البوابة نيوز:
2024-10-02@02:54:06 GMT

كيف تملُك العالم؟

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

منذُ قرون.. أكدَّ المؤرخُ والسياسيُّ الفرنسيُّ "فرانسوا جيزو" أن الأشخاصَ ذوي الشخصيةِ الإيجابيةِ هم مَنْ يمتلكونَ العالمِ، في إشارةٍ منهُ إلى أهمية الإيجابيةِ في سلوكِ الفردِ، باعتبارِ أنَّ مفهومَ الإيجابيةِ يُعدُ بمثابة الطاقة الجبارة المُحركة للسلوك، حيثُ تجعلُ الشخصَ مقبلًا على الحياةِ محطمًا لكافةِ العوائقِ والتحدياتِ، منجزًا لكل أعمالِه، محققًا معظمَ أهدافِه في الحياة.

ويشملُ مفهومُ الإيجابيةِ عدةَ مكوناتٍ ذات قيمةٍ، وتأثيرًا ذا دلالة في شخصيةِ الفردِ، مثل: التفاؤل والثقة في النفسِ والتفكير في الجوانبِ المضيئةِ، وعدم الركونِ للأفكارِ الآليةِ السلبيةِ التي تدعو إلى عدم الاكتراثِ والعزوفِ عن المشاركةِ في البناء.

ولكي تستطيعَ أنْ تملكَ العالمَ لابدَّ أنْ تتمسكَ بالإيجابيةِ في التصرفاتِ والسلوكياتِ، ولعلَّ مَا ستقدمُ عليه مصرُ خلالَ الساعاتِ القليلةِ القادمةِ من انتخاباتٍ رئاسيةٍ؛ تتطلبُ منَّا جميعًا أن نجسدَ فِيهَا معنى قيمة الإيجابيةٍ في سلوكِنَا، فالمشاركةُ في هذا العُرسِ الديمقراطيّ الكبير له نتائجُ عظيمةٌ تستحقُّ منَّا أن نبذلَ من أجلهِ الجهدَ والوقتَ.

فالمُشاركةُ الإيجابيةُ في هذا الحدثِ من شأنِها أنْ تحققَ الديمقراطية، وتؤثرُ على السياساتِ واتخاذ القراراتِ، وتعززَ المشاركة المدنية، والهدفُ الأسمى، هو الحفاظ على استقرار البلاد في توقيت هو الأهمُّ بل الأخطر وسط ما تمرُّ به المنطقة والعالم بأسرِه من توترات وصراعات كان لها عظيم الأثر على الجميع. وحل هذا التوتر ومجابهة هذه القلاقل هو الإيجابية؛ التي ستؤدي حتمًا لاختيار القائد القادر على استكمال مسيرة التقدم والنمو والاستقرار.

واسمحوا أن أدعوَ الجميعَ إلى النظرِ بمنتهى الموضوعيةِ والتجرد لمختلف قطاعاتِ التنميةِ في مصرَ؛ لنجدَ ما تقوم به الدولةُ المصريةُ من مشروعات عملاقة تستحق منا جميعًا أن نبذل من الوقت بضعَ دقائقَ ومن الجهد الشيء اليسير للحفاظ على مقدراتِ هذا الشعبِ العظيمِ ولاستقرار هذه الأمة، ولاستكمال هذه الإنجازات ونمو وتطور هذه الكياناتِ الضخمةِ التي يملكها شعب مصر العظيم، وبإيجابيته سيتمكن حتمًا من امتلاكِ العالمِ بأسرِه.

إن الحشدَ الشعبيَّ لمختلفِ طوائفِ المصريين أمام اللجان الانتخابية، سيؤكدُ للعالمِ كلِّه أنَّ المصريين لديهم من الوعي ما يمكِّنهم من التغلبِ على مختلفِ التحدياتِ والمخاطر، وسنصدرُ للعالم كله صورةً يملؤها الحضارةُ والتقدمُ والفكرُ المستنيرُ لشعبٍ له تاريخٌ مُشرِّف ضاربٌ بجذورِه في أعماقِ الزمن، كما سيعكس إيمان المصريين وإدراكهم لمفهوم صراع "الإقدام- الإحجام" حيث أن الإقدام والمشاركة في الانتخابات ستحقق الاستقرار، بينما الإحجام عنها سيؤدي إلى عدم الاستقرار. 

حفظَ اللهُ مصرَ وشعبَها من كل مكروهٍ وسوء 

 * رئيس جامعة السويس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شعب مصر العظيم

إقرأ أيضاً:

«الأيكوفوبيا: مفهوم الرفض تجاه الوطن والثقافة المحلية»

لطالما حيرني هذا النقد الذي أجده قاسيا أحيانا منا كعمانين لبلادنا، سياستها ومرافقها وثقافتها، وكنت أعتقد أن هذا السلوك الذي يصل لجلد الذات عند البعض حصرا علينا نحن، حتى بدأت ألحظ في شبكات التواصل الاجتماعي أن الجميع يمارس هذا السلوك وبشكل أقسى بكثير منا، حتى وقعت منذ أيام على مصطلح (الأيكوفوبيا) الذي يفسر هذه الظاهرة، والذي يعني النفور أو الخوف من البيئة المنزلية أو الثقافية الخاصة بالفرد. والذي يعكسه المثل الإنجليزي الدارج (المراعي دائما أكثر اخضرارا في الجهة الأخرى) وكلمة (الأيكوفوبيا) وفقا لموقع (ويكيبيديا) أصلها يوناني وتتكون في الواقع من كلمتين «أويكوس» وتعني المنزل، و«فوبيا» وتعني الخوف.

من الناحية النفسية، يمكن أن تشير الأيكوفوبيا وفقًا للموقع ذاته إلى حالة من النفور أو الاضطراب العاطفي تجاه المنزل أو البيئة الأسرية. قد يكون هذا الخوف ناتجًا عن تجارب سلبية عاشها الشخص في محيط الأسرة.

أما في السياق الثقافي والسياسي، فقد استخدم الفيلسوف البريطاني روجر سكروتون هذا المصطلح في كتابه «إنجلترا والحاجة إلى الأمم» ليصف الرفض المتزايد للثقافة الوطنية والقيم المحلية من قبل بعض الأفراد. وفقًا لسكروتون، تمثل الأيكوفوبيا نقيضًا للـ«زينوفوبيا» (رهاب الأجانب)، حيث إنه بدلا من الخوف من الثقافات الأجنبية، يتبنى الأفراد موقفًا عدائيًا أو متشددًا تجاه ثقافتهم الأصلية. قد يظهر هذا في شكل انتقاد مفرط للتقاليد والقيم الوطنية أو التقليل من شأن إنجازات الوطن.

في النقاشات السياسية، يُستخدم المصطلح غالبًا لوصف أولئك الذين يبدون عدم الولاء أو الرفض للقيم الثقافية والاجتماعية لبلدانهم. يُنتقد هؤلاء الأشخاص على أنهم ينحازون دائمًا للأفكار والقيم الأجنبية على حساب ثقافتهم الأصلية، أو ما يسمى عند إخواننا المصريين بعقدة الخواجة.

هذا الرفض نراه حتى على صعيد رفض المنتجات المحلية التي قد تكون أعلى جودة، لصالح المنتجات المستوردة، ونراه على مستوى التوظيف، والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة، نراه في تخلينا عن لهجاتنا المحلية، ويمكن له إذا لم نعِ أبعاده أن يشوه هويتنا، ويهدد أمننا الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي، لهذا تعمل الدول على تعزيز روح المواطنة لدى الناشئة، وتعزيز انتمائهم وولائهم واعتزازهم بهذه الهوية، حماية لمنجزاتها وقيمها.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • حلقة تدريبية تؤكد أهمية غرس مفهوم المواطنة وتعزيزها عالميا
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • احتفال القدّيس جيروم
  • وكيل إفريقية النواب: العالم منبهر بنجاحات المصريين ودعمهم لسياسات السيسي داخليًا وخارجيًا
  • الدبيبة: أبارك الخطوات الإيجابية التي صححت الوضع بمصرف ليبيا المركزي
  • أطباء ينصحون المصريين: الحفاظ على مستوى الكولسترول ضرورة لصحة القلب
  • تنفيذ 3 دورات بالغربية والبحيرة حول البدائل الإيجابية الآمنة للحد من الهجرة غير الشرعية
  • «الأيكوفوبيا: مفهوم الرفض تجاه الوطن والثقافة المحلية»
  • فيفا يكشف عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 التي ستقام في أمريكا