الدكتور أيمن الرقب يكتب: غزة بلا حقوق
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
فى العاشر من ديسمبر يحتفل العالم بالذكرى السادسة والسبعين لحقوق الإنسان، الذى سبقه ما صرح به قبل أيام فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى عشية انهيار الهدنة الإنسانية وتجدد الحرب على غزة «الاستئناف الوحشى للأعمال العدائية فى غزة وأثرها المروع على المدنيين، يؤكد مرة أخرى الحاجة لوقف العنف، وإيجاد حل سياسى قائم على الأساس الوحيد طويل الأمد، وهو الاحترام الكامل لحقوق الإنسان للفلسطينيين والإسرائيليين».
كلمات المفوض العام لحقوق الإنسان تشخص الأحداث فى قطاع غزة، وينسى ما عاناه الشعب الفلسطينى خلال خمسة وسبعين عاماً من الاحتلال وإهدار حقوق الشعب الفلسطينى، ويحاول أن يرضى الاحتلال أمام عجز هذه المؤسسات الدولية لوقف الحرب على شعبنا الفلسطينى الذى يُقتل منه الأبرياء من الأطفال أمام مرأى ومسمع من العالم، ويساوى بين الضحية والجلاد.
فى القرن الحادى والعشرين نجد دولاً تدعى دفاعها عن حقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تدعمان الاحتلال الإسرائيلى بأسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض، والأسلحة الحديثة التى يرتكب بها الاحتلال الجرائم تلو الجرائم ضد شعبنا.
ومن نماذج إهدار حقوق الإنسان حتى لضيوف المؤسسات الدولية هو فيلم الاحتلال الإسرائيلى بإلغاء إقامة منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة السيدة لين هاستينغز، وذلك بسبب رفضها تبنى الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هذا السلوك يؤكد نهج الغطرسة الإسرائيلية، وإصرارهم على فرض روايتهم الكاذبة على العالم، ومن يخالفهم الرأى يصنف على أنه معادٍ للسامية ويبدأ الهجوم عليه، وذلك للتغطية والتعمية عما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية فى فلسطين.
ما حدث مع السيدة لين حدث سابقاً مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد جوتيريش الذى رغم إدانته قتل المدنيين من كلا الطرفين، إلا أن هذا لم يشفع له عندما اعتبر ما يحدث فى غزة هو إبادة جماعية لشعب داخل سجن كبير.
وهذا ما يفسر تصريحات المدعى العام للجنائية الدولية كريم خان، الذى تبنى الرواية الإسرائيلية عندما تمت دعوته لزيارة الاحتلال ومستوطنات الغلاف واعتبر ما حدث يوم السابع من أكتوبر جريمة حرب ارتكبتها المقاومة الفلسطينية، ولم يكلف نفسه ليزور قطاع غزة أو حتى يشاهد ما يحدث بها من جرائم ضد الإنسانية ولم يتطرق لها، وحتى لم يتطرق لما يحدث من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه فى الضفة الغربية.
هذا بعض السلوك العام الإسرائيلى ضد المؤسسات الدولية، فما بالنا ونحن نتحدث عن سلوك مضاد للإنسانية وحقوق الإنسان فى فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، وما يشجع الاحتلال على ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية هو الدعم الغربى والأمريكى اللامتناهى للاحتلال، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية للدفاع عن الاحتلال ووصف ما يقوم به من جرائم هو للدفاع عن النفس، وآخرها ما قاله الناطق باسم الخارجية الأمريكية ميلز، الذى قال إنه لا يوجد دليل على تعمد الاحتلال قتل المدنيين فى قطاع غزة، يقول ذلك ونحن نسجل حتى الآن ارتقاء أكثر من ١٦٤٨٠ شهيداً فلسطينياً سبعون بالمائة منهم من الأطفال والنساء غير آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
هذه الدفاعات الغربية والعجز الدولى حتى عن الدفاع عن الطفل الفلسطينى، وعن حقوق الإنسان، تكشف عورة المجتمع المدنى وعجز مؤسساته عن الدفاع عن حقوق المستضعفين فى العالم. ما يحدث فى غزة من جرائم يُسقط بشكل قطعى يوم حقوق الإنسان العالمى من أجندة الاحتفالات العالمية ويحوله ليوم الظلم العالمى للإنسان الضعيف، ويوم الانحياز العالمى للإنسان القوى. الحرب على غزة هى حرب كاشفة للظلم فى العالم.
* أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشعب يتعرض لحرب إبادة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان من جرائم ما یحدث
إقرأ أيضاً:
رئيسة وزراء الكونغو الديمقراطية: مقتل 7 آلاف وتشريد 450 ألف شخص
قالت رئيسة وزراء الكونغو الديمقراطية جوديث سومينوا تولوكا، اليوم الإثنين، إن نحو 7 آلاف شخص لقوا حتفهم منذ يناير الماضي في القتال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع حركة إم 23 المتمردة المدعومة من رواندا.
وأوضحت رئيسة وزراء الكونغو الديمقراطية، خلال اجتماع رفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم، أن نحو 450 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير 90 مخيما للنازحين، بحسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء.
ويعد تقدم حركة إم 23، أخطر تصعيد في أكثر من عقد من الصراع الطويل الأمد في شرق الكونغو، وأثار استيلاء الحركة المتمردة على مساحات شاسعة من الشرق ورواسب معدنية قيِّمة، مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وحثت تولوكا، العالم، على التحرك وفرض "عقوبات رادعة" وسط عمليات النزوح الجماعي والإعدامات بإجراءات موجزة.
وأضافت: "من المستحيل وصف صراخ وعويل ملايين الضحايا في هذا الصراع".
وفي كلمته الافتتاحية في الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم "تختنق" وأشار إلى انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
منذ بداية العام، واجهت جمهورية الكونغو الديمقراطية خسائر متتالية في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو، مما أدى إلى تأجيج الانتقادات للاستراتيجية العسكرية للسلطات.
ترفض رواندا مزاعم الكونغو والأمم المتحدة والقوى الغربية بأنها تدعم حركة إم23 بالأسلحة والقوات.