مستشار الرئيس الفلسطيني: حقوق الإنسان منتهكة ومستباحة في بلدنا
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أكد د. محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطينى وقاضى القضاة، أن حقوق الإنسان منتهكة ومدمرة ومستباحة فى فلسطين، مطالباً المجتمع الدولى بأن يكون صادقاً مع نفسه ولا يكيل بمكيالين والشعب الفلسطينى لا يطلب منه سوى العدالة، فالفلسطينيون مسلمين ومسيحيين لا يستطيعون ممارسة حقوقهم فى أداء العبادات، وجنود الاحتلال يرهبون الأطفال ويقطعون طريقهم للمدارس ويفتشون حقائبهم المدرسية.
ما تعليقك على الأوضاع فيما يخص حقوق الإنسان بفلسطين؟
- حقوق الإنسان الآن منتهكة ومدمرة تماماً ومستباحة فى فلسطين، ولا يوجد أى احترام لحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة، وهذا يحدث تحت مرأى ومسمع دول العالم، فالمستشفيات تقصف وتُباد بمن فيها، ومراكز الإيواء التى يحتمى بها الأطفال تدك بلا رحمة، فلا يوجد أى احترام لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلى، حتى أداء العبادات لمختلف الأديان منتهكة، فالحق فى العبادة غير موجود لدى قوات الاحتلال الإسرائيلى، فالمواطن الفلسطينى المسلم لا يستطيع أداء العبادة فى المسجد بحرية، وهذا حق مهم من حقوق الإنسان، كذلك الفلسطينى المسيحى أيضاً لا يستطيع أن يؤدى عبادته فى كنيسته بحرية، بسبب الانتهاك الإسرائيلى لحقوقه الإنسانية.
د. محمود الهباش: جنود الاحتلال يُرهبون الأطفال ويقطعون طريقهم للمدارس ويفتشون حقائبهمماذا عن انتهاك حقوق الإنسان فيما يخص أطفال فلسطين؟
- حقوق الطفل الإنسانية منتهكة بالكامل، فالأطفال تحت القصف حتى فى الأماكن التى يأوون لها، فلا حق لهم فى الحياة ومن يحيا منهم فلا حق له فى الغذاء أو الشرب أو التعليم أو العلاج، فجميعنا شاهدنا القصف المتعمد للمستشفيات ومراكز الإيواء التى تضم الأطفال، حتى الرضع، ممن لا حول لهم ولا قوة، وبعيداً عن القصف جنود الاحتلال يوقفون الأطفال فى طريقهم لمدارسهم ويقومون بتفتيش حقائبهم المدرسية ويقومون بإرهابهم بل ويأمرونهم بالوقوف ورفع أيديهم على جدار الحائط، فى مقابل صمت دولى عارم، فلا يوجد أى احترام لحقوق الإنسان ومبادئها فى القانون الدولى فى فلسطين، فكيف للعالم أن يحتفى باليوم العالمى لحقوق الإنسان، بينما حقوق الإنسان منتهكة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.
ما تعليقك على حرمان الفلسطينيين من اللوجيستيات الأساسية للحياة؟
- حسب القانون الدولى الذى ينظم حقوق الإنسان، قطع الماء والكهرباء والدواء عن المدنيين يعتبر جريمة حرب، ولذلك ما يتم الآن فى الأراضى الفلسطينية هى جرائم حرب مكتملة الأركان، وليست بحاجة لتحقيق لأن الانتهاك معلن على الهواء مباشرة على مرأى ومسمع العالم كله، فاليوم يمضى شهران منذ العدوان الإسرائيلى الهمجى على الشعب الفلسطينى، ولم يتغير شىء، بل تزداد الأمور سوءاً ويزداد العدوان ضراوة وشراسة وتصعيداً، والحقيقة أن الاحتلال الإسرائيلى أخذ الضوء الأخضر الكامل من الإدارة الأمريكية للمضى قدماً فى هذا العدوان، ونحن لا نزال نتحدث مع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى بلغة المبادئ والقيم والقانون الدولى، وكل هذا لا يقدم ولا يؤخر فيما يخص وقف العدوان، ونطالب بتغيير اللغة بلغة أخرى قائمة على المصالح التى تخص الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدول العربية، وحينها فقط عندما تشعر الولايات المتحدة أن الأمور تغيرت وأن المصالح قد تتضرر، يمكن أن نشهد تحولاً بموقفها وتضغط على إسرائيل لوقف العدوان.
بماذا تطالب السلطة الفلسطينية المجتمع الدولى فى تلك الذكرى؟
- نريد من المجتمع الدولى أن يكون أميناً مع نفسه ومخلصاً للمبادئ التى أقرها وطالب الجميع بالالتزام بها وتطبيقها، وأن يكون المجتمع الدولى أميناً مع القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وأميناً مع إعلان حقوق الإنسان واتفاقية جنيف، ونطالب المجتمع الدولى بأن يكون صادقاً مع نفسه ولا يكيل بمكيالين ويكيل بمكيال واحد ويقيم العدالة بين الناس، ولا نطالب ولا نرغب بأكثر من العدل والعدالة.
قنبلة نوويةشاهدنا جميعاً الوزير الإسرائيلى يطالب بشكل علنى وصريح بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وشاهدنا وزير الدفاع الإسرائيلى يقول على شاشات التليفزيون إنه أمر بقطع الماء والكهرباء والغذاء عن قطاع غزة، وهذا يعنى اعترافاً منه بارتكاب جريمة حرب بشكل علنى، فأين المجتمع الدولى؟ وأين حقوق الإنسان؟ وأين المنادون بها؟ هذا بجانب أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو معروف أن برنامجه يقوم على رفض وإنكار حق الشعب الفلسطينى للحصول على دولته ولا يؤمن بأى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين، وكان من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو ولا يزال وبنى كل برنامجه السياسى على إدارة الانقسام الفلسطينى وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشعب يتعرض لحرب إبادة
إقرأ أيضاً:
حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة
قلق حيال تزايد نفوذ " أوليغارشية التكنولوجيا"على البيانات الشخصية والتلاعب بحياة الناس
جنيف"وكالات": أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم عن قلقه البالغ من "التحول الجذري" في توجّهات الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، منددا بـ"السلطة المطلقة" لـ"أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين".
وعبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلق عميق بسبب "تحول جذري" في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وتابع قائلا "يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.وقطعت إسرائيل مثل الولايات المتحدة صلتها بالمجلس وعللت ذلك بأنه منحاز ضدها.
وفي خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجّه تورك انتقادات تعد الأقوى التي تصدر عنه حتى اللحظة للتحوّلات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وقال "كان لدينا دعم من الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بحقوق الإنسان على مدى عقود طويلة". وأضاف "أشعرالآن بقلق بالغ من التحول الجذري في التوجهات محليا ودوليا".
وأوضح أن "السياسات الهادفة لحماية الناس من التمييز باتت تصنّف الآن على أنها تمييزية"، من دون أن يأتي على ذكر ترامب بالاسم.
وقال "تم إلغاء التقدّم الذي تحقق في ما يتعلق بالمساواة المرتبطة بالنوع الاجتماعي. يحمل التضليل والترهيب والتهديدات، خصوصا تجاه الصحافيين والموظفين الحكوميين، خطر تقويض عمل الإعلام المستقل وأداء المؤسسات".
وتابع تورك "يُستخدم خطاب مثير للانقسامات للتشويه والخداع وإثارة الاستقطاب.. يولّد ذلك الخوف والقلق في أوسط كثيرين" مؤكدا أن مكتبه سيواصل "تاريخنا الطويل في التواصل البنّاء بشأن هذه القضايا وغيرها".
ولم تشارك الولايات المتحدة في الجلسة، بعدما وقّع دونالد ترامب مرسوما بسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.
- "غير منتخبين" -
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، وقّع ترامب 79 أمرا تنفيذيا بشأن مسائل تتراوح من السياسة الخارجية إلى حقوق المتحولين جنسيا.
وفي ظل امتلاك حزبه الجمهوري غالبية ضئيلة فقط في الكونغرس وسعيه للتحرك سريعا لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، أصدر ترامب مراسيم تستهدف التجارة والحقوق المدنية والوظائف الفدرالية.
وعيّن مالك "إكس" و"تيسلا" إيلون ماسك رئيس ما أطلق عليها "إدارة الكفاءة الحكومية" "دوج" موكلا إياه مهمة خفض التكاليف.
وفي هذا الصدد، عبّر تورك عن قلقه حيال تزايد نفوذ "حفنة من أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين" قادرة على الوصول إلى البيانات الشخصية للناس، من دون أن يذكر اسم ماسك.
وفي تصريحات لا تقتصرعلى الوضع في الولايات المتحدة فحسب، حذّر مفوض الأمم المتحدة من أن أوليغارشية التكنولوجيا "يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وظروفنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا. يعرفوننا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. ويعرفون طريقة التلاعب بنا".
وحذّر من أن "أي شكل من أشكال السلطة غير المنظّمة يمكن أن يؤدي إلى الاضطهاد والإخضاع وحتى الطغيان: قواعد اللعبة التي يستند إليها المستبدون".ودعا دول العالم إلى "التأقلم سريعا" لمواجهة هذه التطورات.
وقال "على الدول تأدية واجبها المتمثل بحماية الناس من السلطة المطلقة والعمل معا لتحقيق ذلك".
من جهته، قدّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التراجع في عمليات التحقق من المنشورات وإدارة المحتوى على بعض الشبكات الاجتماعية يهدد بـ"الحد من حرية التعبير"، متخذا وجهة نظر معاكسة لإيلون ماسك ومارك زاكربيرغ، بعد إعلان رئيس "ميتا"، وهي الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، التخلي عن برنامج تقصي الحقائق في الولايات المتحدة.
كذلك، انضم جيف بيزوس، مؤسس أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "بلو أوريجين" للفضاء، علنا إلى مواقف ترامب.وعلى غرار "ميتا"، انضم إلى الهجوم على سياسات "التنوع والمساواة والإدماج".
- روسيا والصين -
ولا يقتصر هذا الهجوم على الولايات المتحدة.وقال تورك "بشكل عام، أشعر بالقلق إزاء عودة ظهور أفكار سامة حول الذكورية في بيئات معينة. من الأنظمة الاستبدادية إلى الديموقراطيات، تُحرم النساء والفتيات من حقوقهن بطرق متعددة".
في الوقت نفسه، تستمر انتهاكات القانون الإنساني الدولي في كل أنحاء العالم فيما تتزايد الصراعات، من غزة إلى أوكرانيا مرورا بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أضاف.
وأشار إلى أن الحريات مهددة أيضا بسبب الهجمات ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، مثل روسيا حيث "اعتُمدت قوانين صارمة لخنق حرية التعبير".كما جدّد المفوض السامي التعبير عن "مخاوفه البالغة" بشأن الوضع في الصين، خصوصا في التيبت وشينجيانغ.
ومنذ توليه السلطة في 20 يناير، أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتفكيك وإيقاف برامج لدعم التنوع والمساواة والشمول في مؤسسات اتحادية وفي القطاع الخاص. كما أوقف برامج الوكالة الأمريكية للتنمية 90 يوما لحين مراجعة إدارته لمدى مناسبتها لسياسة "أمريكا أولا".
وسيتفاقم نقص التمويل المزمن الذي يعاني منه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية. وتبرعت الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليون دولار العام الماضي وهو ما يوازي نحو 15 بالمئة من المساهمات الإجمالية التطوعية في 2024.
وقال تورك "التخفيضات الكبيرة لشبكات الأمان الاجتماعي المحلية وتمويل ملفات تغير المناخ والمساعدات الأجنبية انتكاسة ضخمة لحماية حقوق الإنسان ولمنع الصراعات وللاستقرار العالمي".
وفي مراجعته لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، حذر تورك من خطر انهيار جوهر نظام دولي، قال إنه أرسى استقرارا غير مسبوق، في وقت يشهد فيه العالم احتدام 120 صراعا.كما تطرق إلى مخاوف تتعلق بقوانين الأمن القومي التي تقلص مساحة العمل المدني في هونج كونج وقال إنه سيثير هذا الأمر وملفات أخرى مثل شينجيانغ والتبت مع السلطات الصينية.