القاهرة تنذر تل أبيب.. إسرائيل تفقد صوابها في غزة| ومصر تفسد مخططاتها
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
جددت مصر رفضها للمخططات المسمومة التي يسعى المسؤولون في إسرائيل لتنفيذها داخل قطاع غزة، منذ تجدد الصراع بين قوات الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر 2023 على خلفية عملية طوفان الأقصى.
وتعمل إسرائيل على تهجير سكان غزة من بيوتهم وأراضيهم قسريا من شمال القطاع إلى الجنوب ومنه إلى داخل مصر أو أية وجهة أخرى، وخلق منطقة عازلة في الشمال لحماية المستوطنات القريبة من غلاف غزة والتي قامت المقاومة بمهاجمتها في أكتوبر الماضي.
وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة أكثر من شهرين، حيث تجري داخل القطاع عملية عسكرية دامية تهدف لتفريغ القطاع من سكانه البالغين 2.3 مليون نسمة وابتلاع أراضيه، وطرح كبار المسؤولين داخل الدولة العبرية فكرة تهجير سكان القطاع إلى مصر والضغط عليها للاستجابة لذلك، وهو ما ترفضه مصر حكومة وشعبا، مؤكدة أنه "لا تهجير ولا تصفية للقضية الفلسطينية".
وقال وزير الخارجية سامح شكري، في مقابلة مع مذيع (CNN)، جايك تابر، إن "كل التقارير الواردة من وكالات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك كارثة إنسانية" ستحل في غزة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن تصفية القضية الفلسطينية بإزالة كل الفلسطينيين من الأرض غير مقبول"، مؤكدًا أن ذلك "انتهاك للقانون الدولي الإنساني".
وقال شكري تعليقًا على تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المادة (99): "بالتأكيد سيقوم الأمين العام بتفعيل المادة (99) نظرًا إلى مسؤوليته في تقييم مجلس الأمن لأي تهديد للسلام والأمن الدوليين"، مضيفًا: "كل التقارير الواردة من وكالات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك كارثة، كارثة إنسانية ستحل من حيث الظروف في الوقت الحالي، يعاني المدنيون في غزة من نقص الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والصرف الصحي والرعاية الصحية وهذا أمر كارثي تمامًا".
والمادة (99)؟ هي مادة تسمح بإحالة أي مسألة يعتقد أنها تهدد "السلام والأمن الدوليين" إلى مجلس الأمن.
كما تطرق وزير الخارجية إلى قضية خروج الفلسطينيين عبر معبر رفح وسبب رفض مصر مغادرة سكان غزة القطاع وانتقالهم إلى سيناء قائلًا: "سيشكل هذا انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. أي شكل من النزوح، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، يعتبر انتهاكًا، ولن نصبح طرفًا في مثل هذا الانتهاك".
وتابع بالقول: "لكن الفلسطينيين أنفسهم لا يريدون المغادرة، ويجب ألا يتم تهجيرهم قسراً، وتصفية القضية الفلسطينية بإزالة كل الفلسطينيين من الأرض غير مقبول وكما قلت فإنه انتهاك للقانون الدولي الإنساني".
فيما وجهت مصر تحذيرا مزدوجا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بقطع العلاقات حال تم إجبار الفلسطينيين على الهرب من قطاع غزة باتجاه سيناء.
قطع العلاقات مصر وإسرائيلولطالما اعتبرت مصر - بحسب "مونت كارلو الدولية"، أن هذا الموضوع يمس أمنها القومي، ومع مراقبة مجريات الحرب في غزة، يبدو أن مستوى القلق بدأ بالارتفاع لدى القاهرة من أن تقوم إسرائيل بتهجير جماعي لسكان القطاع وإعادة سيناريو النكبة.
وأورد موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن مصر وجهت تحذيرا لكل من واشنطن وتل أبيب بشأن "قطع العلاقات" الثنائية في حال تم إجبار الفلسطينيين على اللجوء إلى سيناء.
سيناء خط أحمر.. 5 رسائل مهمة من الرئيس السيسي لـ جو بايدن خطة مسمومة| صحيفة عبرية تكشف تفاصيل مخطط إسرائيل لإجلاء الفلسطينيين إلى مصروتحدث الموقع عن الموقف المصري من الحرب في غزة، وأن القاهرة تعتبرها تهديدا لأمنها القومي، وأن الحكومة المصرية تقوم بما بوسعها لمنع "تهجير الفلسطينيين" ووصولهم إلى أراضيها.
وقال موقع أخبار الأمم المتحدة، إنه نظرا لحجم الخسائر في الأرواح في غزة وإسرائيل في غضون فترة وجيزة، أرسل أنطونيو جوتيريش الأمين العام للمنظمة الأممية خطابا إلى رئيس مجلس الأمن يفعل فيه للمرة الأولى المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة، وهي مادة نادرًا ما تستخدم في ميثاق الأمم المتحدة، حيث كان آخر استخدام لها في عام 1971 وقت الحرب الهندية الباكستانية أي قبل 52 عاما من الآن.
وأتت خطوة جوتيريش، بعد أن كرر دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، وفقاً لموقع "أكسيوس".
كما كتب جوتيريش في رسالته إلى مجلس الأمن، أن العالم يواجه خطرا شديدا لانهيار النظام الإنساني، مشدداً على أن الوضع يتدهور بسرعة ويتحول إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة.
وأضاف أنه يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي ثمن، مكرراً دعوته إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلاً: "هذا أمر ملح".
رفض عالمي لمخطط التهجيروفيما يخص مخطط التهجير إلى مصر، فقد قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، الخميس 7 ديسمبر 2023، إنه "لن يكون هناك تهجير قسري لأهالي غزة"، مشيرا إلي أن "ما يحدث في غزة يمثل تهديدا للأمن والاستقرار الدوليين".
وكان هناك لقاء الاسبوع الماضي جمع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس بالرئيس عبد الفتاح السيسي في دبي بدولة الإمارات على هامش قمة المناخ كوب 28.
وأكدت نائبة الرئيس أن الولايات المتحدة لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو حصار غزة، أو إعادة رسم حدود غزة.
وناقشت نائبة الرئيس الأفكار الأمريكية للتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع في غزة بما في ذلك الجهود المبذولة في إعادة الإعمار والأمن والحكم.
وأكدت أن هذه الجهود لا يمكن أن تنجح إلا إذا تمت متابعتها في سياق أفق سياسي واضح للشعب الفلسطيني نحو دولة خاصة به تقودها سلطة فلسطينية متجددة وتحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي ودول المنطقة.
كما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أنه لم ولن يتخلى عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مهما كانت التضحيات، مشددا على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني: لن نسمح بتمرير التهجير القسري لأبناء شعبنا الفلسطيني، سواء في قطاع غزة، أو في الضفة الغربية، بما فيها القدس.
مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وضع في عام 2000 على يد جنرال جيورا آيلاند الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي.
مخطط مسموم من إسرائيلونصت الخطة على أن تنقل مصر إلى قطاع غزة، مناطق من سيناء، مساحتها 720 كيلومترا مربعا، وهذه الأراضي عبارة عن مستطيل ضلعه الأول يمتد على طول 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر المتوسط من رفح غربا حتى العريش، وبعرض 20 كلم داخل سيناء. إضافة إلى شريط يقع غرب كرم أبو سالم جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر.
وتؤدي هذه الزيادة إلى مضاعفة حجم قطاع غزة البالغ حاليا 365 كيلومترا مربعا إلى نحو 3 مرات، وأن توازي مساحة 720 كيلومترا مربعا نحو 12 في المائة من أراضي الضفة الغربية.
ومقابل هذه الزيادة على أراضي غزة، يتنازل الفلسطينيون عن 12% من أراضي الضفة الغربية التي ستضمها إسرائيل إليها، شاملة الكتل الاستيطانية الكبرى، وغلاف مدينة القدس، ومقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر لتوسيع قطاع غزة، ستحصل من إسرائيل على منطقة جنوب غربي النقب، توازي تقريبا مساحة المنطقة التي ستتنازل عنها، وبعد ذلك تسمح إسرائيل لمصر بارتباط بري بينها وبين الأردن، من خلال حفر قناة بينهما، وستمر القناة التي يبلغ طولها نحو 10 كيلومترات من الشرق إلى الغرب، على بعد 5 كيلومترات من إيلات، وتكون خاضعة للسيادة المصرية.
واقترح آيلاند أن تقترح أوروبا المشروع وتتبناه الولايات المتحدة ومصر والأردن، لكن الفلسطينيون رفضوه تماما، حتى اقترح الرئيس المعزول محمد مرسي توسيع غزة عبر أراضي سيناء على قادة حماس وعلى الرئيس الفلسطيني.
وقال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مخطط دائم ومستمر اتخذ شكل التطبيق خلال العام الأسود من حكم جماعة الإخوان لمصر حينما طرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الفكرة على محمد مرسي وتحدث عنها أيضا مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع في مسألة توطين الفلسطينيين في شمال سيناء.
وأضاف عارف خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه على الرغم من موقف الجماعة الإرهابية وتكذيبها لهذه التصريحات إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد في تصريحات خاصة عام 2018 من أنه كانت هناك مفاوضات بالفعل تجرى بين جماعة الإخوان الإرهابية والإدارة الأمريكية وإسرائيل لإقرار فكرة توطين الفلسطينيين من أبناء غزة في شمال سيناء.
وأكمل عارف: الحقيقة فإن المصريين والفلسطينيين وقفوا ضد هذا المخطط الذي تطرقت إليه المراسلات المتبادلة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وقادة الجماعة الإرهابية.
وتابع: كل مؤتمرات القمة العربية على مدى العقود الماضية رفضت فكرة توطين الفلسطينيين في أي من الدول العربية لأنها تعني تفريغ للقضية الفلسطينية من مضمونها وترك الاحتلال الإسرائيلي يعبث بالأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل غزة تهجير سكان غزة سامح شكري سيناء الرئیس الفلسطینی الفلسطینیین من الأمم المتحدة الضفة الغربیة الأمین العام مجلس الأمن قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هذا ما طلبه الرئيس عون من المفوض السامي للامم المتحدة
ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان يريد عودة النازحين السوريين الى بلادهم في اسرع وقت ممكن، لا سيما بعد زوال الاسباب التي ادت الى نزوحهم الى لبنان"، وطلب من غراندي "المباشرة بتنظيم مواكب العودة للنازحين"، داعيا المجتمع الدولي الى "توفير الدعم المادي والانساني لتحقيق هذه العودة، لا سيما وان بعض الدول بدأت فعلياً باعادة النازحين السوريين الى بلادهم".
واعرب الرئيس عون عن امله في ان "يستمر التعاون بين لبنان والمفوضية، في سبيل تحقيق الاهداف المشتركة".
وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، غراندي ترافقه مديرة مكتب المفوض السامي في جنيف شهرزاد طادجباخش، المديرة الإقليمية لمكتب المفوضية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ريما جاموس، كبيرة المستشارين لشؤون الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا رولا امين، ليزا أبو خالد وحسام الحريري.
في مستهل اللقاء، هنأ غراندي الرئيس عون على انتخابه، واستذكر لقاءهما خلال شهر تشرين الأول الماضي، منوها بما ابداه الرئيس عون من "ايجابية وقيادة حكيمة على رأس المؤسسة العسكرية".
وإذ لفت الى "تقديرات المفوضية بعودة اكثر من 200 الف نازح سوري الى بلادهم من الدول التي نزحوا اليها، بما فيها لبنان وسوريا والأردن وغيرها منذ تغيير النظام في سوريا في الثامن من كانون الأول الماضي"، اشار الى ان "هناك عددا آخر يرغب أيضا في العودة". وقال: "ان استطلاعا للرأي تقوم به المفوضية يظهر زيادة عدد الراغبين بالعودة من حوالى 1 بالمئة الى 30 بالمئة، في غضون أسابيع".
أضاف: "رسالتنا اليوم هي اننا نريد ان نستثمر بما تحقق ودعم العائدين، وقد باشرنا بالفعل في ذلك"، لافتا الى ان "علاقة المفوضية مع السلطات الجديدة على امتداد الأراضي السورية بناءة، وهم باشروا باعطاء أولوية لمسألة عودة النازحين"، مشيرا الى ان "المفوضية ترغب في العمل مع لبنان على بناء طريقة عملية لدعم هذه العودة، والى أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه رئيس الجمهورية مع المجتمع الدولي تحقيقا لذلك".
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على ان "الهدف الأساس يجب ان يكون عودة النازحين الى بلادهم لا لبقائهم في لبنان الذي لم يعد باستطاعته تحمل عبء ما يشكلونه عليه على مختلف المستويات".
وإذ لفت الرئيس عون الى "عودة عدد من النازحين بعد التطورات الأخيرة في سوريا"، أشار الى ان "هناك عددا آخر قد دخل الى لبنان بعد تلك التطورات". وقال: "نريد عودة النازحين في اقرب فرصة ممكنة ونحن حاضرون للتعاون معكم في شتى الوسائل"، مشددا على "أهمية العمل على وقف التسلل عبر جانبي الحدود بين البلدين".
تصريح غراندي
وبعد اللقاء، قال غراندي في تصريح: "قدمت التهاني لرئيس الجمهورية على انتخابه. لقد وصلت الى لبنان في مستهل زيارتي الى المنطقة التي ستستغرق نحو اسبوع، حيث سأزور سوريا وتركيا والاردن"، واعتبر ان "هدف الزيارة هو البحث في مسألة النازحين السوريين، في ظل التغييرات السياسية الجديدة في سوريا والتي نعتقد انها ستفسح المجال امام هؤلاء النازحين للعودة الى بلدهم ومغادرة الدول التي تستضيفهم، ومن بينها لبنان الذي كان كريماً جداً وبالغ الصبر في استضافتهم قرابة 14 عامأ".
اضاف: "منذ سقوط النظام السوري في 8 كانون الاول الفائت، فقد عاد، وفق تقديراتنا، نحو 200 الف سوري الى بلدهم من مختلف انحاء العالم. تذكرون انه خلال الحرب الاخيرة التي شهدها لبنان في ايلول وتشرين الاول الماضيين، عاد بالفعل اكثر من 450 الف نازح سوري. وبالتالي، نجد ان هناك عدداً مهماً من النازحين قد عادوا وهم يحتاجون الى الدعم لتكون هذه العودة دائمة. لذلك، من المهم تأمين الدعم المادي ولكن ايضاً اعادة الحياة الى المناطق التي سيحلون فيها، والا فسيعمدون الى المغادرة مجددا وربما العودة الى الدول التي كانت استضافتهم. من هنا، ناشدت، خلال لقائي الرئيس عون، وجوب العمل معاً مع الدول المانحة، لضمان وصول المساعدات الى سوريا لتثبيت العودة وفتح المجال امام الآخرين ليعودوا ايضاً، فهناك مئات الآلاف من النازحين لا يزالون هنا في لبنان وفي تركيا والاردن وغيرها من الدول".
لقد كان اللقاء مع الرئيس عون ايجابيا جدا، وعلى الرغم من المشاكل الرئيسية التي يواجهها اكانت سياسية او عسكرية، الا انه يركز كثيرا على هذه المسألة وهو على توافق معنا حول الطريقة التي يجب ان نعمل بها".
وتابع: "سأزور ايضاً الرئيسين نجيب ميقاتي ونواف سلام اليوم، للبحث في امور اكثر عملية حول كيفية تسريع العودة. المهم هو ان نتذكر ان السلطات السورية الجديدة رحبت بعودة النازحين وهو امر جيد، ويجب عليها ايضاً ان تستمر على المسار الايجابي لناحية احترام الاقليات والمحافظة على حقوق الجميع، ونقل سوريا الى افق جديد يمنح الثقة للجميع بمن فيهم النازحون. وسألتقي السيد الشرع يوم السبت لبحث هذه الامور، لانه علينا ان نتعاون جميعاً لمواجهة هذا الموضوع، وهو قد ابلغنا انهم اذ يرحبون بعودة السوريين، الا انهم طلبوا تنظيم العودة بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة، لان من شأن هذا الامر خلق مشاكل كثيرة في ظل التحديات العديدة التي تواجهها سوريا حالياً، وهو امر منطقي. لذلك اعتقد انه سيبقى نازحون في الدول التي تستضيفهم ولكن عددهم سيخف تدريجياً، وسنواصل العمل مع هذه الدول في هذا المجال".
واردف: "اردت ان اكون واضحاً، وكما قلت للرئيس عون فإن الامم المتحدة ستبقى شريكاً مهماً في هذا الجهد مع السلطات اللبنانية، واذكر انه خلال زيارتي الاخيرة الى لبنان، التقيت الرئيس عون في وزارة الدفاع حيث كان قائداً للجيش، وكانت القنابل تنهال على بيروت، وقمنا بكل جهد ممكن في ذلك الوقت لمساعدة النازحين اللبنانيين من البلدات والقرى التي اضطروا الى مغادرتها، ولا زلنا مستعدين لمساعدتهم حتى حل هذه المشكلة".
حوار
ثم دار بين غراندي والصحافيين الجوار التالي:
سئل عما سيحمله من أفكار الى السلطات السورية حول عودة النازحين، فأجاب: "انه وضع معقد، الأمم المتحدة تضع خطة شاملة حول كيفية مساعدة السلطة السورية الحديثة، للتحرك بالاتجاه الصحيح، ليس فقط في ما يتعلق بالنازحين، بل ايضاً في مختلف التحديات الأخرى، كنظام التعليم، والمياه، والكهرباء، والبنية التحتية، واي قطاع يحتاج الى إعادة البناء، والتعامل مع مسألة العودة سيكون جزءا من هذه الخطة. اخبرت الجميع انه ليس بإمكاننا الانتظار لأن الناس بدأوا بالفعل يعودون الى بلادهم، لذا بدأنا بتنفيذ برنامج لدعم العائدين من دول مختلفة عبر تقديم مساعدات مادية، وغيرها من وسائل الدعم. اذاً ما علينا الآن مناقشته في لبنان هو كيف يمكننا العمل معاً بطريقة عملية مع الحكومة الجديدة من اجل دعم العائدين الى بلادهم، فهناك أمور كثيرة علينا مواجهتها، مثل كيفية تسجيلهم، ومساعدتهم، وماذا يمكن ان نفعل في لبنان، وماذا يمكن ان نفعل بعد عودتهم الى سوريا. وبعدها في سوريا، يجب ان يكونوا جزءا من خطة المساعدة، وعلينا ان نقرر ما هي الأولويات، هل هو السكن، او الأمور القانونية علما ان الكثيرين منهم لديهم مشاكل متعلقة بالملكية. الامر الجيد هو اننا في سوريا لدينا خبرة بالتعامل مع هذه المشاكل، ولدينا أيضا القدرة، وعلينا فقط بدء العمل. الأطراف الثلاثة المعنية في هذا العمل هي الدول المضيفة كلبنان، والدولة المعنية أي سوريا، والدول المانحة التي عليها تقديم الدعم. علينا جميعا ان نعمل معا لمواجهة واحدة من المسائل التي كانت حتى الفترة الاخيرة، بالغة الصعوبة وهي لم تعد كذلك الآن و اليوم لدينا فرصة".
وردا على سؤال عن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أجاب: "اللاجئون الفلسطينيون ترعى شؤونهم منظمة الاونروا التي تواجه تحديات كبيرة. الحل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يتم فقط حين يتم التوصل الى حل سياسي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. برغم ان المفوضية ليست معنية بذلك، الا اننا نتابع التطورات. عندما تم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة الذي سمح للسكان هناك بالتقاط انفاسهم، قلنا ان هذا الاتفاق يجب ان يؤدي الى اتفاق سلمي قابل للحياة، بحيث لا نحتاج الى اتفاق آخر بعد عدة سنوات. وهذا ما يجب العمل عليه الآن بعد إتمام اتفاق وقف اطلاق النار، وفي هذا الاطار يجب النظر الى الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. ولكن موضوع اللاجئين الفلسطينيين ليس من شأننا كمفوضية، ولسنا منظمة غير حكومية، وعلينا الالتزام بما يتم تفويضنا به من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة".
وفد الصليب الأحمر
واستقبل الرئيس عون وفد الصليب الاحمر اللبناني برئاسة الدكتور انطوان الزغبي الذي القى كلمة، هنأ فيها الرئيس عون بانتخابه، واشاد بـ"المزايا التي عرفه بها الجميع حين كان قائدا للجيش"، واعتبر انه سيكون "املا لغد لبنان ورسالته ودوره"، مشددا على "وقوف جمعية الصليب الاحمر اللبناني الى جانب الرئيس عون".
وعرض الوفد مطالب الجمعية والمصاعب التي تواجهها للقيام بعملها والمهمات المطلوبة منها على اكمل وجه.
ورد رئيس الجمهورية بالترحيب بالوفد، شاكرا اياه على التهنئة، مقدرا "التضحيات التي يقوم بها الصليب الاحمر والشفافية في تعاطيه مع الناس"، مستذكرا المهمات التي قامت بها هذه الجمعية في مختلف الظروف، "خصوصا في اوقات الحروب والمواجهات العسكرية، ان مع اسرائيل او مع المنظمات الارهابية".
واعتبر ان "ما يقوم به المتطوعون في الصليب الاحمر، هو قمة الانسانية بهدف خدمة لبنان والمواطنين من دون مقابل وبشجاعة لافتة، وهي اعلى درجات التضحيات"، وأمل ان "تعمل مؤسسات الدولة كافة بالمثل وبالاهداف التي تعمل في ظلها جمعية الصليب الاحمر"، مؤكدا دعمه لها "لتبقى على هذا المسار والنهج".
وضم الوفد، الأمين العام جورج كتاني، نائب الرئيس فادي الصيداوي، امين الخزينة محمد منصور، مسؤولة قطاع الخدمات الطبية والاجتماعية امينة فواز، مسؤول قطاع بنوك الدم باسل المكاوي، مسؤولة قطاع الإسعاف والطوارىء روزي بولس، مسؤول الدائرة القانونية طوني الزغبي، مسؤول قطاع الناشئين والشباب سامر أبو نادر، مدير قطاع الإسعاف والطوارىء الكسي نعمة، مديرة قطاع بنوك الدم الدكتورة ريتا فغالي، مدير قطاع الخدمات الطبية والاجتماعية حسن سعد، مديرة قطاع الناشئين والشباب مريانا بدر، مدير قطاع إدارة الكوارث زياد الريس ومساعد الأمين العام للشؤون العملانية عبد الله زغيب.
رياشي
وعرض الرئيس عون مع النائب ملحم رياشي، للاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات السياسية والميدانية التي تشهدها المنطقة.
وفد الجامعة اللبنانية الاميركية
والتقى الرئيس عون رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور شوقي عبد الله على رأس وفد من الجامعة، ضم، الدكاترة: جورج نصر، نور حجار وكريستيان اوسي، اتى للتهنئة بانتخابه، وللتمني أن يكون هذا الانتخاب "بارقة امل بالنسبة الى لبنان للخروج من ازماته، ومن المشاكل التي يعاني منها".
وعرض الدكتور عبد الله للرئيس عون، عمل الجامعة والنشاطات التي تقوم بها على الصعد التربوية والاجتماعية، واضعا كل امكاناتها في تصرف رئيس الجمهورية "لناحية التدريس والتدريب والدراسات، والتعاون مع جامعات اخرى للمحافظة على المستوى العالي للتعليم الجامعي في لبنان".
من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، وهنأ الدكتور عبد الله على تعيينه رئيسا للجامعة، مركزا على "اهمية القطاع الجامعي في لبنان في تخريج جيل شاب قادر على احداث التغييرات اللازمة في مسيرة النهوض التي ستبدأ لاعادة لبنان الى دوره الريادي الذي لطالما لعبه في المنطقة والعالم".