الوطن:
2024-12-23@19:19:51 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: غزة بلا حقوق

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: غزة بلا حقوق

فى العاشر من ديسمبر يحتفل العالم بالذكرى السادسة والسبعين لحقوق الإنسان، الذى سبقه ما صرح به قبل أيام فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى عشية انهيار الهدنة الإنسانية وتجدد الحرب على غزة «الاستئناف الوحشى للأعمال العدائية فى غزة وأثرها المروع على المدنيين، يؤكد مرة أخرى الحاجة لوقف العنف، وإيجاد حل سياسى قائم على الأساس الوحيد طويل الأمد، وهو الاحترام الكامل لحقوق الإنسان للفلسطينيين والإسرائيليين».

كلمات المفوض العام لحقوق الإنسان تشخص الأحداث فى قطاع غزة، وينسى ما عاناه الشعب الفلسطينى خلال خمسة وسبعين عاماً من الاحتلال وإهدار حقوق الشعب الفلسطينى، ويحاول أن يرضى الاحتلال أمام عجز هذه المؤسسات الدولية لوقف الحرب على شعبنا الفلسطينى الذى يُقتل منه الأبرياء من الأطفال أمام مرأى ومسمع من العالم، ويساوى بين الضحية والجلاد.

فى القرن الحادى والعشرين نجد دولاً تدعى دفاعها عن حقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تدعمان الاحتلال الإسرائيلى بأسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض، والأسلحة الحديثة التى يرتكب بها الاحتلال الجرائم تلو الجرائم ضد شعبنا.

ومن نماذج إهدار حقوق الإنسان حتى لضيوف المؤسسات الدولية هو فيلم الاحتلال الإسرائيلى بإلغاء إقامة منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة السيدة لين هاستينغز، وذلك بسبب رفضها تبنى الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هذا السلوك يؤكد نهج الغطرسة الإسرائيلية، وإصرارهم على فرض روايتهم الكاذبة على العالم، ومن يخالفهم الرأى يصنف على أنه معادٍ للسامية ويبدأ الهجوم عليه، وذلك للتغطية والتعمية عما يحدث من جرائم حرب وإبادة جماعية فى فلسطين.

ما حدث مع السيدة لين حدث سابقاً مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد جوتيريش الذى رغم إدانته قتل المدنيين من كلا الطرفين، إلا أن هذا لم يشفع له عندما اعتبر ما يحدث فى غزة هو إبادة جماعية لشعب داخل سجن كبير.

وهذا ما يفسر تصريحات المدعى العام للجنائية الدولية كريم خان، الذى تبنى الرواية الإسرائيلية عندما تمت دعوته لزيارة الاحتلال ومستوطنات الغلاف واعتبر ما حدث يوم السابع من أكتوبر جريمة حرب ارتكبتها المقاومة الفلسطينية، ولم يكلف نفسه ليزور قطاع غزة أو حتى يشاهد ما يحدث بها من جرائم ضد الإنسانية ولم يتطرق لها، وحتى لم يتطرق لما يحدث من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى ومستوطنيه فى الضفة الغربية.

هذا بعض السلوك العام الإسرائيلى ضد المؤسسات الدولية، فما بالنا ونحن نتحدث عن سلوك مضاد للإنسانية وحقوق الإنسان فى فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، وما يشجع الاحتلال على ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية هو الدعم الغربى والأمريكى اللامتناهى للاحتلال، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية للدفاع عن الاحتلال ووصف ما يقوم به من جرائم هو للدفاع عن النفس، وآخرها ما قاله الناطق باسم الخارجية الأمريكية ميلز، الذى قال إنه لا يوجد دليل على تعمد الاحتلال قتل المدنيين فى قطاع غزة، يقول ذلك ونحن نسجل حتى الآن ارتقاء أكثر من ١٦٤٨٠ شهيداً فلسطينياً سبعون بالمائة منهم من الأطفال والنساء غير آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

هذه الدفاعات الغربية والعجز الدولى حتى عن الدفاع عن الطفل الفلسطينى، وعن حقوق الإنسان، تكشف عورة المجتمع المدنى وعجز مؤسساته عن الدفاع عن حقوق المستضعفين فى العالم. ما يحدث فى غزة من جرائم يُسقط بشكل قطعى يوم حقوق الإنسان العالمى من أجندة الاحتفالات العالمية ويحوله ليوم الظلم العالمى للإنسان الضعيف، ويوم الانحياز العالمى للإنسان القوى. الحرب على غزة هى حرب كاشفة للظلم فى العالم.

* أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعب يتعرض لحرب إبادة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان من جرائم ما یحدث

إقرأ أيضاً:

حقوق الإنسان تحصي حالات الانتحار في ديالى وتحمل الربا المسؤولية

حقوق الإنسان تحصي حالات الانتحار في ديالى وتحمل الربا المسؤولية

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان تحصي حالات الانتحار في ديالى وتحمل الربا المسؤولية
  • الأونروا: ما يحدث في مستشفى كمال عدوان انتهاك واضح للقوانين الإنسانية
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • الأمم المتحدة تبحث سُبُل حماية «حقوق الإنسان في ليبيا»
  • إسبانيا تدعو دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان
  • النائب أيمن محسب: اعتماد الأمم المتحدة قرارًا يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يُزيد من عزلة إسرائيل وحلفائها دوليا
  • نتفليكس تحصل على حقوق البث لكأس العالم للسيدات
  • «حقوق الإنسان» ترسل فريقاً إلى سوريا الأسبوع المقبل