكان كلما هم الاب البطريرك بتعميدهما ، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات ، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر ، فتعجب ومجد الله قائلا "هكذا قالت الكنيسة ، انها معمودية واحدة" .

 

 

 

وفي أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف ، فنصحه القديس بطرس كثيرا إن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل ، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة ، واتصل بالملك مكسيميانوس الوثني ، إن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الإلهة ، فحنق جدا وامتلأ غيظا ، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه ، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب ، ودمروا اغلب البلاد المصرية ، ونهبوا الأموال ، وسلبوا النساء والأطفال ، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين آلفا ، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس ، ثم عادوا إلى الإسكندرية ، وقبضوا علي الاب البطريرك وأودعوه السجن ، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن ، يريدون إنقاذه بالقوة ، فخشي القائد المكلف بقتله إن يختل الأمن العام ، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد ، فلما رأي القديس ذلك أراد إن يسلم نفسه للموت عن شعبه ، واشتهي إن ينطلق ويصير مع المسيح بدون إن يحدث شغب أو اضطراب بسببه ، فأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم إن يثبتوا علي الإيمان المستقيم 

 

 

 فما علم اريوس المجدف إن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم ، استغاث إليه بعظماء الكهنة إن يحله فلم يقبل وأعلمهم إن السيد المسيح قد ظهر له هذه الليلة في الرؤيا وعليه ثوب ممزق ، فأساله "من شق ثوبك يا سيدي ؟" فأجابه إن اريوس هو الذي شق ثوبي، لأنه فصلني من أبى فحذار إن تقبله ، وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرا وأشار عليه إن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين ، فذهل القائد من شهامة الاب ، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا ، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس كاروز هذه الديار ، وهناك جثا علي ركبتيه وطلب من الله قائلا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان ، وختام سفك دماء المسيحيين ، فاتاه صوت من السماء سمعته عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان ، يقول "امين" ، أي يكون لك كما أردت ، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه المقدس وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث ، فأخذوه الجسد  والبسوه ثياب الجبرية وأجلسوه علي كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته ، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو إن يجلس ، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه علي الكرسي إحدى عشرة سنة ، 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط إلى الإسکندریة القدیس بطرس

إقرأ أيضاً:

السبت المقبل .. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنظم احتفالية الصحافة والدوريات القبطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن المتروبوليت جيورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان عن تنصيب المطران نيقوديموس متروبوليتًا على إبراشية نيجيريا وذلك تحت  بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا البابا ثيودروس، في كاتدرائية كنيسة قيامة الرب بمدينة لاغوس.

ونقل المتروبوليت جيورجيوس للمتروبوليت نيقوديموس تمنيات وبركات والمحبة الأبوية،  للبابا البطريرك ثيودروس الثاني، وذلك خلال القداس الالهي مؤكداً أنه أرسل إلى نيجيريا كاهناً عمل بجد إلى جانب البطريرك في الإسكندرية في أيام صعبة ولكنها مشرقة ومبدعة والذي عانى لسنوات عديدة مع الجماعة في ألمانيا وجنوب أفريقيا. وهو الآن في نيجيريا، سيعمل بنفس القدر من الجدية لقيادة الكنيسة الأرثوذكسية في أكبر دولة في أفريقيا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان. ناصحًا له بالتركيز دائمًا على المؤمنين وتعليم الشباب. وتعليم الأطفال الصغار وبشكل عام احتياجات المجتمع المحلي وتحديات العصر. وشكر جميع الحاضرين، وتمنى للمتروبوليت الجديد كل التوفيق.

بعد ذلك، في كلمته شكر المتروبوليت الجديد غبطة البابا البطريرك ثيودوروس على الحب الذي أحاط به خلال سنوات خدمته في البطريركية قريبًا منه كسكرتير عام للمجمع المقدس وكأسقف مساعد لغبطته، وعلى الشرف الكبير لانتخابه مطرانًا على نيجيريا.

وأكد المطران الجديد في كلمته: "إنني لا آتي كمعلم لكم، بل كعامل في كرم المسيح، مكرس لحماية الاستمرارية الروحية وبناء الشعب الأرثوذكسي في نيجيريا. بإجلال عميق وإحساس بالواجب العالي، فأنا أخلف رئيسًا هرميًا ذا نطاق واسع، الطوباوي الذكر المطران ألكسندر، الذي كرّس حياته لإنشاء هذه الكاتدرائية والمركز التبشيري. كما أشكر أعضاء المجمع المقدس في بطريركية الإسكندرية الذين قبلوا بتصويتهم الكريم انتخابي".

حضر القداس الإلهي ومراسم التتويج رجال الدين من أبرشية نيجيريا، وممثل أبرشية الروم الكاثوليك في لاغوس ومن الطوائف الأخرى، و أناستاسيوس ليفنتيس المفوض السامي الفخري لجمهورية قبرص لدى نيجيريا.

وفي المساء، أقيم حفل استقبال للضيوف الرسميون ورجال دين وعائلة المتروبوليت في أحد الفنادق اللبنانية الأرثوذكسية المعروفة.

وقبل حفل الاستقبال تلقى المتروبوليت جيورجيوس تهاني ملك نيجيريا فريدريك أوباتيرو أكينرونتان، وأجرى معه محادثة استمرت بضع دقائق

 

 

 

 

 

 

 

449318934_1500297737229430_3621072315576950823_n 449514293_1500299587229245_4105060592702444231_n 449589023_1500300190562518_7955339067910590365_n 449627834_1500298390562698_1146467419337338148_n 449782057_1500298790562658_6582374980228602039_n 449819918_1500298517229352_3533990825513065713_n

مقالات مشابهة

  • السبت المقبل .. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنظم احتفالية الصحافة والدوريات القبطية
  • الفاتيكان يحظر الوشم وثقب الجسم عن العاملين في كاتدرائية القديس بطرس
  • انطلاق صلوات عيد استشهاد الأنبا موسى الأسود بكنيسة السيدة العذراء بالمنصورة
  • نشاط مكثف لأساقفة الكنيسة بالتزامن مع الأسبوع الثاني من صوم الرسل
  • الكنائس الكاثوليكية تحتفل بتذكار الرسولين المعظمين بطرس وبولس
  • "الأرثوذكسية" تحتفل بذكرى استشهاد القديس تيموثاؤس المصري
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا القديس كردونوس الرابع
  • الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس بلاجيوس الصبي الشهيد
  • الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين بطرس وبولس
  • من قاطع طريق إلى قديس.. تعرف على القديس موسى الأسود