فى الذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، يعيش المدنيون فى فلسطين تحت عنف مستهدف ومميت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى التى فرضت حصاراً غير قانونى كان له آثار مدمرة، تُوصَف وفقاً لقانون الأمم المتحدة بأنها انتهاكات بشعة وجرائم دولية، ويجب أن تكون هناك محاسبة عاجلة بشأنها.

ووفقاً لنصوص ميثاق حقوق الإنسان، فالقصة لم تبدأ اليوم، إذ عاش الشعب الفلسطينى خاصة سكان أهالى قطاع غزة تحت حصار غير قانونى لمدة 16 عاماً، وخاض الاحتلال الإسرائيلى ضدهم خمس حروب وحشية كبرى، لا تزال بدون محاسبة.

عضو «مفوضي حقوق الإنسان» بفلسطين: 7500 مفقود

وبات من الصعب على منظمات حقوق الإنسان توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب ضد المدنيين فى غزة، إذ تعمد الاحتلال الإسرائيلى قطع الاتصالات خلال القصف العنيف الذى يشنه على القطاع لطمس الأدلة ومنع توثيق جرائم الحرب ضد المدنيين، فيما ترفض العديد من الدول الغربية وقف إطلاق النار، كما نشهد تكميماً للأفواه التى تتضامن مع المدنيين العزل من النساء والأطفال، وترفض إقامة مسيرات لدعم هؤلاء، بل وتفض التظاهرات التضامنية بالقوة، رغم كون الغارات الجوية استهدفت مناطق ذات كثافة سكانية عالية بما فى ذلك الأسواق والمستشفيات.

وفى هذا الخصوص، ذكر د. عاصم خليل، عضو مجلس مفوضى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فى فلسطين، لـ«الوطن»، أن الحصار الإسرائيلى غير القانونى أدى إلى تحويل غزة إلى أكبر سجن مفتوح فى العالم، فارتفع عدد الشهداء فى العدوان الأخير إلى أكثر من 17 ألف شهيد بينهم 6 آلاف طفل و4.300 امرأة، وبلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية والأطباء 280، ومن طواقم الدفاع المدنى 26 شهيداً، ومن الصحفيين 77 صحفياً، فيما بلغ عدد المفقودين 7.500 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، وبلغ عدد الإصابات 41.316 مصاباً.

وأضاف: هناك أسر وعائلات بأكملها شُطبت من السجل المدنى، فيتم استهداف كل شىء فى قطاع غزة من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، وتزامن مع ذلك مقتل 79 فلسطينياً، من بينهم 20 طفلاً فى الضفة الغربية المحتلة، على أيدى القوات الإسرائيلية، أو مستوطنين، وسط تصاعد فى الاستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلى، واستفحال عنف المستوطنين المدعومين من الدولة. وأوضح عضو مجلس مفوضى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فى فلسطين، أن القصف الإسرائيلى على غزة خلق معاناة لا يمكن تخيلها للأشخاص الذين يواجهون أزمة إنسانية حادة أصلاً، فبعد 16 عاماً من الحصار الإسرائيلى غير القانونى، أصبح نظام الرعاية الصحية فى غزة على حافة الانهيار، واقتصادها فى حالة يرثى لها، فالمستشفيات تنهار، وهى بالكاد قادرة على التعامل مع عدد الجرحى، وتفتقر بشدة إلى الأدوية والمعدات المنقذة للحياة، مطالباً بحث إسرائيل على إنهاء حصارها الشامل، الذى قطع الغذاء والماء والكهرباء والوقود عن سكان غزة؛ والسماح، على وجه السرعة، بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة لحماية السكان المدنيين فى غزة من الهجمات غير القانونية، فضلاً عن فرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى جميع أطراف النزاع، نظراً لارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى الجرائم بموجب القانون الدولى. ويجب على الدول الامتناع عن تزويد إسرائيل بالأسلحة والأغراض العسكرية، بما فى ذلك التكنولوجيات الخاصة والمكونات والقطع، والمساعدة التكنولوجية، والتدريب، والمساعدات المالية أو غيرها.

وأشار إلى أن إسرائيل تحدث أكبر قدر من التدمير وإصابة الأطفال والنساء، لإدخال الرعب على سكان غزة لحثهم على الانتقال والرحيل من المناطق التى يسكنونها وتهجيرهم بشكل قسرى، كما أن هجمات إسرائيل المميتة، وغير القانونية، هى جزء من نمط موثق من الاستهتار بحياة المدنيين الفلسطينيين، وتظهر التأثير المدمر للهجوم العسكرى الإسرائيلى غير المسبوق الذى لم يترك أى مكان آمن فى غزة، بغض النظر عن الأماكن التى يعيش فيها المدنيون أو يبحثون فيها عن مأوى.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشعب يتعرض لحرب إبادة فى غزة

إقرأ أيضاً:

السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل فوق القانون وتستخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين

عواصم - الوكالات

في كلمة قوية ألقاها أمام محكمة العدل الدولية، وجّه محمد سعود الناصر، ممثل المملكة العربية السعودية، اتهامات مباشرة لإسرائيل بتجاهل القانون الدولي، واستمرارها في انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في قطاع غزة.

وقال الناصر إن إسرائيل "تتصرف كدولة فوق القانون، وترفض الالتزام بالرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة الذي طالبها بوقف عدوانها على غزة". وأضاف أن "حصار إسرائيل لغزة لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو إنساني، ويعبّر عن نهج وحشي تجاه المدنيين".

وأشار الناصر إلى أن إسرائيل تجاهلت التدابير المؤقتة الصادرة عن المحكمة، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك بتسخير الذكاء الاصطناعي لاستهداف المدنيين، مما أدى إلى تحويل القطاع إلى كومة من الركام.

وأكد أن على إسرائيل، باعتبارها دولة احتلال، الامتثال لواجباتها القانونية، وعلى رأسها تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وضمان حقوق الفلسطينيين الأساسية في الصحة والتعليم.

وجاءت كلمة السعودية خلال جلسات محكمة العدل الدولية المنعقدة من 28 أبريل إلى 2 مايو، والتي تناقش رأيًا استشاريًا بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قانونية ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمشاركة 44 دولة وأربع منظمات دولية، من بينها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وتستند الجلسات إلى رأي استشاري سابق للمحكمة صدر في يوليو 2024، أعلن أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ 1967 غير قانوني، وطالب بإنهائه الفوري وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم.

مقالات مشابهة

  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • الدفاع المدني والهلال الأحمر يقدمان دفعة إغاثية للمتضررين من القصف الأمريكي في العاصمة
  • الحوثي: القصف الأمريكي على المدنيين في اليمن لن يمنح واشنطن نصراً ولن يوقف تطوير قواتنا
  • الصحة: 51 شهيدًا و113 مصابًا وصلوا مشافي غزة خلال 24 ساعة
  • الصحة فى غزة: 51 شهيدا و113 مصابا حصيلة ضحايا عدوان إسرائيل خلال 24 ساعة
  • إسرائيل تنفي تحقيق تقدم بالمفاوضات وعائلات الأسرى تطالب باتفاق
  • تكريمًا لتضحياتهم.. مجلس الوزراء يدرج 401 شهيد و38 مصابًا في صندوق تكريم الشهداء
  • السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل فوق القانون وتستخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين
  • ممثل السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل وظّفت الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تخير سكان غزة بين القصف أو التهجير